الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أطفالنا مستقبلنا بقلم : محمود حسونة

تاريخ النشر : 2014-04-15
أطفالنا مستقبلنا بقلم : محمود حسونة
( هنالك من يتمنى لو يعود الزمن للوراء ـ ربما ـ ليستوقف أبا أو أما أو معلما او أخا ويهمس في أذنه : تمهل ...فكر..قبل أن تعتدي بسلطتك العمياء على ضعفي ..وتكسرني ، وتصنع منّي معاقا نفسيا أو مجرما أو منحرفا ، أو شخصا ضعيفا فاقد الثقة بنفسه وتصرفاته!! ) الكاتبة الأردنية حنان بيروتي .
تصدف أحيانا وفي مشاهد معتادة في مجتمعنا ، أن تشاهد طفلا يحتجُّ بالصراخ والبكاء والاستجداء ، ويستمر في ذلك ، رغم محاولة اسكاته بالقوة ، قد تصل بوضع اليد القوية على فمه والصفع الشديد والسب والشتم ، وتتطور المشاهدة ربما إلى السحل والاعتداء وبقسوة شديدة في محاولة فاشلة بالتأكيد لإخراسه ، في علاقة واضحة بين الحاكم والمحكوم ، فتقفز لديك الرغبة في مشاركة الطفل احتجاجه المشروع !!
لماذا لا نصغي باهتمام لأطفالنا ؟! لماذا نستهزأ و نستخف بكلامهم وكلماتهم وكأننا خبراء مميزون بلا منازع ؟! إن كلامهم أصدق ما نسمع !! لماذا نكمم أفواههم عمّا يشعرون و يعانون ؟!! لماذا نصم آذاننا ونغلق قلوبنا عمّا يقولونه بعفوية لذيذة لم تلوثها الحياة ؟؟!! وكيف نستخف بذكائهم البريء وإبداعهم الفطري وصفاء أرواحهم ونقاء نفوسهم و قلوبهم ؟!! من أباح لنا أن نكون دائما مركز الأقوى المتسلط ، صاحب السلطة الأبوية القمعية العمياء لإخراسهم وتهشيم شخصياتهم ، وإهمال أفكارهم و آرائهم ، وحصر انطلاقتهم ، وتقديرهم لذواتهم ؟؟!! وأيّ نظريات تربوية تسمح لنا أن نغلق عيونهم وأفواههم بأيدينا القاسية؟! ألا يُخزّن بعضنا في داخله مواقف وخبرات قمع مريرة عكّرت صفو طفولته ونقاءه الفطري الأول؟
أيّ جريمة تربوية نقترفها بحق صغارنا و أولادنا ، حين نشوّه نفوسهم الغضة بغضبنا النزق الثقيل الدفين من خيبات أمل زرعتها الحياة فينا ؟؟
إنّ القسوة على الأطفال حُسمت قديما في البلاد الأخرى ، لا تضرب لا توبِّخ أحدا بخاصة أمام الآخرين ، لا تجعله يشعر بإهانة مريرة أو أنه جاهل مقارنة مع غيره ، الطفل كائن ضعيف يحتاج إلى ما هو أرقُّ وألطف من ذلك ، تربية الطفل تحتاج إلى فن و احتراف، ولا تكون إلا بتوعية المربين والأهل في التعامل معه ، فالعنف القاسي يولد شخصية مهزوزة ، لديها كبت وانفعالات تؤدي غالبا إلى كوراث في المستقبل، وأيضا الدلال الزائد وتلبية المطالب بسرعة وترك الأمور على علتها بدون انضباط أو ترشيد ، تؤدي إلى شخصيات هشّة تعاني من التكبر والاستعلاء على الآخرين وتلبية مطالبها بسرعة مهما كانت العواقب ، ( فخير الأمور الوسط ) بمعنى لا إفراط ولا تفريط ، فنتائج الدلال الزائد تعادل القسوة الزائدة . ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) إنّ الله خالق الكون ترك للإنسان مخلوقه الضعيف أمامه ، الحرية في الاختيار ما بين الإيمان والكفر ، بعدما جعل له عقلا يميّز بين هذا وذاك ، فما يختاره لا ينفع الله عز وجل ولا يضره فهو الغني الحميد ، إنما يريد الله من الانسان المؤمن أن يأتيه طائعا مختارا ، فهو يريد قلوب تهفو إليه لا قوالب تُكره على الانسياق إليه .
إنّ التربية القويمة تتطلب اللين في القول والحكمة والعقل في الفعل والقدوة في السلوك ، ليكون التقرب والمصارحة لا النفور و المجابهة ، والابتعاد عن القهر والعنف والصراخ والهياج وفرض الرأي بالعقوبات ، فطفل اليوم هو رجل الغد فإن تربيته بطريقة صحيحة ، ينعكس إيجابيا على المجتمع في كل مجالاته .
لا تعالج الأمر بالعنف و القسوة والغضب ، إنّ ما سبق هو الذي يحتاج للنظر فيه ، وإعادة القرار فيه ، فالمعنّفون تنقصهم الدراية والخبرة في سُبل التعامل مع النشء ، وليس الإحساس فقط ، لأن طبع المعنّف الاستبداد في الرأي ، فلا رأي ولا قرار إلا له ، وله فقط ، فهو لا يسمح للنشء بالمناقشة والحوار إلا في ما ندر ، لا تشعر بالإهانة أو الكبرياء و أنت تناقش طفلا أو ابنا ، أحيانا نسمع منهم آراء صائبة أكثر من آرائنا ، لنعترف بذلك وننتصر على عجرفة أنفسنا المخادعة ، ونُقر لهم بذلك فنمنحهم الثقة والشجاعة ، وتقبُل رأي ونقد الآخر فنغرس فيهم قيمة نبيلة ، يفتقدها الكثيرون ، وربما تكون سر التعايش مع الآخر .
علينا أن نهبهم الحنان المعقول والتفهم والتواصل السليم الواعي الذي سيبني لهم جسورا الى مستقبل أفضل وغد آمن واعد و مشرق ، ولنكن لهم القدوة في كل تصرفاتنا ومواقفنا ، فهذا ما سيصبغ شخصيتهم ، ويمنحها القدرة على التفكير المتزن .
إنّ ضغوطات الحياة ومسئولياتها قد تحملنا أكثر من طاقتنا ، وقد تفقدنا قدرتنا على الصبر والاتزان أحيانا ، لكن هؤلاء الأطفال لا ذنب لهم فهم أمانة عندنا ، فلنكن جديرين بتحملها واحتوائها بحب وحنان وتفهم.



إن مشكلتنا العميقة في مجتمعاتنا العربية والتي نعاني منها أفرادا وشعوبا ، كبارا وصغارا ، أننا تعودّنا ومارسنا بمهارة الدكتاتورية والاستبداد في كل الأماكن ، في البيوت و المدارس والمؤسسات وغيرها ، بأساليب سفيهه غايتها الإخضاع و الامتهان ، بأبشع الصور وأحطها ، وبأساليب متنوعة من العنف والتهديد إلى الابتزاز ، وفي أغلب مناحي حياتنا في علاقة الأب بأولاده ، وعلاقة رب العمل بعماله ، وعلاقة الرئيس بالرعية ، ثقافة تجذّرت ، وموروث تناقل عبر الأجيال دون أدنى تعديل إلا في بعض الجوانب الهامشية أو بتزييف هش ، نشكو الظلم والاستبداد من الحكام ونحن نمارسه في حياتنا إن استطعنا بفخر وكبرياء ، ليصدق فينا القول ( كما تدين تدان ) ، و ستظل هذه المعضلة طالما ان الحد الأدنى من الوعي الثقافي و الاجتماعي لم يتوفر بالشكل الكافي حتى الان .
نحن بحاجة ملحة إلى عمل وجهد مضني وتضافر الجهود على جميع المستويات الرسمية والغير الرسمية من أجل إيجاد الأسس المناسبة والمناخ المناسب الذي يهيئ لنا نقلة نوعية في التفكير الجمعي ، إننا بحاجة الى ثورة على الموروث والقديم في التربية المبنية على الخنوع والإخضاع ، وبعض مما وجدنا عليه آباؤنا وأجدادنا ، والتفكير بنمط إنساني عصري ، ولابد أن يصاحب ذلك عملية تعليمية مركزة على جانب السلوك والتعامل الانساني اللائق ...

بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف