الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في بيان حزب التحرير الاخير

تاريخ النشر : 2012-08-17
لم يكن تخلي أمريكيا بسهولة عن تنحية رجالاتها من العسكر في مصر على يد مرسي آمرا مستساغا لدى الكثير من المتابعين والمراقبين وذالك بعد معرفتهم بحقيقة الاتفاق المبرم بين الإخوان الجدد وأمريكيا في خطة مشروع الشرق الأوسط الجديد والذي يقوم بدوره على إعطاء حركات الإسلام السياسي المعتدل دورا اكبر في صياغة النظم الحاكمة في بلدانها وإعادة هيكلية المنطقة بحسب رؤيتها الجديدة التي تشترك فيها مع حركات الإسلام المعتدل والتي تقوم على نشر الثقافة الغربية بغلاف إسلامي شفاف .

ولما كانت أمريكيا قد رضيت وقبلت بتنحية بعض بل أهم رجالاتها من العسكر في مصر كان أن جاء هذا الخبر بمثابة الصاعقة التي نزلت على رؤوس الكثيرين من المراقبين والمحللين السياسيين والمتابعين على اختلاف مشاربهم لذالك كان لابد من إيجاد تفسير وتحليل أكثر قوة وأكثر عمقا وإقناعا لمعرفة الدوافع الحقيقية التي جعلت أمريكيا تتخلى بسهولة ويسر عن بعض اقوي رجالاتها التابعين لها في مصر وذالك ضمن إطار المفهوم العام للرؤية الأمريكية الجديدة للمنطقة.

ولما كان الأمر يحتاج إلى بحث وتنقيب كان أن جاء المنشورالأخير الذي أصدره حزب التحرير تحت عنوان " في الكنانة إزاحةٌ للكراسي... على حساب استمرار المآسي " ليكشف عن حقيقة هذه الدوافع وليكشف أيضا عن أبعاد الحركة التي سمحت بها الرؤية الأمريكية الجديدة لتيار الإسلام المعتدل والتي تمثلت بإعطائها دورا اكبر وهامشا أوسع في القضاء والتخلص من أي مشروع إسلامي حقيقي منافس لها ولرؤيتها الجديدة في المنطقة وخصوصا أن أمريكيا لم يعد بمقدورها اليوم القيام بمهمات عسكرية جديدة بعد ما أصابها من ترهل ووهن وتراجع في كل من العراق وأفغانستان

لقد جاء منشور حزب التحرير الأخير ليكشف عن حقيقة الدوافع التي دفعت بل أجبرت أمريكيا على القبول بتنحية كبار رجالاتها في المؤسسة العسكرية المصرية من خلال نظرته لما حدث ويحدث في مصر من زاوية حرصه على استكمال إنشاء وبناء دولته الإسلامية ( الخلافة ) في سوريا التي طالما عمل وركز جهوده لإيجادها لذالك كان لابد لنا من تسليط الضوء على المشهد السوري وحقيقة التطورات الكامنة فيه وذالك قبل استعراض ما احتوى البيان بين سطوره من معاني ودلائل

لقد تتابعت أحداث الثورة السورية لتدل وتشير إلى قرب تحقيق حزب التحرير لهدفه بإقامة دولة الخلافة الثانية الذي طالما سعى وعمل لإيجادها ولعل الكلمة التي ألقاها رئيس مكتبه الإعلامي في سوريا السيد هشام البابا في احتفال كان قد نظمه حزب التحرير في طرابلس لبنان بقرب مبايعة خليفة المسلمين في الجامع الأموي في دمشق واتهامه لمؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في الرياض بالاجتماع للتصدي لهذا المشروع بالعمل على تجميد عضوية سوريا مسيقا فيه ليشير ويدل على حقيقة إدراك الغرب ومن وراءه أمريكيا بأن الثورة السورية متجهة وبقوة لإعلان ميلاد دولة الخلافة الثانية في سوريا وان إعلان قيام هذه الدولة ما هي إلا مساْلة وقت لا أكثر ولا اقل وذالك بعد أن فشلت كل خططتها في ترويض هذه الثورة واحتواءها وتوجيهها لتصب في صالح ما تحب بفشل مهمة عنان وغيره

لقد كان هذا الإدراك من أمريكيا مدعاة لها للتحرك في كافة الاتجاهات وعلى كافة الصعد والتي منها إعطاء المزيد من الصلاحيات السياسية والعسكرية لشركائها الجدد في مصر لمواجه هذا المشروع حال خروجه الى النور بدفعها لتكون رأس الحربة في مواجهته والتصدي له تحت ذريعة مخالفته لمعالم دين الاسلامقراطي الجديد وهو ما قد يكون دفعها واجبرها على القبول بتنحية كبار رجالاتها من العسكر عن مناصبهم لصالح الإخوان ومرسي على أمل أن يقوم هؤلاء بالتصدي لهذا المشروع والذي بداْ يطل برأسه علينا وعلى المشهد السياسي المحلي والعالمي بقوة في الفترة الأخيرة.

ولما كان هذا الإجراء يحتاج لإخراج سينمائي وتكتيكي كانت أن دبرت بالتعاون والتنسيق مع الإخوان وإسرائيل وبعض رجالاتها في المجلس العسكري لعملية رفع والتي راح ضحيتها أكثر من 15 جندي مصري وذالك رغبة في تحقيق العديد من الأهداف فكان أن ضربت بذالك أكثر من عصفورين بحجر واحد ومنها :-

1- العمل على تلميع صورة الإخوان المسلمين بالعمل على رفع مستوى شعبيتهم داخليا بعد أن أخذت هذه الشعبية بالتهاوي والانحدار

2- إظهار أن من سيقوم بتحدي المشروع الإسلامي الجديد القادم في سوريا هي تيارات إسلامية خالصة وجنود مصريون مسلمون مخلصون وان أمريكيا ورجالاتها ليس لهم أي يد في ذالك وذالك إمعانا في تجيش الشعب المصري خلف حكومته وقيادته الجديدة في تحديها للمشروع الإسلامي الجديد الذي سيقوم في سوريا

3- العمل على فرض واقع عسكري جديد في شبه جزيرة سيناء وذالك إمعانا وزيادة في حفظ امن إسرائيل من خلال إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد وتحسين بنودها بالسماح بتواجد عسكري اكبر للجيش المصري فيها والقضاء على بعض الحركات الجهادية المعادية لها هناك والتأكد من إغلاق الأنفاق بين غزة ومصر


4- إظهار الصراع القادم بين كل من مصر وسوريا بأنه صراع إسلامي بحت لا دخل ولا يد لها فيه


لم يكن هذا التحليل وهذا التخمين إلا ترجمة حرفية لحروف ومعاني ما ورد في منشور حزب التحرير الأخير والذي أشار فيه إلى حقيقة معاني اجتماع كل من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا بالرئيس مرسي والمجلس العسكري في القاهرة بتاريخ 14 / 9 و 30 / 9 - 2012 حيث أشار البيان إلى حقيقة وجود اتفاق مسبق بين الرئيس مرسي والمجلس العسكري من جهة وبين أمريكيا من جهة أخرى حول هذا الموضوع ناصحا البيان بذالك الإخوان ومرسي بالعودة عن تحالفهم مع أمريكيا في الوقوف في وجهة المشروع الإسلامي القادم في سوريا ( الخلافة الثانية ) وذالك بصفتهم مسلمين لا يجوز ولا يحق لهم قتال إخوانهم المسلمين نيابة عنها وهي بذالك تريد ضرب المسلمين بعضهم ببعض عبر الزج بهم في فتن وأتون صراعات سياسية وعسكرية لصالح تطبيق وتنفيذ مشروعها الجديد

ربما لن أكون اخفي سرا عندما ادعي باني غالبا ما أضع تصرفات وتصريحات حركة الإخوان في خانة الضوء وذالك إمعانا في فهم ما يدور ويحدث من حولنا فمن أراد بحق أن يعرف ما الذي يجري اليوم على الساحة السياسية وموقف الدول الكبرى منها بناءا على خطة مشروع الشرق الأوسط الجديد فعليه متابعة تصرفات حركة الإخوان المسلمين ممثلة بالرئيس مرسي ذالك أنها اقدر على فهم وكشف حقيقة المواقف الدولية ولا سيما الأمريكية اتجاه العديد من القضايا في المنطقة العربية

ربما يكون ما حمله بيان حزب التحرير الأخير من معلومات تفيد بإمكانية وجود تحالف بين أمريكيا والإخوان للتصدي لدولة الخلافة الثانية التي يعزم الحزب على إقامتها قريبا في سوريا أكثر إقناعا في قهم حقيقة قبول أمريكيا بالتخلي عن منصبي طنطاوي ومرسي لصالح بعض الوجوه الجديدة في المجلس العسكري من صغار السن وذالك طمعا منها في إظهار أن كل المواقف السياسية والعسكرية التي سيتخذها الإخوان لاحقا بحق هذا المولود الجديد في سوريا هو صراع بين قوى إسلامية لا دخل ولا يد لها فيه , وإذا صح هذا التحليل للأمور والمواقف التي تجري اليوم على الساحة فان ذالك يشير بدوره إلى أن الإخوان المسلمين قد رضوا لأنفسهم ان يكونوا اليد الضاربة الجديدة لامريكيا في المنطقة لصالح تنفيذ مخططتها ومشروعها الجديد...ولعل ما يجب الاشاره له هنا قبل الختام والمتعلق في أن حزب التحرير قد اقترب بشكل لافت من إعلان دولة الخلافة الثانية في سوريا وان المسالة بالنسبة له ليست أكثر من كونها مجرد وقت هو ما قد ختم به منشوره ذالك بتكراره لقول " الا هل بلغنا اللهم فشهد ".
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف