الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكريات من مخيم اليرموك (٣٠) بقلم خليل الصمادي

تاريخ النشر : 2014-04-14
ذكريات من مخيم اليرموك (٣٠) بقلم خليل الصمادي
ذكريات من مخيم اليرموك (٣٠)

تتمة المرحلة الثانوية وحرب تشرين١٩٧٣

ما إن اقترب نهاية الصف العاشر حتى طلب من أن نختار الفرع الذي ننوي دراسته للعام القادم أي الفرع العلمي أو الأدبي وبما أنني كنت أهوى الأدب فقد اخترته بيد أن والدي كان يرغب بالفرع العلمي وبعد مناقشة وأخذ ورد أصررت على الفرع الأدبي
انتهى العام الدراسي عام ١٩٧٣ وبعد شهر توفي والدتي رحمها الله فكان لفقدها الأثر الكبير في الأسرة ، وبعد أسبوع من وفاتها التحقت بمعسكر الفتوة في مدرسة عبد الرحمن الكواكبي بالميدان لمدة أسبوعين خضعنا فيه لعدة دروس عسكرية وتدريبية وفكرية.
افتتحت المدارس أبوابها للعام الجديد في نهاية أيلول١٩٧٣ ، والتحقت بالصف الحادي عشر الفرع الأدبي وقام بتدريسنا نخبة من المدرسين الأكارم ذكرت بعضهم سابقا وأما الذين لم أذكرهم ممن كانوا على ملاك ثانوية اليرموك فهم : المرحوم علي الرفاعي من لوبية وعلي الفايز والشيخ موسى اللكود للغة العربية ، ومن مدرسي اللغة الإنكليزية أذكر : فؤاد عودة من فرعم و محمود أبو عيسى من الطيرة ، المرحوم يوسف الخطيب (أبو مصعب) من الحولة ، وعلي الشهابي للجغرافيا ويوسف الحاج علي للتربية القومية. وأما موجهو المدرسة فكان منهم فتحي الفاخرة وإبراهيم الشهابي ، وأمين السر كان محمد عزيمة ثم استاذ من بيت العايدي من سمخ أو لوبية ومن الأذنة أذكر أبا كمال وأبا محمد ومن الجدير ذكره أن أكثر المذكورين صاروا في دار الحق ونرجو لهم الرحمة والمغفرة.
وأما بعض الزملاء فأذكر منهم : عدنان قدورة ، محمد حسن زغموت، بسام علولوة ، سليم الماضي ، نبيل الشعبي، مهنا تميم ، محمد حسن ادريس . محمد خليفة ، فراس حمدان ، محمد كتيلة ، ماجد أبو ماضي، نبيل أبو عمشة، محمد الناجي، خالد موعد ،عبد الله موعد ، عمر زواوي، محمد عبد الحق ، يوسف عبد الحق.
كان سنة الدراسة في الصف الثاني الثانوي الأدبي أو الحادي عشر من أروع السنين فلا فيزياء ولا كيمياء ولا رياضيات بل لغة عربية وتاريخ وجغرافيا وفلسفة ولغة إنكليزية وغيرها من المواد الحفظية ، أذكر أنه كان في ثانويتنا شعبتان للأدبي فقط في حين أن الشعب العلمية أربعة أو خمسة فأكثر الطلاب يختارون الفرع العلمي الذي يتيح للخريجين مستقبلا أفضل.

حرب تشرين التحريرية ١٩٧٣.:

بعد افتتاح المدرسة بأقل من شهر وفي يوم السبت الموافق للسادس من تشرين الأول شعرت بأن شيئا ما في المدرسة ، دخول ، خروج ، اتصالات ، اجتماعات سريعة ، هرولة ، وماهي إلا لحظات وقبل الساعة الثانية ظهرا تم تجميع الطلاب في الساحة وطلب منا مغادرة المدرسة بهدوء لمنازلنا ولما سألنا عن السبب قال لنا من مدرب الفتوة : حرب!!
ذهبنا إلى بيوتنا واستنفرنا أمام الراديو وكان الشهر شهر رمضان المبارك وعلمنا أن الحرب بدأت في الساعة الثانية ظهرا على الجبهتين السورية والمصرية ، وفي اليوم التالي ذهبت للمدرسة فوجدتها مفتوحة ومملوءة بالطلاب والمدرسين والموجهين؛ إلا أن التدريس متوقف بأمر من وزارة التربية ولكن حراك المدرسين والطلاب على أشده كان بالمدرسة ملجأ فسرعان ما تم تنظيفه طلب ممن يريد أن يتدرب على السلاح فليذهب إلى بساتين يلدا نهاية المخيم ، سرعان ما انطلقنا هناك وتحت كل شجرة زيتون كان يتحلق أكثر من عشرة طلاب يستمعون لشرح المدرب وهو يفكك الكلاشنكوف على بطانية ثم يقوم بتركيبه وبعدها على كل طالب أن يفك ويركب وبينما نحن منهمكون بالفك والتركيب ، وبعد أن رسم الجوع والعطش ملامحا على وجوهنا؛ وفي سرعة البرق انطلق صاروخان كبيران من جهة الشرق لم ندر من يلدا أم بيت سحم أم عقربا المهم لم نتمكن من التفكير طويلا وبعفوية الأطفال لذنا بالفرار نحو المخيم وظننا أن المعركة فوق رؤوسنا قد بدأت.
وبعد الإفطار رجعت لثانوية اليرموك وشاهدت العشرات من الأصدقاء وتابعنا تنظيم الملجأ ، كما ذهب عدد من الطلاب لملجأ مستوصف محمد الخامس لتهيئته ، وعدد لموقف الملجأ حيث كان بعض الناس يقبعون فيه ولا بد من تنظيمهم.
انتشر الطلاب خلال الحرب في الساحات والشوارع كل يعمل بجد ونشاط بعضهم ينظم دور الأفران وبعضهم يطلي الزجاج باللون الأزرق وبعضهم يحرس المنشآت وبعضهم ينظم دور الناس على طنابر المازوت حيث كان الشتاء قد أطل ؛ وأذكر أن رئيس بلدية اليرموك يومئذ نور الدين محمود كان يقوم بنفسه وبمساعدة عدد من طلاب الثانوية بتنظيم عملية بيع المازوت ؛خوفا من استغلال البعض لأجواء الحرب.
وأما أغرب حادثة فهي سقوط طيار بمظلته فقد شوهد من سماء المخيم يهوي بالمظلة ، فكم كان المنظر غريبا فقد هرع الناس بالآلاف بعضهم يحمل عصا وبعضهم رشاش كلاشنكوف وبعضهم يركب دراجته وبعضهم ينطلق بالموتوسكل شبان وشيبان ورجال ونساء كلهم يركضون باتجاه شرق المخيم حيث تأخذ الرياح المظلة ، هرعت مع الناس وقطعنا حي التضامن وصرنا قرب قناة ترانس وشيئا فشيئا اختفت المظلة وبعد أقل من خمسة دقائق رأينا بعض الناس يرجعون وينصحونا بالرجوع قائلين : وصل المظلي سالما واستلمه الأمن ، سألناهم عربي أم يهودي ؟ قالوا : لا نعرف.
كنا نشاهد الطائرات الإسرائيلية واعتدنا على مشاهدة صواريخ سام تلاحقها إلا أننا صرنا نلاحظ في الفترة الأخيرة أن الطائرات الإسرائيلية تطلق بالونا حراريا فيقوم صاروخ سام بترك الطائرة واللحاق بالبالون مما كان يستدعي بعد ذلك إطلاق أكثر من صاروخ.
أذكر أنه في اليوم الخامس أو السادس للحرب بدت حفرة عميقة في الجدار الغربي لثانوية اليرموك بعضهم قال إنها قذيفة وبعضهم قال إنه كرسي المظلي الذي شاهدناه فوق المخيم ، ولكن بقيت آثار هذه القذيفة إلى يومنا هذا، أو قد تكون قد ضاعت بين مئات القذائف التي نالها المخيم.
انتهت الحرب بعد أقل من شهر ولكن استمرت حرب الاستنزاف في الجولان فقط حتى أيار ١٩٧٤ وفتحت المدارس أبوابها ورجعنا للمدرسة بهمة ونشاط ، وكأن الحرب أعطتنا مزيدا من الجد والاجتهاد والاعتماد على النفس ، وتوالت الأخبار عن أبطال الجبهات وعما قدمه جيش التحرير الفسطيني من بطولات في الجولان ولا سيما في احتلال تل الفرس وتل الندى وغيرها بقيادة الرائد فايز حلاوة .
وخلال حرب الاستنزاف قمت بزيارة لجبهة الجولان حيث كان ابن عمي إبراهيم جودة يرحمه الله يؤدي خدمة العلم هناك فاصطحبني معه وانطلقنا من المخيم صباح ذات يوم وممرنا على خان الشيح ثم سعسع حتى وصلنا للجبهة حيث شاهدت أرض المعركة برجالها وأبطالها و خنادقها ومتاريسها.
يتبع ........
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف