الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكريات من مخيم اليرموك (٣٢) بقلم خليل الصمادي

تاريخ النشر : 2014-04-16
ذكريات من مخيم اليرموك (٣٢) بقلم خليل الصمادي
ذكريات من مخيم اليرموك (٣٢)

رفعت الأسد في مخيم اليرموك.

لاشك أن عددا من المسؤولين زاروا مخيم اليرموك منذ تأسيسه ولعل أول زائر رسمي للمخيم كما تذكر بعض المواقع هو الحاج أمين الحسيني يرحمه الله رئيس الهيئة العربية العليا لفلسطين وذلك بعد تأسيسه بأشهر وكانت الزيارة عام ١٩٥٥وأنه هو الذي أطلق اسم مخبم اليرموك عليه تيمنا بمعركة اليرموك الني انتصر فيها المسلمون على الروم؛ وقد سألت بعض الكبار عن هذه الزيارة فلم يذكروها !!.
وأما الزيارة الثانية فكانت لملك المغرب محمد الخامس رحمه الله عام ١٩٦٠ وقد كتبت عنها في الحلقة الثانية وقد أسفرت زيارته عن إنشاء مستوصف محمد الخامس الذي ما زال شاهدا على ذلك.
وأما الزيارة الثالثة فكانت للسيد أحمد الشقيري مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية برفقة الضابط عبد العزيز الوجيه ، وذلك عام ١٩٦٤ واجتمع مع الوجهاء في جامع عبد القادر الحسيني بوسط المخيم وقد لقي استقبالا منقطع النظير، ومن الطرافة أنه بعدما ترجل الشقيري من سيارته توجه للمسجد فلاحظ أن بعض الناس مازالت تحيط بالسيارة وتهتف للشقيري ظنا منهم أن سائق السيارة هو أحمد الشقيري فتحسر قائلا : مساكين هؤلاء الناس لا يعرفون الشقيري من شوفيري!!

وفي هذه الحلقة سأتحدث عن زيارة هامة قام بها الدكتور رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري إذ كنت شاهدا عليها

زيارة رفعت الأسد للمخيم :

حظي مخيم اليرموك بعد حرب تشرين التحريرية بمعاملة خاصة ومميزة بسبب نشوة الانتصار على العدو الإسرائيلي وبسبب مشاركة أبطال جيش التحرير الفلسطيني بتحرير بعض التلال في الجولان، وكانت لعلاقات رئيس البلدية نور الدين محمود مع القيادة السورية دورا في تنشيط المخيم ولا شك أنه كان مقربا من قائد سرايا الدفاع رفعت الأسد ، وقد حظي المخيم بزيارتين لعامين متتاليين من قبل رفعت الأسد حظيت بشهرة شعبية كبيرة ، فعلى ما أذكر يومها أن جميع الفصائل والفاعليات الفلسطينية كانت تشارك في هذه المناسبة المميزة.
ففي يوم من أيام عام ١٩٧٤ وفي بداية شارع اليرموك اجتمعت الآلاف المؤلفة من جنود جيش التحرير الفلسطيني بلباسهم الميداني ومئات من مقاتلي فتح والصاعقة والشعبية والقيادة العامة والديمقراطية وغيرها من التنظيمات يليهم كل شباب مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وحزب البعث التنظيم الفلسطيني ، من اتحاد شبيبة الثورة، اتحاد نقابات العمال ، الاتحاد الرياضي الفلسطيني ، الاتحاد النسائي ، اتحاد الفلاحين الفلسطينيين ، وغيرهم ممن الرجال والنساء باستعراض عسكري وشعبي كبير وأذكر أنه قبل تنظيم المشاركين وفي حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا دخلت المخيم سيارة رفعت الأسد وكان يقودها بنفسه رافعا يسراه من النافذة يحيي الناس على الجهتين وهم يردون التحية بأحسن منها، وما أن وصلت السيارة بقرب بيت أبو نايف العايدي حتى قام بذبح عدة عجول تيمنا بالزيارة وبعد عدة أمتار كانت المنصة مقابل موقف الملجأ بحلتها الجميلة تستعد لاستقبال ضيف المخيم المهم الذي ترجل من سيارته للسلام على عشرات الشخصيات الفلسطينية التي كانت تترقب وصوله.
وفي مقابل المنصة كانت إذاعة دمشق قد اتخذت من سطح المبنى المقابل لها مركزا للبث الحي يصدح بصوت المذيع المرحوم داوود يعقوب يتخلله بعض الأغاني الفلسطينية الثورية.
بعد الترحيب والترحاب والكلمات والتهنئة بدأ العرض العسكري المهيب يمر من أمام المنصة ، يليه المشاركون من المنظمات الفلسطينية جميعها وكل تنظيم يهتف بما يحلو له من عبارات الترحيب.
استمر الاحتفال أكثر من ساعتين غادر بعدها قائد سرايا الدفاع مخيم اليرموك بمثل ما استقبل به.
ولأهمية هذه الزيارة كررت في العام التالي بشكل أكبر وأوسع ، ولا شك أننا نستنتج من هذه الزيارة عدة ملاحظات أهمها :
كانت التنظيمات الفلسطينية في أوج اتفاقها ولا سيما بعد حرب تشرين ، كما كانت روح المقاومة هدفها ومبدؤها وهذا الاتفاق انعكس على الوضع الاجتماعي والسياسي والنفسي لسكان المخيم .
تحسن وضع المخيم بعد هانين الزيارتين، فبعد ذلك لوحظ تطور المخيم تطورا ملحوظا فبلدية اليرموك قامت ببناء سوق كبير للخضار وفوقه مبنى ضخما لها كما تم فرز العديد من الأراضي الجديدة كما في شارع ال ١٥ وساحة الريجة وتنظيمها وبنائها بشكل جيد، وأدى هذا البناء إلى خلق فرص عمل كثيرة انعكست إيجابا على معيشة الناس ، وبعد سنتين أو ثلاثة دخل الهاتف الألي للمخيم بعد أن كان نصف آلي يتخذ من غرفة في ساحة شارع فلسطين مركزا له ، وظلت خدمة الهاتف مقدمة من مركز الميدان حتى تم الانتهاء من المبنى الحالي ، وأما شبكة مياه عين الفيجة فقد وصلت لأبعد بيت بالمخيم.
ولا شك أن هناك عدة عوامل أخرى ساهمت في تطوير المخيم أهمها سفر الألاف من أبناء المخيم إلى الإمارات العربية المتحدة وليبيا وغيرهما من دول الاغتراب؛ مما ساهمت تحويلاتهم في تطور المخيم ، وقبل هذا كله وجود النية الصادقة وعلو الهمة وقوة العزيمة لدى أكثر سكان المخيم.
يتبع ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف