الأخبار
الدفاع المدني: جيش الاحتلال حرق أجزاء كبيرة من مخيم جبالياأبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع الاحتلالالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإسرائيل تقرر استقبال 300 ألف عامل أجبنيالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإيرلندا وعدة دول يدرسون الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الجاريأردوغان: إسرائيل ستطمع بتركيا إذا هزمت حماسحركة حماس ترد على اتهامها بالتخطيط لأعمال تخريبية في الأردنالصحة بغزة: ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 35 ألفانتنياهو: لن نسمح للفلسطينيين بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بقوةوزير الخارجية الأمريكي: لا يمكن أن نترك فراغا في غزة لتملأه الفوضىالأردن: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكةقيادي بحماس: مصر لن تتعاون مع الاحتلال ويدنا لا تزال ممدودة للتوصل إلى اتفاقاستشهاد شاب برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة البيرةالفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 76 لـ النكبة
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عبد الصمد حريزات ..هل تذكرونه؟ بقلم:صلاح حميدة

تاريخ النشر : 2013-03-02
عبد الصمد حريزات ..هل تذكرونه؟ بقلم:صلاح حميدة
عبد الصّمد حريزات.. هل تذكرونه؟
صلاح حميدة
قبل عقدين من الزّمن تقريباً قُتِلَ في زنازين مركز تحقيق المسكوبيّة التّابع لمخابرات الاحتلال أسير فلسطيني من محافظة الخليل إسمه عبد الصّمد حريزات، قُتِلَ حريزات بطريقة فريدة من نوعها، وتبيّن أنّها كانت بسبب ما كان يُعرف حينها ب (الهزِّ العنيف) وهي طريقة يمسك بها مُحَقِّق قويُّ البنية بالمعتقل من ملابسه في منطقة الصّدر، ويبدأ بهزِّهِ للأمام وللخلف بسرعة فائقة مع صراخ جنوني، بينما الأسير مُقَيَّد للخلف وأحياناً تكون رجلاه مُقَيَّدّتان أيضاً، ويحدث أن يرتطم الأسير بالحائط أحياناً، ويستمر الأمر حتى يُغمى عليه ويُلقيه المحقق على الأرض، ثمً يأخذه الشرطة ويُلقونه في الزّنزانة.
عبد الصّمد حريزات تُرِكَ عبد الصّمد حريزات في الزنزانة حتى استشهد متأثِّراً بما جرى له من إصابات في الظّهر والصّدر والرّقبة والدّماغ، وكثير من الأسرى الذين استخدم ضدهم هذا النوع من التعذيب أصيبوا بعاهات ولا زال أكثرهم يعاني من آلام في الظهر والرأس والرّقبة.
حادثة قتل الأسير عرفات جرادات لفتت الأنظار لسرعة قتله خلال أسبوع من الاعتقال، والموت السريع له علاقة بطبيعة التحقيق مع المعتقل، وحسب ما ورد من معلومات قليلة عن الموضوع، فالإصابات تشبه تلك التي يتسبَّبُ فيها (الهزُّ العنيف) فالإعلان عن الموت جاء بطريقة غير مُقنعة، والغريب أنّ الكثير من أجهزة المخابرات في العالم تعلن أنّ من قتلتهم في سجونها إمّا انتحروا أو ماتوا بنوبة قلبية؟! فالعميل إكس مات مشنوقاً؟ والأسير جرادات قُتِلَ بنوبة قلبية؟ وهكذا دواليك.
حاول الاحتلال الإيحاء بأنّ جرادات قُتِلَ في سجن مجدّو في قسم العملاء ( العصافير) وهذا لا يمكن أن يتوافق مع العقل والواقع والمنطق والتذجربة الاعتقالية التي مرّ بها الكثير من الفلسطينيين، فالعملاء ( العصافير) منفِذون مخلصون لأوامر أسيادهم، ولا يجرؤون على ضرب المعتقل إلا بأوامر مباشرة من الضابط المشرف عليهم، وعادةً ما تكون بطريقة محدودة. ولهذا الاعلان عدّة أهداف منها، أنّه يريد تفريغ الغضب الفلسطيني ليكون بينيّاً وينسى الفلسطينيون القاتل الحقيقي وهو الاحتلال، فلا يهم من الذي قتل جرادات الاحتلال أو أدواته لأن الاحتلال هو المسؤول عن الاعتقال وعن الأمر بالقتل أو التعذيب الذي أفضى إلى القتل، كما أنّ عملاء الاحتلال أصبحوا منه وهو منهم من اللحظة التي غادروا فيها خندق شعبهم وتموضعوا في خندق الاحتلال. بالاضافة الى احتمال أن يحاول من قتلوه من ضباط المخابرات إلصاق التهمة ببعض العملاء الذين يعملون تحت إمرتهم حتى يتملّصوا من المسؤوليّة القانونية والجنائيّة، والعميل رخيص ويمكن التضحية به على أي مفترق ولن يجرؤ على تحدي أسياده، لأنهم ببساطة سيهددونه بفضح أمره لأبناء شعبه.
شكّلت حادثة قتل الشّهيد عرفات جرادات نوعاً من الاحراج للاحتلال، ولكن لا يُعتقد أنّها ستؤدي لإحقاق الحق للمغدور والقصاص من القتلة، فما جرى مع من سبقوه سيجري مع حالته غالباً، وفي ظل النّظم الاستبدادية والعنصريّة والاحتلاليّة لا قيمة للانسان المستهدف بالقمع، وبالتالي تكون كرامته وروحه وماله وأرضه مستباحة، وأكثر ما يمكن أن يعاقب به المجرم كمثل ما عوقب ( شِدمي) ب (قِرشٍ) لارتكابه مجزرة كفر قاسم، والوسيلة الوحيدة لكي يأخذ الشّهداء والأحياء حقّهم هي التّحرُّر النّهائي من الاحتلال فقط.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف