لأن معظم الناس ضعفاء الإيمان بالله-سبحانه- فقد كان طبيعيا أن يكون تفكيرهم دنيويا لا أخرويا بمعنى أنهم يخططون لمستقبلهم وحاضرهم وفق ما هو موجود حاليا من أوضاع دون ذرة تفكير فى أن الله –سبحانه- قادر على أن يغير كل شىء فى لحظة وأنه إذا أراد فعل شىء فسيكسر كل قوانين الدنيا لتنفيذه ، وكان طبيعيا أن يعتمدوا على البشر لا على الله وأن يفكروا فى سلطات البشر لا سلطات الله ،ومن حكمة الله أنه لا يظهر عقابه أو ثوابه على عجل وإنما يتمهل ويعطى كل شىء فى الوقت المناسب فيمهل المخطئ ليتوب أو لتكثر ذنوبه فيشتد بها عذابه وتكثر مظالمه فلا يجد من يقول عند وفاته :"رحمه الله" ويمهل سبحانه المصيب ليرى هل سيستمر فى الخير أم لا.
كان طبيعيا أن تجد الناس يتقربون لذوى السلطة من البشر ويسعون لكسب حبهم لا للمودة فى ذاتها وإنما ليحققوا مصالحهم الشخصية وقد لمست ذلك جيدا حين كنت أسير فى الشارع مع أخى الأكبر الذى يعمل قاضيا فقد كنت أرى الناس يسلمون عليه بحرارة شديدة ويسعون لكسب وده بأية طريقة ولم يك أحد منهم يعطينى أى اهتمام ، وكنت أرى حين يحدث خلاف أو مشكلة بين شخص ذى سلطة وشخص عادى أن الناس يناصرون ذا السلطة ولو كان مخطئا لأنهم يخشونه ولأنهم يسعون لكسب وده ولا أحد يناصر الضعيف ولو كان على حق ولم يفكر هؤلاء لحظة فى أن الله سيحاسبهم حسابا شديدا على هذا الظلم وأن من ناصروه قد تزول سلطته فى لحظة وتبقى سلطة الله –سبحانه – وهم لم يقدموا ما يكسبون به مودة الله وإنما قدموا ما يكسبهم مودة ذى السلطة الدنيوية الزائلة ( وجدير بالذكر أنهم إذا سعوا إلى كسب مودة الله فسينالونها حتما لأنها مضمونة إذا قدموا مقدماتها أما كسب مودة البشر فهو غير مضمون مهما قدموا له من مقدمات ).
لأن الله –سبحانه – يعلم أن الدنيا مصالح وأن أحدا لن يتحرك لعون أخيه الإنسان دون أن تكون له مصلحة شخصية جعل الله عون الإنسان لأخيه الإنسان عملا يجازى عليه الله عبده ولم يتركه بلا مقابل ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل معروف صدقة "(رواه السيوطى فى الجامع الصغير) وقال أيضا " الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه"(رواه مسلم فى صحيحه).
بصفتى رجل قانون فخور بالانتساب إلى أسمى علوم الأرض – القانون- أرى أن المجرم غبى بطبعه لأنه يعلم أن الجريمة معاقب عليها فى الدنيا والآخرة ورغم ذلك ارتكبها ، وقد اعتاد المجرم ذو السلطة أن يفرح بتعاون من يسعون للالتصاق بسلطته فى ارتكابه المظالم دون أن يفكر أو يفكروا هم فى أن من خان غيره سيخونهم لا محالة ودون أن يفكروا لحظة فى أن الله سيضرب الظالمين بالظالمين وفى أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ودون أن يفكر الظالم فى أن سلطته قد تزول فى لحظة وحينها لن يجد أحدا من معاونيه على الظلم بجواره ولم يفكر أيضا ذلك الغبى فى أن الإنسان متغير بطبعه وأنه قد يأتى اليوم الذى يغدر به فيه كل معاونيه على الظلم ويفشون كل أسرار مظالمه ولم يفكر أيضا فى أن هؤلاء يلتفون حوله لا حبا فيه وإنما لتحقيق مصالحهم الشخصية .
لقد وقع فى هذا الخطأ الجسيم بعض مسئولى النظام السابق فى حكومة بلادنا وقد فقدوا كل شىء الآن ؛ فالرئيس مبارك بعدما كان يثنى عليه الإعلاميون يوميا وكان الناس يتمنون منه نظرة وكان أعضاء حزبه الوطنى يهتفون باسمه لم يقف بجواره أحد بمجرد زوال سلطته والكل التف حول من يملك السلطة الحالية وتركوه تطبيقا للمثل الشعبى القائل "اللى يتجوز أمى أقول له يا عمى".
ودليل على أن الله-جل شأنه-يضرب الظالمين بالظالمين وعلى أن هذا العقاب من أشد العقوبات الدنيوية لأنه يتمثل فى خيانة الأصدقاء أذكر أن الإعلاميين الذين كانوا يثنون على مسئولى النظام السابق وقتما كانوا يملكون السلطة هم الذين يفضحون أسرار جرائمهم الآن بعدما زالت السلطة منهم ؛ فقد شاهدت فى برنامج تلفازى الصحفى محمود نافع وهو يذكر أنه حينما كان يرأس تحرير صحيفة نهضة مصر وكتب تحقيقا عن الفساد فى مصر بالصحيفة اتصل به هاتفيا زكريا عزمى نائب رئيس الجمهورية السابق وقال له أن الحكومة أعطت للإعلاميين حرية الرأى لكن ليس لدرجة إفشاء أسرار الفساد المتفشى فى البلاد ، وشاهدت إعلاميا آخرا يذكر أن أنس الفقى وزير الإعلام السابق اتصل به هاتفيا وقال له " الولاد اللى فى ميدان التحرير احنا شلناهم فى خمس دقائق " وتعجب ذلك الإعلامى من قوله "شلناهم" وتساءل هل يعمل ذلك المسئول وزيرا أم بلطجيا؟!
نتعلم من هذا الدرس أن الإنسان لانصير حقيقى له إلا الله سبحانه ؛ فحب الله لعبده أكبر مما يتخيل وأن حاجة الإنسان الحقيقية هى الحاجة إلى القرب من الله وإرضاء الله لا القرب من البشر ولا رضاء البشر عنه لذا يجب على الإنسان أن يعتمد على الله فقط لا على الناس لأن الناس همهم مصالحهم لا مصالح غيرهم كما أن سلطاتهم دنيوية زائلة كما أنهم متغيرون بطبعهم ويمكن أن يخذلوه فى أية لحظة وطالما آمن الإنسان بذلك فيجب أن يتقى الله حق تقاته وألا يخاف من البشر وألا يهتم بسلطاتهم وألا يعتمد عليهم وألا يجعل همه رضاهم وإنما يعتمد على الله ويجعل همه رضا الله ويحفظ حقوق الله عليه ؛ فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"احفظ الله يحفظك،احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف"(سنن الترمذى 2516).
ويجب أن يفكر الناس تفكيرا أخرويا لا دنيويا فلا يتقربون لذوى السلطة الدنيوية وإنما يتقربون إلى الله عز وجل ويثقون فى أن سلطة الله هى الأعلى وهى الدائمة المحفوظة من الزوال وأن يعلموا أن الله سبحانه إذا أراد فعل شىء فسيكسر كل قوانين الدنيا لتنفيذه والدليل هو العجب من النهاية السيئة للرئيس الذى حكم مصر ثلاثين عاما ولم يك أحد يتوقع مطلقا أن تكون نهايته كهذه، ولنر أيضا المطرب على الحجار بعدما كان من أثرى الرجال بمصر فقد ثروته واستدان من كل أصدقائه وفقد إعجاب المنتجين به وظل لا يعمل ثم أراد الله أن يغنيه فعمل حتى سدد ديونه وعاد أثرى مما كان وأصبح يملك استديو وسيارة ثمنها نصف مليون جنيه .
-لذا إياك أن تغضب إذا فقدت كل أموالك ؛ فإنك قادر على أن تحرز مثلها مثلما فعلت من قبل .
قد يستغرب البعض حين يعملون بجد ثم لا يجدون نتائج جيدة ويتعرضون للظلم وتضيع حقوقهم ويظلون يدعون الله أن ينصرهم فلا يجدون نتائج إيجابية ظاهرة عاجلة فيظنون أن الله لا يسمعهم ويختل إيمانهم بالله لكن من حكمة الله أنه يدخر ثمار عملنا الصالح ليردها لنا فى الوقت المناسب وفى شىء أفضل مما كنا ننتظره كما أنه يختبر بذلك التأخير صبر عبده واستمراره فى عمله الجاد وفى إيمانه وقد أقسم الرسول صلى الله عليه وسلم على قوله "ما ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا"(سنن الترمذى 2325) وقال تعالى"إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً "(30الكهف).
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms
كان طبيعيا أن تجد الناس يتقربون لذوى السلطة من البشر ويسعون لكسب حبهم لا للمودة فى ذاتها وإنما ليحققوا مصالحهم الشخصية وقد لمست ذلك جيدا حين كنت أسير فى الشارع مع أخى الأكبر الذى يعمل قاضيا فقد كنت أرى الناس يسلمون عليه بحرارة شديدة ويسعون لكسب وده بأية طريقة ولم يك أحد منهم يعطينى أى اهتمام ، وكنت أرى حين يحدث خلاف أو مشكلة بين شخص ذى سلطة وشخص عادى أن الناس يناصرون ذا السلطة ولو كان مخطئا لأنهم يخشونه ولأنهم يسعون لكسب وده ولا أحد يناصر الضعيف ولو كان على حق ولم يفكر هؤلاء لحظة فى أن الله سيحاسبهم حسابا شديدا على هذا الظلم وأن من ناصروه قد تزول سلطته فى لحظة وتبقى سلطة الله –سبحانه – وهم لم يقدموا ما يكسبون به مودة الله وإنما قدموا ما يكسبهم مودة ذى السلطة الدنيوية الزائلة ( وجدير بالذكر أنهم إذا سعوا إلى كسب مودة الله فسينالونها حتما لأنها مضمونة إذا قدموا مقدماتها أما كسب مودة البشر فهو غير مضمون مهما قدموا له من مقدمات ).
لأن الله –سبحانه – يعلم أن الدنيا مصالح وأن أحدا لن يتحرك لعون أخيه الإنسان دون أن تكون له مصلحة شخصية جعل الله عون الإنسان لأخيه الإنسان عملا يجازى عليه الله عبده ولم يتركه بلا مقابل ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل معروف صدقة "(رواه السيوطى فى الجامع الصغير) وقال أيضا " الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه"(رواه مسلم فى صحيحه).
بصفتى رجل قانون فخور بالانتساب إلى أسمى علوم الأرض – القانون- أرى أن المجرم غبى بطبعه لأنه يعلم أن الجريمة معاقب عليها فى الدنيا والآخرة ورغم ذلك ارتكبها ، وقد اعتاد المجرم ذو السلطة أن يفرح بتعاون من يسعون للالتصاق بسلطته فى ارتكابه المظالم دون أن يفكر أو يفكروا هم فى أن من خان غيره سيخونهم لا محالة ودون أن يفكروا لحظة فى أن الله سيضرب الظالمين بالظالمين وفى أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ودون أن يفكر الظالم فى أن سلطته قد تزول فى لحظة وحينها لن يجد أحدا من معاونيه على الظلم بجواره ولم يفكر أيضا ذلك الغبى فى أن الإنسان متغير بطبعه وأنه قد يأتى اليوم الذى يغدر به فيه كل معاونيه على الظلم ويفشون كل أسرار مظالمه ولم يفكر أيضا فى أن هؤلاء يلتفون حوله لا حبا فيه وإنما لتحقيق مصالحهم الشخصية .
لقد وقع فى هذا الخطأ الجسيم بعض مسئولى النظام السابق فى حكومة بلادنا وقد فقدوا كل شىء الآن ؛ فالرئيس مبارك بعدما كان يثنى عليه الإعلاميون يوميا وكان الناس يتمنون منه نظرة وكان أعضاء حزبه الوطنى يهتفون باسمه لم يقف بجواره أحد بمجرد زوال سلطته والكل التف حول من يملك السلطة الحالية وتركوه تطبيقا للمثل الشعبى القائل "اللى يتجوز أمى أقول له يا عمى".
ودليل على أن الله-جل شأنه-يضرب الظالمين بالظالمين وعلى أن هذا العقاب من أشد العقوبات الدنيوية لأنه يتمثل فى خيانة الأصدقاء أذكر أن الإعلاميين الذين كانوا يثنون على مسئولى النظام السابق وقتما كانوا يملكون السلطة هم الذين يفضحون أسرار جرائمهم الآن بعدما زالت السلطة منهم ؛ فقد شاهدت فى برنامج تلفازى الصحفى محمود نافع وهو يذكر أنه حينما كان يرأس تحرير صحيفة نهضة مصر وكتب تحقيقا عن الفساد فى مصر بالصحيفة اتصل به هاتفيا زكريا عزمى نائب رئيس الجمهورية السابق وقال له أن الحكومة أعطت للإعلاميين حرية الرأى لكن ليس لدرجة إفشاء أسرار الفساد المتفشى فى البلاد ، وشاهدت إعلاميا آخرا يذكر أن أنس الفقى وزير الإعلام السابق اتصل به هاتفيا وقال له " الولاد اللى فى ميدان التحرير احنا شلناهم فى خمس دقائق " وتعجب ذلك الإعلامى من قوله "شلناهم" وتساءل هل يعمل ذلك المسئول وزيرا أم بلطجيا؟!
نتعلم من هذا الدرس أن الإنسان لانصير حقيقى له إلا الله سبحانه ؛ فحب الله لعبده أكبر مما يتخيل وأن حاجة الإنسان الحقيقية هى الحاجة إلى القرب من الله وإرضاء الله لا القرب من البشر ولا رضاء البشر عنه لذا يجب على الإنسان أن يعتمد على الله فقط لا على الناس لأن الناس همهم مصالحهم لا مصالح غيرهم كما أن سلطاتهم دنيوية زائلة كما أنهم متغيرون بطبعهم ويمكن أن يخذلوه فى أية لحظة وطالما آمن الإنسان بذلك فيجب أن يتقى الله حق تقاته وألا يخاف من البشر وألا يهتم بسلطاتهم وألا يعتمد عليهم وألا يجعل همه رضاهم وإنما يعتمد على الله ويجعل همه رضا الله ويحفظ حقوق الله عليه ؛ فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"احفظ الله يحفظك،احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف"(سنن الترمذى 2516).
ويجب أن يفكر الناس تفكيرا أخرويا لا دنيويا فلا يتقربون لذوى السلطة الدنيوية وإنما يتقربون إلى الله عز وجل ويثقون فى أن سلطة الله هى الأعلى وهى الدائمة المحفوظة من الزوال وأن يعلموا أن الله سبحانه إذا أراد فعل شىء فسيكسر كل قوانين الدنيا لتنفيذه والدليل هو العجب من النهاية السيئة للرئيس الذى حكم مصر ثلاثين عاما ولم يك أحد يتوقع مطلقا أن تكون نهايته كهذه، ولنر أيضا المطرب على الحجار بعدما كان من أثرى الرجال بمصر فقد ثروته واستدان من كل أصدقائه وفقد إعجاب المنتجين به وظل لا يعمل ثم أراد الله أن يغنيه فعمل حتى سدد ديونه وعاد أثرى مما كان وأصبح يملك استديو وسيارة ثمنها نصف مليون جنيه .
-لذا إياك أن تغضب إذا فقدت كل أموالك ؛ فإنك قادر على أن تحرز مثلها مثلما فعلت من قبل .
قد يستغرب البعض حين يعملون بجد ثم لا يجدون نتائج جيدة ويتعرضون للظلم وتضيع حقوقهم ويظلون يدعون الله أن ينصرهم فلا يجدون نتائج إيجابية ظاهرة عاجلة فيظنون أن الله لا يسمعهم ويختل إيمانهم بالله لكن من حكمة الله أنه يدخر ثمار عملنا الصالح ليردها لنا فى الوقت المناسب وفى شىء أفضل مما كنا ننتظره كما أنه يختبر بذلك التأخير صبر عبده واستمراره فى عمله الجاد وفى إيمانه وقد أقسم الرسول صلى الله عليه وسلم على قوله "ما ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا"(سنن الترمذى 2325) وقال تعالى"إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً "(30الكهف).
محمود عبد القادر
www.mahmkd.net.ms