تن..
تن..
تن..
أيقظته من شرود ذهنه ساعة الحائط، بعقربيها الكبير والصغير، المشيران باتحادهما نحو هدف واحد، هو إعلان انتصاف الليل، وميلاد يوم جديد.
تنهد بعمق ليزيح من فوق صدره صخرة الضجر والضيق، من ليل طال ونهار يأبى المجىء، ويستقبل يوم عيد ميلاد ابنه، بما يليق من سعادة وفرح.
ـ صباح الخير، أما زلت متيقظاً يا أبي؟
ـ نعم يابني، أردت أن أكون أول المهنئين لك
ـ بل نهنىء الشعب كله.
هرش رأسه، ورمقه باندهاش وتعجب:
ـ نبارك للشعب كله، بعيد ميلادك؟!
أطلق ضحكة عالية استيقظت على إثرها أمه، التي اقتربت في لهفة، وهي تحاول أن تزيل آثار النوم من عينيها، لتستقبل الخبر في شوق:
ـ خير يا فؤاد؟! ربنا يسعدك، قل وفرحنا معك يا بني.
ـ اليوم موعدي مع حبيبتي، سألتقيها وجهاً لوجه، وأعتذر لها عن سنوات الهجر....
ـ يبشرك بالخير يا بني، ابنة من التي وقع عليها اختيارك؟
ـ ابنة النيل...
تبادلت مع زوجها إشارات الريبة والقلق، وهمست:
ـ ربنا يكملك بعقلك يا فؤاد، استبدل ثياب نومك بثياب خروجك، وسأحضر لك طعام العشاء، لتأكل وتنام، والصباح رباح، تكون ارتحت يا ضي عين أمك.
ـ أنام؟! أنام؟! لقد نمنا كثيراً وتركناهم ينهشون لحمها، ويهتكون عرضها.....
ـ يا طيبة قلبك! أتريد الزواج من واحدة ....
ـ لا لا لم أتحدث عن زواج، إنما عن حب بلا حدود، لأجمل البلاد...
طفرت الدموع من مآقيهما، واحتضناه، فتوحدت نبضات قلوبهم هتافاً من الأعماق:
مصر.. مصر .. مصر
لم ينتبهوا للطرقات العنيفة على الباب، فقد كانت نبضات قلوبهم أقوى وأشد
ـ افتحوا يا أموات
فزعت الأم وانطلقت مسرعة:
ـ حاضر، حاضر يا ياسر يا بني
ما كادت تفتح الباب حتى دفعه بقوة فارتطم بوجه أمه، ودخل دون أن يلقي بالا بوالده وأخيه .
همست الأم داعية له:
ـ ربنا يهديك يا بني، قادر ياكريم.
استأذن فؤاد والده ووالدته للدخول إلى غرفته، حيث جهاز الحاسوب، وترتيبات الإعداد للثورة على النظام الفاسد، وواعدهما أن يوقظهما قبيل الفجر.
ما كادا يفرغان من الصلاة في المسجد القريب، حتى عادا، بعد أن ودعا(الشيخ علاء) الشقيق الأصغر لفؤاد، والذي يقضي كل وقته في المسجد دون عمل، متعللاً بتقسيره الخاص لقول الحق جل في علاه(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
> تابع (الجزء الثاني)
تن..
تن..
أيقظته من شرود ذهنه ساعة الحائط، بعقربيها الكبير والصغير، المشيران باتحادهما نحو هدف واحد، هو إعلان انتصاف الليل، وميلاد يوم جديد.
تنهد بعمق ليزيح من فوق صدره صخرة الضجر والضيق، من ليل طال ونهار يأبى المجىء، ويستقبل يوم عيد ميلاد ابنه، بما يليق من سعادة وفرح.
ـ صباح الخير، أما زلت متيقظاً يا أبي؟
ـ نعم يابني، أردت أن أكون أول المهنئين لك
ـ بل نهنىء الشعب كله.
هرش رأسه، ورمقه باندهاش وتعجب:
ـ نبارك للشعب كله، بعيد ميلادك؟!
أطلق ضحكة عالية استيقظت على إثرها أمه، التي اقتربت في لهفة، وهي تحاول أن تزيل آثار النوم من عينيها، لتستقبل الخبر في شوق:
ـ خير يا فؤاد؟! ربنا يسعدك، قل وفرحنا معك يا بني.
ـ اليوم موعدي مع حبيبتي، سألتقيها وجهاً لوجه، وأعتذر لها عن سنوات الهجر....
ـ يبشرك بالخير يا بني، ابنة من التي وقع عليها اختيارك؟
ـ ابنة النيل...
تبادلت مع زوجها إشارات الريبة والقلق، وهمست:
ـ ربنا يكملك بعقلك يا فؤاد، استبدل ثياب نومك بثياب خروجك، وسأحضر لك طعام العشاء، لتأكل وتنام، والصباح رباح، تكون ارتحت يا ضي عين أمك.
ـ أنام؟! أنام؟! لقد نمنا كثيراً وتركناهم ينهشون لحمها، ويهتكون عرضها.....
ـ يا طيبة قلبك! أتريد الزواج من واحدة ....
ـ لا لا لم أتحدث عن زواج، إنما عن حب بلا حدود، لأجمل البلاد...
طفرت الدموع من مآقيهما، واحتضناه، فتوحدت نبضات قلوبهم هتافاً من الأعماق:
مصر.. مصر .. مصر
لم ينتبهوا للطرقات العنيفة على الباب، فقد كانت نبضات قلوبهم أقوى وأشد
ـ افتحوا يا أموات
فزعت الأم وانطلقت مسرعة:
ـ حاضر، حاضر يا ياسر يا بني
ما كادت تفتح الباب حتى دفعه بقوة فارتطم بوجه أمه، ودخل دون أن يلقي بالا بوالده وأخيه .
همست الأم داعية له:
ـ ربنا يهديك يا بني، قادر ياكريم.
استأذن فؤاد والده ووالدته للدخول إلى غرفته، حيث جهاز الحاسوب، وترتيبات الإعداد للثورة على النظام الفاسد، وواعدهما أن يوقظهما قبيل الفجر.
ما كادا يفرغان من الصلاة في المسجد القريب، حتى عادا، بعد أن ودعا(الشيخ علاء) الشقيق الأصغر لفؤاد، والذي يقضي كل وقته في المسجد دون عمل، متعللاً بتقسيره الخاص لقول الحق جل في علاه(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
> تابع (الجزء الثاني)