الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

16في 3 بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2012-08-09
16في 3  بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
ليس من سخف المقال أن يقال دائما حول أي حدث ( فتش عن المستفيد ) ستجد الفاعل , أي مردود سيعود لأي جهة أو منظمة أو جماعة من قتل 16 جنديا في نقطة حراسة روتينية (سهلة المنال) وهم ليس إلا مجموعة من الشباب صغار السن وأثناء تناولهم إفطارهم في رمضان , وليس غريبا اختيار التوقيت العام والخاص , فالعام يترافق مع أحداث كبيرة في سوريا ويحمل همها الإيرانيون وحزب الله أكثر من بقية الفئة الحاكمة في دمشق , والخاص وقت الإفطار في رمضان , لضمان إلحاق أكبر قدر من الضحايا نظرا لهذا التوقيت الحرج .
وربما من سخف القول ما تتناقله بعض الفضائيات والكتاب من اتهام إسرائيل بذلك , ليس لنبل الأخلاق الإسرائيلية , ولكن الإسرائيليين أذكى من فتح ملف ملوث بهذه الصورة وفي هذا التوقيت , من فتح هذا الملف الملوث الدامي والذي تفوح منه رائحة الدماء الزكية لجنود شباب أبرياء في شهر كريم ووقت فضيل يملك يدا لا تتورع عن فعل أي جريمة للوصول لمرادها الإجرامي , تلك اليد هي ذاتها اليد التي ذبحت الأطفال والنساء والشيوخ لتبقي يدها القذرة تتحكم في رقاب الشعب السوري , نعم لن أبالغ لو قلت أن هذه المجزرة التي راح ضحيتها ستة عشر شابا بريئا ارتكبتها ثلاثة أيدٍ خبيثة , تمتد من طهران مرورا بدمشق وحتى لبنان (حزب الله ) , وبغض النظر عن العناصر التي نفذت الهجوم لن يمنع هذا ارتكابهم لهذه المجزرة بتحريض أو بثمن مدفوع من تلك الجهات , هو ليس اتهام بدون مسوغات , بل له قاعدة منطقية , فكما قلنا لا إسرائيل ولا المنظمات الفلسطينية أيا كانت ولا القاعدة لها مصلحة وبالذات في هذا التوقيت وبهذا الاختيار وبهذه الكيفية .
يتساءل البعض هل ستبدأ نقمة مصرية على الأنفاق السرية التي تنتشر بين رفح وغزة ؟
من البديهي أن نقول أن المصريين ومنذ بداية ظهور ما يعرف بالأنفاق ( لو كانوا جادين بشدة ) لقفل ملفاتها نهائيا يستطيعون تدميرها بنسبة كبيرة وقاتلة بالنسبة للمستفيدين منها , ولكن (ربما) الجانب المصري والفلسطيني تركوا هذا الملف (تراخيا) لأسباب يدركونها وهنا ليس مقام الخوض فيها , وإذا ما ظهرت فجأة نقمة المصريين لفتح ملف الأنفاق ومحاولة قفله سيكون بمثابة رد على من ساهم في هذه المجزرة , وربما يشك المصريين أن بعض الجماعات العربية رضخت لطلب (مجموعة الثلاثة) لتنفيذ العملية , أي أن هذه الجماعات ردت الجميل لتراخي الجيش المصري في إنهاء ظاهرة الأنفاق بطعنه في ظهره عبر هذه المجزرة البشعة .
نعود فنقول , ليس من مصلحة إسرائيل فتح جبهة مع (مصر مرسي) في الوقت الحالي واستعداء مرسي في أول أيام حكمه , ولا من مصلحتها إرسال رسائل للإسلاميين في كل مكان على أحقية الإسلام السياسي في كل مكان على استعداء إسرائيل , ولقد ثبت لاحقا أن الجماعة المنفذة للعملية هم عرب , كما أنه ليس في مصلحة الجماعات الإسلامية الفلسطينية المختلفة المتوافقة فكريا مع نهج الإخوان على توجيه طعنة غادرة لهم لن تعود عليهم إلا بتضييق الخناق عليهم من ثقل داعم لهم دائما .
الإسلام السياسي (ربما) ولأول مرة في تاريخ مصر كدولة عربية لها ثقل دولي لا يستهان به بدأ صوته يتصاعد في مصر , شاء البعض أو أبى , والحكم عليه ما زال مبكرا جدا , وفي حال كهذه من الغباء التصديق أن أي جهة جهادية ( أيا كانت ) لها مصلحة استراتيجية في ارتكاب هذه المجزرة .

الدلائل والمنطق والبحث عن أدنى مؤشرات المصلحة في ارتكاب هذا العمل الإجرامي يشير لمن يحاول لفت الأنظار و تخفيف الاختناق المتزايد حول رقبة النظام السوري والخوف من شلل يد حزب الله بعد سقوطه ثم خسارة هذا العمق الاستراتيجي الإيراني للأبد .
كما لا يخفى ما لهذا العمل من هالة إعلامية تصب في مصلحة الصارخين بدور الجماعات الإسلامية في سوريا , وأن يديها أيضا ملطخة بدماء مجموعة من الشباب المصري أثناء فترة حراسة في نقطة حدودية عادية وأثناء تناول الطعام وهم صائمون .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف