الأخبار
(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهالإعلان عن مقتل جندي إسرائيلي وأحداث أمنية جديدة في القطاع20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إفتاءات ضد البنات بقلم توفيق أبو شومر

تاريخ النشر : 2013-08-22
إفتاءات ضد البنات بقلم توفيق أبو شومر
افتاءات ضد البنات        بقلم/ توفيق أبو شومر

سألني أحد محاوري شبكة الإنترنت هذا السؤال:

لماذا ازدهرت في ألفيتنا الثالثة موجة افتاءات الجهالات؟ ولماذا تستهدف معظم هذه الفتاوى النساء؟ وما تفسير انتشارها والعدد الكبير من متابعيها؟

وأرسل لي الفتاوى التالية منسوبة إلى قائليها بالصوت والصورة في اليوتيوب:

لا يجوز للمرأة أن تتعلم العلوم، ويجب عليها الالتحاق بكليات الشريعة فقط!!

يجب ألا تجلس النساء أمام التلفزيون، وهن يلبسن لباس النوم، إلا بزاوية 45 درجة حتى لا يراهن المذيعون الرجال في التلفزيون، والأفضل أن يستمعن للإذاعة وليس للتلفزيون!!

فتوى تُحرِّم جلوس الفتيات على الأرائك والكراسي، لأن الجن يستغلون هذه الجلسات ويُجامعون النساء بدون أن يشعرن!!

تحريم إمساك الفتيات ببعض الفواكه مثل الموز والجزر والخيار وما على شاكلتها!!

حرّمتْ جماعة دينية حلوى الكرواسان، لأن مصممي الحلوى من الكافرين صمموها على شكل هلال إسلامي ليأكلوها،ثم وزعوها عندما زال الاحتلال التركي الإسلامي للجزر الأوروبية، فالكروسان الملعون... إذن هو احتفال بهزيمة المسلمين!!

أرسلتُ له هذه الإجابات:

ظلتْ المرأة هي الركن الأضعف، الذي استهدفتْه مجموعة أدعياء الدين(المتفيهقون) وهؤلاء استفادوا من تقاليد الشعوب الأسطورية، قبل ظهور الأديان الثلاثة، فالأسطوريون اعتبروا أن خَلْقَ النساءِ كان لخدمة الرجل الذكر، لتكثير النسل وإمتاعه فقط، فالنساء لسن سوى خادمات مطيعات للرجال، حتى أن بعض الأقوام اعتادت منذ قرون أن تدفن النساء أحياءً مع الرجال حين يموتون، لكي يخدمنهم في الدار الآخرة!!

أما التفسيرُ الآخر، فهو أن ألفيتنا الثالثة هي ليست ألفية تكنلوجية فقط، بل هي ألفية تجارة الأفكار والأقوال، فمن لا يستطيعُ اختراع أدوات وآلات، أي يُقصِّر عن ركوب موجتها في الصناعات والابتكارات، فهو لا ييأس، بل يحاول أن يستفيد منها، وأن يجد له وظيفة ومهنة حتى ولو تغذى على بقاياها، وذلك  بأن يركبها بالمقلوب، أي أن يحولها إلى غولٍ مسؤول عن كل الشرور والمعاصي، وأن يستخدم محفوظاته وقدراته الخطابية، في نحت مسوغات منسوبة للدين لتحريم مستحضراتها وأدواتها، في محاولة منه للحصول على وظيفة جديدة في قناة فضائية للدعاية والإعلان، يحصل فيها أحدُ رواد الجهالات من أصحاب الفتاوى على راتبٍ شهري يُعادلُ راتب عالمٍ في مجال الإلكترونات، لأن عدد الرسائل والمكالمات والكلكات على الفضائية المهرطقة وموقعها الإلكتروني يبلغ عشرات آلاف، وهذا ربحٌ وفيرٌ ودخلٌ كبيرٌ، من تجارة الترهات والتخريفات. كما أن عدد متابعي هذه التخريفات أكثر بكثير من عدد الذين قرؤوا كتاتبا ثقافيا في سنوات!!

كما أن هناك فشلا ذريعا في ثقافة العولمة، فالازدهار التكنلوجي الراهن، لم يصحبه ازدهار ثقافي ومعرفي وتوعوي، وأنا أعتقد بأن ذلك أمرٌ مقصود، فالمثقفون يستعصون على التطويع، ولا يكونون قطيعا مستهلكا لمنتجات الألفية الثالثة كالجهلة والعوام، لذا فإن الجهالة والتخريفات تسهم في زيادة استهلاك مستحضرات الألفية، وبخاصة في الدواء والغذاء!!

ولعلَّ أبشع ما في هذه الفتاوى، أنها تقود مستهلكيها وسامعيها إلى ما هو أسوأ، وهي أنها تجعلهم يفكرون فيها بالفعل، فهي بطرفٍ خفيٍّ تقودهم إليها وتدفعهم إلى الإحساس بها، فعندما يُحرّم بعضُ المهرطقين  جلوس البنات مع الإخوة، فهم يوحون لهم ويدفعونهم للإحساس بأنهن لسن إخواتهم!!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف