أطفالهم،و..أطفالنا ! - عبد الهادي شلا
بجواري على الطاولة القريبة جلس الشاب إبن الأربعين وطفلته ذات الخمس سنوات ودار بينهما هذا الحديث:
الطفلة تلتهم قطعة "الكيك" بنهم وتتلذذ بطعمها ،بينما الأب الشاب يرشف من قهوته .
سألت الطفلة أبيها بصوت ملائكي: كم ثمن قطعة "الكيك" هذه ؟
إعتقدتُ أنه يريد االتهرب من الإجابة ولرغبة في نفسه ،سألها:
أتظنين أن هناك شيء بلا ثمن؟!
توقفت الطفلة عن تناول ما في بيدها من قطعة "الكيك" وهزت رأسها تعني: لا أدري.
استطرد الأب الشاب: يا حبيبتي الإبتسامة وحدها..مجانـــا!.
تَلفتُ نحو الشاب وكدت أقول له تلك العبارة التي قرأتها في مسرحية أفريقية منذ أكثر من خمس وأربعين عاما:
" الموت.. وحده بالمجان،وفيما عداه..يكلف !."
إبتلعتـُها، وأنا أقارن بين أطفال هذا البلد الذي خرج من عالم الحروب منذ زمن بعيد وتفرغ للعلوم وتطويرالإكتشافات ومنح الإنسان الحرية ،وتصالح مع نفسه في الوقت الذي في بلاد أخرى كان العد التنازلي لقيمها الإنسانية قد بدأ وضاعت الإبتسامة عن الشفاة وحل محلها شقاء وبؤس وأصبح الموت وحده..بالمجان؟!
12 أبريل/نيسان 2014
بجواري على الطاولة القريبة جلس الشاب إبن الأربعين وطفلته ذات الخمس سنوات ودار بينهما هذا الحديث:
الطفلة تلتهم قطعة "الكيك" بنهم وتتلذذ بطعمها ،بينما الأب الشاب يرشف من قهوته .
سألت الطفلة أبيها بصوت ملائكي: كم ثمن قطعة "الكيك" هذه ؟
إعتقدتُ أنه يريد االتهرب من الإجابة ولرغبة في نفسه ،سألها:
أتظنين أن هناك شيء بلا ثمن؟!
توقفت الطفلة عن تناول ما في بيدها من قطعة "الكيك" وهزت رأسها تعني: لا أدري.
استطرد الأب الشاب: يا حبيبتي الإبتسامة وحدها..مجانـــا!.
تَلفتُ نحو الشاب وكدت أقول له تلك العبارة التي قرأتها في مسرحية أفريقية منذ أكثر من خمس وأربعين عاما:
" الموت.. وحده بالمجان،وفيما عداه..يكلف !."
إبتلعتـُها، وأنا أقارن بين أطفال هذا البلد الذي خرج من عالم الحروب منذ زمن بعيد وتفرغ للعلوم وتطويرالإكتشافات ومنح الإنسان الحرية ،وتصالح مع نفسه في الوقت الذي في بلاد أخرى كان العد التنازلي لقيمها الإنسانية قد بدأ وضاعت الإبتسامة عن الشفاة وحل محلها شقاء وبؤس وأصبح الموت وحده..بالمجان؟!
12 أبريل/نيسان 2014