الأخبار
قرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لبنى بقلم:محمود عودة

تاريخ النشر : 2014-04-15
قصة قصيرة
لبنى
منذ تخرجي مهندسا وأنا كثور في ساقية لا أستكنف عملا حتى لا أكون عثاءً على راتب والدي الموظف البسيط . يوميا كنت أحب العمل امام المول حتى امتع عيني بالنطر لجمالها الأخاذ الذي سلب لبي وهي تجلس على طاولة (الكاشيير ) بشعرها الأصفر كسنابل ينسدل على وجهها الثلجي وعيونها تحاكي لجة البحر . اختفت مدة طويلة لم اشاهدها حتى انتهاء عملي المؤقت ، ظهرت فجأة اثناء عملي في البناء مرت امامي كطيف او كومضة برق ، رعد قلبي وارتعش جسدي ، تخفى جسدها في جلباب وخمار أسود ين تكرر وميضها في حياتي ، هي كنحلة تتنقل في الأعمال تارة بائعة وأخرى سكرتيرة لطبيب أو مدير شركة ، لكثرة حديثى عنها مع صديقي مدرس اللغة العربية والشاعر لقبني بقيس لبنى لهيامي في وصفها .
لم يعرف لها أصل أو أهل شائعات كثيرة تدور حولها ، علاقتها بالمسؤولين ، وتنقلاتها المشبوهة في العمل البعض يقول انها غجرية وأخرون يقولون انها من الضفة الغربية وجاءت مع وصول السلطة كسكرتيرة لأحد المسؤولين ، ولم يعرف احد لها سكن أو مستقر ، تجوب القطاع من شماله حتى جنوبه .
أرهقتني الأعمال الشاقة المتنوعة ، شىء داخلي يهمس انها فرصة تنظرها للحظات وهي تتحرك كالزئبق ، صديقي الشاعر همس لي تقرب من أمير مسجد الحارة ، رغم إيماني ومداومتي على العبادة بكل أطيافها إلا انني أرفض ان أرتبط بتنظيم مخالف لقناعاتي .
لجأت الى الأمير مضطرا ، بعد أن داهم المرض والدي وأحيل للتقاعد مما وضعني أمام مسؤوليتي عن أسرتي وعلاج والدي ، حملت كتاب الأمير الى الشركة بكل عبوسات قلبي وتشوش افكاري حتى فاجأتني دهشة أخفقت قلبى بعنف وارعشت جسدي وهي تقابلني بابتسامتها العذبة كسطعة شمس في سماء ملبدة بالغيوم السوداء سمعت صوتها لأول مرة يغرد : ممكن أن اخدمك .. ؟
تلعثمت ولم أنطق أخرستني الدهشة , مددت يدي لها بكتاب الأمير , اتسعت إبتسامتها ولفظت شفتيها القرمزيتين إسمي كما لم أسمعه من قبل ، إنتظر هنا يا باشمنهدس رامي ودلفت الى مكتب المدير حاملة كتاب الأمير بخفة ورشاقة .
اثناء عملي مهندسا في شركة المقاولات كنت اتحسس أسبابا لمقابلة المدير حتى أشحن روحي ووجداني بنظرة من عينيها وكلمة من شفتيها حتى تسلل استلطاف ونظرات حانية بيننا ، استمر التودد وتبادل المشاعر الرهيفة شهرين دون مصارحة، قتل مدير الشركة غيلة بتفجير سيارته امام البناية في نفس لحظة دلوفي الى باب البناية حيث مقر الشركة ، اصبت بحرح غائر في في ساقي .
بعد فترة طويلة من العلاج العقيم تمت الموافقة على علاجي في احد المستشفيات الأسرائيلية ، في معبر بيت حانون ( إيرز ) استقلبتني بحفاوة وبنفس إبتسامتها العذبة ، بملابسها العسكرية ، تذكرت المصائب التي حذثت أينما حلت والفتنة التي اصابت القطاع ، سهلت مروري بسرعة الى سيارة إسعاف أقلتني الى المستشفى مكبلا بقيد لم ينفك .
محمود عودة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف