الأخبار
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الربيع العربي على وشك والخريف الفلسطيني أقترب بقلم: نسرين غنام

تاريخ النشر : 2012-11-09
الربيع العربي على وشك والخريف الفلسطيني أقترب بقلم: نسرين غنام
الربيع العربي على وشك والخريف الفلسطيني أقترب بقلم: نسرين غنام

 كثيرة هي التفسيرات والتحليلات المؤيدة " للخراب " الذي اصاب البلدان العربية وتشتت شعوبها وكثيرة الشعارات التي جاء بها قطيع من الخدم بمسميات أرادوا بها تضليل الشعوب ونيل دعمهم وفسرتها الولايات المتحدة بالثورات الخلاقة وهي التي كانت تعتبر حكام تلك الشعوب سندا لها في تحقيق سياستها في المنطقة العربية ! إذن ما هي الحكاية " دعم طويل للرؤساء العرب ثم دعم معارضيهم بإستماته" فهل أنتهت أدوار بعض الرؤساء في تمرير السياسة المتبعة في ذلك الوقت وهل هناك سياسة جديدة تحتاج إلى وجوه جديدة ؟

لقد ساهم الإعلام وأطلق مسميات مثل الربيع العربي وهذا الإختيار أعتقد أنه لم يكن مصادفة بل من ضمن التقارير التي تم تسريبها إلى الإعلام والصادرة من مخابرات أجنبية ويهودية وعربية لإستكمال المهمة من خلال اللعب في المشاعر وإختيار الكلمات ذات الأبعاد الوطنية

الحقيقة أنني أشك في مدى صدق هذه " الثورات " وبمستوى اليقين في أن اليهود صادقون في تهديداتهم للرئيس محمود عباس الذي أقف معه كمواطنة فلسطينية لقناعتي أنه يمثل إمتداد للعقول المفكرة للقيادة السياسية التاريخية الفلسطينية وإيمانا بالبرنامج السياسي الذي يتمسك به" وهذا توضيح لحالة من الخلط والغموض ما زالا في المكان الخاطىء من الفهم.

إن كثيرا من المغالطات تُرتكب الأن في الرؤية وتحليل الأحداث في البلاد العربية والهدف منها تغيير المفاهيم لدى المواطن العربي فمنذ أن انطلق الحراك الشعبي بدءا من تونس لم يتساءل المواطن العربي في البداية عن طبيعة هذا الحراك لكنه الأن يتساءل هل هذا الحراك الشعبي نظيف أم أنه موجه من الخارج  ؟ وما هي أهدافه ؟ وإلى أين يريد أن يصل ؟ تساؤلات كثيرة يتناولها المواطن العربي وهو يشاهد حجم الدمار الذي أصاب سوريا الشقيقة وما لحق بها من عمليات تخريب ودمار ! والمثير للجدل أن مصطلح الربيع العربي صادر من مكاتب الإستخبارات الأمريكية اليهودية ! فأي ربيع هذا الذي يمرعلى الوطن العربي ويمزقه ويقسمه ليس فقط على المستوى الجغرافي بل على المستوى السكاني المذهبي والطائفي وهو الأخطر.

ما يجري الأن في سوريا أخطر فصول الربيع العربي وأكثره دموية وباتت الصورة واضحة المعالم إذ انتهى النظام السوري تحت حكم بشار الأسد ولا يمكن بحال من الأحوال بقاءه ومسك الختام بإنتظار إتفاق دولي اقليمي وشيك! أشهر قليلة إن لم تكن أسابيع أوأيام وستظهر بعدها سوريا الجديدة التي لا علاقة لها بالمقاومة والتحرير ؟

مع إقتراب نهاية "الربيع العربي و الغربي" في سوريا وبدء مرحلة أكثر خطورة على الفلسطينيين الذين لن يجدوا لهم مكان في الربيع المزعوم لأنهم أكثر الشعوب معرفة في حقيقة ما يحاك ضد الوطن العربي وضد القضية الفلسطينية من إستهداف لتاريخهم ومستقبلهم لكن المعرفة لا تكفي ولاتنفع وهم بحاجة إلى لملمة أجزاءهم وتوحيد ألسنتهم ونشر المحبة في قلوبهم قبل بدء الخريف الفلسطيني الذي اقترب وأصبح على الأبواب.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف