الأخبار
التعادل السلبي يحسم لقاء فرنسا وهولندا في "يورو 2024"تسريب تسجيل خطير لسموتريتش بشأن حدث "استراتيجي ودرامي ضخم" وشيكشاهد: جيش الاحتلال يدمر الحي السعودي بالكامل بمدينة رفحأونروا: أكثر من 76 بالمئة من مدارس غزة بحاجة لإعادة بناء وتأهيلمسؤولون أمريكيون: إدارة بايدن مستعدة لدعم إسرائيل بمواجهة حزب اللهبرلين: طلاب يعتصمون أمام الجامعة الحرة تصامناً مع فلسطينكوبا تعلن انضمامها إلى القضية المرفوعة ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"22 شهيداً بقصف إسرائيلي قرب مكتب الصليب الأحمر في مواصي خانيونسمقتل مستوطن إسرائيلي برصاص فلسطينيين في قلقيليةإسرائيل متخوفة من قيام "حزب الله" بخطوة عسكرية استباقيةهنية: حماس منفتحة على أي مبادرة تضمن وقف الحربأرمينيا تعلن اعترافها بدولة فلسطينالأمم المتحدة: غزة عالم من الدمار والنزوح والفقد50 ألف طالب وطالبة يتوجهون لامتحانات الثانوية العامة "التوجيهي"احذر السهر لطفلك ..دراسة تكشف مخاطر عدم حصول الأطفال على قسط كاف من النوم
2024/6/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قطار العمر لايقف في محطات بقلم:بدوي الدقادوسي

تاريخ النشر : 2012-08-23
قطار العمر لايقف في محطات-قصة لبدوي الدقادوسي
*******************
الكلية في الحقبة التي كنا طلاب فيها مرتع للاحلام شعاري:
إني وإن كنت الأخير زمانه*لآتٍ بما لم يستطعه الأوائل
وعندما وقفت في تابور الموظفين معلما كنت أشبه بطائر يتم (قصقصة ) ريشه .وتبخرت أحلامنا الكبرى عندما وجدنا انفسنا عاجزين عن تحقيق ابسط الأحلام ...جمعية أوفرها من راتبي... وظلت أنوار الأحلام تخفت تخفت إلى ان ضمرت وبات الأمل في أن نعيش مثل البشر أمنية بعيدة... نتزوج ونفتح بيت ..العمر قطار سريع ، أفقنا من احلامنا على واقع أمر من المر أن نزيد دخلنا بدرس خصوصي ونعمل مجموعة نوفر من وراها قرشين .موظف كما يقول الكتاب .أذهب للعمل وأتسلق الأماني بالشهرة في التدريس وأنهي مجموعاتي فاجلس على مقهى الموظفين نغتاب (والغيبة للموظفين مشروعة )ونلعب النرد.
هشام مازال يحتفظ بحلم الطيران في عالم النجاح صرنا أصدقاء وطد الصداقة حبنا لفريق كرة قدم واحد تلازمنا فمن يرى هشام لابد أن يراني معه ومن يراني يرى هشام معى والغريب ان صداقتنا كانت محل عجب المحيطين ..طباعنا متناقضة هو مقدام جرئ وأنا خجول متحفظ .ورغم تحفظي عليه إلا أني أزداد ارتباطا به كل يوم .ذكاؤنا المتوهج جعل منا صديقين لدودين كنت لاعبا ماهرا في النرد وهولاعب ماهر أيضا وتحمى المباريات والمحيطين يتابعون..
واختزلنا نجاحنا في الفوز على الآخر برنامج يومي عندما تطأ قدمك المقهى تسمع همهمات مبهمة تتداخل مع بعضها وتختلطت بدخان الاراجيل والسجائر المتصاعد من الافواه تجعل فضاء المكان معتما قاتما معتقا برائحة المعسل والقهوة وروائح أخرى ، فلا تسمع سوى قرع أحجار النرد وهي تتدحرج على المساحة المتاحه داخل طاولة الزهر
كما الحياة ، لعبة السباق مع الزمن عليك أن تنقل أحجارك من نقطة البداية الى النهاية بأقل عدد ممكن من الرميات ، فتكون تلك هي أحلامك الكبيرة تجتهد في حياتك وترسم طريقك وقد تقضي على أحلام الاخرين من أجلها ، وفي حقيقة الامر أنت لن تتلقى سوى مشيئة الرب .، أربعة وعشرون مثلثا ، كما لو أنها أربعة وعشرون ساعة ، توزعت على أربعة مساحات مختلفة وتناوبت فيما بينها أسود أ، أبيض ، أسود، أبيض، ليل ، نهار ، "وكل في فلك يسبحون"
ثلاثون قطعة مستديرة تمثل ايام شهر ما ، نصفها بيضاء والنصف الاخر سوداء.
هو يلعب بالأسود وانا العب بالأبيض كأنه يختار الجزء المظلم من ليالي الشهر المظلمة لعله يسعى الى ارهابي ، الم تكن جيوش التتار ترتدي قبعات لها قرون لاخافة اعدائهم ؟
أرمي . بنج وجهار، سي ودو ، دو وشيش ... دو يك .....
توالت الرميات الواحدة تلوى الأخرى ، ونحن منشغلون في نقل الاحجار من البداية الى النهاية فاختلطت احجار الليل وأحجار النهار تقاطعت وتوازت ثم ابتعدت وكل منا يحاول أن يحتجز حجرا لخصمه . بحيث تكون نهايتي هي نقطة انطلاقة؟!
صوت أحجار النرد بطاقة دعوى يفهما الجميع ، نصف دائرة بشرية تلتف حولنا كل يوم فريق يشجعة ويراهن على إقدامه وجرأته في اختيار اماكن أحجاره وقسم يشجعني وهو يراهن على حكمتي واتزاني في خطة اللعب مما يجعلني اخسر بصعوبة .وحين كنت متاخرا واقترب من تحقيق الفوز .صاح أحدهم دش ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتي
الضجيج في داخلي يعلو ، فقد حولنا الحماس لثورين متصارعين في حلبة وجهه أصبح يتدفق فيه الدم وأذني احمر لونها والمعركة تزداد ضراوة .جهار ، سي . شيش ، بنج ، يوم لك ويوم عليك ....تدور الاحجار ، ...
صاح أحدهم:الضجيج في داخلي يتعاظم ...(بنج ، ويك) ،خمسة ، و واحد، انه قرار صعب ،عليك بالمجازفه قال أحدهم .لهشام.
سوف يجازف هذا الرجل من أجل أن يحافظ على مكسبه .الكر والفر في لعبة النرد التي تسمى بالواحد وثلاثين هو اساس النجاح فيها وانابطبعي متحفظ وهو مجازف
يضع هشام حجرا أسود في الخانة الاولى ويعرض نفسه لخطر قد يؤدي الى خسارته ويعتمد في ذلك على سوء حظي .( شيش و جهار)6 ، 4 سوف تكون المسمار الاخير في نعش هذه اللعبة (الفورة).
رميت حجري النرد ، الأول يقف على ستة ، والاخر يدور ويدور ويدور كما الحياة .... ، أنحنت الظهور الى مسافة قريبة من الطاولة والعيون تدور مع الحجر.هشام لايعترف في تصريحة بعد المباراة باني لعيب بل اعتمد على الظهر (ظهر عوالم).تمادى هذه المرة في التقليل من شأني وفتح (جيب قميصه )ساخرا وأشار عليه قائلا والله صاحبي دا انا ضامنه واعينه في جيبي الصغير .الهزيمة مرة ونحن على هذا الحال من خمسة وعشرين عاما ولليوم لم نحسم الصراع ففي اللحظه التي أظن أنه اقر واعترف باني ماهر يقلل من شأني وفي اللحظة التي ينتظر مني ان اعلن هزيمتي أعلن التحدي .هشام ذكي ويحترم تعقلي وأنا أحترم شجاعته فشعاره قد فاز باللذة كل مغامر ..عندما تمدد فكري وجسدي على الفراش تساءلت لما لااقر له بإعجابي به ولم لايقر باني ماهر وهل لابد ان يكون فينا فائز وخاسر لم لم يخترعوا لعبة يفوز فيها المتباريان؟غدا سأعترف له بتقديري لذكائه وهو بالطبع سيعترف بذكائي .عندما ألقاه بالمدرسه سأبادره بهذه المفاجاة سيصعقه اعترافي أنهيت حصتي الأولى وعند( البوفيه) انتظرته كعادتنا نشرب القهوة .راعني دموع عم محمد المنهمرة وصمت الصدقاء الملفوف في ملاءة الدهشة السوداء فلقد جاءهم نعي صديقي ..بكيت بحرقة لم لم اعترف له أمس ؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف