أنغام شرقية شعر:د. نعيم عودة

أنغام شرقية :

1-    شعر د. نعيم عودة
أعشق البحر ، اعشـق المــوجَ حتى
لا يــرانـي الحبيب ُ إلا سقيـمـا
أعشق المــوج والشواطـئ فرحـى
وانديـاح الأمـواج تغشى النديمـا
وهديـل النسيـم يعبـركالطيــف ِ
وعـذب الأمــواهِ يجلـو الحلومـا
ذكريـاتـي ويا لهــا ذكريــات ٌ
كعيــون الحبيـب تغـدو كرومـا
همسات ُ المحبّ تسمـح آهـاتــي
وتلقي على خيالــي رسومـــا
فتحيـلُ المعشـوق رنّـة لحـــن ِ
وتحيل الحيــاة عيشـاً كريمـــا

2-
سمــراءُ بنـتُ الخـال أغنيــة ٌ
وتعلـــو بـــالنشيــــدْ
صـــوتُ البريـــة هاتــف ُ
فــي الليـل يُسمع مـن بعيــد
وعيـونهـا عسليـــــــة ٌ
تصحــو مـع الفجـر الوليــدْ
ما كلّ هذا الحب يـا ابنة فكـرتي !!
أنا إن خلعتُ النـوم عــن ذاتـي
ودســتُ خطيئتــــــي
فلتعلمـي أني أحبــك ِ دائمــا
ولك المـقــام المـرتجـــى
فـــــي مهجــتـــي
سمراءُ .. ما هذا الجمـال الساحـرُ ؟
أنا عاشق ٌ .. لكـنّ حظـي عاثـرُ .

3-
عرفــت ُ جمـال الطبيعـة فيـك ِ
فأسلمتُ همـي وفرحــي لفيـكِ
صباحك أنــدى من الفجـر
أحلــى من الزهـــــر
وسقمــي الذي عشت فيه ، سعيداً
لأنــك أبهــــى ظنـونـي ..
فكـــــونــــــي
وكونــي كمـــا الفجــر ،
بنـــتَ الصبــــاح
وكونـي لعينــي ّ مهمـا تكونـي

عبد الوهاب –

4-
حزين ٌ أنـــا لفـــراق الحبيب ِ
أمنّي حياتــي بأحلامهـــــا
عصفت ِ بروحي كرعد السمـــاء ِ
وأسلمت ِ للنوح ِ أوتارهـــــا
عزفت ِ علــى راحتىّ الشجــون َ
فجاءت تـردد ألحـــانهــــا
وفي الروح أنفاسهـا هائمــــات ٌ
خذيها ، فلست ُ ضنينــــاً بهـا

5-
ذكـراي موسيقى ،وأنتِ نشيدهــا
والموجُ يشرب نخبهــا ويعيدهــا
هذي الصبايـا السابحات إلى الفضـا
منَ ذا يردد شجعهـا ويُجيدهـــا
الشرق أنغام السمــا ونجومهــا
ألقت ْجواهرَها عليه كنوزُهــــا
يا درّة الكــون ابتليتَ بغمـــة ٍ
لكنّ شمسكَ لـن تغيب شموسهــا
حسبي من الأيام أنّ جوانحــــي
قد عطّرتها ريحها وسهولهـــــا

6-
أعابث ُ طفــلاً بريئــا لأنــي
سأصنـع شوقـا : فمنكِ ومنــي
ولا بدّ لي من عبـور الحواجـــز
أمشـي إليـكِ ولو غصب عنــي
برانـي الهوى قمـراً شاحبــــا ً
وأسقمنـي منكِ عذبُ التمنـــي
وما الوصل إلا ظــــلالُ السراب ِ
وكرّ الليالي ،وغايــات ُ ظنـــي
لعمركِ هذا مقامـــكِ  منـــي
فأين مقامـــي ؟ ولا تتجنـــيّ

7-
رأيتك ِ شعـراً حـلالاً مبـاحــا
وشعراً علـى حاجبيك ِ استراحــا
نظرتكِ عند الشـروق فلمــــا
توارى النسيم ، وحنّ وباحــــا
وقال : اللشوق فيك اضطـــرام ٌ
فقلت : اغثنـي .. فردّ الصباحــا
صبرتُ على البعد عنك فلمــــا
عجزتُ عن الصبـر ، لمتُ الجراحـا
بسطتُ على العاشقين ابتــــلاءً
فلما أفاقوا .. أفاقـوا صحاحـــا

8-
أنت ِ
أجمـل مـن الـرحب والسعـــة
وأجـــمــــل
من كل من عشـــتُ معــــه
أنت قلب ٌ خــافق أحيــا بــه ِ
وشفـاهٌ ككـؤوسٌ مترعـــــة
وعيونٌ ذاتُ دلٍّ وجــــــوى
وخدود ٌ وردُهـا مـا أروعــــه
علـق النـاسُ بحســن ٍ واحــد ٍ
وأنا قد شـاغلتنـــي أربعـــة

أنت قـد أحسنت ِ لي في غربتـــي
وكشفـت ِ السرّ عن كل المعانـــي
فيك يحلـو العيش يا أحلى الأمانــي
بين كفيكِ أناجــي وأعـانـــي

9-
أنت ِ أجــمــل قصـائـــدي
أنقبُ عــن كـل ســر
ففيــــك ِ حيـــاة ٌ ..
لها أول ٌ مـــا لهـــا آخـــر ُ
أفتــش عن كــل همســة حب ٍّ
ترءات فهـام بهــا العابـــــرُ
نشدتـكِ أن تكتبــي للحيـــاة ِ
نشيــداً تــلاه الندى العاطــرُ
والوانـــه اليـاسمين الــــذي
يخالطـــه العسجُـد الآســـرُ
عرفتـك مـن بيـن كـل الـورودِ
فضوعك منتشر ٌ غامـــرٌ
وكل الورود لها شاعـــر ٌ
وأنتِ هناك الفتــى الشاعرٌ

10-
وتركتنِي للبحـــر وحــــدي
والبحر وحــيُ مغــامــــرة
وأنتِ الزاد والــرفــيــــق ُ
وأنت جنــة الــطـريــــق
أصبحـتُ عــازف الغيتــــارْ
محبـوبتـي شمـس النــهـــار
والليــل عند الصبح من غيـر انتظار
وأنا أجــدّف هـائـمـــــا
في رحلتـي عبـر البـحـــــار
والـمــوج يلعـقـنـــــي
ويطــوي صفحتـي تحت الريــاح
لتعانق الريــح الصبــــــاح
وأنتِ .....
تصدّين عنـي ذنوب الخطيئــــة
ويصبح دربــي .. عيـونـاً مضيئة
فأقرأ فــي شفتيــك الكتــاب
وأغشـى .. وأنت ظـلال الضبـاب

11-
من خـلال الزمان والمكـان
أنســــابُ إليـــك ِ
رمزكِ بالرعب يلاحقنـــي
ويشـدّ مجامــع أثـوابــــي
إنـي لا أبحــث عــن شفــة ٍ
يكفيني الثغــر العنـابــــي

*****
أيمم نحوك في كـــل فصـــل ٍ
وفي كل يوم ٍ وعنـد الشـــروق
وأمرح حيث يكون هـــــواكِ
فيحلو المكان ويحلـو الرفيــــق

*****
الرغبــة تمـــرح فـي عينـي
وأنـا أتمــرّغ كالسلطــــان
ونعيمي أنتِ ، فنـبّـيــنـــي
من أيـــن جرّعت ِ الألحـــان
يا عشّ هَنـا .. يـا غصـن ضنـا
مَن يدركني ؟ فأنــا حيــران !!

12-
أصـرخ فـي سعـــة البريـــة
أبحث عــن لــون الحريــة
أتــرع أنسامــــاً صيفيــة
وأعدّ نجومـــي الورديـــة
لأقــدّم للحب هــديـــة
وأناملهــا فـــوق شراعــي
تعزف ألحـانــــاً سحريـــة
هاتـــي من سحــرك آياتــي
وتغنّــــي للشـــوق الآتـي
ودعينــي أفتــرش الـرمضـاءَ
وأنســى كـل حكايــاتـــي
( سكـون ..... قـال العـاشـق :
كـلّ مـا أذكـرهُ من ذكرياتــي
أنني ملككِ يا كـلّ حياتـــــي

13-
صفــاؤك غــاو فــاروينــي
وأنــا عطشـانٌ فـأسقينــــي
وخـذي منـى عمر حيـــاتــي
لكـن ...لكـن لا تنسينــي
نـاري تتـأجـج فــي قلبـــي
تحصــد أوتــاري فـي جنبــي
و تنادينــي كل صبـــاح
والشــوق إليــك غـدا دربـي
يــا أمنية فـي ذاكرتـــي
عــودي لغرامــات الحـبِ
لا تنسينــي فأنــا شبــح ٌ
حـــبٌ وفتـــاة ٌ .. لا
وصبـــــي .

14-
أراك ِ فأوخــــذ بالمغريـــات ِ
وأشفـقُ ، واللحـن عـذبٌ شفيـق ْ
وأسمع أنغـام صــدركِ تعلــــو
فيعلو نشيـدي ، وتحلـو البــروقْ
تعثّر منـــى لسانـــي ،لأنــي
رأيتك، يــا للحبيب المشــــوق
ألا فاعملـي يا أحيلـى الصبايـــا
بأنكِ كنــز الحيــاة العتيـــق ْ
وأنكِ لبّ العصــارة فـي النفـس
منك الهــوى والعبير الرقيــــقْ
تجودين بالعطـر والطيبـــــاتِ
ونحن سكـارى ،ولا مـن يفيـــق ْ
فعيـدكِ عيـدي ، وأنت نشيــدي
ومشربنـا مـن عيـون الرحيـــقْ

15-
أقرع ُالنشــوة من باب لبـــاب ِ
لأرى حسنكِ أو أنسى عذابــــي
أنا مشتاق وبي وهــجٌ ونــــاي ٌ
و غريب الدار ريــان التصابـــي
أقطع الدرب علـى ظهرجــــوادٍ
ودخان الليـل يجــري في اضطراب ِ
يـا عذابـات صلينــي بحبيبــي
فلقد أرقني طول اغتـــرابـــي
ليس لـي إلاكِ فـي جنح الليالــي
أنت ميسور طعامـــي وشرابــي
كلما طال زمان الشوق صرنــــا
أقرب الناس إلى روح التصابــــي

16-
ينشر الليـلُ سحره ... يتـــوارى
عن عيـون الناس ... والنـاس حيارى
يا جمـالاً شفّني الوجــد بــــه ِ
بات منسوباً إلى قلبي .. فصــــارا
هي عشقي كلمـا هبّـت صبـــا
و مدى حُلميَ مـن دون العــذارى
يا سواد اللحـظ ،  قد أشعلتَ بــي
نار وجد، أشعلتْ في القلب نـــارا
وإذا الصوتُ رخيــمٌ نـــاعسٌ
كسنا البدر تهـادى ثم حـــــارا

17-
تنهـار حصونـــي وقـلاعــي
وذراعــك تستــلّ ذراعـــي
وعيونـك تنظــر فــي لهــف ٍ
وشفـاهـك تطرقُ أسماعــــي
ما بين اللحـــظ وهمســك ، لا
يوجــد غيـــر الملتــــاع ِ
فدعينـي أهمـس فـي ثقــــة ٍ:
سقطت أوجاعـي فـي القــــاع ِ
يا كـلّ شفائـــي ودوائــــي
أطلقتِ سفينــي وشراعــــي
أسرجتِ لها قمـــراً نضـــراً
ينساب كمــوج ِ وشعــــاع ٍ
وأنا أفــردت ُ لهـا عمــــراً
يكفيـــك ِ،خـذي كلّ متاعـي
أعطيني حبــاً أسكنــــــهُ
ما بيـن حنينــكِ ووداعـــي





18-
أراوغ ُ نفســــي
وأحسـد نفســـي
وأشعر أنــي أحاسب ُ نفســـي
لأني أحيــك يـا روح نفســـي
سأهـدم كل معانـــــي التسلق
أنقضُ عليـــاء ذاك الجــــدار
فــلا حاجزُ الــدهر يمنع عنــي
شروق الصباح و نــور النهـــارْ
جبينك أبهى من الفجـــر،لمّـــا
أطلّ علــى ساحتــي و استـدارْ
كأنـي رأيـتُ جمـــال الحيــاة
وفيض النوارس فــوق البحـــارْ
نشدَتك أن لا تضمــي الحيـــاة
إلى مـا يـــواريك خلف الستـار
و لا أن تلمي جمـــالك عنـــا
فتحيا صباحاتنا فــي إنكســـار
ولا أن تغيبي مـع الأمسيــــات ِ
فلون الصبـــاح عزيز الجـــوارْ
وكوني معي عنفـوانَ الصبــــاح ِ
يرفـرف ُ فـي الكـون أنّـي استدار .

19-
أيتـهــا الحسنـــــاءُ
أين موضـع العشــق منـــك ؟
وأيـن السنــاءُ وأيـن السنــا ؟
فإن كنت ِ أخفيت ِ عنـي الحقيقــة
يومــا.. فلست ِ بــأنت ِ
ولـــــتُ أنــــا ....
فما نحـن إلا عشيــق ٌ وعشــق ٌ
ولوثـة حب ٍ غــدا مُعلنــــا
أباعد بينـي وبينــك حتــــى
إذا ما بعدت ِ .. هــواك دنـــا
فلست ُ بناج ِ وإن قيـــل لــي :
تعزّ ... تعــزّ وكـن مُحسنـــا
فليس العــزاء لـذي لوعــــة ٍ
وليس التداوي بــه ممكنـــــا

20-
من قصرك المسحور تأتـي الــرؤى
في قصرك المسحور يـاوي القمــر
ينساب منك الحسنُ عند الضحـــى
حتـى إذا مـا جــاء وقت السحر
أشعلـت ِ فــي جفنـي ّ نار الجوى
ونمتِ ما بيــن ثنايـــا الفكَــرْ
عشتار لم تبخـل علــى أهلهـــا
وإنما كانت رفيــــق السفـــر
ليلاي َ ما زالت تناجـي الهــــوى
والريحَ والصبّــارَ حتـــى الحجرْ
مُضنى ينام الليـل فــي غيــــه ِ
حتى إذا ما فاق .. غــاب القمــر
و الحسنُ يا أخت النــوى شعلــة
و العين أضناهــا لهيبُ السهـــرْ

21-
مثل كلّ العاشقات فــي بلـــدي
تنظريـــــن
وتزرعين شعاع العشق في جســـدي
وأنا المقـــرور..رغـم الشــوق
فـي كمـــد ِ
تعلقت ُ ذاتــي
وأدركت ُ أني أسيـرحياتـــــي
أصعّدُ فيك لحـظ العــشــــق
إلــى الـذروة
عبر امتداد شقــــاتـــــي
يغيب الزمـان ،ويغفــو المكــانُ
و مـا زلتُ أسطر فــي صفحاتـي
أنتِ أرض المعيـاد فـي سفـر الحبّ
وشاطي الأمــان فـي الأزمــات ِ
إنّ بين الجفـون عشقـاً فـريــداً
ناعس الطـرف .. بيّن الهمســات ِ
لا تلمني وإن سقطـت ُ وحيـــداً
رغم هدي السّمّــار والصلــواتِ
فهى المبتدى وإن طـال دهــــرٌ
وهي رمز العشــاق والعاشقــات ِ



22-
يذوبُ رحيقك َ فــي صـــدري
فاكتبْ أشعــاركَ فــي عمـري
واستسلـــمْ للحب الأحلـــى
وتحسسْ بغرامـــكَ نحــــري
فأصابعك العطشــى تسبــــحُ
في بحــر عروقــي..كالنهـــر

اكتبنـي بلهيـب المشتـــــاق ْ
وانشرنـي فـي صحف العشــاق ْ
مـا بين عيونـــكَ وعيــونـي
قمـرٌ أبدعـــــه الخـــلاقْ
وعبيــرٌ يعـــزف ُ ألحانـــاً
ونسيـــمٌ يتهــادى ..
رقـــــــــراقْ

كنْ لـي مـا شئتَ ، وخـذ بيـدي
لا تتركنـــي خلف الآفــــاق
شجـــراً هجرتــــهُ الأوراق ْ

23-
هـا هُنـا يرقــدُ جثمانُ حبيبـي
هـا هنــا أندبُ حظي و نصيبـي
هـا هنـا أطفئ نيراني التــــي
أشعلتهـا نــار حـب ٍ كاللهيب ِ
أنتَ بدرٌ هلَّ في أرجاء نفســــي
وتـوارى فـي الغــــــروب ِ
أيـن آهــات ٌ تدفقن هـــوىً
وتموّجـنَ كمـا الغصن الرطيــبِ
كطيور ٍ صدحت فـي عشهـــا
ونأت عني إلى أقصـى الجنـــوبِ
أغريباً صرتُ فــي ساحتهـــا ؟
هجرتني طلة الطيـــر الحبيــب ِ
باعدت ما بيننا أقــدارنـــــا
إنما الصبــحُ سيـأتي فـي القريب ِ

24-
ضربتْ في الرمل وانـداحَ الـودع ْ
و شجـا سامعَها فيضُ الدلـــعْ
وتغنّت كفــراش ِعابـــــرْ
ونسيم الصبح يعلو ويقـــــعْ
فكّرتنــي بليـالــيّ التــي
صنع العمرُ بهــا مــا قد صنعْ
أنتِ كالأرض التي نزرعهــــا
يجتني الزراعُ منهــا مــا زرع ْ
كانت الفرحـة تلهينا معــــاً
وشدا البلبــلُ فيهـا وسجــعْ
عمُرٌ يختـال كاللحــن فيـــا
شاديَ القــــوم ،غناكَ لم يدَع ْ..
حسرة َ فــي الروح إلا هاجهــا
مثلما تسطع ُ ، كالبرق سطــــعْ
بهجة كنتِ لنـــا أو روضـــة
غار ماءُ الحوض واشتـدّ الوجــع
سقطت راياتنـا رغـم الرجـــا
لم يعد للقـول فيهــا مُتّســـع ْ