الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من بيرزيت... هنا النَرويج!بقلم:فيروز شحرور

تاريخ النشر : 2013-09-30
من بيرزيت... هنا النَرويج!بقلم:فيروز شحرور
من بيرزيت... هنا النَرويج!
   
إننا نحبّ الحياة لأننا نحبّ الحريّة، ونحبّ الموت متى كان الموت طريقا إلى الحياة...
أنطون سعادة
إن النضال هو الثيمة الأساسية لتحرر الشعوب، فالكفاح لم يقتصر فقط على السلاح وإنما أخذ أشكالا ووجوها عدّة تحاول جميعها حصار الواقع المفروض، وهناك من حاول أن يشرعن أشكالا يسري بها النضال وفق قوانين وضعية تضمر فيها روح العدالة والانصاف لمبدأ النضال وهدفه.
ما يحدث في جامعة بيرزيت برأيي مثالاً عن شكل من أشكال النضال ضد الرأسمالية التي تصيب صميم "فلسطين" وهي أيضا نضال ضد التعليم "المالي الثقيل" وإن كان البعض يردد أن أعرق الجامعات الدولية هي الأكثر مالاً! وإن غضضنا البصر عن شكل النضال هذا عند الطلبة ومع الأخذ بعين الاعتبار ردود أفعال إدارة الجامعة وبعض الأوساط الفلسطينية التي وصفت هذا الشكل من الاحتجاج "المُشرع" على حد تعبيرهم "بالعنف"! وذلك لاغلاقه صرح تعليمي مهم خارج عن إرادة البعض، ودون أن تقوم هذه الأوساط طبعا بوضع أية تصورات تنقذ الوضع البيرزيتي من عنق الزجاجة، بل حتى وضع تصورات تنقذ التعليم الجامعي والمدرسي حتى وتخرجه عن الكولسات الاقتصادية العالمية والسياسية. إن الاحتجاج ما هو الا صوت عال ضد صمت الآخرين وصمت الحكومة الفلسطينية عن التدخل في الأزمة الراهنة ومدى تداعياتها مستقبليا على جامعات أخرى، بل ودراسة خطورة هذا الوضع وشكل الخطابات وردود الأفعال بالتالي بين الطلبة والإدارة وقياسها محليا، ألم تخشى الحكومة أن يتفشى هذا الاحتجاج من احتجاج أكاديمي ليصير احتجاج شعبي؟! ألم تنظر أن صرح الجامعة يمثل جزء من الشعب الفلسطيني وأن ما يدور فيه، هو يدور في خلد كل أسرة فلسطينية تقبع داخل هذا "الكل" الفلسطيني"؟!
إن التعليم بالنسبة للشعب الفلسطيني -بعيدا عن مقاييس الدول الأوروبية "ماليا"- في أعرق جامعاتها، يعد بمثابة ثيمة مهمة واستكاملا لمشروعالتحررالوطني وهو شكل بَناء من أشكال النضال ضد الجهل ومن أجل الحرية ومن أجل التنوير، وعلى الطلبة والادارة والأوساط الأخرى مراعاة ذلك، بل واحترامه والالتزام به كأحد أسس الوعي الجمعي للقضية الفلسطينية.
بناء على ذلك، ما لفت انتباهي في المؤتمر الذي أقيم في رام الله في 27 من أيلول حول مستقبل القضية الفلسطينية بعد مرور 25 عاما على أوسلو(برعاية مؤسسة الدراسات الفلسطينية وجامعة بيرزيت) مداخلة د. خليل هندي/ رئيس جامعة بيرزيت، قائلا: "لقد كان بودنا أن يعقد هذا المؤتمر في صرح الجامعة لولا أن هناك قوة نافذة أحالت دون ذلك"!
حسناً؛ من هذه الجملة أنتقل إلى محور آخر في حديثي، بين أزمة أوسلو والظروف التاريخية وأزمة المكان "بيرزيت"! إن المؤتمر عقد لمناقشة عدّة قضايا محورية في اتفاقية أوسلو منذ نشأتها وظروفها التاريخية التي جعلتها "موجودة" وتداعيات ذلك من اخفاقات ونجاحات.. ويتبين للمستمع أن الأساتذة الحضور يتمتعون بحس معرفي حول ذلك، ومحاولتهم الجادّةلنقل الصورة تاريخيا للحاضرين، والجميع يعلم أن الحرب بين الفلسطينين والاسرائيلين، هي حرب غير متوازنة القوى، حيث الجيش الاسرائيلي يعد من أهم رابع جيش على مستوى العالم ولديه استعداد عسكري لبدء حرب من أجل الدفاع عن المشروع الصهيوني على أرض ليس لهم فيها أية حق، مقابل طرف "حق" لا يملك التأهب حول ذلك لضعف الاستعدادات.. ما أحاول توضيحه هنا، ليس تلخيصا لموضوع المؤتمر وليس مقاربة أيضا بين أزمة أوسلو وأزمة بيرزيت، ولكن شكل الخطاب الذي بدأه د. خليل هندي في وضع يعتبر "حساس"،حيث هدف المؤتمر وصف "المغامرة التاريخية الفاشلة" للقيادة الفلسطينية بأوسلو- قيادة لم تستطع إدارة الكفاح السياسي- دون غض النظر عن "الطرف الأقوى" وهم الصهاينة ومحاولاتهم الدؤوبة لاختلاق العثرات أمام "فلسطين التاريخية". وهو ها هنا في بداية مداخلته يصف دون دراية ربما "فشل القيادة البيرزيتية" في حل الصراع مع الطلبة، الذين وصفهم "بقوة نافذة" أحالت عقد المؤتمر في الجامعة، على الرغم من أنها تشبه إلى حد كبير شكل "الفلسطينين" في حال أخذهم قرار الكفاح المسلح "دون سلاح"!أية قوة نافذة يتمتع بها الطلبة وهم لا يمكلون سوى الجنازير مقارنة بالمدرعات الاسرائيلية؟! أي شكل من أشكال الحوار لم يليق بهذا النضال ضد أبسط الحقوق التي تزداد همّا مع بداية كل أيلول دراسي؟!إنني أعيد وأكرر نحن بظل تجربة جغرافية بسيطة وبظل إمكانيات ضئيلة وأيضا قوى مختلفة المعرفة والقوة، ومع ذلك تزداد الأيام دون وجود حل ودون إيجاد صيغة منطقية ومبادرة تفي حق الاثنين "الطالب والادارة"، إذن ما بالنا بظل إيجاد حلول للمفاوضات الفلسطينية التي تزداد ويزداد الاحتلال ليصل أكثر من 60 عاماً؟! كيف على القيادة أن تصيغ مبادرة تخرج فيها صوت الحق عاليا ومتصلبا، ليس كضحية؟ نحن  لسنا ضحايا العالم فقط، بل ضحايا ذواتنا، فالحرية تكمن في تحلي المرء بالشجاعة كما قال روبرت فروست.

فيروز شحرور
كاتبة وشاعرة فلسطينية
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف