![لَبَّيْكَ00يَا رَبِّي بقلم: محسن عبد المعطي محمد عبد ربه لَبَّيْكَ00يَا رَبِّي بقلم: محسن عبد المعطي محمد عبد ربه](https://images.alwatanvoice.com/writers/large/9999455099.jpg)
نَامَ أَبُو الْحَسَنِ بَعْدَ عَنَاءِ يَوْمٍ طَوِيلٍ مُسْتَغْرِقاً فِي سُبَاتٍ لَذِيذٍ ,زَادَ مِنْ لَذَّتِهِ تِلْكَ الْأَحْلاَمُ الْجَمِيلَةُ الَّتِي اسْتَمْتَعَ بِهَا قَلْبُهُ وَرُوحُهُ وَعَقْلُهُ وَعَيْنَاهُ وَأُذُنَاهُ وَرِجْلاَهُ وَفَمُهُ وَأَنْفُهُ ,أَحْلاَمٌ مَلِيئَةٌ بِمَشَاعِرِ الْجَمَالِ وَلَذَّةِ وَحَلاَوَةِ الْإِيمَانِ,فَقَدْ وَجَدَ نَفْسَهُ وَالنَّاسُ يُحِيطُونَ بِهِ مُقَبِّلِينَ وَمُهَنِّئِينَ قَائِلِينَ:"أَلْفَ مَبْرُوكٍ يَا أَبَا الْحَسَنِ,لَقَدِ اخْتَارَكَ اللَّهُ مِنْ بَيْنِ أُلُوفٍ لِتَكُونَ مِنْ رُوَّادِ بَيْتِهِ الْحَرَامِ"وَكَانَ بَيْنَ الْمُهَنِّئِينَ رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ ,اِخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ بِالدُّمُوعِ ,يُنْشِدُ وَهُوَ يَنْتَحِبُ "أَتَيْتُكَ تَائِباً00رَبَّ الْبَرَايَا ,وَسَالَتْ دَمْعَتِي وَهَمَتْ خُطَايَا ,وَأَنْتَ مَلاَذُ مَنْ يَأْتِي لِعَفْوٍ ,جَرِيحاً كَبَّلَتْهُ يَدُ الْخَطَايَا , نَصِيرٌ لِلْمُنِيبِ إِلَيْكَ يَحْبُو,وَتَكْسُو بِالْكَرَامَاتِ الْعَرَايَا ,تَلاَقَتْ أَدْمُعِي بِرَنِينِ قَلْبِي ,وَرَحْمَتُكَ الْوَسِيعَةُ فِي دُجَايَا , فَنَوَّرَ قَلْبُ صَبٍّ لاَ يُبَالِي ,بِمَا تُبْدِيهِ أَشْبَاحُ الْمَنَايَا" وَاقْتَرَبَ بِبُطْءٍ شَدِيدٍ ,وَأَخَذَ أَبَا الْحَسَنِ بِالْأَحْضَانِ مُهَنِّئاً ,وَقَالَ:"اُدْعُ اللَّهَ لِي أَنْ أَلْحَقَ بِكَ يَا أَخَا الْإِسْلاَمِ" وَقَبْلَ أَنْ يَرُدَّ أَبُو الْحَسَنِ كَانَ قَدِ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ فِي الْوَاحِدَةِ صَبَاحاً ,فَوَجَدَ زَوْجَتَهُ وَقَدْ أَعَدَّتْ لَهُ مَا لَذَّ وَطَابَ مِنَ الْأَطْعِمَةِ, فَسَمَّى اللَّهَ وَأَكَلَ وَشَبِعَ وَحَمِدَ اللَّهَ وَحَكَى لِزَوْجَتِهِ الرُّؤْيَا ,فَقَالَتْ لَهُ:أَبْشِرْ يَا أَبَا الْحَسَنِ وَانْتَظِرْ مِنِّي الْبُشْرَى الْكُبْرَى الَّتِي تُفَسِّرُ رُؤْيَتَكَ ,تَهَلَّلَ وَجْهُ أَبِي الْحَسَنِ بِالْبِشْرِ وَالطَّلاَقَةِ وَالسَّعَادَةِ وَقَالَ لِأُمِّ الْحَسَنِ :"خَيْرٌ يَا زَوْجَتِي الْحَبِيبَةَ ,يَا قَدَمَ الْخَيْرِ وَيَا (وِشَّ السَّعْدِ)" قَالَتْ ِأُمُّ الْحَسَنِ :"اِقْرَأْ تِلْكَ الْبَرْقِيَّةَ يَا زَوْجِي الْحَبِيبَ وَأَنْتَ تَعْرِفُ" أَخَذَ أَبُو الْحَسَنِ يَقْرَأُ الْبَرْقِيَّةَ وَقَلْبُهُ يَتَنَطَّطُ مِنَ الْفَرْحَةِ بَيْنَ ضُلُوعِهِ "فَضِيلَةَ الشَّيْخِ أَبَا الْحَسَنِ لَقَدْ وَقَعَ الِاخْتِيَارُ عَلَيْكَ لِتَكُونَ رَئِيساً لِحُجَّاجِ الْقُرْعَةِ وَسَتَصْرِفُ لَكَ الدَّوْلَةُ ثَلاَثِينَ أَلْفِ دُولاَرٍ مَصَارِيفُكَ الشَّخْصِيَّةُ فَضْلاً عَنْ تَكَلُّفِهَا جَمِيعَ نَفَقَاتِ حَجِّكَ " أَخَذَتْ بَنَاتُ أَبِي الْحَسَنِ يُزَغْرِدْنَ, وَجَاءَ الْمُهَنِّئُونَ ,وَالنِِّسْوَةُ أَقْبَلْنَ لِتَهْنِئَةِ بَنَاتِ أَبِي الْحَسَنِ وَزَوْجَتِهِ ,وَالْحَشْدُ الْهَائِلُ يُرَدِّدُ فَرِحاً :لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ , لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ,إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ .تَمَّتْ
الشاعر الذي عانق ألقه قلوب القراء الشاعر والروائي/محسن عبد المعطي محمد عبد ربه(شَاعِرُ..الْعَالَمْ الذي بنوره اكتنف الألباب)
الشاعر الذي عانق ألقه قلوب القراء الشاعر والروائي/محسن عبد المعطي محمد عبد ربه(شَاعِرُ..الْعَالَمْ الذي بنوره اكتنف الألباب)