الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دبـــــي وجـــــهٌ آخـــــر للتميّـــــز بقلم د. خالـد الخاجـة

تاريخ النشر : 2014-04-15
دبـــــي وجـــــهٌ آخـــــر للتميّـــــز
د. خالـــــــــد الخاجــــــــــــــــة
إذا أردت أن تدرك سر الحالة التي يتغير فيها وجه أمة من الأمم أو مجتمع من المجتمعات، فانظر إلى حالة مؤسساته التعليمية وكفاءات الخريجين منها، والاستراتيجية التعليمية التي يتبعها، ومدى أولويات القضايا التعليمية بالنسبة لباقي القضايا المجتمعية، والبرامج العلمية المطروحة في مختلف التخصصات، وحالة المعلم المادية والعلمية، فإذا كانت مؤشرات الإجابة عن تلك التساؤلات إيجابية، فعليك أن تطمئن على حاضره وتبشر بمستقبله، وإذا كانت الإجابة غير ذلك فاعلم أنها أمة في خطر، حتى لو كانت بنيتها الاقتصادية تبدو قوية.
ولقد تعلمنا أن عمليات التنمية والتحضر، التي تمر بها الشعوب، هي عمليات شاملة ومتكاملة، مرتبطة بحركة المجتمع تأثيرا وتأثرا؛ بمعنى أن التنمية الحقيقية للمجتمع لا تكون في جانب وتهمل آخر، لأن النظام الاقتصادي في المجتمع يتأثر ويؤثر في النظام الاجتماعي، وكلاهما يؤثر ويتأثر بالنظام التعليمي، ولم نجد في تاريخ الأمم أن نهضة اقتصادية قامت دون بنية علمية تعليمية قوية، كما أنه من الصعوبة بمكان أن تجد مجتمعا بنيته الاقتصادية متهالكة يحقق تطورا علميا كبيرا، كما أن التراجع في مستوى التعليم قرين دائم للتخلف الاقتصادي.
من هنا فإن التحضر الحقيقي للمجتمعات لا بد أن يراعي أبعاد العملية التنموية للمجتمع، والتي يعتبر التعليم نقطة البدء فيها، ورأس الحربة منها، والقاطرة التي تقود باقي مفردات عملية الانتقال المجتمعي من حال إلى حال أفضل.
والتجارب الدولية التي حققت طفرات حقيقة، كانت بدايتها الاهتمام بالتعليم، والشاهد أنه عندما سئل "جواهر لال نهرو": لماذا تنفق الكثير من المال على التعليم وحالة الفقر في الهند تستوجب بناء الاقتصاد أولا؟ كانت إجابته "إن تردي الحالة الاقتصادية في الهند لم تجعل لنا خيارا إلا بمزيد من الإنفاق والاهتمام بالتعليم، لأن فيه خلاص الهند من مشكلاتها".
ولأن التاريخ خير معلم، والقادة الملهمون هم الذين يجيدون قراءته لتستخلص من حركته الدروس والعبر، من هنا جاءت خطوات القادة المؤسسين متسارعة للاهتمام بالتعليم، عبر التوسع في بناء المدارس وتشجيع الالتحاق بها، ثم بناء جامعة الإمارات لتمد الوطن بكوادر وطنية متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل، لتبدأ مسيرة انتشار النور في ربوع الوطن.
أقول هذا بعد الاطلاع على التقرير الذي صدر عن هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، والذي جاء فيه أن نسبة الطلبة الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي في الإمارة خلال العام الأكاديمي الحالي، زادت بمقدار 9.4% عن العام الدراسي المنصرم، ووصل عدد الطلبة ما يزيد على خمسين ألفا، في 57 مؤسسة تعليمية توفر درجات البكالوريوس والدراسات العليا.
علاوةً على تقديمها برامج في التعليم المهني، فضلا عن النمو المتزايد في أعداد المدارس الخاصة. ولا شك أن النتائج التي تضمنها التقرير لها دلائل واضحة ومؤشرات جلية، يجب تفحصها بعناية حتى نعظم مكتسباتنا ونقيم تجربتنا.
وأول ما نستخلصه من نتائج التقرير، الصادر عن هيئة المعرفة في دبي، أن شجرة التميز، التي غرست بذورها أيد كريمة وتولتها بالرعاية والسقيا، قد امتدت فروعها وآتت أكلها ليستظل الجميع بظلها، سواء أبناء الإمارات أو المقيمون على أرضها.
خاصة وأن نسبة 66% من الطلبة الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي في دبي من الوافدين، مقابل 34% من أبناء الإمارات، وهو ما يعكس جودة العملية التعليمية وقدرتها على الجذب في ظل منافسة داخلية وإقليمية، وانعكس ذلك على نوعية الخريجين الذين بلغ عددهم ما يقارب 11 ألف خريج العام الماضي، من مختلف المؤسسات.
كما أن وجود 26 مؤسسة تعليم عال في دبي، كلها فروع لمؤسسات تعليم عال دولية، والعدد مرشح للزيادة، هو بمثابة استفتاء دولي على متانة البنية التعليمية والفنية التي تمتلكها دبي، فضلا عن الثقة في جودة الأداء، خاصة وأن شهادات الخريجين تعتمد من المؤسسات التعليمية الأم، ولم تكن المؤسسات الدولية لتسمح بذلك لولا ثقتها في جودة العملية التعليمية، وهو ما يجعلها تعامل خريج الفرع معاملة المقر الأم، إن لم يكن أوفر حظا، وهو ليس بالأمر اليسير في ظل توافر سوق عمل حي ومتنوع قادر على الاستيعاب.
كما أن ذلك التنوع يعكس بيئة تعليمية، تتنافس فيها كل مؤسسة على تقديم أفضل البرامج الأكاديمية وأكثرها تلبية لاحتياجات سوق العمل، وتوافقها مع الاتجاهات العلمية الحديثة، وهو ما يصب في مصلحة الدارسين والارتقاء بكفاءتهم العلمية ومهاراتهم العملية.
كما أن نسبة الملتحقين بمختلف التخصصات من الطالبات، تؤكد دور المرأة باعتبارها شريكة للرجل ومكونا أصيلا من مكونات المسيرة الحضارية التي تشهدها الإمارات، وأن الكفاءة هي معيار المفاضلة، والكفاءة هي الفيصل بينها وبين غيرها في تولي الوظائف.
فضلا عن ذلك فإن نسبة الوافدين والمقيمين المنتسبين لهذه المؤسسات التعليمية، لم يكن لها أن تصل إلى نسبة 66% لولا ثقافة التسامح وقبول الآخر، التي تطبعت بها الحياة في دبي، وأصحبت مكونا أصيلا من ثقافة أبنائها والمقيمين على أرضها، كما أنها نتاج طبيعي لحالة الأمن والأمان التي تفوق نظيراتها، بل إن حالة التوتر وعدم الاستقرار في بعض بلدان عالمنا العربي، جعلت دبي الواجهة المفضلة لهم كواحة للأمن والاستقرار في عالم مضطرب.
إن ثقافة التميز كما الفضيلة، كل لا يتجزأ، ومن اعتاد على أن يكون في الصدارة يصعب عليه أن يرضى بالمركز الثاني أو يسعد به، ودبي ببنيتها التحتية ومتانة اقتصادها ومرافقها الاتصالية والتكنولوجية، والتي تبوأت للعام الثالث على التوالي صدارة مدن المستقبل حسب تصنيف مجلة الاستثمار الأجنبية العالمية، وبعد أن تميز مطارها على مطار هيثرو قبلة الطيران العالمي في تعداد الركاب الذين يتم نقلهم حسب إحصائيات عام 2013.
وبعد أن فازت عن استحقاق وجدارة باستضافة أكبر المعارض الدولية وأقدمها في ظل منافسة شديدة، وبعد أن أصبحت الإقامة على أرضها، ولو لأيام قلائل، هي الجائزة الكبرى التي تقدمها الشركات العالمية للمتميزين من موظفيها.. تكشف اليوم بالتقرير الصادر عن هيئة المعرفة والتنمية البشرية، عن وجه آخر من أوجه التميز، والقادم بإذن الله أفضل.
فطوبي لمن أسس وبنى، وطوبى لمن حافظ ونمى، وطوبى لمن أحب هذا الوطن.

د. خالـــــــــد الخاجــــــــــــــــة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف