الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

افتعال الازمة في أوكرانيا ..مأزق لم يكن في حساب الغرب بقلم: زياد عبد الفتاح الاسدي

تاريخ النشر : 2014-04-14
افتعال الأزمة في أوكرانيا ... مأزق لم يكن في حساب الغرب ؟؟
تحت ضغط الهزائم والاخفاقات التي واجهتها السياسة الامريكية والأوروبية على الصعيد الشرق أوسطي , ولا سيما في المسار الذي اتخذته الازمة السورية , قرر الغرب بقيادة الولايات المتحدة أن يغير قواعد اللعب ويُوسع جغرافيا الصراع الى شرق أوروبا في تعامله مع العملاق الروسي الصاعد والذي تحول مع حليفه الصيني الى عقبة هائلة ومُقلقة للغاية بوجه المخططات العدوانية لمنظومة الدول الغربية في سعيها للسيطرة والهيمنة الامبريالية على العالم الثالث وامتصاص خيراته ولعب دور الشرطي والقاضي والمُؤدب لكل من يقف في وجه هذه المخططات . وعلى ما يبدو أن الغرب لم يستفق بعد من أحلامه الامبراطورية والآثار السلبية لازماته الاقتصادية الخانقة التي بدأت منذ عام 2007 , ولم يستوعب بالنتيجة المتغيرات الهامة التي ظهرت على المسرح السياسي والاقتصادي العالمي , ولاسيما في بروز الدور الروسي والصيني ومنظومة البريكس بقوة على هذا المسرح , والتي حرمته من مكانته كقوة عظمى وحيدة في العالم , تأمر وتنهي وتتدخل كما تشاء في القضايا والمشاكل والصراعات الاقليمية وتقرر ما تشاء في مجلس الامن والمحافل الدولية . لذا مضي الغرب بمخططاته العدوانية دافناً رأسه في الرمال ومتجاهلاً ما يحدث في العالم من متغيرات هامة وليتابع مؤامراته على الشعوب وطموحها نحو التغيير , وكأنه لا يزال الشرطي والحاكم والقوة الضاربة الوحيدة في العالم . وهو على أية حال وللأسف ما يعتقده أيضاً الكثير من الجهلة والمُضللين وحتى بعض المثقفين في العالم العربي .
ولكن الغرب بقياته الامريكية بدأ يصطدم بالمتغيرات الاستراتيجية التي طرأت على المناخ السياسي العالمي ,عندما قامت كل من روسيا والصين ومنذ عام 2011 بالاستخدام المتكرر لحق الفيتو في مواجهة محاولات الغرب الاستعماري للتدخل العسكري السافر في سوريا ولا سيما تحت البند السابع . وتابعت روسيا بعد ذلك (بموافقة صينية مسبقة) دعمها للدولة والشعب السوري لمواجهة المؤامرة الشرسة والمتواصلة التي تتعرض لها سوريا , والتي حشد لها الغرب كل عملائه في السعودية وقطر وزمرة الحريري وجعجع في لبنان , وحليفه التركي في الناتو , ولم يتردد حتى في زج الكيان الصهيوني لتنفيذ هذه المؤامرة الدنيئة . ومع التحول الهام والمفصلي في المسار العسكري للازمة السورية لصالح الدولة والنظام منذ سقوط القصير وريفها بقبضة الجيش السوري , وما نتج عن ذلك من تواصل إنتصارات هذا الجيش في حمص وحل وحلب وريف دمشق والقلمون.... , قرر الغرب معاقبة روسيا لمواقفها التي ساهمت في فشل التآمر العسكري على سوريا وفشل الاهداف الامريكية في جنيف 2 , وكذلك لتطاولها على الغرب وتصديها باستمرار للقرارات التي كان الغرب يسعى لاتخاذها في مجلس الامن .
وفي هذا الاطار الانتقامي جاء افتعال الازمة الأوكرانية في شرق أوروبا , وهي الباحة الخلفية للجغرافيا الروسية ذات الحساسية البالغة للامن القومي الروسي . وهنا لم يتردد الغرب للحظة في افتعال هذه الأزمة الخطيرة بين مكونات الشعب الأوكراني ومختلف قواه السياسية بالاعتماد على اليمين الشوفيني الكاثوليكي المتطرف في المناطق الغربية من أوكرانيا . وقد اتبع في ذلك أسلوب مشابه لما اتبعه في سوريا كما في لبنان والعراق ... عندما تم استخدام اليمين الاسلامي السني المتطرف من جماعات القاعدة التكفيرية لضرب التعايش الطائفي والمذهبي بين شرائح المجتمع السوري واسقاط الدور القومي والعلماني للدولة السورية , ومن ثم اخضاع سوريا والمنطقة بأكملها لسيطرة عصابات إرهابية وظلامية متناحرة من الجماعات الاسلامية الاجرامية المنحرفة . ولكن الغرب في اندفاعه المحموم لافتعال الازمة الاوكرانية وتحريض الشعب الاوكراني لمعاداة روسيا والانضمام لاتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي ثم لحلف الناتو , قد نسي أو ربما تناسى التاريخ الطويل المشترك بين الشعبين الروسي والأوكراني ولاسيما اثناء الحقبة السوفياتية , كما لم يُدرك بأن علاقات أوكرانيا بروسيا كانت دوماً الاقوى والاقرب والاكثر تداخلاً في الجعرافيا والاقتصاد والثقافة القومية الروسية .
والاحداث الاوكرانية تحولت بعد سقوط الرئيس الاوكراني ياناكوفيتش باتجاه معاكس لتوقعات الغرب , فبعد رفض أقليم القرم الاعتراف بالسلطة الانقلابية ونجاحه بالاضمام لروسيا بتأييد ودعم كامل من الرئيس بوتن والبرلمان الروسي , توالت الاحتجاجات الشعبية في الجنوب والشرق الاوكراني رافضة التعامل مع سلطات كييف ومطالبة بالانضمام لروسيا على نحوٍ مشابه لما جرى في اقليم القرم . أما الولايات المتحدة ومجموعة الاتحاد الاوروبي فاكتفت بالتحريض السياسي وتشجيع السلطات الوكرانية واليمين الاوكراني على تأزيم الاوضاع من خلال التصريحات وشجب التدخل الروسي في أوكرانيا بقوة , في الوقت الذي الذي عجزت فيه كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عن تقديم أية قروض مالية أو مساعدات اقتصادية لانتشال أوكرانيا من حالة الانهيار الاقتصادي التي تواجهها . ومع تواصل الاحتجاجات المؤيدة للانضمام لروسيا في شرق أوكرانيا وعجز سلطات كييف المعادية لروسيا عن سداد الديون الاوكرانية لروسيا من امدادات الغازالتي تجاوزت 2 مليار دولار وكذلك عجزها المالي عن شراء امدادات جديدة من الغاز الروسي دون الدفع المُسبق , بدأ الغرب يشعر بالمأزق الخطير الذي يُواجهه في التعامل مع تفاعلات هذه الازمة والتي أظهرت عجزه الكامل عن تقديم أي حلول فعالة للازمة التي أشعلها بنفسه , أوتقديم أي مساعدات مالية واقتصادية أو حتى القدرة على تزويد السلطات الأوكرانية بالغاز لتعويضها عن امدادات الغاز الروسي التي ليس فقط تعجز عن شرائه , بل تواصل مهاجمة روسيا التي كانت تُزود أوكرانيا بالغاز دون دفع مسبق . وقد دخلت الازمة الاوكرانية مرحلة حرجة للغاية مع التصعيد الخطير للمواجهات من قبل السلطات اليمينية في كييف (بتشجع من الغرب) , بعد أن ارسلت وحدات من الجيش الاوكراني لفض الاحتجاجات ولاخلاء المباني الحكومية بالقوة التي تم احتلالها من قبل المحتجين في الشرق والجنوب الاوكراني , وما قد ينتج عن ذلك من تدهور خطير للوضع الامني وربما دفع أوكرانيا نحو الحرب الاهلية.
وعلى أية حال نستطيع أن نستخلص مما حدث ويحدث في أوكرانيا , أن تدخل الولايات المتحدة والغرب في شؤون أي دولة من دول العالم لن يجلب لهذه الدولة سوى الخراب والتفكك والدمار بكل أشكاله . فهل يا ترى سيستخلص ممن يُعولون على الغرب والولايات المتحدة بالتدخل في شؤون بلدانهم , العبر والدروس من التجربة الاوكرانية ؟؟ وهل أقتنع أخيراً ممن راهنوا قبل ذلك على دعوة الغرب وعملائه للتدخل الاجرامي في سوريا بعدما حدث في افغانستان والعراق وليبيا ...الخ , ما جلبه أو سيجلبه هذا التدخل من الفتن المذهبية والتفكك الطائفي والقتل والتدمير والخراب الشامل لسوريا والمنطقة بأكملها ؟؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف