الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فنون المقاومة الفلسطينية، وتجلي إبداعات الدبلوماسية بقلم: فادي الحسيني

تاريخ النشر : 2012-12-01
فنون المقاومة الفلسطينية، وتجلي إبداعات الدبلوماسية
بقلم: فادي الحسيني

في حياة ومعاناة الأمم دروس وعبر، تلتئم فيها المتناقضات حيناً، لتحفر في صخور التاريخ أساطير تضحي قوانين وأعراف لأجيال جديدة. ففي تاريخ الشعوب رويات كثيرة عن مقاومة المحتل، وقصص مثيرة عن مفاوضات الغزاة، ونسجت السياسة الدولية الواقعية مصطلحاً جديداً في العلاقات الدولية إسمه الدبلوماسية. أما المثير فعلاً فهو أن تتجمع هذه المكونات جميعاً في إطار واحد، لتفرز مكوناً جديداً، بصناعة فلسطينية بحتة.
وعلى صغر مساحة فلسطين، إلا أن حجمها الحقيقي تجلى في الأيام السابقة بوضوح، وبشكل لا يترك أي مجال للشك أنها ما زلت قضية مركزية، لم تذب في بحر النسيان كما إعتقد أو روج  الكثيرون. فإبان عدوان إسرائيل على قطاع غزة، لم يكد يخلو شارعاً في مشارق الأرض ومغاربها إلا وانتفض دعماً لفلسطين، وتنديداً بعدوان إسرائيل. المواقع الإعلامية، التلفزة، والإذاعة، ساحات الرياضة وملاعب كرة القدم، وحتى شبكات التواصل الاجتماعي، شهدت حراكاً لم تشهده من قبل، وكان البطل إسمه: فلسطين بلا منازع. ضخامة الواقعة إنعكست على كل مناحي الحياة  في المنطقة بأسرها، فبدت أصوات البنادق في سوريا أهدأ، مع ضجيج هدير طائرات العدوان الإسرائيلي، وبدى التركيز منكباً على ما يحدث في قطاع غزة. لقد كتب أحد مراكز الدراسات الأمريكية، المعروف بقربه من جماعات الضغط اليهودية، وتقاربه مع البيت الأبيض، مقالة إفتتاحية عنوانها: عفواً سيادة الرئيس، لا يمكننا تجاهل غزة الآن!!!
إنقشعت الغمة، ووقعت حكومة التطرف الإسرائيلي على تهدئة غير مسبوقة في تاريخ دولتها القصير، ذات اليوم الذي تعرضت فيها أكبر مدنها لحادثة تفجير حافلة النقل العمومية، وهو أمر غير مألوف على قيادة إسرائيل الحالية، وحتى في سلوك إسرائيل منذ نشأتها. 
نعم، علم الإسرائيليون أن الفلسطينيين ليسوا ضعافا كما يريدون ويتوقعون، وأدركوا أن أي فعلة سيقومون بها، سيكون لها تبعات، ولن تمر كما مرت فعلاتهم السابقة، بعد أن ظنوا أن أقسى مخاطرهم تتجلى بتنديد وشجب- شديد في بعض الأحيان- من العرب والمسلمين. ورغم أن التقديرات الإسرائيلية لحجم قدرات المقاومة الفلسطينية قد أخفقت، إلا أنها نجحت تماماً في توقعاتها لردة الفعل العربية، وخاصة الدول "حديثة النشأة" ما بعد الربيع العربي. 
ومع إنقشاع عدوان البطش الإسرائيلي عن قطاع غزة، وعلى الرغم من واقع الإنقسام الفلسطيني الداخلي المقيت، بتفاصيله ونتائجه، إلا أنه سجل ولأول مرة سابقة في التاريخ القديم و المعاصر على حد سواء.
ففي البداية، أظهرت جميع الفصائل الفلسطينية نضجاً كبيراً، حين وضعت جميع المهاترات والمناكفات، والاتهامات جانباً، وتوحد الجميع في صف واحد- وهو الأمر الطبيعي- ضد العدوان.  إذاعات وقنوات التلفزة الفلسطينية، بكافة أطيافها، لم تكن سوى خادمة لقضية واحدة: إظهار البطش والجرائم الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وحشد الهمم في مواجهة العدوان. أصبح الجميع مقاوماً تحت لواء وعلم فلسطين، فلا علم يعلو على علم فلسطين، ولا إسم يعلو فوق إسم فلسطين، فانحسرت الألوان والأطياف، ووضعت الإنتماءات الحزبية جانباً، وهو ما دفع الإسرائيليين للاستغراب، ظناً أنهم فلتوا بفعلتهم بفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.  فانتفضت الضفة الغربية الأسيرة تفاعلاً مع قطاع غزة المحاصر، ليصمدا سوياً في مواجهة إحتلال واحد، بعد أن ثبت بالدليل القاطع أن العنصر الفلسطيني هو عنصر أصيل وطني بطبيعته، يولد إنتماءه بمولده، وتكبر وطنيته بكبره، ولا توهن أو تضعف أو تموت محبة وعشق هذا الوطن في قلبه أبداً.
وإنقلب السحر على الساحر، فبعد أن  ظنت إسرائيل أنها أوقعت الفلسطينيين في الشقاق والانقسام، وجدت نفسها في حرب مع طرفين، بطريقتين مختلفتين، وبعدين مغايرين، بلا ترتيب أو تنسيق، يجمعهما فقط الانتماء الوطني البحث. ففي الوقت الذي كانت تواجه إسرائيل سواعد المقاومين في بقعة من بقاع الوطن، كانت تواجه التحركات والاتصالات الدبلوماسية في بقعة أخرى، وما أن ظنت أنها أغلقت ملف الحرب العسكرية على قطاع غزة، وجدت نفسها مضطرة للاستعداد لحرب دبلوماسية لإيقاف المسعى الفلسطيني من الحصول على الإعتراف بدولة غير عضو. حققت فلسطين إختراقاً كبيراً بمقاومتها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وستحقق فلسطين أيضاً نصراً جديداً قريباً في الأمم المتحدة.
ما كان لأكبر مخطط ومستفيد من الانقسام الفلسطيني أن يتوقع هكذا حال، في أرض ما زالت تعاني الاحتلال والانقسام، وهما خطران لا يقلان شؤماً عن بعضهما البعض على مستقبل ومقدرات أي بلد مهما كبر أو عظم شأنه. ولكن ما فعله العنصر الفلسطيني بطبيعته الوطنية، سجل واقعاً جديداً، ووقعاً فريداً، وأثبت أن جميع الأطراف تحلم بفلسطين دولة حرة، وتحمل الثوابت الوطنية عالياً، وإن إختلفت في وجهات نظرها وأساليبها.
ونقولها هنا، وبدون أي تحفظ، إن كانت جميع الأطراف قد عكست بمواقفها وأفعالها مؤخراً نضجاً سياسياً كبيراً، وإنتماء وطني أصيل، فبات من الأصل والأجدر أن تتوج نضجها وإنتماءها للوطن، وأن تتعانق جميع السواعد، وتقول جميع الأفواه: كفى إنقساما.

نشرت المقالة الأصلية باللغة الإنجليزية، مع بعض التعديلات.
twitter@FElhusseini
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف