الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مغناطيس الإرهاب ومطحنته بقلم:عريب الرنتاوي

تاريخ النشر : 2014-04-15
مغناطيس الإرهاب ومطحنته بقلم:عريب الرنتاوي
أقل الكلام
مغناطيس الإرهاب ومطحنته
عريب الرنتاوي
وصف الناطق باسم الخارجية الأمريكية الرئيس السوري بأنه "مغناطيس الإرهاب"، لا ندري أن كان وجود "مغناطيس" لجذب الإرهابين ومركزتهم، أمراً يزعج واشنطن أم يريحها ... ما لم يقله الناطق الرسمي، ورد في إحدى تغطيات صحف لبنان للأزمة السورية أمس: سوريا تحولت إلى "مطحنة" للإرهاب والإرهابيين.
"مغناطيس" و"مطحنة" .... هل تريد واشنطن شيئاً أكثر من هذا؟ ... ألا تفسر نظرية "المغناطيس" و"المطحنة"، ميل واشنطن لإطالة أمد الأزمة السورية وتفادي الحسم سياسياً أو عسكرياً لهذا الصراع المرير؟ .... أليس "القاتل" و"القتيل" في سوريا، مندرجان في خانة "الأرباح الأمريكية/ الإسرائيلية" الصافية؟
"المطحنة" السورية، تقضي في يوم واحد، على أعداد من الإرهابيين تفوق ما تفعله طائرات واشنطن بطيار ومن دونه، في سنة أو أكثر ... هل هذا شيء يزعج واشنطن؟ ... هل كان بالإمكان فعل ذلك لولا نجاح "المغناطيس" في جذب هؤلاء بالمئات والألوف لملاقاة حتفهم في "المحرقة السورية"؟ ... ثم كيف أمكن لهؤلاء "المنجذبين" الوصول إلى سوريا؟ ... من موّل وخطط ونفذ؟ ... من فتح الحدود على جميع مصاريعها أمامهم، زرافات ووحدانا؟ .... من ضخ مليارات الدولارات في عروق هذه الجماعات، تمويلاً وتسليحاً وتدريباً، أليسوا جميعاً من دون استثناء، أصدقاء واشنطن وحلفائها؟ ... ألم يفعلوا ذلك بعلمها وتواطؤها وموافقتها في كثير من الأحيان؟ ... هل حركت واشنطن ساكناً لوقف انجذاب "الإرهابيين" وتجفيف مصادرهم وتقطيع طرق تنقلهم وإمدادهم، وتيبيس عروقهم؟
واشنطن فرحة بما يحصل، فثمة من يقوم بالمهمة نيابة عنها، وسيكون بمقدورها مع نهاية العام الحالي، إن ظل الحال على هذا المنوال، أن تمنح قطاعات واسعة من وحدات محاربة الإرهاب، إجازة مفتوحة، حتى إشعار آخر.
لن نجادل كثيراً في حكاية "المغناطيس" وما إذا كان الإرهابيون بحاجة لمغناطيس من أي نوع لبدء موسم الحجيج إلى حلب وكسب ومعلولا ... هل جاءوا ثأراً من جرائم النظام ضد الأغلبية السنيّة، ام جاءوا بمشروع "الدولة" و"الخلافة" و"إقامة شرع الله وحدوده"؟ ... ألم يفعلوا ذلك في العراق، ومن قبله في أفغانستان، ومن قام بدور "المغناطيس" في تلك الساحات لجذب الإرهابيين ... أليس لدى واشنطن رواية أخرى للأزمة السورية، غير رواية "المجاهدين" ورعاتهم وفقهاؤهم؟ ... ألم يقارفوا من الجرائم ما يجعل جرائم "المغناطيس" تفصيلاً صغيراً إلى جانبها؟
أما عن الجيش السوري، الذي اكتوى ويكتوي بدوره بنيران "الإرهاب" ... فإن إضعافه وتجريده من أنيابه ومخالبه، ومختلف عناصر قوته واقتداره، كان على الدوام، هدفاً من أهداف السياسة الأمريكية ... لم تتوان عن "بلع" تهديداتها بضرب النظام وذراعه العسكرية، طالما أن الثمن هو تسليم الترسانة الكيماوية للأمم المتحدة، ودائماً لحفظ أمن إسرائيل، وليس رأفة بحال الشعب السوري، كما قيل وأشيع.
أليست عمليات الاستنزاف المتواصلة للجيش السوري، هي واحدة من أهداف واشنطن الكامنة وراء إدامة الحرب وإطالة أمدها ... حتى الآن، سقط ما يزيد عن خمسين ألف جندي سوري، وجرى تدمير منشآت ومعدات ومصانع عسكرية ومطارات، كانت تشكل البنية التحتية لهذا الجيش، فهل تريد أمريكا، وبالأخص إسرائيل، سيناريو أفضل من هذا؟ (بالمناسبة عدد قتلى الجيش أكثر من عدد القتلى المدنيين وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وهذه من أغرب النسب في العالم)
في تموز عام 2006، قاتلت إسرائيل حزب الله بكامل عدتها وعدادها، فماذا كانت النتيجة؟ ... خرج الحزب من الحرب متوجاً بأكاليل النصر والغار، وبالتفاف شعبي منقطع النظير ... وما هي إلا سنوات قلائل، حتى ضاعف الحزب قدراته العسكرية بأكثر مما كانت عليه قبل الحرب واثنائها.
الآن يقاتل الحزب في سوريا، بلا غطاء من خارج إطار حاضنته المذهبية، أو بعضها على الأقل، يفقد مئات المقاتلين الأشداء والمتمرسين الذين أعدهم لقتال إسرائيل على الأرض السورية، والأهم يفقد الالتفاف الشعبي العربي من حوله، بعد أن بات يُنظر إليه من قبل تيارات سياسية محلية وعربية، بوصفه ميليشيا مذهبية، لا حركة مقاومة شعبية مسلحة رائدة ... هل تريد واشنطن، وبالأخص إسرائيل، نتيجة أفضل من هذه؟ ... ما عجزت إسرائيل بآلتها الحربية العملاقة عن فعله، يتحقق لها الآن على الأرض السورية، ومن دون أن تخسر قطرة دم واحدة ... فهل من مصلحة الحليفتان الاستراتيجيتان إنهاء الحرب، أم أن مصلحتهما في إدامتها وإذكاء أوارها؟
ما كان لنظرية "المغناطيس" أن تفعل فعلها لولا المال العربي والتسهيلات التركية والدعم الأمريكي – الإسرائيلي ... أما الضحية الأبرز لهذه النظرية، فهو الشعب السوري، الذي لم يعد يتعرف على "الثورة" التي أطلقها قبل أكثر من ثلاث سنوات، وعبثاً يجهد في العثور على شعاراته الأولى من بين ركام الخرائب والرايات السوداء ومدن الحرب العالمية الثانية في سوريا: الكرامة والحرية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف