كنت اعد لكتابة مقال عن مشاركة الفنان الوطني محمد عساف في اراب ايدل الذائع الصيت في اوساط شباب "الكيت الكات" في زمن القحط والجفاف العربي، والذي كنا نأمل بأن يقوم بتغير سلوكه بعد انطلاق الثورات الشعبية في الوطن العربي التي استبشرنا بها خيراً، لكن سرعان ما احبطتنا نتائجها بعد ان امتطى صهوتها انتهازيي وسارقي الثورات .. ولكن نتيجة لظروف معينة توقفت عن إكمال المقال الا ان ما قرأته بخصوص مشاركته ارغمني على إنهاء المقال.
لقد أثارت مشاركة محمد عساف في برنامج اراب ايدل الجدل ما بين مؤيد ورافض لها، لأن الفلسطيني اعتاد بشكل عام على سماع الاغاني الثورية والوطنية، وحتى الاغنية الشعبية المنتشرة في فلسطيننا المحتلة ركزت على القضايا والهموم الوطنية اكثر من تركيزها على القضايا الاجتماعية الاخرى.
بداية لا بد من القول لبعض من يقول ان مشاركته هي ارسال رسالة للعالم، بأننا لسنا بحاجة كي نغني لنثبت للعالم اننا نعيش حياتنا العادية رغم الجراح، فالفلسطيني وعلى مدى عدة قرون يعيش حياته بكل ما فيها من افراح ومآسي والآم وجراح رغم كثرتها لم تغير حالنا.
الاغنية الرائعة الجميلة التي التصقت بنا بكافة اشكالها الوطنية والاجتماعية هي الاغنية الشعبية التي اشتهر بها الفلسطيني وغناها في مناسباته الوطنية وافراحه والتي تحدث فيها عن قضيته وحياته بحلوها ومرها، والاغنية الثورية التي سيطرت على الاغاني الاخرى في افراحنا واحزاننا عند توديع اي شهيد منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية في عام 1965، واصبحت جزء من قوتنا اليومي.
محمد عساف ذاك الشاب الصغير معروف بمطرب "علي الكوفية" التي انتشرت وذاع صيتها في كل مكان والتي اصبح يصدح بها كل الثوريين والوطنيين وقبلها اغنية "شدي حيلك يا بلد" مع الفنان الوطني جمال النجار قبل ان يظهر في برنامج اراب ايدل على فضائية الـ أم.بي.سي.
لن اتحدث عن مثل هذه البرامج التي لها اهدافها المتعددة التي يسعى لتحقيقها مروجيها، لأن المشكلة لا تكمن باصحاب هذه البرنامج، بل ان المشكلة تكمن في المتلقي الذي اصبحت تستهويه اغاني "الهشك بشك" الهابطة وغيرها. لهذا اقول لمحمد عساف انت الفائز قبل ان تدخل اي منافسة عبر الفضائيات .. وحلقت في الاعالي قبل ذلك، وليست بحاجة لهذا البرنامج او ذاك لأكتشاف موهبتك او ليزيد من رصيدك، وليس حكماً بأن من يتصدر القائمة في هذا البرنامج او ذاك هو الافضل والمميز وذلك لسبب بسيط جداً وهو بأن اذواق المصوتين والقطرية المقيتة هي التي تتحكم بنتيجة التصويت وليس قيمة الفنان الفعلية، وكما نرى في الواقع الحالي فكم هنالك من المطربين والمطربات من اصبحوا اكثر شهرة من الفنان الثوري مارسيل خليفة واقرانه من الفنانين الملتزمين وذلك بسبب انخفاض مستوى الذوق الفني.
محمد عساف وكما عبر على صفحته على الفيس بوك عن حبه لوطنه وقضيته والتزامه بمواصلة نضاله ونحن لا نشك في ذلك ابداً، وبالرغم من انني شخصياً لست معه في ان يشارك في هذا البرنامج، لأن شهرته التي اكتسبها من اغانية الثورية والتي عرفها الناس عبر الانترنت والتلفزيون والاذاعة والحفلات الشعبية وترديدها في كل مناسبة هي اقوى من اي شهرة يحصل عليها في اي برنامج، الا انه لا بد من استغلال وجوده في هذا البرنامج افضل استغلال .. وهنا آمل منه كما يأمل منه الكثير من ابناء شعبنا وامتنا العربية ان يقوم في الايام القادمة بمواصلة تقديم الاغاني الوطنية وقد فعلها اليوم "الجمعة" عندما غنى " فلسطين بلادي" .. وهنا آمل ايضاً من الشعراء وكتاب الاغاني ان يسارعوا بتأليف الاغاني له عن معاناة الاسرى والمعتقلين، وعن القدس التي تغتصب وتهود من قبل العدو الصهيوني، وعن إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية .. وبهذا يكون قد قام بإيصال الرسالة المطلوبة للجماهير العربية على اكمل وجه .. وهذا وحده يكفي لتحقيق امنيته بأن يكون محبوب الجماهير العربية على الطريقة الفلسطينية وليس على طريقة الفضائيات .. وهذه هي النتيجة التي نريدها.
نمر الاحمد
19/04/2013
لقد أثارت مشاركة محمد عساف في برنامج اراب ايدل الجدل ما بين مؤيد ورافض لها، لأن الفلسطيني اعتاد بشكل عام على سماع الاغاني الثورية والوطنية، وحتى الاغنية الشعبية المنتشرة في فلسطيننا المحتلة ركزت على القضايا والهموم الوطنية اكثر من تركيزها على القضايا الاجتماعية الاخرى.
بداية لا بد من القول لبعض من يقول ان مشاركته هي ارسال رسالة للعالم، بأننا لسنا بحاجة كي نغني لنثبت للعالم اننا نعيش حياتنا العادية رغم الجراح، فالفلسطيني وعلى مدى عدة قرون يعيش حياته بكل ما فيها من افراح ومآسي والآم وجراح رغم كثرتها لم تغير حالنا.
الاغنية الرائعة الجميلة التي التصقت بنا بكافة اشكالها الوطنية والاجتماعية هي الاغنية الشعبية التي اشتهر بها الفلسطيني وغناها في مناسباته الوطنية وافراحه والتي تحدث فيها عن قضيته وحياته بحلوها ومرها، والاغنية الثورية التي سيطرت على الاغاني الاخرى في افراحنا واحزاننا عند توديع اي شهيد منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية في عام 1965، واصبحت جزء من قوتنا اليومي.
محمد عساف ذاك الشاب الصغير معروف بمطرب "علي الكوفية" التي انتشرت وذاع صيتها في كل مكان والتي اصبح يصدح بها كل الثوريين والوطنيين وقبلها اغنية "شدي حيلك يا بلد" مع الفنان الوطني جمال النجار قبل ان يظهر في برنامج اراب ايدل على فضائية الـ أم.بي.سي.
لن اتحدث عن مثل هذه البرامج التي لها اهدافها المتعددة التي يسعى لتحقيقها مروجيها، لأن المشكلة لا تكمن باصحاب هذه البرنامج، بل ان المشكلة تكمن في المتلقي الذي اصبحت تستهويه اغاني "الهشك بشك" الهابطة وغيرها. لهذا اقول لمحمد عساف انت الفائز قبل ان تدخل اي منافسة عبر الفضائيات .. وحلقت في الاعالي قبل ذلك، وليست بحاجة لهذا البرنامج او ذاك لأكتشاف موهبتك او ليزيد من رصيدك، وليس حكماً بأن من يتصدر القائمة في هذا البرنامج او ذاك هو الافضل والمميز وذلك لسبب بسيط جداً وهو بأن اذواق المصوتين والقطرية المقيتة هي التي تتحكم بنتيجة التصويت وليس قيمة الفنان الفعلية، وكما نرى في الواقع الحالي فكم هنالك من المطربين والمطربات من اصبحوا اكثر شهرة من الفنان الثوري مارسيل خليفة واقرانه من الفنانين الملتزمين وذلك بسبب انخفاض مستوى الذوق الفني.
محمد عساف وكما عبر على صفحته على الفيس بوك عن حبه لوطنه وقضيته والتزامه بمواصلة نضاله ونحن لا نشك في ذلك ابداً، وبالرغم من انني شخصياً لست معه في ان يشارك في هذا البرنامج، لأن شهرته التي اكتسبها من اغانية الثورية والتي عرفها الناس عبر الانترنت والتلفزيون والاذاعة والحفلات الشعبية وترديدها في كل مناسبة هي اقوى من اي شهرة يحصل عليها في اي برنامج، الا انه لا بد من استغلال وجوده في هذا البرنامج افضل استغلال .. وهنا آمل منه كما يأمل منه الكثير من ابناء شعبنا وامتنا العربية ان يقوم في الايام القادمة بمواصلة تقديم الاغاني الوطنية وقد فعلها اليوم "الجمعة" عندما غنى " فلسطين بلادي" .. وهنا آمل ايضاً من الشعراء وكتاب الاغاني ان يسارعوا بتأليف الاغاني له عن معاناة الاسرى والمعتقلين، وعن القدس التي تغتصب وتهود من قبل العدو الصهيوني، وعن إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية .. وبهذا يكون قد قام بإيصال الرسالة المطلوبة للجماهير العربية على اكمل وجه .. وهذا وحده يكفي لتحقيق امنيته بأن يكون محبوب الجماهير العربية على الطريقة الفلسطينية وليس على طريقة الفضائيات .. وهذه هي النتيجة التي نريدها.
نمر الاحمد
19/04/2013