هـَواجـِسُ الـقــَريـضْ
يـهـيـجُ لـظـى الضـّنا مـوتـاً زؤامـا
سـمــاءٌ بـالأسـى أمـسـت قََـتَـامــــــــــا
تـهـافـتـتِ الـهــُمـومُ كـسـِـرْبِ نـَبــْـل ٍٍ
أصـابَ الـجـسـمَ لـحـمـاً و الـعـِظـامـــــــا
رمـَتـْـه ُ بـغـْـتـَــة ً قـُـضُـــبٌ بـغــَدر ٍ
لـهـا سـيــقَ الـردى , وبـهـا اسـتـدامــــا
رمَـتْ ونـصـالـُهـا مـنــهُ الـبـلايــــا
تـفـــوحُ الـى المـَـدى عَبَــقـاً تســـامـى
رمَـتْ كـالـريـح ِ عـاتـيـةً ً بـِطـَعـْــن ٍ
ونُــكـْس ٍ أسْـكــَنـا صَـدري سـَقـامــــــــا
تـُراقـِبُـنـي الـنـجـومُ بـِصَـدْر ِ لـيـْـل ٍ
أزاح َ ســُكـونُـهُ الـزمـنَ انـعـدامــــــــــــا
يُـســـائـلـُني الـفـؤادُ أمـِن طـبـيــبٍ
فـيـنـتـزعُ الأسـِنًّــة َ و الـسِّـهـامــــــــــــــا
وهـل أقـصى سـوادُ الـلـيـلِ ِ نـُوراً
لِـبـَـــدْر ٍبـاتَ مَـطــْْلـَعُـه مَـرامـــــــــــــــا
و هـل لـلـروح ِأن تـبـقى بـِجِـسْــم ٍ
وفـيـه الـنَصْـلُ لا يـبـْغي انـصـرامـــــــا
فـكـم دونَ الـمـنـيـة ِ من عـليــــــلٍ
تـكـونُ لـه الحـيـاةُ أذىً و سامـــــــــــا
إذا الإظـلام أقـْبـَلَ ضِـقــْْت ُ ذرْعـــاً
فـكـم دمْـعـاً أَسَـلـْـتُ بـه سِـجـامــــــــــــا
بــدا رســْمـاً تــَخـَضَّـبَ بالـرزايـــا
فـلـيـس لـه سـوى الـبـؤسُ ارتـسـامــــا
ومـا غـمّي كـقَـَطـْر ٍ فـوق زهــْـرٍ
بـلـى , عـَـرُمَ الـنـدى سَـيـلا ً عُـرامـــــــا
و مــا نــالَ الـكـرى بالـسّــُهـــد إلا
كـنـيـل ِسَـنـا الـشّـهـابِ رمـى الظلامـــــا
تـدلـّى خـيـطُ بـرْق ٍ ذي ســـــــنـاءٍ
تـوارى بـعـد لْـمْـع ٍ و اسـتـنـامــــــــــــا
و صـدري أشـفـقـت منـه ضـلوعي
كـأن عــلـى جـوانـبـــه حِـمــامـــــــــــــــا
و نـفـسـي تـسـتـقـي بـالصـبـر نوراً
وحـيـن الـجـرحُ صاغ لـهـا كـلامـــــــا
تـؤازرُنـي هـواجـسُ مـن قـريــض ٍ
ونـَـظـْـم ٍ يـسـألُ الـشَـجــْوََ انـهـزامــــــا
و بـعـد ئـذٍ بـصـمـت ٍقـُــدَّ صـــــدْرٌ
كـتـومُ الـنـزْع يـشـتـعـل ُ اضـطـرامــــــا
و جـيئَ بـومْـضـةٍ مُـزِجـَـت بـطـيْفٍ
فـذا جـُُرحٌ أ ُكــابـده ُ الـتـئـامـــــــــــــــا
تـنـفـسَ خِـلـْســــة ً وَهَـجٌ لـنـجْــــم ٍ
بـريــقٌ , ضُـوءُه شـقّ الـغـمـامـــــــــا
ولـولا أن بـي قـبــَسٌ دفـيـــــــــنٌ
لـذقــت الـمـوت فـي لـيـــل ٍ تـنـامــــــى
فـإن الـلـيـلَ أخـبـرَ كـل نـجـــم ٍ
إذا لـم يـقـتـبـسْ ، يـردى لِــزامــــــــا
قـلـوبٌ أوهـمـتـنـي بالـتـّـصــافـي
وجــاءَ صَــنــيــعُ مــَن نــَزعَ الـلـثـــــامــــا
اذا الـمـرءُ ارتـضى سـوءَ الـنـوايـا
فـسِـرْ لـلهْـجـر ِ كي تـجـني السلامـــــا
ولا تـصـحـب ثـريــا ً ذاق فـقــــراً
فـخـاويـــة ٌ مـحـارتـُـــــه دوامــــــــــــا
و إن مـُُلـئـتْ فـظــَمْـأى عـيـنُـه كلـّ
ـمـا ازدادَ الـثـراءَ طـغـى انـتـقـامــــــــا
لـيـجـمـع رزقَـَــهُ ظـُلـمـا ًً و سُــحْـتـاً
لأجـل الـمـال قـد ألــِِفَ الـحـرامـــــــــا
صـديـق ٌ كـان بـالـيـسـرى وفـيـــــاً
و بـالـعـُسـرى تـنـصّـلَ و اسـتـضــامــــا
فـمـا لـي ! كـيـف أحـسـبُـه صـديـقـا ً؟
لـَعـاً لـلـنـذل ِ يـمـتِـهـنُ الـكِـرامــــــــا !
و مـا يـرقـى الـوضـيـعُ بـوفـرِ مـال ٍ
و لا جـاهٌ لـه يُـزْجـي احـتـرامــــــــــــا
و لا تـأمـَـن لــه ُ قــولاً و فـعـــلا ً
و لا ذو ذِمــةٍ يــرعــى الـذِمــامـــــــــــا
و ذو عِـظــَم ٍ حـفـيـظُ ُ لـســانـه مـن
يـُمـيـتُ الـغـيـظ َ مـُجـتـنـبـاً صِـدامـــــــا
و قـد زيــــدَ الـحـلـيـمُ عــلاءَ قــَـدْر ٍ
و أ ُســْكِـنَ قـلـبُـه دومــاً وئـامــــــــــا
فـتـىً أحـوالــــه إنْ حــل َّ لـيـــــلٌٍ
يـبـيـتُ مُـغـاضـبـاً أســَـــدا ً هُـمــامــــــا
غــدا أنـْـدى الأنـام ِ يـداً وقـلـبــــاً
حـكيــمَ الـعـقـل ِ إذ ْ هَـجـَـرَ الـلـئــامـــا
هُـوَ الـدَّمِـثُ العـزيـزُ أعـزّ نـفْـسـاً
فـكـان بـغُـرّةِ الـقـوم الـسّـنـامــــــــا
و كـان الـبـدر َ و الأسـمـى عُـلـواً
لـمـن سَـكـنَ الـعُـلى أضـحى إمــامـــا
اذا مـا الـمـرءُ حـاد َ عـن الـدنـايـا
تـشـرفـتِ الـسّـمـاءُ بـه مَـقـامـــــــــــا
(البحر الوافر)
ماهر الرمحي
يـهـيـجُ لـظـى الضـّنا مـوتـاً زؤامـا
سـمــاءٌ بـالأسـى أمـسـت قََـتَـامــــــــــا
تـهـافـتـتِ الـهــُمـومُ كـسـِـرْبِ نـَبــْـل ٍٍ
أصـابَ الـجـسـمَ لـحـمـاً و الـعـِظـامـــــــا
رمـَتـْـه ُ بـغـْـتـَــة ً قـُـضُـــبٌ بـغــَدر ٍ
لـهـا سـيــقَ الـردى , وبـهـا اسـتـدامــــا
رمَـتْ ونـصـالـُهـا مـنــهُ الـبـلايــــا
تـفـــوحُ الـى المـَـدى عَبَــقـاً تســـامـى
رمَـتْ كـالـريـح ِ عـاتـيـةً ً بـِطـَعـْــن ٍ
ونُــكـْس ٍ أسْـكــَنـا صَـدري سـَقـامــــــــا
تـُراقـِبُـنـي الـنـجـومُ بـِصَـدْر ِ لـيـْـل ٍ
أزاح َ ســُكـونُـهُ الـزمـنَ انـعـدامــــــــــــا
يُـســـائـلـُني الـفـؤادُ أمـِن طـبـيــبٍ
فـيـنـتـزعُ الأسـِنًّــة َ و الـسِّـهـامــــــــــــــا
وهـل أقـصى سـوادُ الـلـيـلِ ِ نـُوراً
لِـبـَـــدْر ٍبـاتَ مَـطــْْلـَعُـه مَـرامـــــــــــــــا
و هـل لـلـروح ِأن تـبـقى بـِجِـسْــم ٍ
وفـيـه الـنَصْـلُ لا يـبـْغي انـصـرامـــــــا
فـكـم دونَ الـمـنـيـة ِ من عـليــــــلٍ
تـكـونُ لـه الحـيـاةُ أذىً و سامـــــــــــا
إذا الإظـلام أقـْبـَلَ ضِـقــْْت ُ ذرْعـــاً
فـكـم دمْـعـاً أَسَـلـْـتُ بـه سِـجـامــــــــــــا
بــدا رســْمـاً تــَخـَضَّـبَ بالـرزايـــا
فـلـيـس لـه سـوى الـبـؤسُ ارتـسـامــــا
ومـا غـمّي كـقَـَطـْر ٍ فـوق زهــْـرٍ
بـلـى , عـَـرُمَ الـنـدى سَـيـلا ً عُـرامـــــــا
و مــا نــالَ الـكـرى بالـسّــُهـــد إلا
كـنـيـل ِسَـنـا الـشّـهـابِ رمـى الظلامـــــا
تـدلـّى خـيـطُ بـرْق ٍ ذي ســـــــنـاءٍ
تـوارى بـعـد لْـمْـع ٍ و اسـتـنـامــــــــــــا
و صـدري أشـفـقـت منـه ضـلوعي
كـأن عــلـى جـوانـبـــه حِـمــامـــــــــــــــا
و نـفـسـي تـسـتـقـي بـالصـبـر نوراً
وحـيـن الـجـرحُ صاغ لـهـا كـلامـــــــا
تـؤازرُنـي هـواجـسُ مـن قـريــض ٍ
ونـَـظـْـم ٍ يـسـألُ الـشَـجــْوََ انـهـزامــــــا
و بـعـد ئـذٍ بـصـمـت ٍقـُــدَّ صـــــدْرٌ
كـتـومُ الـنـزْع يـشـتـعـل ُ اضـطـرامــــــا
و جـيئَ بـومْـضـةٍ مُـزِجـَـت بـطـيْفٍ
فـذا جـُُرحٌ أ ُكــابـده ُ الـتـئـامـــــــــــــــا
تـنـفـسَ خِـلـْســــة ً وَهَـجٌ لـنـجْــــم ٍ
بـريــقٌ , ضُـوءُه شـقّ الـغـمـامـــــــــا
ولـولا أن بـي قـبــَسٌ دفـيـــــــــنٌ
لـذقــت الـمـوت فـي لـيـــل ٍ تـنـامــــــى
فـإن الـلـيـلَ أخـبـرَ كـل نـجـــم ٍ
إذا لـم يـقـتـبـسْ ، يـردى لِــزامــــــــا
قـلـوبٌ أوهـمـتـنـي بالـتـّـصــافـي
وجــاءَ صَــنــيــعُ مــَن نــَزعَ الـلـثـــــامــــا
اذا الـمـرءُ ارتـضى سـوءَ الـنـوايـا
فـسِـرْ لـلهْـجـر ِ كي تـجـني السلامـــــا
ولا تـصـحـب ثـريــا ً ذاق فـقــــراً
فـخـاويـــة ٌ مـحـارتـُـــــه دوامــــــــــــا
و إن مـُُلـئـتْ فـظــَمْـأى عـيـنُـه كلـّ
ـمـا ازدادَ الـثـراءَ طـغـى انـتـقـامــــــــا
لـيـجـمـع رزقَـَــهُ ظـُلـمـا ًً و سُــحْـتـاً
لأجـل الـمـال قـد ألــِِفَ الـحـرامـــــــــا
صـديـق ٌ كـان بـالـيـسـرى وفـيـــــاً
و بـالـعـُسـرى تـنـصّـلَ و اسـتـضــامــــا
فـمـا لـي ! كـيـف أحـسـبُـه صـديـقـا ً؟
لـَعـاً لـلـنـذل ِ يـمـتِـهـنُ الـكِـرامــــــــا !
و مـا يـرقـى الـوضـيـعُ بـوفـرِ مـال ٍ
و لا جـاهٌ لـه يُـزْجـي احـتـرامــــــــــــا
و لا تـأمـَـن لــه ُ قــولاً و فـعـــلا ً
و لا ذو ذِمــةٍ يــرعــى الـذِمــامـــــــــــا
و ذو عِـظــَم ٍ حـفـيـظُ ُ لـســانـه مـن
يـُمـيـتُ الـغـيـظ َ مـُجـتـنـبـاً صِـدامـــــــا
و قـد زيــــدَ الـحـلـيـمُ عــلاءَ قــَـدْر ٍ
و أ ُســْكِـنَ قـلـبُـه دومــاً وئـامــــــــــا
فـتـىً أحـوالــــه إنْ حــل َّ لـيـــــلٌٍ
يـبـيـتُ مُـغـاضـبـاً أســَـــدا ً هُـمــامــــــا
غــدا أنـْـدى الأنـام ِ يـداً وقـلـبــــاً
حـكيــمَ الـعـقـل ِ إذ ْ هَـجـَـرَ الـلـئــامـــا
هُـوَ الـدَّمِـثُ العـزيـزُ أعـزّ نـفْـسـاً
فـكـان بـغُـرّةِ الـقـوم الـسّـنـامــــــــا
و كـان الـبـدر َ و الأسـمـى عُـلـواً
لـمـن سَـكـنَ الـعُـلى أضـحى إمــامـــا
اذا مـا الـمـرءُ حـاد َ عـن الـدنـايـا
تـشـرفـتِ الـسّـمـاءُ بـه مَـقـامـــــــــــا
(البحر الوافر)
ماهر الرمحي