الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

احسان عبد القدوس و العائله الفنيه !بقلم:وجيه ندى

تاريخ النشر : 2014-04-16
احسان عبد القدوس و العائله الفنيه !بقلم:وجيه ندى
احسان عبد القدوس و العائله الفنيه ؟
وجيــه نــدى المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى و حياة الصحفي والروائي المصري ( احسان عبد القدوس ) ولد في 1 يناير عام 1919، وهو ابن الممثل و المنولجيست محمد عبد القدوس والسيدة روز اليوسف الممثله و بعد ذلك المؤسسة لمجلة “ روز اليوسف” الشهيرة
درس إحسان في مدرسة خليل آغا بالقاهرة 1927-1931م، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة 1932م-1937م، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتخرج من كلية الحقوق عام 1942م وفشل أن يكون محامياً. نشأ إحسان عبد القدوس في بيت جده لوالده الشيخ احمد رضوان القماش والذي كان متدينا جداً وخريج الازهر و تدرج فى مناصب القضاء الشرعى حتى اصبح وكيلا لاحدى المحاكم الشرعيه و لذلك استوطن القاهره اما لقب القماش فيرجع لوالدجده و حيث كان يعمل فى بيع القماش ومن خلال التجوال – وكانت اصل بلدتهم هى قرية شبرا اليمن التابعه لمركز زفتى التابعه لمديرية الغربيه - وكان للمنزل بالقاهره وحى العباسيه كان يضم اهل الطرب و الموسيقى و منهم عبده الحامولى وايضا ضيوفه من القرى المجاوره و منهم الاديب احمد الالفى عطيه وكان الفنان محمد عبد القدوس اول من القى المونولوجات الغنائيه وطرده جده رضوان القماش و هنا عمل مع فرقة عبد الرحمن رشدى و كم كان سرور والده عندما راه وهنا صفح عنه – ومرت الايام والتقى محمد عبد القدوس بالزميله روز اليوسف والتى ولدت في احدى قرى لبنان، وعرفت اليتم والغربة منذ بداية حياتها فقد توفي والدها، وأدركت الوحدة في هذا العالم المخيف، واحتضنتها أسرة صديقة لأسرة الوالد الراحل وضمتها اليها كواحدة من بناتها، وتقرر هذه الأسرة أن تهاجر إلى أمريكا كما هو الحال دائما في لبنان، وتستقل الأسرة ومعها الطفلة اليتيمة فاطمة إحدى البواخر متجهين إلى المهجر المجهول، لكن يبدو أن القدر رسم لـ« فاطمة » اليتيمة حياة أخرى، فحينما رست الباخرة في ميناء الاسكندرية لتتزود بالوقود والماء، صعد سطحها صاحب فرقة مسرحية معروفة آنذاك هو إسكندر فرح، لكي يودع الأسرة المهاجرة، ومع الأسرة شاهد الطفلة الصغيرة فأعجبه جمالها وحسن تصرفها، ولاحظ نظرة الحزن والانكسار البادية عليها، التي كست الوجه الجميل الصغير بملامح مأساوية كبيرة، واستطاع « اسكندر فرح » إقناع الأسرة بالتنازل له عن اليتيمة الصغيرة، ليتولى تربيتها في مصر، ووافقت الأسرة بعد إلحاحه. وانتقلت «فاطمة» لعائلها الجديد إسكندر فرح، وبدأت حياة جديدة، وايضا التقت بالفنان عزيز عيد، الذي استطاع أن يخلق منها نجمة كبيرة تجيد الوقوف على خشبة المسرح، وإيصال الفن المسرحي للجمهور، وأحس عزيز عيد بقدرات وإمكانيات ومواهب فاطمة اليوسف فتولاها بالرعاية والاهتمام. وتتعرف فاطمة اليوسف على محمد عبدالقدوس في حفل أقامه النادي الأهلي، وكان عضوا بالنادي ومن هواة الفن، فصعد على المسرح وقدم فاصلا من المنولوجات المرحة أعجبت به الفنانة الصاعدة روز اليوسف فأسرعت لتهنئته، ومن هنا كانت البداية، بداية اللقاء الذي جمع بين القلبين المتفقين على الفن وعلى الحياة واتفقا على الزواج، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن، فأصر والده على عدم الزواج بالممثلة فاطمة اليوسف، ورغم ذلك تزوجها محمد أفندي عبدالقدوس وأصبح اسمها روز اليوسف عام 1917، وتبرأ الأب من ابنه وطرده من بيته، واستقال الابن المتمرد من وظيفته الحكومية وتفرغ للفن ممثلا ومؤلفا مسرحيا و اتفقا على الزواج و كانت اول زوجه له فى حياته وايضا هى اول زوج لها فى حياتها وكان عمر تلك الزواج قصير جدا وكان محمد عبد القدوس كاى فنان كان يكره تحمل المسئوليات و بعد 7 شهور كان الانفصال وكان الجنين فى بطن امه و كانت الام تعمل فى فرقة رمسيس و تمثل وهى حامل وفى اليوم الاول من يناير 1919 كان ميلاد الطفل و كانت للام روز اليوسف ممثله و صديقه تدعى احسان كامل – فقررت الام ان تسمى طفلها احسان ! ووافق الوالد و اعاد زوجته لعصمته وكان التصالح و الذى استمر شهرين فقط و احست الام بضرورة التواجد بجوار تلك الطفل ولكن الوالد لا يريد الاستقرار الاسرى و لكنه لا يطيق الحياه الزوجيه الهادئه الرتيبه و افترقا مره اخرى و كان عمر الطفل ( احسان ) 60 يوما فقط و كان نصيب الطفل احد دور الحضانه وهنا كانت وظيفة و العمل فى الحكومه وكان تعينه على الدرجه الثامنه – وهنا لم يجد والده بدا من ان يتم تربيته فى بيت اخته – عمة الطفل – و التى كانت تسكن فى حارة نصير بالعباسيه – وكانت تربية الطفل احسان و الذى كان عمره ثلاثة شهور فقط – وعندما بلغ الشهر السادس داهمته حمى شديده فى المعده و عندما علمت والدته بتلك المرض سارعت بجوار ابنها و لمده شهرا بجوار طفلها الوحيد و عملت بالصحافه والدته و كسبت مالا كبيرا و اشترت سياره فاخره وهرب احسان عبد القدوس و عمره 14 سنه الى الاسكندريه و قابل الاستاذ الكبير فكرى اباظه و كتب مقالات و لحالته النفسيه وكتب اعمال ادبيه ويدفعه ذلك حالته النفسيه و ظل اسم احسان موجودا على الساحه و ظل فى مسكن عمته وحتى حصل على شهادة التوجيهيه – وذهب ليعيش مع والدته و قد ضيعت فى الازمات السياسيه كل ما تملكه و انتقل من فقر الى فقر وأدخل محمد عبدالقدوس ولده كتابا بالعباسية قبل أن يسافر إلى إيطاليا عام 1924 لدراسة فن التمثيل، ثم ألحقه بعد عودته بمدرسة البراموني الأولية بالعباسية والسلحدار الابتدائية في باب الفتوح والنيل الابتدائية بشبرا وخليل أغا الابتدائية ليكون في رعاية صديقه محمد عبدالوهاب، مدرس الموسيقى والأناشيد بالمدرسة. واستمرت الحياة تداعب الطفل « إحسان » فتقذف به يمينا تارة ويسارا تارة أخرى، فنجد والده يلحقه عام 1928 بمعهد الموسيقى العربية لدراسة الكمان، ولكن الفتى يفشل، فيتركه الأب يواصل دراسته الابتدائية إلى أن حصل عليها عام 1933، فيحاول معه مرة أخرى فهو يريد أن يصبح ابنه فنانا مثقفا وبأي ثمن فيحاول إقناعه بدراسة التمثيل، وهو طالب في السنوات الأخيرة من المرحلة الثانوية، ويكاد «إحسان» يقتنع لولا تدخل الأم والعمة معًا لكي يبعدا «إحسان» عن العالم، الذي قاست منه الأم، وخافت منه العمة عن سماع ما يدور في محيط الفن، وما يقع فيه من مآسٍ ومحن لايقوى على تحملها ابن أخيها. ويقع «إحسان» الطالب بمدرسة فؤاد الأول الثانوية بين مغناطيسية أبيه وأمه، فكل من والديه يرسم له طريق المستقبل الذي يريده وأبوه يحاول بشتى الطرق جذبه إليه، فنجد «إحسان» يحاول كتابة الزجل والقصة استجابة لتوجيه أبيه، ويحاول الاشتغال بالصحافة استجابة لتوجيهات أمه، التى أرادته صحفيًا. وبعد أن اجتاز إحسان دراسته الجامعية بنجاح، وتخرج في كلية الحقوق عام 1942، اتخذ أهم قرار في حياته، فقد قرر أن يتزوج الفتاة الوحيدة التى أحبها «لولا»، وعنها يقول إحسان: «هى حبى الأول والأخير وقد لا يصدق الكثيرون هذا ولكنها الحقيقة، فمنذ عرفتها فى مطلع عام 1942، وكنت حينذاك طالبا بالحقوق وحتى الآن لم تستطع أى امرأة أن تزحزح مكانها فى قلبى، فلولا ثقتها بى وأنا فى مستهل حياتى لما وجدت الشجاعة على الاستقلال بنفسى، وهذا الذى جعل أمى تطمئن بقدرتى على المضى فى الحياة، لقد أعطتنى لولا الصورة المثالية للزوجة التى تفهم دورها فى حياة زوجها، والتى تستطيع أن تشكل هذا الدور تبعا للظروف التى يمر بها زوجها فى مراحل حياته المختلفة، فقد عشنا ظروفا عصيبة وأياما صعبة، ففى بدء حياتى كان دخلى لا يزيد عن عشرة جنيهات، وكانت رسالتها آنذاك وشغلها الشاغل هو البحث عن وسائل لتوفير حياة معقولة بهذا المبلغ البسيط، وعندما تغيرت حياتى، وأصبحت المشكلة الاقتصادية ليست مشكلة حياتى الأولى، وسارت زوجتى بذكاء لتغيير دورها فى حياتى، من تدبير الوسائل التى تسهل لدخلى البسيط أن يكفينا حتى آخر الشهر، إلى حمايتى ككاتب عليه أن يعطى الكثير من وقته لقلمه،
و فى حياة احسان عبد القدوس انه كتب أكثر من ستمائة قصة، تحول 49 رواية منها إلى نصوص للأفلام و5 روايات تم تحويلها إلى نصوص مسرحية و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية و10 روايات تم تحويلها إلى مسلسلات تليفزيونية إضافة إلى 65 كتابا من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والأوكرانية والصينية والألمانية.
ومن أهم أعماله: “ لن أعيش في جلباب أبي ”، “ يا عزيزي كلنا لصوص”، “ وغابت الشمس ولم يظهر القمر”، و “رائحة الورد وأنف لا تشم” و “ ومضت أيام اللؤلؤ”، “و لون الآخر”، و “ الحياة فوق الضباب”. وتولى إحسان عبد القدوس رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، بعد ما نضج في حياته، وكانت له مقالات سياسية وتعرض للسجن والمعتقلات بسببها، ومن أهم القضايا التي طرحها قضية الأسلحة الفاسدة التي نبهت الرأي العام إلى خطورة الوضع، وقد تعرض إحسان للاغتيال عدة مرات، كما سجن بعد الثورة مرتين في السجن الحربي وأصدرت مراكز القوى قراراً بإعدامه.
حياة احسان عبد القدوس كانت حافلة بالجوائز والتكريمات، والتي كان منها منحه الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، كما منحه الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك وسام الجمهورية، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1989.
حياة الروائي المصري المليئة بالأحداث انتهت برحيله في 12 يناير 1990، ولكن أعماله ظلت حاضرة. ان من يقرأ روايات إحسان عبدالقدوس بوعي وبصيرة يدرك أن قصصه تدعو للفضيلة،
عاش احسان عبد القدوس فى أعماله الأدبية يُعرى المجتمع ليكشف أخطاءه، حيث كتب أكثر من ستمائة قصة وقدمت السينما عدداً كبيراً من قصصه، فلقد اتجه فى مجموعاته القصصية الثلاث التى أصدرها قبيل ثورة 23 يوليو 1952 باسم «صانع الحب» عام 1948 و«بائع الحب» عام 1949 و«النظارة السوداء» إلى تصوير دقيق لفساد المجتمع المصرى وما يعانيه خلال تلك الفترة من انغماس فى الشهوات والرذيلة والبعد عن الفضيلة والأخلاق السامية.
ويظهر ذلك فى روايته الخالدة «شىء فى صدرى» التى صدرت عام 1958 نجده يرسم لنا صورة دقيقة وصادقة للصراع القائم بين المجتمع الرأسمالى والمجتمع الشعبى والمعركة الدائرة بين الجشع الفردى والاحساس بالمجتمع، فهى قصة عذاب الاحتكاريين والاستغلاليين ومثلهم بحسين باشا شاكر ذلك الذى جمع ثروته من احتكار الآخرين واستغلالهم، وحقق انتصاراته على كل من حوله من الناس بذكائه وأمواله واشترى سكوتهم ومظاهر احترامهم ولكنه لم يستطيع أن يخدع هؤلاء الذين يعيشون داخل نفسه، وهو يحس بعذابهم ويحس باعتدائه على حقوقهم ولذلك فلن يستطيع شراء سكوتهم واحترامهم، لأن قطعة من المجتمع تعيش فى صدره وتعذبه. وشارك باسهامات بارزة في الرواية وكذلك فى المجلس الأعلى للصحافة ومؤسسة السينما،
وما لا يعرفه الكثيرون أن الرئيس جمال عبدالناصر كان من هواة قراءة الروايات بوجه عام وكان مهتما بوجه خاص بقراءة كل ما يكتبه إحسان عبدالقدوس من أدب قصصى ويتتبعه تتبعا كاملاً وكان يبدى إعجابه بها ولكنه حينما قرأ مجموعته القصصية «البنات والصيف» اعترض على إحدى هذه المجموعات. وتولى «إحسان» رئاسة تحرير مجلة «روز اليوسف»، وهى المجلة التى أسستها والدته، وقد سلمته رئاسة تحريرها بعد خروجه من السجن عقاباً على مقاله بالمجلة والذى كان تحت عنوان « الجمعية السرية التى تحكم مصر » والتى قال فيها: « كنا جميعًا نعلم أنه ليس محمد نجيب الذي يحكم، وكنت خلال هذه الأيام ألح عليها إلحاحًا مستمرًا ليظهروا أمام الشعب ولكنهم أصروا على أن يظلوا جمعية سرية». وكانت لإحسان مقالات سياسية تعرض للإعتقال بسببها، ومن بينها قضية الأسلحة الفاسدة وقد تعرض للاغتيال عدة مرات، كما سجن بعد الثورة مرتين في السجن الحربي، وأصدرت مراكز القوى قراراً بإعدامه.
و عاش فى حياته كاتبا صادقا واعيا الى ان غادر عالمنا فى الثانى عشر من يناير عام 1990 ورحل عن عالمنا كاتب وأديب رفض أن يعيش فى جلباب أحد رحمه الله المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى وجيــه نــدى [email protected] 01204653157 01006802177
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف