الأخبار
حادث "هبوط صعب" لمروحية تقل الرئيس الإيراني ووزير الخارجيةتحول هام.. الولايات المتحدة تستعد لتصنيف القنّب كمخدر ذو خطورة أقلثورة القهوة واستخدامها في صناعة الخرسانةالإعلامي الحكومي بغزة: الاحتلال منع إدخال 3000 شاحنة مساعدات خلال 13 يوماًسموتريتش: إسرائيل في طريقها للحرب مع حزب الله اللبنانيفيديو مسرب يكشف حقيقة العلاقة بين أحمد أبو هشيمة و روان بن حسينتعرف على خفايا الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائيفي اليوم 226 للعدوان: شهداء وجرحى بعدة استهدافات في قطاع غزةالصحة بغزة: 70 شهيداً في ثمانية مجازر بالقطاع خلال 24 ساعة الماضيةجنوب إفريقيا: ما يحدث في فلسطين فصل عنصريجيش الاحتلال الإسرائيلي يدخل لواءً عسكرياً رابعاً للقتال في مدينة رفحالجيش الإسرائيلي: إصابة 44 جندياً بمعارك غزة نهاية الأسبوع الماضيالأردن يطالب بإجراء تحقيق دولي في "جرائم حرب كثيرة" مرتكبة في غزةالاحتلال يحاصر مستشفى العودة شمال غزة بعد قصفه بالمدفعيةاستشهاد مدير مباحث شرطة المحافظة الوسطى بغزة بغارة إسرائيلية
2024/5/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإخوان وتكتيك الرقص على حافة الهاوية بقلم أ.د.محمد فكري الجزار

تاريخ النشر : 2012-12-12
بقدرة قادر أنهت اللجنة إياها صياغة الدستور المقترح بعد يومين فقط من الإعلان الفرعوني "أنا ربكم الأعلى" ، وسريعا ما تم تحديد موعد الاستفتاء ليلة تسلمه ، دونما أي اعتبار لكون تلك اللجنة مطعونا في شرعيتها ، وكون قطاع عريض من الشعب المصري ، بما فيهم القضاة والدستوريون ، ضد منجزها الذي سيستفتى الشعب عليه ، وضد الاستفتاء عليه كذلك . فهل تظن جماعة الرئيس أن إقرار الدستور عبر اللعبة التي يجيدونها في كل استفتاء وكل انتخابات ، سيجعل الشارع يستقر ؟ بالطبع لا . وأنا شخصيا لا أعتقد أنهم غبيون كما يبدو من كل سلوكهم السياسي ، وكما يحكم الكثيرون عليهم ، فالحكم بالذكاء والغباء يحتاج معيارا ، وعند هؤلاء الحق عندما يقيسون سلوك جماعة الرئيس إلى المعيار العام ، ولكن الحقيقة أن لهذه الجماعة معيارا آخر خاصا جدا ، وقياسهم إلى هذا المعيار سيظهر أنهم عباقرة في تنفيذ مخططاتهم . إن المخطط الإخواني يتجاوز مسألة الوصول للحكم بكثير ، فلو انحصر هدفهم فيه فقد تحقق بوجود أحد أعضائهم على رأس الدولة بكل ما زرعه في الجهاز الإداري للدولة من جماعته ، وسيكتمل بانتخابات مجلسي الشعب والشورى وحصولهم على الأغلبية المطلقة التي يحترفون صناعتها بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة . لكن المخطط أكبر بكثير من مجرد حكم مصر .. فلنتساءل معا : لماذا أفرج الرئيس وعفا عن قتلة التيارات الإسلامية ؟ ولماذا سمح بعودة مقاتلون وليس قتلة فحسب من الأفغان المصريين ؟ ولماذا أعطى الجنسية المصرية للمئات من الفلسطينيين من إخوانهم فقط ؟ بل لماذا أصدر هذا الإعلان الفرعوني ؟ وفي هذا السياق لا تنسوا الدعم المؤكد عليه لصناع الفوضى في سوريا وكذلك الرسالة العاطفية التي أرسلها الرئيس من جماعة الإخوان المسلمين لإرهابي الهاجاناه الصهيوني "شمعون بيريز" ، فالاثنان يقعان في الهدف نفسه . إن أي تأمل في هذه القرارات الرئاسية سيكتشف أنها لا تخص حكم مصر لا من قريب ولا من بعيد . إنها تقع في المشروع الدولي للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين ، ويطمئنهم ما يخيفنا ، نحن المصريين ، يطمئنهم الدعم الأمريكي ، ويخيفنا هذا الدعم نفسه . فلا أظن أن أمريكا اكتشفت فجأة مدى ظلمها لتيارات الإسلام السياسي من القاعدة إلى الإخوان حين وصفتهم بالإرهابيين ، ولا أعتقد أن إدارة أوباما قد اسلمت وأنها تخفي إسلامها من باب "التقية" !! لا أظن ولا أعتقد ، ولكن المشروع الدولي لابد له من أطراف دوليين ، وحين يكون موقع أصحاب المشروع هو مصر فالطرفان الدوليان لا يمكن أن يكونا إلا "أمريكا" اللاعب العالمي الوحيد ، و"إسرائيل" اللاعب الإقليمي المدعوم من السابق . إذن فالإخوان يؤمّنون الأطراف الفاعلة في مصر لتمرير مشروعهم الدولي ؟ وما الذي يمكن أن يقدمه الإخوان مقابلا لهذا الدعم الصهيو – أمريكي لهم ؟ . فلنتفق أولا أن الجماعات العقائدية تمتلك استراتيجية ممتدة في الزمن إلى نهايته ، أعني يوم القيامة ، وبالتالي فتكتيكاتهم المرحلية تكون دائما ملتبسة على البعض ، نظرا لأن مرحليتها أطول كثيرا مما يمكن أن يكون لأي تكتيك في أي هدف . وحينما يتسع المدى الزمني للتكتيك يصبح كل ما نسميه نفاقا وكذبا وخداعا وتقلبا في المواقف آليات تمريرية لهذا التكتيك . وقد أسخر وتسخرون من طرح مفهوم "الخلافة" في القرن الواحد والعشرين ، وفي ظل القوة الواحدة التي تقود العالم ، ولكنني لا أستطيع إلا أن آخذ هذا الطرح الإخواني مأخذ الجد في تفسير تكتيكاتهم . والخلافة الدينية لا جغرافية بامتياز ، وهي تتسع عن الجغرافية المؤمنة بدينها لتهيمن على من سواهم أيضا باسم الدين ، حتى وإن جلبت مفسدة ودرأت مصلحة ، فمفهوم أستاذية العالم لحسن البنا عبد الرحمن الساعاتي لا يشترط فيمن يعلمه الأستاذ دينا ولا مكانا . وبداية هذا المشروع التمكين في مصر من الأمصار وحبذا لو كان مصر ، فقد وجد في السودان فحقق من الخسائر للسودان نفسه ما لم يحققه من المكاسب للدين . إذن ، فمصر صارت القاعدة ، القاعدة لكل المؤمنين بفكرة الخلافة (هنا نفهم قرارات الإفراج وقرارات العفو وقرارات السماح بالعودة) من أول الإخوان وليس انتهاء بالقاعدة وطالبان . ولكن كيف يمكن للإخوان أن يحققوا تمكينهم في مصر ؟ السؤال طرحوه على أنفسهم من بدايات الثورة ، وبسرعة فائقة امتلكوا إجابته الفادحة الأثر ، إنها الرقص على حافة الهاوية ، فأي حكم ديمقراطي ديمقراطية كاملة يمكنه أن يتحول إلى ديكتاتورية في لحظات الخطر ، وهنا يجب دفع البلاد إلى حافة الخطر للقفز على المطلب الثوري بنظام حكم ديمقراطي والتحول إلى الديكتاتورية الدينية ، وكل ديكتاتورية دينية هي – بلا أدنى شك – ديكتاتورية مطلقة . وإذن فلتكن إثارة جماهير الثوار تحديدا تكتيكا يوميا ، بل يجب العمل لدفعهم إلى العنف والتخريب حتى يمكن ، في لحظة حاسمة منه ، أن يمتلك الرئيس من جماعة الإخوان المسلمين مبررات فرض ديكتاتوريتها . وهنا تأتي الاعتداءات المسلحة ولكن المحدودة في الوقت نفسه ، على الثوار يوميا ، لدفعهم إلى التخلي عن سلميتهم . فإن لم يحدث كان اصطناع حرب شبه أهلية أو طائفية هي الحل . المهم لابد من إيصال البلاد إلى حافة الهاوية ليصبح تحول الرئيس المنتخب إلى ديكتاتور مبررا وشرعيا . أما الحليفان ، فهما يدفعان الإخوان المسلمين دفعا لينجحوا في هذا التمكين ، مراهنين على صراعهم فيما بعد مع الجماعات الأشد تطرفا التي أيدتهم ، وربما كانوا يدعمونها سرا ليصبحوا هم حكام المرحلة الثانية ، فإذا ما حكموا تيسر للعالم ممثلا في مجلس أمنه أن يمنح دول الناتو حق التخلص من دولة الشر في مصر ، ويطل التدخل الأجنبي ومشروع تقسيم المنطقة كلها وليس مصر فحسب بقبضته العسكرية .. فهل هذا ما تريدون أيها الإخوان المسلمون !!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف