الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أبو جهاد الثائر الذي قهر إسرائيل بقلم ثائر العقاد

تاريخ النشر : 2014-04-15
أبو جهاد الثائر الذي قهر إسرائيل بقلم ثائر العقاد
لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة  ، كانت هذه الكلمات الحماسية آخر ما خطته يد القائد الشهيد أبو جهاد في رسالة يوجهها لقادة الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية ويحثهم فيها  على مواصلة القتال  ضد الاحتلال الصهيوني ،  فكانت كلماته الثورية بمثابة  وصية أخيرة لرجال الانتفاضة قبل أن تخترق سبعون رصاصة صهيونية جسده الطاهر وتزفه شهيداُ عند الله .
شكل القائد الشهيد أبو جهاد حالة قتالية وثورية فريدة من نوعها  ويعتبر من أبرز الشخصيات العسكرية في تاريخ الشعب الفلسطيني ، حيث ساهم في تأسيس حركة فتح مع زملائه القادة الشهداء أبو عمار وأبو إياد ،  وعمل على إيجاد حركة ثورية  فلسطينية تعمل على إرجاع الحق المغتصب  واسترداد فلسطين والحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية ، فكانت البداية في الأول من يناير  لعام 1965 حينما تم تفجير نفق عيلبون وبدأت حكاية الثورة والثوار و رُسم طريق الحرية والاستقلال من خلال  الرصاص .
 يعتبر القائد أبو جهاد العقل المخطط والمفكر لأعظم وأكبر العمليات الفدائية التي هزت الكيان الصهيوني وأحدثت خسائر بشرية فادحة  في صفوف دولة الكيان الغاصب ، وحققت توازن الرعب ما بين الثورة الفلسطينية  ودولة الاحتلال التي مارست أبشع الجرائم وارتكبت أفظع  المجازر ضد شعب أعزل احتلت أرضه وشرد من وطنه  ، فإسرائيل حمّلت أبو جهاد مسؤولية قتل المئات من  الصهاينة من خلال عدة  عمليات بطولية  سوف تبقى خالدة في ذاكرة الشعب الفلسطيني ، فكان اسمه يشكل هاجساُ وخوفاُ لدى الصهاينة  ويزرع الرعب في قلوبهم .
شارك الشهيد القائد في كافة المحطات القتالية والنضالية لشعبنا وقاد أروع الانتصارات وتصدى ودافع عن الثورة في كافة الحروب فكان له الدور البارز في معارك بيروت حينما كان في مقدمة الثوار يحثهم على الصمود ومقاومة المحتلين ،   وبعبقريته الفذة وذكائه الخارق خطط ورسم لأروع العمليات  ، فعمليات الساحل وسافوي  وديمونا ووزارة الدفاع الصهيوني شاهدة على عبقرية وذكاء الوزير ،  حيث حصدت  تلك العمليات المئات من الصهاينة ما بين قتيل وجريح ، وما كشفت عنه إسرائيل مؤخراً من أن  الشهيد القائد كان يخطط من خلال سفينة اتابيروس من السيطرة على مقر الجيش الصهيوني يكشف وبشكل واضح أن ضرب العمق الصهيوني كان هدفه ومسعاه .
وبسبب كل ذلك  أعدت  دولة الاحتلال جيشاُ  كبيراُ ُ من أجل اغتياله وتصفيته ، حيث شارك مئات الجنود والضباط من عناصر الموساد والجيش وطائرات وسفن وغواصات من أجل اغتيال المهندس الأول للانتفاضة الأولى ، فقررت وعزمت إسرائيل على اغتياله مهما كلفها ذلك من ثمن  وأوكلت هذه المهمة المعقدة للمجرم القاتل إيهود باراك وكذلك للمجرم موشيه يعلون وزير الدفاع الصهيوني الحالي الذي تأكد بنفسه من استشهاده .
  وكان للأسرى في سجون الاحتلال نصيب كبير من تفكير القائد أبو جهاد رحمه الله ، فقد أعطى أوامره للمجموعات العسكرية في حركة فتح بتنفيذ عملية معقدة كان من نتائجها أسر ستة جنود صهاينة وتم مبادلتهم بعد ذلك وتحرير خمسة ألاف أسير فلسطيني ولبناني من السجون الصهيونية وذلك في عام 1983 ، حيث اعتبرت تلك الصفقة الأضخم والأكبر في تاريخ الصفقات التي عقدت في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني .
لقد كان الشهيد القائد أبو جهاد إنساناُ بكل ما تحتويه الكلمة من معنى ، فكان يعرف عنه خلقه القويم وأدبه الجم وتواضعه الكبير في علاقاته مع جنوده ، فكان يتعامل معهم مثل تعامل الأخ الكبير مع إخوته الصغار ، ورأينا نصائحه ووصاياه لأفراد عملية وزارة الدفاع الصهيوني ، وكيف كان يحثهم على معاملة الصهاينة بأخلاق الإسلام وبوصايا الرسول عليه الصلاة والسلام  مهتدياُ في ذلك بآيات قرآنية وبأحاديث نبوية شريفة .
 يعتبر تاريخ السادس عشر من إبريل لعام 1988م يوم غضب وحزن كبير بعد أن أقدمت وحدات الموساد الصهيوني على اغتيال أمير الشهداء أبو جهاد في منزله في حي سيدى بوسعيد فى تونس بعد أن أمطرت جسده الطاهر بسبعين رصاصة  حيث امتشق مسدسه لكي يقاومهم ولكن سرعان ما  نالت رصاصات الحقد والغدر من جسده الطاهر ، ولكنها مع ذلك لم تنل من أفكاره الثورية ومبادئه الفكرية العظيمة التي بقيت وستبقي راسخة رسوخ الجبال في عقول وأذهان شعبنا الفلسطيني الذي هو الآن في  أمس الحاجة لشخصية عسكرية ووحدوية مثل القائد أبو جهاد  تكمل مسيرة  المقاومة والكفاح المسلح من أجل تحرير الأرض والإنسان والرد على الجرائم والفظائع اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني  ، وإنقاذ الشعب  من حالة التيه والركود والمنعطف الخطير الذي تمر به القضية الفلسطينية .
ورغم مرور   ستة وعشرون عاما على اغتيال الشهيد القائد  أبو  جهاد ، إلا أن سيرته العطرة وأعماله النضالية الفريدة ستبقى خالدة وباقية في عقل وذهن الشعب الفلسطيني  .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف