لا تحكم بالمظهر ! ترجمة : حماد صبح
حزن فأر صغير _ ما سبق أن عرف الدنيا _ كثيرا حين غامر أول مرة بالخروج من الجحر . وإليكم حكاية مغامرته الأولى التي حكاها لأمه ، قال :" كنت أجول ناعم البال حين رأيت حال انعطافي إلى الباحة التالية مخلوقين غريبين . أولهما حسن المنظر لطيفه ، والثاني من أشد ما يمكن أن تتخيلي إثارة للرعب من الوحوش ، ولا ريب في أنك رأيته من قبل . وحش فوق رأسه وأمام عنقه قطع لحم حمراء نيئة . رأيته يجول في الباحة ظاهر القلق والتوتر، وينبش التراب بمخالبه ، ويضرب جانبيه بذراعيه في وحشية . وما أن رآني حتى فتح فمه المدبب كأنه يريد ابتلاعي ، وأتبع ذلك زئيرا داويا أرعبني حتى الموت . " . هل لكم أن تحدسوا ما الذي يحاول فأرنا الصغير وصفه لأمه ؟ ليس سوى الديك بارنيارد الذي كان أول ما رآه من المخلوقات . واسترسل الفأر الصغير يحكي :" ... ولولا ذلك الوحش المرعب لصادقت المخلوق الثاني الجميل الذي بدت عليه أمارات طيبة القلب ودماثة الخلق . إنه ذو فراء كثيف في نعومة القطيفة ، ووجه وديع ، ونظرة خالية من التكبر رغم ما في ناظريه من ألقان ولمعان . وحين رآني حرك ذيله الطويل الجميل وابتسم لي . إنني على ثقة ويقين من أنه كان يوشك أن يكلمني لولا أن الوحش الذي حدثتك عنه أرسل في تلك اللحظة صيحة داوية جعلتني أهرب بجلدي ." . ولما ختم الفأر الصغير كلامه قالت له أمه :" ما المخلوق اللطيف الذي رأيته إلا القط الذي يكن لنا جميعا حقدا عظيما وراء مظهره الطيب ، والآخر ليس إلا طائرا لا يمكن أن يضرك أقل ضرر ، وأما القط فيأكلنا . احمد الله يا بني على نجاتك بحياتك ، ولا تحكم ما حييت على غيرك بالمظهر ! " .
*حكايات إيسوب
* عن النص الإنجليزي
حزن فأر صغير _ ما سبق أن عرف الدنيا _ كثيرا حين غامر أول مرة بالخروج من الجحر . وإليكم حكاية مغامرته الأولى التي حكاها لأمه ، قال :" كنت أجول ناعم البال حين رأيت حال انعطافي إلى الباحة التالية مخلوقين غريبين . أولهما حسن المنظر لطيفه ، والثاني من أشد ما يمكن أن تتخيلي إثارة للرعب من الوحوش ، ولا ريب في أنك رأيته من قبل . وحش فوق رأسه وأمام عنقه قطع لحم حمراء نيئة . رأيته يجول في الباحة ظاهر القلق والتوتر، وينبش التراب بمخالبه ، ويضرب جانبيه بذراعيه في وحشية . وما أن رآني حتى فتح فمه المدبب كأنه يريد ابتلاعي ، وأتبع ذلك زئيرا داويا أرعبني حتى الموت . " . هل لكم أن تحدسوا ما الذي يحاول فأرنا الصغير وصفه لأمه ؟ ليس سوى الديك بارنيارد الذي كان أول ما رآه من المخلوقات . واسترسل الفأر الصغير يحكي :" ... ولولا ذلك الوحش المرعب لصادقت المخلوق الثاني الجميل الذي بدت عليه أمارات طيبة القلب ودماثة الخلق . إنه ذو فراء كثيف في نعومة القطيفة ، ووجه وديع ، ونظرة خالية من التكبر رغم ما في ناظريه من ألقان ولمعان . وحين رآني حرك ذيله الطويل الجميل وابتسم لي . إنني على ثقة ويقين من أنه كان يوشك أن يكلمني لولا أن الوحش الذي حدثتك عنه أرسل في تلك اللحظة صيحة داوية جعلتني أهرب بجلدي ." . ولما ختم الفأر الصغير كلامه قالت له أمه :" ما المخلوق اللطيف الذي رأيته إلا القط الذي يكن لنا جميعا حقدا عظيما وراء مظهره الطيب ، والآخر ليس إلا طائرا لا يمكن أن يضرك أقل ضرر ، وأما القط فيأكلنا . احمد الله يا بني على نجاتك بحياتك ، ولا تحكم ما حييت على غيرك بالمظهر ! " .
*حكايات إيسوب
* عن النص الإنجليزي