الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اللغة العربية فى وسائل الاعلام بقلم:رضا جاد محمد طه

تاريخ النشر : 2012-08-30
رضا جاد محمد طه يكتب...
اللغة العربية فى وسائل الإعلام

اجتاحت السنوات الأخيرة عاصفة من التغيرات ، التى شملت أنحاء الوطن العربى كافة ، وعصفت بلغتنا العربية الجميلة التى تغنى بها الشعراء والمفكرون والقلوب العاشقة لمعالمها . وتريد تلك العاصفة طمس معالم هويتنا العربية وفرض لغات وثقافات على وطننا العربى المغمور بالحضارات، من خلال فرض الوصايا اللغوية عبر التعليم ، ووسائل الإعلام المختلفة سواء المكتوبة أو المسموعة أو المرئية.
فإذا لم يتخذ الإعلام اللغة العربية مهداً لدحر الغزو اللغوى ، وبث معالم لغتنا العربية والإمتثال لتاريخها العريق ، فسوف يتعرض الوطن العربى لطوفان من اللغات والتى تنعكس آثارها على اللغة العربية ، وذلك لأن الإعلام من أكثر الوسائل تأثيراً على المجتمعات.
والملاحظ حالياً فى وسائل الإعلام عبر المسلسلات التليفزيونية ، والأغانى يجد أن اللغة العربية تراجعت كثيراً ، وفى مقابل زيادة الألفاظ الإنجليزية فى الحوار اليومى وعلى ألسنة مقدمى البرامج الإعلامية ، مما يؤدى إلى تهميش دور اللغة العربية وتشويهها ، ويعتبر ذلك أكثر خطراً على الثقافة العربية . فالقنوات الفضائية العربية أدت إلى تخريب الذوق اللغوى العربى من خلال استعمال اللغة العامية الفجة ، ومسلسل الأخطاء اللغوية الشائعة والمتكررة.
وإذا ما استعرضنا اللغة العربية فى وسائل الإعلام نجدها فى وسائل الإعلام المكتوبة أكثر حالاً مما هى عليه فى الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة. وانه من الضرورى معالجة هذا الأمر بأسرع وقت للحفاظ على الهوية العربية لأنها توجه إلى أكبر شريحة من المتلقين ، والإبتعاد عن الإسفاف الذى تحمله اللهجات المحلية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ، وما قد تحمله من دلالات قد تؤدى بالرسالة الإعلامية إلى عكس محتواها او هدفها.
فاللغة العربية أداة لمواجهة عصر التفجير المعرفى المتنامى لثورة الإتصالات والسماء المفتوحة، وأيضاً أداة للاتصال الإعلامى والفرق فى الوظيفة اللغوية بين الأسلوب المعرفى الأسلوب اللامعرفى . ومن هنا فإن اللغة العربية هى الوسيلة الوحيدة التى تحفز وسائل الإعلام من التكتل وإعطاء قوة دفع للشعب العربى فى الوقت ذاته بالمرصاد للتكتلات الأجنبية.
فيجب إطلاق أسماء عربية على البرامج الإذاعية والتليفزيونية ، واستخدام اللغة العربية فى برامج الأطفال، حرصاً على تنشئتهم لغوياص بطريقة صحيحة ، ولابد من تفعيل القوانين الصادرة بشأن كتابة اللافتات على واجهات المحلات والشركات باللغة الأجنبية بخط صغير.
وعلى هذا فإن الإعلام فى استخدامه للغة العربية السليمة يقدم ثورة لغوية ترفع من المستوى اللغوى والثقافى والأدبى للشعوب العربية كافة. وبالتالى يكون الإعلام قد أسهم فى تعميم اللغة العربية الفصحى كلغة جامعة مشتركة يقرؤها كل العالم العربى من المحيط إلى الخليج.
تأكيداً على اهمية اللغة العربية كونها عملة أولية أبدية متداولة بين الناس ، فإذا كانت الدول تنشئ القوانين ، وتسن التشريعات لحماية العملة من التزوير فمن باب أولى ان تصان اللغة العربية من التدنيس والتدليس حتى لا يتعرض العلم والمعرفة الذى تحملة للإفلاس . ولا يتم ذلك إلا من خلال جعل اللغة الربية رافداً من روافد النهضة العربية، فلا زمناً آمن بعد فى ظل التدفقات اللغوية التى تطرأ على وسائل الإعلام إلا من خلال إعادة النظر فى كيفية توظيف اللغة العربية فى نفوس الإعلاميين.
لأن الإعلام من اكثر المؤثرات على وعى المواطنين ، وحثهم على تعليم وتنشئة أولادهم على اللغة العربية السليمة بدلاً من جعلهم يتعلمون اللغات الأجنبية أفضل بكثير من اللغة العربية ، حيث أن هذه اللغات من أقصر الطرق للقضاء على اللغة العربية السليمة وليس انقراضها ، فهى دائماً معنا وعداً من الله عز وجل بحفظها من قوله تعالى :"إنا نحن نزلنا الذكر وإن له لحافظون".
لذلك لابد من إلغاء الثنائية بين اللغة العربية واللغات الأجنبية. ويجب أن تعتمد وسائل الإعلام فى زيادة المساحة المخصصة للغناء الفصيح لمواجهة طوفان الغناء الذى يستخدم مستويات هابطة من العامية واللهجات المحلية. فاللذين يتخلون عن لغتنا ، انما يتخلون عن هويتهم وانتمائهم العربي وما يقومون به ينم عن مركب النقص الذى يعانون منه ، لأن الأمة التى تتخلى عن لغتها لا تكون جديرة بالبقاء، ولا تسلم اللغة العربية من عواقبه المؤذية.
ومن المؤسف أن يخوض العرب معركة العولمة بدون أى سلاح ، وليس المادى فحسب بل السلاح المعنوى أيضاً الذى يستمد قوته ، ويستعيد عنفوانه من اللغة العربية الفصحى التى تقف فى الخطوط الدفاعية الأولى للحفاظ على الهوية والإنتماء العربى والإسلامى.
فاللغة العربية هى التى تصنع العقول البناءة ، واستعمال الفصحى فى لغة الإعلام ليس مطلباً عسير المنال ، فلغة الإعلام هى الفصحى المبسطة فى مستواها العلمى والمرونة والعمق ، وهى الخصائص السامية التى تجعلها تنبض بالحياة حيث تعتبر اللغة العربية خامس لغات العالم من حيث المتكلمين بها وبعد ذلك الصينية والهندية والانجليزية والأسبانية حيث يبلغ عدد العرب أكثر من (320) مليون نسمة، يعيشون فى (22) دولة تبلغ مساحتها نحو (14) مليون كليو متر مربع
إذاً فاللغة العربية لايمكن أن تتعرض للإنقراض ، ولكن تتعرض للخطورة التى تلقى بظلالها على ركود الذوق اللغوى.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف