(ثورة نصف خمدة ).. رائعة أبو حيدر
خاص: عبدالحميد الحجازي
الشاعر والأديب المعروف أمين أبو حيدر قامة أدبية سامقة كعادته يشدو ويتغنى بحب الوطن من أعماق إحساسه ، ويجول ويصول بين مترادفات ومفردات اللغة وصولاً إلى لوحاته الشعرية المعروفة.. لكنه ومن خلال قصيدته (ثورة نصف خمدة ) يتجه إلى محاكاة الواقع بكل سلبياته، فلم يعد كغيره من الشعراء يستخدم التورية والاستفهام، بل يفصح من خلال (... نصف خمدة) عن أسماء وأحداث يرى فيها السبب في عدم اكتمال الثورة الشبابية السلمية وبقائها نصف خمدة.. سأترككم لتستمتعوا بقراءة القصيدة الرائعة
ثورة .. نصف خمدة
أمين أبو حيدر
قومي فإنك لم تقومي
يا ثورة الشعب العظيمِ
هيا انفضي عنك الكرى
أو حاولي أن تستقيمي
الشعب في أمر عظيمٍ
ليس فيهم من حكيمِ
والقائمون عليك فيك
تراهنوا أن لن تقومي
ما قمتِ حتى أقعدوك
ليقعدوني في صميمي
الشاربون دم الشهيد
وآكلو مال اليتيم
القادمون إلى الجديد
العائدون من الرميم
من كل شيطان مريد
إثر شيطان رجيم
***
يا ثورة اليمن السعيد
ترقبي ثور الهموم
وتَنَكَّبي النجم المُذَنَّب
قبل غاربة السمومِ
هيا اجعليها جَنَّةً
وتخطفيني من جحيمي
يا أم أيلول اللطيم
و أخت تشرين الكظيم
يا ..يا سمينة بنت قحط
أمُكِ ريحُ العقيمِ
قالوا عليك سمينة
كي يشفطوا مني شحومي
هيا انهضي يا "نصف خمدة"
إن آكلة اللحومِ
أمرت بأكلك عاجلا
ما بين زمزم والحطيم
قالت: جمالُ ثالث ؟َ!
وجميعكم من آل جيمي!
الضِّمد في خط الدفاع
وأنت في خط الهجومِ!
فأجبتها لا تكملي
لا تُجْملي خَطِّي عمومي
لا تندبيني كالرجال
وزمجري مثل الحريمٍ
عِزِّي مبادرة القطاف
وبادري ..حِدِّي "شريمي"
هذا ربيعي قادم..
قالت: ربيعيك كالصريم
يا نصف خمدة فصِّلي..
قالت فصالي شبه يومي
سرقوه مني بالإمام
وعوضوني بالزعيم
يا طائف اليمن الجديد
وطائف اليمن القديم
سرقوك في وضح النهار
ولست أعلم مَن غريمي
عبثا علامً تبحثين
فتَّشْتِ حتى في هدومي
القائمون عليك غابوا
مثل أصحاب الرقيم
والثائرون ؟..قضوا وبادوا
لن يعودوا من "سَدومِ"!
ثوارك الأحرار صاروا
ثور تحكيم حكومي
ما بين حُمران العيون
وبين "صالح" و "اليدومي"
وا حسرتاه جميعهم ؟!
إلا الرجامي والعصيمي
يتخاصمون نكاية
بالثائرين من الكروم
والثائرون جبلة
جبلوا على الفهم السقيم
لم يفهموا أن الخصومة
تلك من حيل الخصيمِ
كي يشربوا كاساتهم
وأعود أحسو كأس نومي
