الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"الحس الوطني" فطرة أحياها الصرخي الحسني... بعد أن أرادوا ذبحها بقلم د.احمد الدراجي

تاريخ النشر : 2013-05-19
"الحس الوطني" فطرة أحياها الصرخي الحسني... بعد أن أرادوا ذبحها
حب الوطن شعور قديم قدم الإنسان ، بل هو غريزة أودعها الله في فطرته ، فهو حب فطري خالي من الشوائب مزروع في القلوب ، والوطن هو البطن الذي يحملنا بعد بطن الأم .....، والجسد الذي تألفه النفس ، وتتعطر بعبق ترابه ، الوطن هو جدار الزمن الذي كتبنا عليه بأقلام الشجر ومداد رحيق الأزهار حروف الحياة ، وذكريات الطفولة ، وعهود الصبا بعبارات بريئة لمن عشقناهم ، وهو مستقرنا وراحتنا وسلوتنا ، ولا قيمة لأي إنسان من دون وطن يأوي إليه ويخلد فيه ، والوطن..... يبقى وطن وان صيره ال....... جحيما ،
وتُستَعذَبُ الأَرضُ التي لَا هَوَىَ بِهَا
وَ لاَ مَاؤُهَا عَـذبٌ وَ لَكِنهَا وَطَــنُ...
فلا يوجد في الدنيا أعذب من ارض الوطن ، ومن هنا نعلم ونتيقن أن ارتباط المرء بوطنه ، وحبه له من الأمور الفطرية ، وقد حث الشارع المقدس على تعميق وتركيز ذلك الارتباط والحب لما لهما من مدخلية أساسية في حياة الإنسان وسعادته ، فمع تحقق الارتباط ، ووجود الحب تعمر الأوطان والبلدان ، وبعمرانها يسعد الإنسان ويهنئ عيشه ...، قال علي بن أبي طالب : "عمرت البلدان بحب الأوطان" ،
وعنه أيضا :
من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه،
و حنينه إلى أوطانه ، و حفظه قديم إخوانه
فالوطن والإنسان مفردتان تربط بينهما علاقة ترادفية أو قل طردية ، فبناء الإنسان وتنميته وسعادته من بناء وطنه وتنميته ، وحبه لوطنه من علامات إيمانه ، لأن حب الوطن والارتباط به هما الجذوة المشتعلة في القلوب تولد طاقات حرارية تدفع نحو العمل من اجل بناء الأوطان والتضحية في سبيلها ، ولقد أدرك أعداء الوطن والمواطن والمواطَنة خطورة هذه الجذوة (لأنها تحرق أحلامهم ومخططاتهم ) فسعوا جاهدين إلى إطفائها وإخمادها ، ووئد ذالك الحب ، وفك أواصر الارتباط ، وذبح الهوية الوطنية وطمسها ، وقتل الحس الوطني بكل الوسائل والطرق وفي كل الاتجاهات حتى الفكرية والثقافية ومنها إثارة النعرات الطائفية والعرقية وغيرها ، من اجل تحويل الوطن إلى جحيم تتلظى من ناره أكباد أبنائه ، ومن ثم يقتلوا حبهم لوطنهم ، وتُجهض روح المواطنة ، وتسود لغة الغابة ، يقتل بعضُهم بعضا ، ويسرق بعضُهم بعضا ، ويرفض بعضُهم وجود بعض ، ويَحرم بعضُهم حقوق بعض ، وتستولي ثقافة الإقصاء والتهميش (بل الإلغاء) على العقول الضيقة وتسيطر على النفوس المريضة ، وتموت ثقافة المواطَنة ، ويُدفع بالمواطن إلى تدمير منشأة بلده وثرواته وقدراته ، ويتنصل عن وطنيته وثقافته ، لأن العدو يرى أن الوطن هو الخيمة التي تجمع أبناءه بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم وإيديولوجياتهم الدينية والمذهبية والعرقية والعلمانية ، فهو حياتهم ووجودهم ، ولما أراد الأعداء إنجاح مخططاتهم ونواياهم الخبيثة في قتل وتجويع وإذلال المواطن والسيطرة على مقدراته كي يكون تابعا لهم أيقنوا أن عليهم فك ارتباطه بوطنه ، وتفريغ حُبَه من قلبه ، ودفعه نحو التخلي عن مسؤوليته الوطنية ، وتحويله إلى فرد فارغ ضائع منسلخ عن محيطه ومجتمعه ووطنه تتحكم فيه الأنا ...،
ولقد شخص السيد الصرخي الحسني هذه المؤامرة الخبيثة والمخطط المشؤوم ، وعمل على إحباطه وإفشاله بالقول والعمل والمواقف ، فضلا عن انه ينطلق من منطلق فطري شرعي عقلي أخلاقي تأريخي حضاري في حبه وولائه للوطن ، والاعتزاز والتمسك به والانتصار له "صدقا وعدلا" وليس مجرد شعارات فارغة لتمرير مصالح شخصية أو أهداف آنية ضيقة ، حيث يقول : (( الشرع والعقل والتأريخ والأخلاق يلزمن ويوجب علينا ان ننصر وننتصر للعراق وشعب العراق وثروات العراق وكرامة العراق وشرف العراق وعروبة العراق وإسلام ودين العراق وتأريخ العراق وحضارة العراق )) ، فسعى بكل عزم وإصرار وثبات إلى إيقاظ وتفعيل وتركيز وتعميق الوعي والحس الوطني ، وإشعال جذوة الانتماء والحب والموالاة للوطن الحبيب عراق الحضارة والتأريخ فرفع شعار :
لنحكي لنقول لنهتف لنكتب لننقش لنرسم جميعاً
أنا عراقي ........ أحب العراق وشعب العراق
أنا عراقي ........ أحب أرض الأنبياء وشعب الأوصياء
أنا عراقي ........ أوالي العراق ... أوالي العراق ... أوالي العراق

،
وقد تجلت هذه الحكمة : (جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن ) في الفكر والنهج الوطني الذي تبناه السيد الصرخي لأن الحياة من اجل الوطن تعني عنده حماية الوطن والمواطن ونبذ العنف والكراهية ، والعمل بلغة الحوار الهادف البناء ،ونشر روح المحبة والتآخي والتوحد تحت راية الوطن
فعمل جاهدا على إحياء ونشر ثقافة المواطَنة والتعايش السلمي ، فحرم الدم العراقي وحرم الاعتداء على المقدسات والأعراض حيث يقول : ((نؤكد شجبنا واستنكارنا ورفضنا وإدانتنا للحقن والتعريق والتعميق والجذب والتقسيم الطائفي ولكل قبح وفساد من إرهاب وتهجير وترويع وتشريد وخطف وتعذيب وغدر وقتل وتمثيل وتشويه وتفخيخ وتهجير ، تعرض ويتعرض لها أبناء شعبنا العزيز (الكرد والعرب والتركمان ، المسلمون والمسيحيون ، السنة والشيعة ، العلماء والأساتذة ، الأطباء والمهندسون ، المدرسون والمعلمون والطلبة ، الموظفون والعمال والفلاحون ، النساء والأطفال والشيوخ والرجال) في المساجد والحسينيات ودور العبادة والعتبات المقدسة والمؤسسات والدوائر والمساكن والأماكن العامة والخاصة .))،

،
كما انه سعى إلى إحياء وتفعيل الإرادة الوطنية في شخصية المواطن العراقي ، ودفعه نحو الانتفاض لعراقيته ، وتحريك الشعور بمسؤوليته ومعرفة قدره ودوره الريادي حينما خاطبه بقوله : (أيها العراقي المؤمن المخلص اعرف نفسك وقدرك ودورك وانتفض لكرامتك وعراقيتك ودورك القيادي ..)
وبذل كل الجهد والطاقة من اجل إنقاذ العراقيين من قيود التبعية للحكومات الجائرة إلى عز القيادة والريادة ليكون كل فرد عراقي هو قائد كما أشار إلى هذا المعنى في اللقاء الذي أجرته معه بعض القنوات الفضائية ،
http://www.youtube.com/watch?v=eP6-sbg4Gjo
،
ثم يحلق السيد الصرخي في سماء الاعتزاز بوطنيته ليبلغ ذروة مجد الانتماء والولاء للوطن ، حينما أردف مفردة العراقي مع عنوانه : ( المرجع العراقي العربي ) ، وهو يعلم جيدا أن هذا سيكلفه الكثير من المعاناة والحرب ، وسيثير حفيظة الجهلاء والدخلاء ، وسيؤجج نار الغضب والحقد أكثر وأكثر في القلوب التي باعت وطنيتها وأرغمت انفها في حضيض التبعية والعمالة ، وسيكشر عن أنيابهم اؤلئك الذين راهنوا على ذبح الوعي والحس الوطني بسكين الولاء والتبعية لغير الوطن ، إلا أن كل ذلك وغيره لم يُثنِ السيد الصرخي عن هدفه المقدس لأنه يؤمن بأن الوطن يستحق أن تبذل دونه الأرواح .....، فأطلقها : (العراقي) لتكون رصاصة العشق والولاء للعراق في قلوب أعدائه ...،
ولله در أمير الشعراء أحمد شوقي :
وَ لِلأَوطَانِ فِي دَمِ كُلِ حُرٍ
يَدٌ سَلفَت وَ دَينٌ مُستَحَقُ• • •

بقلم د.احمد الدراجي
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف