الأخبار
حادث "هبوط صعب" لمروحية تقل الرئيس الإيراني ووزير الخارجيةتحول هام.. الولايات المتحدة تستعد لتصنيف القنّب كمخدر ذو خطورة أقلثورة القهوة واستخدامها في صناعة الخرسانةالإعلامي الحكومي بغزة: الاحتلال منع إدخال 3000 شاحنة مساعدات خلال 13 يوماًسموتريتش: إسرائيل في طريقها للحرب مع حزب الله اللبنانيفيديو مسرب يكشف حقيقة العلاقة بين أحمد أبو هشيمة و روان بن حسينتعرف على خفايا الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائيفي اليوم 226 للعدوان: شهداء وجرحى بعدة استهدافات في قطاع غزةالصحة بغزة: 70 شهيداً في ثمانية مجازر بالقطاع خلال 24 ساعة الماضيةجنوب إفريقيا: ما يحدث في فلسطين فصل عنصريجيش الاحتلال الإسرائيلي يدخل لواءً عسكرياً رابعاً للقتال في مدينة رفحالجيش الإسرائيلي: إصابة 44 جندياً بمعارك غزة نهاية الأسبوع الماضيالأردن يطالب بإجراء تحقيق دولي في "جرائم حرب كثيرة" مرتكبة في غزةالاحتلال يحاصر مستشفى العودة شمال غزة بعد قصفه بالمدفعيةاستشهاد مدير مباحث شرطة المحافظة الوسطى بغزة بغارة إسرائيلية
2024/5/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تعويض بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2012-08-21
قصة قصيرة : تعويض بقلم : حماد صبح
لم يبكي هذا الولد ؟ تساءل أبو إبراهيم بينه وبين نفسه . يقتربان من بعضهما . الولد آتٍ من جهة البلد وأبو إبراهيم في سبيله إليها . استوقفه وسأله : لم تبكي يا بني ؟
كانت عيناه محمرتين والدموع تبلل وجهه الأبيض المشرق بالعافية . أعاد أبو إبراهيم السؤال : كلمني ! لم تبكي ؟ ضربك أحد ؟
رد بين نشيجه وشهيقه : ضاعت مني .
فانحنى أبو إبراهيم ليكون قريبا من وجهه وسأله : ماذا ضاع منك ؟
_ عشرون شيكلا .
_ كيف ضاعت ؟
وفرك عينه اليمنى وأجاب : لا أدري .
_ فتشت كل جيوبك ؟
_ فتشتها . ضاعت في البلد .
_ ماذا كنت تنوي أن تشتري ؟
_ فانلة للعيد . ستضربني أمي ولن أعيد .
_ لن تضربك وستعيد إن شاء الله .
_ جدتي أعطتني عشرة واشتغلت في الخضرة بعشرة .
_ في أي سنة تدرس ؟
_ طلعت على التاسع .
_ درجاتك عالية ؟
_ لا .
وهم بالمشي فاستوقفه أبو إبراهيم . سأله : ماذا يشتغل أبوك ؟
_ ميت . أعرفك . بيتنا في حارة القدس .
تأمله أبو إبراهيم وسأله : أنت ابن خالد ؟
_ نعم .
كان لا يزال يبكي وإن بحدة أضعف ويفرك إحدى عينيه بين دقيقة وأخرى . تذكر أبو إبراهيم والده .
بينهما معرفة عابرة .الوقت ضحى الخميس الثامن والعشرين من رمضان . ينشق من الشارع الذي يقفان
فيه شارع فرعي يقاربه اتساعا . دوريات تزقزق في سيمفونية كثيفة الإيقاعات في شجرة سرو عتيقة في
الجهة اليسرى من الشارع الفرعي . انقض صقر في سرعة قذيفة على السروة وصعد مبتعدا في نفس السرعة .
في مخالبه القوية الإبرية الأطراف الآن دوري تعيس يوشك قدره الدامي أن ينقض عليه متى استقر الصقر في
ذؤابة شجرة أو في وُكنة مجهولة بأحد الأودية . زاد المشهد الوحشي أبا إبراهيم عطفا على الولد . التفت خلفه فرأى سيارة تقدم في اتجاههما . جرافات الاحتلال سبق أن لحست أسفلت الجزء الجنوبي الشرقي من الشارع
قبل الانسحاب من قطاع غزة ، وما فتىء ترابيا يمتلىء بالغدران في الشتاء فيصعب السير فيه . والسيارات التي تسلكه قليلة وأكثرها خاص بالناس المقيمين في النواحي المحيطة به ، وأحيانا تمر فيه سيارة أجرة . قبل أبو إبراهيم رأس الولد وقال ساحبا يده من جيب قميصه : خذ ! مائة شيكل .
عيِد أسعد عيد ! سنركب هذه السيارة . ذاهبة إلى البلد التي ضاعت فيها شيكلاتك .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف