الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وجاهات وهمية بقلم عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2013-04-24
وجاهات وهمية بقلم عادل بن مليح الأنصاري
وجاهات وهمية ( لعادل بن مليح الأنصاري)

عندما تنتشر ظاهرة ما في مجتمع ما , من المؤكد أن لها مسببات ونتائج , وكل ظاهرة لها تبعات إما سلبية أو إيجابية , وربما لن نكون متجاوزين لحدود الحقيقة لو قلنا أن بعض تلك الظواهر تعتبر جريمة وتسطيح وتسخيف لعقليات بعض أفراد أي مجتمع وحتى لتاريخه ومنجزاته وسمعته الحضارية بين الأمم , ولا شك أن محاربة مثل تلك الظواهر هي واجب حضاري ثم وطني ثم قانوني ومجتمعي للحد من قذف جدار المجتمع بتلك القاذورات وبيد بعض أولئك المرضى .
ربما يستهين البعض من (قصيري النظر الحضاري) بتلك الممارسات المريضة , وربما لا ترقَ نظرتهم لها لأبعد من سقف جماجمهم , فتارة يسمونها بالممارسات الشخصية , وتارة بسلوك لا يستهدف الكسب , وتارة بحق مكتسب ولكن بطرق مختلف عليها .
وبعيدا عن فلسفاتهم العقيمة , يظل الكثيرين ينظرون إليها على أنها جريمة حضارية وتاريخية وثقافية تنخر في تاريخ الأمم , وتعيد حسابات التاريخ لمنجزاته وحقيقة تحضره وثقافته ونظرته للتطور الإنساني .
وربما انكشفت بعض تلك الوجوه لمجرد الدفاع عن هذا العبث الثقافي , لتنزف بحقيقة استترت تارة من الزمن خلف (وريقة) وهمية كما استترت شخصياتهم المهترئة خلف حرف صغير فقط (د) , هذه ألـ(د) هي المتحدث الرسمي بالنيابة عن ثقافتهم السطحية , وهي التي تستر نقصهم الفكري , وهي التي ترفع من كبريائهم المزعوم , ينظرون إليها نظرة العبد لسيده , ونظرة الغريق لطوق نجاته , ونظرة المريض لدوائه .
كيف لا وقد سقط البعض في شر (جهالاته) عندما حاول أن يدافع عن (داله) الوهمية بثقافته الصريحة , فتنوعت إبداعاته العقيمة بين شتم واستهزاء وتخبط وربما (إسفاف وسقوط في البذاءة الشوارعية) , وبعضهم اعتلى موجة الكبرياء الهش واستمات في الدفاع عن باطله وباطل فريقه المنكسر , واستجمعت قوى الركاكة والانهزام لتتحد ضد مشارط الغيورين عندما حاولت أن تجتث تلك الأجسام المريضة من جسد المجتمع , ولكنها ما لبثت أن سقطت متردية إثر نطيحة .
وليس أمر ولا أنكى من أن يزلزل ذلك الحرف الصغير (د) , من ثوابت ترعرع عليها جيل كامل من المجتمع , ذلك الجيل الذي كان يكن كل احترام له وتقدير , نظرة شبعت على مر الزمان فخرا وخيلاء بأنها تختزن علوما وثقافات وأفكار وقدرات ساهمت وستساهم في رقي المجتمع وتثبيت جدارته بالتحضر والثقافة والعلو , ليفيق ذات مساء على (زقزقة) عصفور أزرق يدعى ( تويتر) ليحطم ثوابتهم ويعيد صياغة أفكارهم ونظرتهم لقادة فكرهم واقتصادهم وتربيتهم وكل مناشط حياتهم , وليزرع جرثومة الشك في ذلك البريء المعتدى على شرفه وكبريائه حرف ألـ(د) من ثلة من بائعي الضمير ومشتري الوهم الكبير , هم لم يرتكبوا إثما سوى أنهم سرقوا وجوها غير وجوههم , وصنعوا مكانة لا تليق بهم , وعوضوا نقصا داخليا مؤلما بزيف لم يراعوا فيه رقابة رب ولا ثقة شعب , ولا كلمة تاريخ سيفضحهم يوما ما .
هم يغصون اليوم بسياط الإنكار واشمئزاز التاريخ واحتقار المجتمع لكل ذلك الزيف الذي تماوتوا عليه , وكل تلك الخيبات التي ستروها بحرف صغير ليختزل حياتهم التي لم يرو فيها ما يقنع بدون ذلك الحرف الصغير .
هم نسوا أو تناسوا أن الله عز وجل خلق الإنسن في أحسن تقويم دون ذلك الدال .
هم سقطوا في وحل اللوثة الحضارية التي تسلب الإنسن إنسانيته وتحيله لمجرد (حرف) يفاخر به بين مجتمعه اعترافا منه وإيمانا ببهتان شخصيته بدونه .
وما أبشع أن تصطاد تلك الأيدي الآثمة من أقدس أنهار المجتمع مكانة وخطورة ومصيرية في تحديد هويته ومستقبل أجياله , نعم إنه نهر ( التربية والتعليم ) , الذي ولغت فيه أيدي القوم ولم يراعوا فيه حرمة ولا حشرجة ضمير نحو مستقبل أجيال بأسرها .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف