نِهَايَاتْ
بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمْ
الوُجُوْهُ أَقْنِعَةٌ مُسْتَعَارَةٌ مُتَنَافِرَةٌ, نَتَمَاهَىْ بِهَا فِيْ المَكَانِ وَالزَّمَانِ, نَتَمَثَّلُهَا مِثَالاً رَفِيْعًا يُحْتَذَىْ فِيْ المُبَاهَاتِ وَالتَّنَافُخِ بِالإِجْتِهَادَاتِ فِيْ أَحْرَجِ المَوَاقِفِ... تَتَقَارَبُ الوُجُوْهُ فِيْ التَّوْصِيْفِ عَلَىْ شَاكِلَةِ السَّاسَةِ وَالسِّيَاسَةِ فِيْ هَذَا العَصْرِ الزَّنِيْمِ, سَاسَةٌ تَتَنَاطَحُ وَتَتَلاَبَطُ وَتَتَسَاعَرُ فِيْ السَّبِّ وَالشَّتْمِ, وَسِيَاسَةٌ مَ أَنْزَلَ بِهَا الله مِنْ سُلْطَانٍ...
وُجُوْهُنَا المُتَشَارِقَةُ قُبْحًا بِأَوْشِجَةِ المَحَاسِنِ, لَمْ وَلَنْ وَلاَ تَتَطَابَقُ أَبَدًا, وَمِنَ المُسْتَحِيْلاَتِ بَيْنَهَا التَّوَافُقُ أَوِ الإِنْسِجَامُ أوَِ التَّنَاسُقُ أَوِ التَّكَامُلُ, وَإِذَا تَوَافَقَتْ قَدَرًا, أَوْ تَنَاسَقَتْ أَوْ تَقَارَبَتْ, أَوْ تَكَامَلضتْ, فَهُنَاكَ الخَطَأُ الأَكْبَرُ قَدْ وَقَعَ هَفْوَةً, وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله...
وُجُوْهُنَا هَذِهِ, نَجْمَعُهَا مِمَّا هَبَّ وَدَبَّ فِيْ مَطَاوِيْ الحَيَاةِ, نَتَلَبَّسُهَا وَتَتَلَبَّسُنَا نِفَاقًا, مُخْتَلَفٌ أَلْوَانُهَا وَأَشْكَالُهَا مُذَبْذَبَةٌ, لاَ ثَبَاتَ لَهَا عَلَىْ مِحْوَرٍ... بَرْبَارَاتٌ مِزَاجِيَّةٌ مُزَرْكَشَةُ التَّشْكِيْلِ, وَمُخْتَارَاتٌ مِنْ كَشْكُوْلِيَاتِ التَّسَوُّلِ, شِئْنَاهَا مِنْ كُلِّ وَادٍ عَصَا, أَكْثَرُهَا رَمَادِيٌّ, وَلله الحَمْدُ, تَتَمَاهَىْ رِقَّةً وَشِدَّةً, وِفْقَ المَوَاقِفِ, وَعَلَىْ ذِمَّةِ العَرْضِ وَالطَّلَبِ...
بِدَايَاتُنَا فِيْ نَسَائِجِ وُجُوْهِنَا, وَفِيْ وَشَائِجِ وَجُوْهِنَا نِهَايَاتُنَا, كَأَنَّ العَصْرَنَةَ الرَّقْمِيَّةَ المُبَارَكَةَ مِنَ الأُمَمِ, شَاءَتْ عِنْوَةً تَوْصِيْفَ وَتَشْكِيْلَ هَوِيَّةَ حَرَكَاتِ أَفْعَالِ التَّوَاصُلِ... لاَ خِيَارَ لَنَا سِوَىَ وَلَوْجَ مَتَاهَاتَ الضَّيَاعِ فِيْ شَبَكِيَّاتَ العَنْكَبُوْتِيَّاتِ, وَمُمَارَسَاتَ النِّفَاقِ وَالتَّجَاهُلِ وَالإِسْتِجْهَالِ, وَالإِيْغَالَ عِنْوَةَ حَمْرَنَةٍ فِيْ فَلْسَفَةِ وَفُنُوْنِ الإِسْتِحْمَارِ, نَتَعَالَىْ غَبَاءً فِيْ مُسْتَنْقَعَاتِ الإِسْتِكْبَارِ...
اللَعِبُ جَهْلاً أَوْ تَجَاهُلاً عَلَىْ مُنْزَلَقَاتِ خُيُوْطِ بُيُوْتَاتِ العَنْكَبُوْتِيَاتِ, مَحْفُوْفٌ بِالمَخَاطِرِ, كَمَا اللَعِبِ بِالمُتَفَجِّرَاتِ, إِنْ كَانَ عَلَىْ ذِمَّةِ الطِّيْبَةِ فِيْ القَلْبِ, كَخُلُقٍ مُتَعَاظِمِ... وَالغَفْلَةُ وَإِنْ أَتَتْ قَدَرًا فِيْ الأَمْرِ, لاَ تَحْمِيْ صَاحِبِهَا مِنْ دَفْعِ الأَثْمَانِ البَاهِظَةِ فِيْ مَسَارَاتِ البَسَاطَةِ, رُغْمَ الوَهْيِ المَعْرُوْفِ شُيُوْعًا فِيْ بُيُوْتَاتِ العَنْكَبُوْتِيَاتِ...
إِبْحَارًا قَدَرِيًّا فِيْ حِقَبِ الأَمْسِ, وَأَنَا أُعَانِيْ العَذَابَاتَ وَالآلاَمَ فِيْ مُعْتَرَكَاتِ الحَاضِرِ, المَوْبُوْءِ مُنْذُ حَضَرَ بِكُلِّ الأَوْبِئَةِ وَالسَّرَطَانِيَاتِ... أَرَىْ أَنَّنَا لاَ مُسْتَقْبَلَ لَنَا يُفْرِحَنَا, أَوْ تَطْمَئِنُّ لَهُ نُفُوْسَنَا الأَمَّارَةُ بِكُلِّ السَّوْآتِ, حَتَّىْ وَإِنْ تَعَوَّذْنَا بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ, فَالشَّيْطَانُ حَلِيَ لَهُ السَّكَنُ فِيْنَا قَنَاعَةً بِنَا, وَغَدَوْنَا وَالعِيَاذُ بِالله فِيْ نِهَايَاتِ الزَّمَانِ...
حَدَائِقُ الأَعْمَارِ سَمَرَاتٌ مِنْ أَكْأُسِ الحَنْظَلِ, نَرْتَشِفُهَا عِنْوَةَ تَسَالِيْ بَيْنَ الجَدِّ وَاللَعِبِ, تُسْكِرُنَا وَنَثْمَلُ مِنْ خُلاَصَةِ سُلاَفِهَا, فَتَتَحَوَّلُ كُرَيَاتُ دَمِنَا بَيْنَ الأَحْمَرِ وَالأَبْيَضِ, وَتَتَعَاكَسُ بِحَرَكَاتِ أَفْعَالِ التَّعَاكُسِ... يَجِفُّ المَاءُ فِيْ دَمِنَا, وَنَفْتَقِرُ لِلْمَاءِ رُغْمَ وُجُوْدِ المَاءِ, وَتَتَحَجَّرُ كُرَيَاتِ دَمِنَا وَتَتَلَظَّىْ بِالنِّيْرَانِ كَالجِمَار...
عَصْرَنَةً يَحْسَبُوْنَهَا حَضَارَةً, فِيْ زَمَنِ الكُفْرِ وَالعُهْرِ وَالقَهْرِ وَالكُدَرِِ, لَمْ وَلَنْ وَلاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ سَوَادِ اللَيْلِ وَبَيَاضَ النَّهَارِ؟! وَلَمْ وَلَنْ وَلاَ نَقْوَىْ عَلَىْ التَّفْرِيْقِ بَيْنَ المَاضِيْ وَالحَاضِرِ وَالآتِ؟! وَغَدَوْنَا فَلْسَفَةً شَيْطَانِيَّةً فِيْ الإِجْتِهَادِ بِغَيْرِ عِلْمٍ, لاَ نُفَرِّقُ فِيْ عِبَادَاتِنَا بَيْنَ الله وَاللاَّتِ؟!...
مَا لَنَا؟! وَمَاذَا دَهَانَا؟! لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ البَلْسَمِ الشَّافِيْ وَالحَشِيْشِ وَالأَفْيُوْنِ؟! يَتَنَافَخُ القَوْمُ غُرُوْرَ إِسْتِكْبَارٍ فِيْ الأَشْكَالِ الرَّمِيْمِ, يَتَرَاءَىْ لَهُمْ أَنَّهُمْ يَعْلَمُوْنَ وَهُمْ لاَ يُدْرِكُوْنَ أَنَّهَمْ لاَ يَعْلَمُوْنَ؟! لَيْتَهُمْ يَعْلَمُوْنَ! يَا قَوْمُ, أَنَا أَرْنُوْ قَدَرًا إِلَىْ المَاضِيْ, وَأَتَطَلَّعُ إِلَى الآتِيْ مِنَ الزَّمَانِ, أَغْسِلُ يَدَيَّ وَأَتَطَهَّرُ مِنْ حَاضِرِ الزَّمَانِ...
أَرْفُضُ الرَّفْضَ ثَوْرَةً عَلَىْ الرَّفْضِ فِيْ سَاحِ الرَّفْضِ, لَسْتُ أُمَارِسُ الإِمَّعَةَ فِيْ الأَعْرَافِ وَالتَّقَالِيْدِ, وَحَرَكَةَ فِعْلِ تَمْسِيْحِ الجُوْخِ, وَلَسْتُ أَعْتَقِدُ إِيْمَانًا صُوَرِيًّا فِيْ وُجُوْدِ المَاءِ بِتَوَامُضِ السَّرَابِ فِيْ الصَّحَارِيْ... فَأَنَا مِنْ أَرْضِ نَخْلَةَ جُبِلَتْ نَسَائِجِيْ, وَشُكِّلَتْ كَيْنُوْنَتِيْ مِنْ جُذُوْعِ الأَرْزِ, وَسُبِكَتْ ضُلُوْعِيْ مِنَ السِّنْدِيَانِ... فَمَتَىْ يَسْتَيْقِظُ الإِنْسَانُ فِيْنَا؟! وَمَتَىْ نُدْرِكُ مَعْنَىْ الوَطَنِ وَالوَطَنِيَّةِ فِيْ المَكَانِ وَالزَّمَانِ؟!...
أُحِسُّ أَنَّ قَايِيْنَ فِيْ كُلٍّ مِنَّا لاَ يَحْلُوْ لَهُ عَيْشٌ إِلاَّ بِقَتْلِ أَخِيْهِ هَابِيْلَ كُُلَّ يَوْمٍ؟! أُحِسُّ أَنَّ يَهُوَّذَا الأَسْخَرْيُوْطِيْ كَالأَخْطَبُوْطِ يَسْكُنُنَا وَيُكَبِّلُنَا طَوْعًا, عِشْقًا مِنَّا فِيْ حُبِّ الغَدْرِ لِقَاءَ ثَمَنٍ بَخْسٍ مِنَ المَالِ؟! أُحِسُّ أَنَّ إِبْنَ مَلْجَمٍ, يَقْتُلُ فِيْنَا عَلِيًّا وَهُوَ قَائِمُ لِلْصَّلاَةِ فِيْ غُرَّةِ الفَجْرِ بِبَابِ المَسْجِدِ؟! أُحِسُّ أَنَّ الحُسَيْنَ يُقْطَعُ رَأْسُهُ فِيْنَا فِيْ كُلِّ أَرْضٍ ظُلْمًا وَعِدْوُنًا, لأَنَّهْ لَمْ يُبَارِكَ لِلْسُّلْطَانِ الجَائِرِ بَالحُكْمِ الشَّيْطَانِيِّ؟! وَأُحِسُّ أَنَّ كَرْبَلاَءَ كَانَتْ وَتَبْقَىْ وَسَتَبْقَى, لَمْ وَلَنْ وَلاَ تَنْتَهِيْ, مَا بَقِيَ فِيْ الأَرْضِ مِنْ ظَالِمٍ وَمَظْلُوْمٍ؟! وَأُحِسُّ أَنَّ خَنَاجِرَ العُرْبَانِ المَسْنُوْنَةِ, كَانَتْ وَتَبْقَىْ وَسَتَبْقَىْ تَقْتَدُّ مِنْ عِظَامِنَا وَمِنْ هَيَاكِلِنَا؟! وَأُحِسُّ يَقِيْنًا وَإِيْمَانًا وَإِطْمِئْنَانًا, أَنَّ فِلَسْطِيْنَ لَمْ وَلَنْ وَلاَ تَتَحَرَّرُ إِلاَّ عَلَىِ يَدِ الشُّرَفَاءِ مِنَ الأُمَّةِ...
نَبْحَثُ قَدَرًا عَنْ فُلْكِ نُوْحٍ فِيْ هَذَا الزَّمنِ, وَعَنْ نُوْحِ العَصْرِ, يَضَعُ فِيْ فُلْكِهِ زَوْجًا مِنْ كُلِّ إِثْنَيْنٍ, وَالطُّوْفَانُ آتٍ لاَ خَلاَصَ مِنْ حُدُوْثِهِ... وَنُفَتِّشُ عَنْ سَفِيْنَةِ النَّجَاةِ فِيْ هَذَا العَصْرِ, تَحْمِلُنَا إِلَىْ شَاطِيْ النَّجَاةِ وَالإِطْمِئْنَانِ... وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ, مَا أَبْعَدَ المَاءَ فِيْ البَحْرَ عَنِ رِمَالِ الصَّحْرَاءِ, وَمَا أَبْعَدَ إِمْتِدَادَاتَ الزَّرْقَاءِ عَنِ مَدَىْ الغَبْرَاءِ...
نَمُوْتُ وُقُوْفًا وَلَمْ وَلَنْ وَلاَ نَرْكَعْ, هَامَاتُنَا لِلْعُلاَ أَبَدًا تَسْمُوْا, سَاحُنَا سَاحُ الوَغَىْ سَاحُ الخُيُوْلِ, صُدُوْرَنَا مُشَرَّعَةٌ نِبَالٌ لِمَرْمَىْ النَِبَالِ, وَرُؤُوْسُنَا سُيُوْفٌ مُجَرَّدَةٌ تَقْطَعُ كُلَّ السُّيُوْفَ, وَأَحْدَاقُنَا أَعْشَاشُ النُّسُوْرِ, وَالشَّهَادَةُ لَمْ وَلَنْ وَلاَ يَنَالُهَا إِلاَّ الصَّفْوَةُ لله... نَقِفُ شُمُّ الهَامَاتِ عَلَىْ مُفْتَرَقَاتِ الزَّمَانِ فِيْ كُلِّ مَكَانٍ, نَرْنُوْ إِلَىْ المَاضِيْ وَالآَتِيْ وَحَاضِرَ الزَّمَانِ, نَتَفَكَّرُ فِيْ عَظَمَةِ الله تَتَجَلَّىْ فِيْ بَدَائِعِ صُنْعِهِ فِيْ عَظَمَةِ الإِنْسَانَ, نَتَسَاءَلُ مَتَىْ, مَتَىْ, مَتَىْ يَسْتَيْقِظُ فِيْنَا هَذَا الإِنْسَانُ؟!...
الحُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمُْ
(آلْ الحاجْ يونِسْ)
اللبْنانِيْ البِقَاعِيْ البَعَلْبَكيْ الرّشاديْ
مُفَكّرْ باحِثْ, ناثِرْ شاعِرْ, مُؤَرّخْ مُوَثّقْ, مُهَنْدِسْ مَسّاحْ, فَنّانْ تَشْكيلي, مُبْتَكِرْ مُخْتَرِعْ.
إِنْسانْ مُؤْمِنْ, وَطَنيْ حُرّْ, عَرَبيْ اللسانْ, لُبْنانيْ الهَوِيَّةْ, مِنْ مَوالِيدْ قَرْيَةِ النّبيْ رَشادَةْ البِقاعِيّةْ, نَجْمَةَ هِلالْ بَلْداتْ غَرْبيْ بَعْلَبَكْ.
بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمْ
الوُجُوْهُ أَقْنِعَةٌ مُسْتَعَارَةٌ مُتَنَافِرَةٌ, نَتَمَاهَىْ بِهَا فِيْ المَكَانِ وَالزَّمَانِ, نَتَمَثَّلُهَا مِثَالاً رَفِيْعًا يُحْتَذَىْ فِيْ المُبَاهَاتِ وَالتَّنَافُخِ بِالإِجْتِهَادَاتِ فِيْ أَحْرَجِ المَوَاقِفِ... تَتَقَارَبُ الوُجُوْهُ فِيْ التَّوْصِيْفِ عَلَىْ شَاكِلَةِ السَّاسَةِ وَالسِّيَاسَةِ فِيْ هَذَا العَصْرِ الزَّنِيْمِ, سَاسَةٌ تَتَنَاطَحُ وَتَتَلاَبَطُ وَتَتَسَاعَرُ فِيْ السَّبِّ وَالشَّتْمِ, وَسِيَاسَةٌ مَ أَنْزَلَ بِهَا الله مِنْ سُلْطَانٍ...
وُجُوْهُنَا المُتَشَارِقَةُ قُبْحًا بِأَوْشِجَةِ المَحَاسِنِ, لَمْ وَلَنْ وَلاَ تَتَطَابَقُ أَبَدًا, وَمِنَ المُسْتَحِيْلاَتِ بَيْنَهَا التَّوَافُقُ أَوِ الإِنْسِجَامُ أوَِ التَّنَاسُقُ أَوِ التَّكَامُلُ, وَإِذَا تَوَافَقَتْ قَدَرًا, أَوْ تَنَاسَقَتْ أَوْ تَقَارَبَتْ, أَوْ تَكَامَلضتْ, فَهُنَاكَ الخَطَأُ الأَكْبَرُ قَدْ وَقَعَ هَفْوَةً, وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله...
وُجُوْهُنَا هَذِهِ, نَجْمَعُهَا مِمَّا هَبَّ وَدَبَّ فِيْ مَطَاوِيْ الحَيَاةِ, نَتَلَبَّسُهَا وَتَتَلَبَّسُنَا نِفَاقًا, مُخْتَلَفٌ أَلْوَانُهَا وَأَشْكَالُهَا مُذَبْذَبَةٌ, لاَ ثَبَاتَ لَهَا عَلَىْ مِحْوَرٍ... بَرْبَارَاتٌ مِزَاجِيَّةٌ مُزَرْكَشَةُ التَّشْكِيْلِ, وَمُخْتَارَاتٌ مِنْ كَشْكُوْلِيَاتِ التَّسَوُّلِ, شِئْنَاهَا مِنْ كُلِّ وَادٍ عَصَا, أَكْثَرُهَا رَمَادِيٌّ, وَلله الحَمْدُ, تَتَمَاهَىْ رِقَّةً وَشِدَّةً, وِفْقَ المَوَاقِفِ, وَعَلَىْ ذِمَّةِ العَرْضِ وَالطَّلَبِ...
بِدَايَاتُنَا فِيْ نَسَائِجِ وُجُوْهِنَا, وَفِيْ وَشَائِجِ وَجُوْهِنَا نِهَايَاتُنَا, كَأَنَّ العَصْرَنَةَ الرَّقْمِيَّةَ المُبَارَكَةَ مِنَ الأُمَمِ, شَاءَتْ عِنْوَةً تَوْصِيْفَ وَتَشْكِيْلَ هَوِيَّةَ حَرَكَاتِ أَفْعَالِ التَّوَاصُلِ... لاَ خِيَارَ لَنَا سِوَىَ وَلَوْجَ مَتَاهَاتَ الضَّيَاعِ فِيْ شَبَكِيَّاتَ العَنْكَبُوْتِيَّاتِ, وَمُمَارَسَاتَ النِّفَاقِ وَالتَّجَاهُلِ وَالإِسْتِجْهَالِ, وَالإِيْغَالَ عِنْوَةَ حَمْرَنَةٍ فِيْ فَلْسَفَةِ وَفُنُوْنِ الإِسْتِحْمَارِ, نَتَعَالَىْ غَبَاءً فِيْ مُسْتَنْقَعَاتِ الإِسْتِكْبَارِ...
اللَعِبُ جَهْلاً أَوْ تَجَاهُلاً عَلَىْ مُنْزَلَقَاتِ خُيُوْطِ بُيُوْتَاتِ العَنْكَبُوْتِيَاتِ, مَحْفُوْفٌ بِالمَخَاطِرِ, كَمَا اللَعِبِ بِالمُتَفَجِّرَاتِ, إِنْ كَانَ عَلَىْ ذِمَّةِ الطِّيْبَةِ فِيْ القَلْبِ, كَخُلُقٍ مُتَعَاظِمِ... وَالغَفْلَةُ وَإِنْ أَتَتْ قَدَرًا فِيْ الأَمْرِ, لاَ تَحْمِيْ صَاحِبِهَا مِنْ دَفْعِ الأَثْمَانِ البَاهِظَةِ فِيْ مَسَارَاتِ البَسَاطَةِ, رُغْمَ الوَهْيِ المَعْرُوْفِ شُيُوْعًا فِيْ بُيُوْتَاتِ العَنْكَبُوْتِيَاتِ...
إِبْحَارًا قَدَرِيًّا فِيْ حِقَبِ الأَمْسِ, وَأَنَا أُعَانِيْ العَذَابَاتَ وَالآلاَمَ فِيْ مُعْتَرَكَاتِ الحَاضِرِ, المَوْبُوْءِ مُنْذُ حَضَرَ بِكُلِّ الأَوْبِئَةِ وَالسَّرَطَانِيَاتِ... أَرَىْ أَنَّنَا لاَ مُسْتَقْبَلَ لَنَا يُفْرِحَنَا, أَوْ تَطْمَئِنُّ لَهُ نُفُوْسَنَا الأَمَّارَةُ بِكُلِّ السَّوْآتِ, حَتَّىْ وَإِنْ تَعَوَّذْنَا بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ, فَالشَّيْطَانُ حَلِيَ لَهُ السَّكَنُ فِيْنَا قَنَاعَةً بِنَا, وَغَدَوْنَا وَالعِيَاذُ بِالله فِيْ نِهَايَاتِ الزَّمَانِ...
حَدَائِقُ الأَعْمَارِ سَمَرَاتٌ مِنْ أَكْأُسِ الحَنْظَلِ, نَرْتَشِفُهَا عِنْوَةَ تَسَالِيْ بَيْنَ الجَدِّ وَاللَعِبِ, تُسْكِرُنَا وَنَثْمَلُ مِنْ خُلاَصَةِ سُلاَفِهَا, فَتَتَحَوَّلُ كُرَيَاتُ دَمِنَا بَيْنَ الأَحْمَرِ وَالأَبْيَضِ, وَتَتَعَاكَسُ بِحَرَكَاتِ أَفْعَالِ التَّعَاكُسِ... يَجِفُّ المَاءُ فِيْ دَمِنَا, وَنَفْتَقِرُ لِلْمَاءِ رُغْمَ وُجُوْدِ المَاءِ, وَتَتَحَجَّرُ كُرَيَاتِ دَمِنَا وَتَتَلَظَّىْ بِالنِّيْرَانِ كَالجِمَار...
عَصْرَنَةً يَحْسَبُوْنَهَا حَضَارَةً, فِيْ زَمَنِ الكُفْرِ وَالعُهْرِ وَالقَهْرِ وَالكُدَرِِ, لَمْ وَلَنْ وَلاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ سَوَادِ اللَيْلِ وَبَيَاضَ النَّهَارِ؟! وَلَمْ وَلَنْ وَلاَ نَقْوَىْ عَلَىْ التَّفْرِيْقِ بَيْنَ المَاضِيْ وَالحَاضِرِ وَالآتِ؟! وَغَدَوْنَا فَلْسَفَةً شَيْطَانِيَّةً فِيْ الإِجْتِهَادِ بِغَيْرِ عِلْمٍ, لاَ نُفَرِّقُ فِيْ عِبَادَاتِنَا بَيْنَ الله وَاللاَّتِ؟!...
مَا لَنَا؟! وَمَاذَا دَهَانَا؟! لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ البَلْسَمِ الشَّافِيْ وَالحَشِيْشِ وَالأَفْيُوْنِ؟! يَتَنَافَخُ القَوْمُ غُرُوْرَ إِسْتِكْبَارٍ فِيْ الأَشْكَالِ الرَّمِيْمِ, يَتَرَاءَىْ لَهُمْ أَنَّهُمْ يَعْلَمُوْنَ وَهُمْ لاَ يُدْرِكُوْنَ أَنَّهَمْ لاَ يَعْلَمُوْنَ؟! لَيْتَهُمْ يَعْلَمُوْنَ! يَا قَوْمُ, أَنَا أَرْنُوْ قَدَرًا إِلَىْ المَاضِيْ, وَأَتَطَلَّعُ إِلَى الآتِيْ مِنَ الزَّمَانِ, أَغْسِلُ يَدَيَّ وَأَتَطَهَّرُ مِنْ حَاضِرِ الزَّمَانِ...
أَرْفُضُ الرَّفْضَ ثَوْرَةً عَلَىْ الرَّفْضِ فِيْ سَاحِ الرَّفْضِ, لَسْتُ أُمَارِسُ الإِمَّعَةَ فِيْ الأَعْرَافِ وَالتَّقَالِيْدِ, وَحَرَكَةَ فِعْلِ تَمْسِيْحِ الجُوْخِ, وَلَسْتُ أَعْتَقِدُ إِيْمَانًا صُوَرِيًّا فِيْ وُجُوْدِ المَاءِ بِتَوَامُضِ السَّرَابِ فِيْ الصَّحَارِيْ... فَأَنَا مِنْ أَرْضِ نَخْلَةَ جُبِلَتْ نَسَائِجِيْ, وَشُكِّلَتْ كَيْنُوْنَتِيْ مِنْ جُذُوْعِ الأَرْزِ, وَسُبِكَتْ ضُلُوْعِيْ مِنَ السِّنْدِيَانِ... فَمَتَىْ يَسْتَيْقِظُ الإِنْسَانُ فِيْنَا؟! وَمَتَىْ نُدْرِكُ مَعْنَىْ الوَطَنِ وَالوَطَنِيَّةِ فِيْ المَكَانِ وَالزَّمَانِ؟!...
أُحِسُّ أَنَّ قَايِيْنَ فِيْ كُلٍّ مِنَّا لاَ يَحْلُوْ لَهُ عَيْشٌ إِلاَّ بِقَتْلِ أَخِيْهِ هَابِيْلَ كُُلَّ يَوْمٍ؟! أُحِسُّ أَنَّ يَهُوَّذَا الأَسْخَرْيُوْطِيْ كَالأَخْطَبُوْطِ يَسْكُنُنَا وَيُكَبِّلُنَا طَوْعًا, عِشْقًا مِنَّا فِيْ حُبِّ الغَدْرِ لِقَاءَ ثَمَنٍ بَخْسٍ مِنَ المَالِ؟! أُحِسُّ أَنَّ إِبْنَ مَلْجَمٍ, يَقْتُلُ فِيْنَا عَلِيًّا وَهُوَ قَائِمُ لِلْصَّلاَةِ فِيْ غُرَّةِ الفَجْرِ بِبَابِ المَسْجِدِ؟! أُحِسُّ أَنَّ الحُسَيْنَ يُقْطَعُ رَأْسُهُ فِيْنَا فِيْ كُلِّ أَرْضٍ ظُلْمًا وَعِدْوُنًا, لأَنَّهْ لَمْ يُبَارِكَ لِلْسُّلْطَانِ الجَائِرِ بَالحُكْمِ الشَّيْطَانِيِّ؟! وَأُحِسُّ أَنَّ كَرْبَلاَءَ كَانَتْ وَتَبْقَىْ وَسَتَبْقَى, لَمْ وَلَنْ وَلاَ تَنْتَهِيْ, مَا بَقِيَ فِيْ الأَرْضِ مِنْ ظَالِمٍ وَمَظْلُوْمٍ؟! وَأُحِسُّ أَنَّ خَنَاجِرَ العُرْبَانِ المَسْنُوْنَةِ, كَانَتْ وَتَبْقَىْ وَسَتَبْقَىْ تَقْتَدُّ مِنْ عِظَامِنَا وَمِنْ هَيَاكِلِنَا؟! وَأُحِسُّ يَقِيْنًا وَإِيْمَانًا وَإِطْمِئْنَانًا, أَنَّ فِلَسْطِيْنَ لَمْ وَلَنْ وَلاَ تَتَحَرَّرُ إِلاَّ عَلَىِ يَدِ الشُّرَفَاءِ مِنَ الأُمَّةِ...
نَبْحَثُ قَدَرًا عَنْ فُلْكِ نُوْحٍ فِيْ هَذَا الزَّمنِ, وَعَنْ نُوْحِ العَصْرِ, يَضَعُ فِيْ فُلْكِهِ زَوْجًا مِنْ كُلِّ إِثْنَيْنٍ, وَالطُّوْفَانُ آتٍ لاَ خَلاَصَ مِنْ حُدُوْثِهِ... وَنُفَتِّشُ عَنْ سَفِيْنَةِ النَّجَاةِ فِيْ هَذَا العَصْرِ, تَحْمِلُنَا إِلَىْ شَاطِيْ النَّجَاةِ وَالإِطْمِئْنَانِ... وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ, مَا أَبْعَدَ المَاءَ فِيْ البَحْرَ عَنِ رِمَالِ الصَّحْرَاءِ, وَمَا أَبْعَدَ إِمْتِدَادَاتَ الزَّرْقَاءِ عَنِ مَدَىْ الغَبْرَاءِ...
نَمُوْتُ وُقُوْفًا وَلَمْ وَلَنْ وَلاَ نَرْكَعْ, هَامَاتُنَا لِلْعُلاَ أَبَدًا تَسْمُوْا, سَاحُنَا سَاحُ الوَغَىْ سَاحُ الخُيُوْلِ, صُدُوْرَنَا مُشَرَّعَةٌ نِبَالٌ لِمَرْمَىْ النَِبَالِ, وَرُؤُوْسُنَا سُيُوْفٌ مُجَرَّدَةٌ تَقْطَعُ كُلَّ السُّيُوْفَ, وَأَحْدَاقُنَا أَعْشَاشُ النُّسُوْرِ, وَالشَّهَادَةُ لَمْ وَلَنْ وَلاَ يَنَالُهَا إِلاَّ الصَّفْوَةُ لله... نَقِفُ شُمُّ الهَامَاتِ عَلَىْ مُفْتَرَقَاتِ الزَّمَانِ فِيْ كُلِّ مَكَانٍ, نَرْنُوْ إِلَىْ المَاضِيْ وَالآَتِيْ وَحَاضِرَ الزَّمَانِ, نَتَفَكَّرُ فِيْ عَظَمَةِ الله تَتَجَلَّىْ فِيْ بَدَائِعِ صُنْعِهِ فِيْ عَظَمَةِ الإِنْسَانَ, نَتَسَاءَلُ مَتَىْ, مَتَىْ, مَتَىْ يَسْتَيْقِظُ فِيْنَا هَذَا الإِنْسَانُ؟!...
الحُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمُْ
(آلْ الحاجْ يونِسْ)
اللبْنانِيْ البِقَاعِيْ البَعَلْبَكيْ الرّشاديْ
مُفَكّرْ باحِثْ, ناثِرْ شاعِرْ, مُؤَرّخْ مُوَثّقْ, مُهَنْدِسْ مَسّاحْ, فَنّانْ تَشْكيلي, مُبْتَكِرْ مُخْتَرِعْ.
إِنْسانْ مُؤْمِنْ, وَطَنيْ حُرّْ, عَرَبيْ اللسانْ, لُبْنانيْ الهَوِيَّةْ, مِنْ مَوالِيدْ قَرْيَةِ النّبيْ رَشادَةْ البِقاعِيّةْ, نَجْمَةَ هِلالْ بَلْداتْ غَرْبيْ بَعْلَبَكْ.