الأخبار
الدفاع المدني: جيش الاحتلال حرق أجزاء كبيرة من مخيم جبالياأبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع الاحتلالالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإسرائيل تقرر استقبال 300 ألف عامل أجبنيالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإيرلندا وعدة دول يدرسون الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الجاريأردوغان: إسرائيل ستطمع بتركيا إذا هزمت حماسحركة حماس ترد على اتهامها بالتخطيط لأعمال تخريبية في الأردنالصحة بغزة: ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 35 ألفانتنياهو: لن نسمح للفلسطينيين بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بقوةوزير الخارجية الأمريكي: لا يمكن أن نترك فراغا في غزة لتملأه الفوضىالأردن: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكةقيادي بحماس: مصر لن تتعاون مع الاحتلال ويدنا لا تزال ممدودة للتوصل إلى اتفاقاستشهاد شاب برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة البيرةالفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 76 لـ النكبة
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الطبقة المسحوقة كتب عليها دفع الثمن..بقلم:ميسون كحيل

تاريخ النشر : 2013-03-03
الطبقة المسحوقة كتب عليها دفع الثمن..بقلم:ميسون كحيل
الطبقة المسحوقة كتب عليها دفع الثمن..

كتبت: ميسون كحيل

استيقظ اهالي غزة على كارثة ، راح ضحيتها ستة من عائلة واحدة نتيجة حريق شب في منزلهم فجر اخر يوم من شهر يناير . أدى الحريق الى مصرع الاب والام واطفالهم الاربعة حرقا ، أعمار الاطفال كانت بين الشهرين والسبع سنوات .. وقبل ان يرحل يناير أبى أن يودع  أهل غزة الا خاطفا معه ضحية جديدة  لتموت حرقا، فتوفي فتى لم يتجاوز عمره 13 ربيعا .. وكأن شهر فبراير أراد تقليد يناير فكانت وفاة احد شباب غزة حرقا في مستهله ، ففي العام الماضي توفي ثلاثة أطفال من مدينة دير البلح - وسط قطاع غزة - جراء اندلاع حريق في منزلهم .. وفي مخيم البريج لقي طفلان حتفهما حرقا نتيجة اشتعال الحريق في المنزل ..
وتتوالى الحرائق وتخلف اصابات ولا زالت لغاية كتابتي لهذه السطور والله  اعلم متى تنتهي هذه المآسي ؟؟ والسبب في هذه الكوارث التي اصابت عائلة ضهير  وغيرها من العائلات شمعة صغيرة ، أشعلها الضحايا لتنير لهم ولاطفالهم ظلام ليل أرادوا تبديد ظلام فالتهمهم الظلام دون يرف له جفن !!
 تُشكل لجان تحقيق لمعرفة أسباب الحرائق التي أدت لوفاة أبرياء من الطبقة المسحوقة التي عليها دوما ان تدفع الثمن ولو كلف الارواح ، والتي لا ذنب لها سوى أنها تعيش في غابة لا يعيش فيها سوى القوي والغني .. اللائمة دائما تتحملها الشمعة ومن أشعل الشمعة ومات محروقا بنيرانها ،  فعلى الفقير والمغلوب على أمره أن يمضي ليله الطويل في ظلام دامس ، حتى لا يحترق ويُحمل المسئولية لأهل المسئولية ويسبب لهم الاحراج بفقره وموته .. وقد اصدر الرئيس محمود عباس مشكورا  قرارا باعتماد ضحايا حريق عائلة ضهير في غزة كشهداء من شهداء الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية !!
وكأنما كتب على الفلسطيني ان لم يمت بسبب الاحتلال  فقد قُدر له أن يموت بسبب اهمال المسئولين وبلادتهم التي تضاهي بلادة المحتل وبروده قبل وبعد موت الفلسطيني فلا نرى سوى دموع التمسايح والاعتذار !! ففي الضفة الغربية تحول المنخفض الجوي " ميرون " الذي ضرب الاراضي المحتلة في بداية شهر يناير ، الى كارثة انسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وكان ثلاثة أشخاص قد لقوا مصرعهم  جراء السيول الناتجة عن مياه الأمطار التي ضربت مدن بالضفة الغربية .. وتضررت عشرات المنازل والاراضي الزراعية وبعض البنى التحتية .. فقد فقدت أثار شابتين في مقتبل العمر بعد ان غادرتا  مكان عملهما بعد انتهاء الدوام، وعندما وصلتا حاجز عناب بين مدينتي نابلس وطولكرم، تعرضت السيارة التي كانت تنقلهما في طريق عودتهما الى نابلس للانجراف جراء السيول التي تشكلت بفعل الامطار الغزيرة التي هطلت على انحاء الاراضي الفلسطينية والمنطقة.
 
وانقطعت اخبار الشابتين عقب ذلك ، وجرى البحث عنهما طوال الليل دون جدوى، الى ان عثرت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني على جثتيهما صباح اليوم التالي بالقرب من بلدة عنبتا، حيث جرفتهما السيول لمسافة تزيد عن 2 كيلومتر..  والضحية الثالثة كان شاب فقدت اثاره في في مساء ذلك اليوم ،وكانت طواقم الدفاع المدني  عثرت على جثة الشاب بعد يومين ، في وادي التين جنوب طولكرم، بعد عمليات بحث مضنية، منذ اختفاء آثاره.. وقد قرر الرئيس محمود عباس مشكورا ، اعتبار الشابتين هناء سمير السامري، وسماح وليد كنعان شهيدتين.. وبعد اختفاء آثار الضحايا الثلاثة اتخذت الحكومة في الضفة قرارا بتعطيل جميع الدوائر الرسمية يوم الأربعاء، بسبب سوء الأحوال الجوية وبدء ازدياد عمق المنخفض الجوي!! بعد ان وقعت الفأس بالراس تم اتخاذ القرار بالعطلة ، هذا هو حال كل الحكومات التي آخر أولوياتها أرواح المواطنين فيها .. ان القرارات التي اصدرها السيد الرئيس محمود عباس باعتبار الضحايا شهداء وتعويض الاهالي ليس هذا ما يحتاجه الاهالي والشعب يا سيادة الرئيس ، ان الشعب يحتاج ان يتم الاهتمام به في حياته لا في مماته ، الدموع والمال لن يعيدا الاموات الى الحياة ، وايضا لن يمنع وقوع ضحايا جدد نتيجة اهمال او اغفال من هذا المسئول أو ذاك .. صحيح اننا لسنا دولة ، وان الشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت الاحتلال الاسرائيلي الا ان هذا لا يعفي كل مسئول عن أي روح فلسطينية تزهق ..ما دفعني لكتابة هذا المقال هو السؤال الذي يتكرر مع كل كارثة ومصيبة تحل علينا أين المسئول من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة، لظننت أن اللّـه عز وجل سائلي عنها يوم القيامة " ، هذا عمر المؤمن خليفة خليفة رسول الله حكم بضميره وايمانه فمن أين لنا برجل كعمر ؟! وهل هناك من الرجال من يملكون قلب كقلب عمر؟؟  وضمير كضمير عمر؟؟ الاجابة بالتأكيد لا ، اذن علينا نحن كشعب يتوق أن يسود العدل والقانون وان يحكمه حاكم مثل عمر ، عليه أن يطالب بقوانين تُحاسب وتُسائل الكبير قبل الصغير في كل مؤسسات السلطة حتى يتم احقاق العدل والمساواة ، وليعمل كل مسئول بما يمليه عليه القانون قبل ضميره ، وليشعر كل مسئول أنه ستتم محاسبته ان هو أهمل أو أغفل في أداء واجباته  ، فان لم يخش ضميره بالتأكيد سيخشى العقوبة ، وكما قال الاجداد من أمن العقوبة أساء الأدب ..
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف