نبتة القدر بقلم هشام الجوهرى

ما كان بمخيلته يوما أن تنشق الأرض لتنبت فى صحراء عمره تلك النبتة الصغيرة الضعيفة التى لا يرويها ويقويها سوى قدرها الذى أوجدها وسط هذا الخضم الهائل من الجفاف والعواصف والأعاصير وتقلبات الزمن التى ينحنى أمامها متحدوها لتمر بسلام فيسلموا من عواقبها . ويصيبه سهم الذهول والدهشة وهو يرى تلك النبتة تلقى بجذورها راسخة فى الأرض تنظر إلى السماء تعانقها عناقا يذهل العقول ويروى ظمأ السنين العجاف ، فأخذ على نفسه عهدا أن يرعى نبتته العجيبة الباحثة عن فرصة حياة ويرويها من نهر عمره الذى يفيض الآن بماء غير آسن بعدما جف من زمن سحيق ،فيمسي معهاسعيدا يسمعها عند الجدول أغنية المساء فيغفو كلاهما فى سلام ثم تصحو تنتظر قدومه ليسمعها أنشودة الأمل فى الصباح. ولا تزال النبتة تخطو أولى خطواتها كى تصبح شجيرة ثم شجرة فهل يا ترى يُقدر لها ذلك فتؤتى أكلها وتقوى على مواجهة عواصف لا تهدأ ؟