الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التحالف الأكبر بقلم عادل بن مليح النصاري

تاريخ النشر : 2013-02-16
التحالف الأكبر  بقلم عادل بن مليح النصاري
الإخوة العرب وعدوا ثوار سوريا بكعكة سهلة المنال لهم , وهم يعتقدون أن (الخواجات) سيصنعونها ويرسلونها ليتقاسمها الثوار في سوريا , فالعرب دائما وأبدا لم يفلحوا بحل أي معضلة تحل بساحتهم إلا بدعم من (الخواجات) , هم يرعدون ويزبدون ولكن في نفس الوقت يدركون أن الكلمة الفصل عند (الخواجات) , حتى وعودهم بالدعم لآخر قطرة دم من دماء الشعب السوري مرهون بموافقة (الخواجات) , و ( الخواجات ’ شرقا وغربا ) , لا يعنيهم الدم العربي مهما كان حجم فيضانه , سواء أكان دم عسكريين أو ثوار أو أطفال ونساء وشيوخ وحتى دم (كدِيش) .
قريبا سينتهي ما كان يُعرف بـ(الشعب السوري) ولن يبق إلا الجيش الحر , والجيش العبد , ليتكون أول شعب في التاريخ من مجموعة مليشيات , هذه النظرة التشاؤمية تستند على حقيقة مؤلمة معايشة على أرض الواقع , فمنذ بداية الثورة السورية وعدد القتلى يتأرجح بين (100 و 200 أو أكثر كل يوم) , مع تنامي عدد الأرامل والأيتام , وسحق لمقدرات الشعب السوري المكتسبة عبر أجيال رغم تهالكها أصلا في ظل نظام منغلق طائفي مستبد محتكر , فدمشق (الفيحاء) وحلب ( الشهباء ) باتت في ظل هذا النظام كمدينتين مهمشتين في أي دولة من دول العالم الثالث والرابع .
وكما قلت ( في مقال سابق ) , فإن ما يحدث في سوريا هو تصفية الإنسان السوري أينما كان موقعه , فـ(الخواجات) ومحركي الدمى ألـ(صهاينة) ماضون في تقوية الدرع الصهيوني بأجساد الشعوب العربية , فالعراق ابتلعته الآلة الصفوية بعد أن محي َ جيشه العظيم وحُمّل شعبه المسكين بهموم حياتية لن يخرج منها إلا بعد حين , وخرج من لعبة محاور القوى , وها هي الآلة الساحقة قد دارت نحو سوريا , وهي ماضية (لعرقنة) سوريا .
إن الصهاينة (العدو الأول لكل شعوب الشرق الأوسط " وليس حتما لبعض قادتها " ) , يعملون بمقولة أن لكل داء دواء , وهم قد اختاروا للعراقيين والسوريين هذا الدواء , كما عالجوا غيرهم كل بما يلائمه , أو ربما شاءت الظروف أن يخضعوا لهذه الوصفة المدمرة .
ليس جزافا أن يفكر البعض من هذا المنظور , فما يحدث يجعل التحليل المنطقي لهذا القتل اليومي والدمار الشامل الذي يتلبس أفظع صور القسوة ضد شعب كامل بمشاهدة ومباركة الجميع (عدا تهديد الخواجه أوباما لمجرم الفيحاء بأن استخدام الأسلحة الكيماوية يعد خطا أحمرا " لئلا تصل بركاته لبني صهيون " وغيرها فله حرية القتل والتدمير والتشريد ) , يجعله عصيا على الفهم والتحليل .
وحتى تدرك (الخواجات) الرحمة للشعب السوري البائس , أو يشاء الله للجيش الحر بالانتصار على الجيش (العبد) , سيسير الشعب السوري نحو الفناء " لا قدر الله " ومدنه نحو الخراب أكثر مما حلم به بنو صهيون , تلك الخسارة هي خسارة أنفس لا تقدر بثمن , فالرجل السوري هو الجندي والعامل والمهندس والطبيب والأستاذ وهو الوالد والمنجب لرجال الغد , والطفل هو جندي الغد وثروة الأمة القادمة وأمل المستقبل وحربة سترمي صدور بني صهيون ذات زمن , والمرأة هي الأم وهي مصدر القوة البشرية وبانية الأسرة الأولى , وهي التي بصرخاتها تشعل الكرامة في قلب الرجال .
الحرب في سوريا في حقيقتها هي تحالف الشياطين الأكبر ( الخواجات وبنو صهيون وبنو صفيون ) لتصفية الإنسان السوري , مع مراقبة الأمة العربية لمسيرة الإبادة تلك .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف