الأخبار
أفضل وسطاء الفوركس لتعزيز تجربتك في تداول الذهبأولمرت يشن هجوماً على نتنياهو ويتهمه بالتخلي عن الأسرى الإسرائيليين وإطالة أمد الحربالبيت الأبيض: ندعم إسرائيل بالسلاح ونقدم مساعدات إنسانية لغزة.. ولا نرغب بحرب في لبنانالمتطرف بن غفير: سياستي حصول الأسرى الفلسطينيين على الحد الأدنى من الطعامتقرير: تكتيك حماس العسكري يحرم إسرائيل من النصرأردوغان: نتنياهو يسعى لشن حرب في لبنانأونروا: انهيار شبه كامل للقانون والنظام في غزةأردوغان يعلن دعمه لبنان ويستنكر الدعم الأوروبي لإسرائيلمؤسس موقع ويكيليكس "حر" بعد اتفاق مع القضاء الأميركيالاحتلال يغتال فادي الوادية أحد أعضاء (أطباء بلا حدود) بغزةسارة نتنياهو تتهم الجيش بمحاولة تنظيم انقلاب عسكري ضد زوجهاالأردن: لن ننظف وراء نتنياهو ولن نرسل قوات إلى قطاع غزةالقضاء الفرنسي يصدّق على مذكرة توقيف بحق بشار الأسد بشأن هجمات كيميائيةمهاجمة كلب إسرائيلي مسنة فلسطينية تشعل منصات التواصلثمانية شهداء على الأقل في قصف للاحتلال على شمال ووسط قطاع غزة
2024/6/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أميرة الظلام بقلم:امجد محمود حسن الديك

تاريخ النشر : 2012-08-08
الأميرة إليا

الأميرة إليا التي بددت بنور عملها عتمة وظلمة سواد الظالمين الفاسدين وخون الثقة والأمانة والأنا والجشع والطمع ومآرب الشر الذي يُريد الإطاحة بحكم الخير لبسط حكم الشيطان وأعوانه .
أميرة هانئة وديعة لطيفة براءة الأطفال تُرى فيها ومن الصغر قبل الكبر محبةُ الناس لها وطريقها معروف لدى الجميع ملكاً وشعباً طريق الخير .
جميلةٌ ساحرةُ الجمال , من أقصى بلدان العالم تقدموا لطلب يدها وفي مقدمتهم الملوك والأمراء .
اما أباها الحاكم فهو الملك ويليام وأمها الملكة سيليا وكان الملك المحبوب من الجميع قد وصلت سمعته أقصى بلدان العالم بسبب حبه للخير والمضي قدما في طريقه مهما كان الشر وتكالبت قواه داخليا وخارجيا, أما والدتها سيليا فهي إبنة عمه الذي توفي وكان وليا للعهد في صباه وإياها .
نشأت النشأة الحقة من خلال إهتمام أبيها الملك الذي لم يتوانى من الصغر تعليمها وتثقيفها وتدريبها على ركوب الخيل والرماية والسباحة وحتى طريقة إدارة الحكم في المملكة بعد ان كبرت وينعت فهي وحيدةُ ابيها الملك وكانت تستحق بحق لقب ولية العهد رغم صغر سنها الذي بلغ العشرين من العمر.
لم يكن احد من المقربين للملك ولوالدتها ولها إلا ويحبها لطيب أخلاقها وحُسن معاملتها وتواضعها مع الجميع وبسبب كبر عقلها وسعة صدرها وقدرة تحمل حل مشاكل العامة المادية والاجتماعية .
فقد ولدت للقيادة والأمر والنهي أي الأمر بالحق والنهي عن الشر والظلم والفساد ومحاربة الفاسدين ومنذ اليوم الأول لولادتها فقد رأت الداية التي ولدتها بنظرتها انها مميزة وانه سيكون لها شأن .
فكم احب الامير ويليام الاميرة سيليا وكان يُصارح أبيه الملك وأمه بحبه لها حيث كانوا يعيشون سويا كابناء عم في نفس القصر والحكم ورغم أن زواج الأقرباء لديهم وعندهم معدود على الأصابع إلا أن زواج الأقرباء إلا ان جمالها وأخلاقها وتربيتها دفعته لحبها حبا جنونيا كقصص العاشقين السالفين .
فكان أبو الأميرة جون نائبا عاما للحكم بعد الملك وكان أمينا صادقا محبا لأبن عمه الملك إدوارد فكانت الأميرة في ريعان شبابها وتبلغ من العمر الـ25سنة وهو في عمر الـ 30 سنة ونشآ سويا كما هو حبهما لعبضهما البعض منذ الصغر
وهما في حكم أبيه الملك الذي لم يتوانى عن صقلها وتدريبها وتعليمها على إدارة سدة الحكم فما كان الملك إلا عادلا وكان هذا لقبه بين سائر الملوك والأمراء في ذلك الوقت والزمن.

اما الشر الذي لا يريد إلا البطش بما اوتي حتى لنيل حب الحبيب لحبيبته ليتلذذ به وبكل ماهو جميل ونفيس وفريد وهو ليس من حقه فهذه قناعته واهله سحقهم الله وفناهم.
فعند فجر يوم الجمعة لم يجد الملك إدوارد وسكان بلده إلا وانهم اصبحوا ضمن دائرة مطوقة من شرذمة لصوص محاصرين من كل الجهات وذلك في غفلة ونوم ونعاس وإركان الجنود ا لحرس على بعضهم البعض فقد كان تخطيط شرذمة يعيشون على حقوق غيرهم من سلب ونهب وقتل حتى اصبحوا متفقين متحدين لديهم ما لديهم من عتاد وقوة خيل ورجال .
حتى كان هدفهم هو السيطرة على بلد الملك إدوارد وقتله هو وكل الامراء والسيطرة علىخيرات بلده حتى تم ذلك من خيانة الثقة التي اودت بحال الملك وشعبه للحصار وقتل وسبي واعتقال الكثيرين من رجاله المخلصين الاكفاء فقد تم إغوائهم بالمال والنساء والمناصب بعد الفتك بالملك والسيطرة على القصر وجعل كل الشعب عبيد خدم عاملين تحت امرتهم وكان طمعهم بحقول البطاطا وشجر الزيتون أي الزيت وحتى يبدأوا من جديد بتأسيس كيان حكم ليس له اصل ولافصل إلا متشردين لمم شرذمة قطاع طرق .

فكانت الفاجعة للملك يصحوا من نومه ولايجد إلا ان قصرة محاط بلصوص تطلب منه الأستسلام وتسليم نفسه والامراء حتى اجتمع على الفور الملك ونائبه جون والامراء والمقربين منهم لمناقشة الامر ووضع النقاط على الحروف وما كان من نائب الملك إلا ان اطلق رسائل استغاثة من خلال رسائل الحمال لأكثر من ملك وامير على الفور وعاد ادراجه لأجتماع الملك وطلب منه ان يطلب مهلة للتفكير بطلبهم حتى يتمكن الحمام من الوصول برسائل القصر حتى يحضروا لنجدة الملك من خون الثقة الذين ابلوا بأبلى من اللصوص الشرذمة قطاع الطرق الذين اتحدوا بالمال والسلاح المنهوب من قوت وتعب عامة الناس في اكثر من بلد فتبسم الملك وهز رأسه وتوجه مع حرسه اعلى قلعة القصر حتى طلب منهم مهلة للتفكير حتى صباح اليوم الثاني وهذا حق له , فتبسم قائد الشرذمة هذا ووجد ان فيه ذلك خدعة ربما ولكنه يحاصر من كل الجهات القصر وهو متمكن من ذلك ولكنه وجد ان في ذلك راحة له ولجنوده حتى يتعرفوا على اكثر على طبيعة البلد ويعيثوا فيها فسادا وتعذيبا وسبي واغتصاب للنساء ومتابعة نهب خيرات البلد والعباد.
وبقي هو وتقريبا الف من الجنود امام القصر وحوله واخذوا راحتهم وهو يرقبون كل الجهات للقصر .
وجلس الملك والامراء كافة والحاشية والجنود بقصر القلعة الكبيرة على اهبة الاستعداد وقال الملك للجميع هيؤا انفسكم فالسالب قبل الايجاب وهيا للعمل , فجهز كل منهم عدته وما يحتاجه.
اما خون الثقة هؤلاء فسيكون لهم الحساب العسير ولكنني اعلم ان قائد العامة المتخفي سيقوم بالواجب وهو يبتسم ويضحك واثقا منه ومن قدرته على تحقيق ولو خرق في صفوف هؤلاء الشرذمة اللصوص قطاع الطرق حيث لاحظ الملك تواجد بعض قادة لجيشه منظمين لهولاء الشريرين .
واعذار امثال هؤلاء كان الملك يعرفها رغم اكتفائهم بالرتبة والمال والجاه حيث ان نفسياتهم كانت بغيظة همهم الفوقية والمال والتعالي وبالذات محاربتهم لمن هم جديرين بقصر الملك بالدسائس والاشاعات المبغظة البغيظة وحتى انهم اكفا لولا الخبرة التي اكتسبوها بحكم عملهم لدى الملك حتى انهم كانوا ينظرون لهم على انهم دون ولا يجب ان يصل الملك منهم شيء إلا من خلالهم حتى يبقواهم القادة في سدة العمل مع الملك وغيرهم ممن هم مضطلعين بالنهوض بمملكة الملك مطفوسين مظلومين لا يأخذون إلا الفتات .
فغريب وعجيب ان يكون حكم الملك إدوارد بالعدل والانصاف وان لا يعجب امثال هؤلاء ذلك وجنت على نفسها براكش كما قيل من مثل.
وتدنست الارض الخضراء بدنس نجاسة الشر .
واصبح رجال المملكة مقيدين والنساء سبايا والاطفال والعجايز من الذكور والاناث يبكون يصرخون على حالهم وحال ابنائهم الذين قضى منهم من قضى بطلاً في سبيل كرامته وعزة نفسه رافضا هذا الاحتلال البغيض للملكة بعد مقاومتهم لهم .
وتخلل ذلك في القصر الملكي وكل الامراء مجتمعين مع الملك إحساس التخوف والقلق والأضطراب من عدم وصول رسائل النجدة لإعانتهم على مصابهم الجلل.
وكم كان الملك إدوارد ونائبه جون في غاية القهر والألم على المملكة والعامة من الشعب الذين كانت اصوات عذاباتهم تصل مسمعهم بالقصر .
وهنا يأتي دور الحريص الذي كان يتوقع حصول ذلك وهو القائد الميداني المتخفي مع ثقته من رفاق جنود حتى اخذوا بعد الغزو والغدر الانسحاب لحدود المملكة حتى يستطيعوا ان يعالجوا ما يستطيعون بهدوء حتى اصبح يقوم بعمليات خطف لكل جندي من العدو وبالذات هؤلاء الذي سبوا النساء لأغتصابهم حيث كانوا يقتادونهم لحدود المملكة وما كان منه ومن رفاقه إلا الفتك بهم وقطع رؤوسهم ووضعها جانباً وكان يطلب من كل امرأة ان تذهب عبر الحدود لبلد الملك المجاور صديق الملك لطلب النجدة وشرح الوضع .
وكم كان الشعب على ثقة وعلم انه رغم كل ماعانوا ولازالوا انه الملك معهم في كل ما عانوا ولازالوا مكابرين مجابرين اعزاء بكرامتهم التي يريد تدنيسها وتركيعها الأوباش بالارهاب والقتل حتى وجدوا ابطال رفضت الركوع وما وجدوا إلا القتل.
وفي منظر كان يقتاد اللصوص هؤلاء شباب الملك واضعين الحبال حول اعناقهم والسلاسل في اقدامهم يسوقونهم كالعبيد في تجمع واحد ومنهم من يعذب بالسوط والضرب والركل ومنهم من كان ينقض عليهم رغم ذلك ولا يسقط إلا ميتا بعظمة وفداء بحرابهم الغادرة المسمومة .
وكم كانت نظرات النساء لأزواجهن في كل سمو وفخر وعزة وكبرياء وهم يموتون ابطال ولاذل هؤلاء اللصوص الذين لااصل ولافصل لهم .
فهذا ماتعلموه وترسخ في نفوسهم من الصغر وكيف لا ومليكهم وحاكمهم المفدى سيد ذلك معلمهم العطاء والتضحية والفداء
ونعود هنا للقائد المتخفي الذي كان يجازيهم على فظاعة شرهم بأشر من شرهم وهم لا يعلمون .
وبدأت بعد وصول رسائل الاغاثة لملوك وامراء البلدان المجاورة الصديقة للملك تجهز جيوشها حتى اصبح ذلك وتحركت كل الجيوش بتنسيق قيادي موحد نحو المملكة بكل شجاعة وسرعة وثقة نحو إنصاف الخير ونجدته وأجتثاث جذور جذور الشر الذي ما اراد إلا نهايته بفعلته.
وكانت خطة الجيوش ان تاخذ شكل الدائرة ستقوم جيوش الملوك والامراء بتطويقها من كل الجهات حتى يصبح اللصوص الشرذمة قطاع الطرق هؤلاء ضمن قبضة لا يستطيعون الفرار منها إلا بإستسلامهم حيث عدد جنود الجيوش الذي فاق اضعاف اضعاف اضعاف مضاعفة لهؤلاء اللصوص قطاع الطرق.
حتى اصبحت الجيوش على اعتاب المملكة محيطين من كل الاتجاهات بالمملكة وهنا مع بداية صباح اليوم التالي كانت فاجعة قائد هؤلاء الاوباش الذي وجد نفسه محاط بجيوش عرمرم ومن هول القوة والدائرة التي اصبحت تضيق عليهم تفرق اغلبهم واصبحوا مأسورين وضاقت الدائرة اكثر حتى اصبحت على بعد مئة متر من قائد الشرذمة هذا الذي تمالك نفسه وهو وجنوده محنطين من الفاجعة والصدمة ولم يقوو على رمي سهم واحد حتى على جندي واحد من حبكة قادة الجيوش ووقف والملك اعلى قصره قلعته ينظر بكل ثبات وثقه وهو يترنح امامه مع ابتسامة ورهبة وبنظرة الامعان وقال : يا غبي الدنيا انا وما إلت على نفسي بإركاني على تيوس حمير بقر استسلم استسلم.
حتى سلم نفسه للجيوش ولكنه لم يسلم مع جنوده من قائد العامة المتخفي ومن شدة الفاجعة التي اوقعها بنفوس المملكة بفعلته ومرارة النفس ابى القائد الميداني إلا ان يُقطع رؤوسهم التي بأجسادهم دنست ارض العدل وحكم المحبوب الخير الملك ويليام حتى اصبحت رؤوسهم عبارة عن جبل تفوح منه روائحهم الحقة النجسة التي دل عملهم الشنيع الفظيع عليها وكان في اعلى مقدمة هذه الرؤوس رأس هذا من ادعى نفسه غبي هذه الدنيا.
حتى خرج الملك إدوارد والامراء وحاشيته واصبح نور الشمس بالحق الذي انتصر وغابت عتمة الظلم وسواده بلا رجعة واصبحت الزهور تنبتُ من جديد والحقول تينع والجميع قد بدأ حياته من جديد رغم كل ما عانوا وواجهوا وما اصابهم فقد كانت تجربة فظيعة ودرساً تعلموا منه وغيرهم من جيران واصدقاء الكثير الكثير
واصبحت الاميرة إليا يافعة في ظل حكم ابيها ويليام وامها سيليا الذي تسلم سدة الحكم بعد ان توفي الملك إدوارد وتسلم زمام الحكم وسدته واصبح ويليام هو الملك .
وفي حفل تتويج الملك كم كان يشرف الملك ويليام تسليم القائد الميداني للعامة وسام البطولة الذي رقاه لرتبة قائد الجيش وكان إسمه آرثر وخلال الحفل تعارف آرثر على الأميرة إليا التي احبته واحبها ولاحظ الملك بخبرته بالحياة ذلك عليهما وكم كان إعجابها به وهو لا يخفي ذلك لها بتحرج واحترام وتقدير للهيبة الملكية السامية.
اما بعد مرور فترة عام على تولي الملك ويليام سدة الحكم فقد توفي ولي العهد ابن عم الملك وتم عمل مراسم الدفن له


وكم انجز الملك من اعمال وتجارة وتبادل تعاون بينه وبين اصدقائه الملوك والامراء وبالذات في مجال التجارة والامن حيث انه كانت حدود بلدانهم لا تغفوا ليل نهار وكان هذا القرارالذي اتخذه الملك آرثر قبل وفاته وبعد حرب اللصوص الاوباش وقائدهم غبي هذه الدنيا.
حتى في الغابات المتطرفة كان ينام الطير والحيوان المفترس هانئين.
وكم كانت تجارة القمح والبطاطا مشتهرة في بلد الملك ويليام وكان المزاح بين اصدقاء البلدان من تجار على هذا النحو تجار الملك ويليام القمح والبطاطا وتجار الملك الجار يتاجرون بالزيت والزيتون والقطن ويقول تجار الملك ويليام كيف لكم بدون القمح والبطاطا ويجيب تجار الملك الجار وهل لكم غنى عن الزيت والزيتون وتجار السمك لبلد امير صديق بالمثل وهل لكما بالسمك دون أن تعطوني القمح والبطاطا والزيت والزيتون حتى يضحكوا معا ويتصافحوا ويعقدوا الصفقات التجارية معاً على نحو التبادل التجاري.
وكانوا يتمتعون بروح الفكاهة حيث أن السفر من وإلى بلدانهم كان يحتم عليهم الحديث والتسلية مع بعضهم البعض خلال الصفقات التجارية التي كانوا يعقدونها مع بعضهم البعض .
كانت حياتهم بسيطة ممتعة رغم البدائية التي كانوا يعيشون فيها ويتمنى الكثيرين اليوم لو يعيشوا مثل هذه الأيام بعيدا عن صخب الحياة وممن يحبون أن يغيروا نمط حياتهم.
اما العمل من قبل الملك ويليام فكان على قدم وساق على مختلف الاصعدة المحلية والخارجية فقد استطاع أن ينهض بمملكته خلال إستغلال الثروة الوطنية المحلية ومال الضرائب البسيط الذي كان يستثني منه الفقير المتفع وقام ببناء بعض البيوت وشراء الاسلحة الحديثة ورفع اجرة العاملين لدى القصر الملكي وكان حريصا على عدم تفشي الطمع لدى التجار حرصا على العامة من التأفف وقيامهم بالتظلم والشكوى إليه كما قام بشراء بعض الأحصنة الأصيلة السريعة كما قام بتعويض المتضررين من حرب غبي هذه الدينا .
ومضت الايام في غد شمس مشرق دائماً بالهدوء والامان والاستقرار بالممكلة وكلٌ يعيش بأمان واستقرار داخل وخارج المملكة في ترحالة وتجارته فقد اصبح الجميع الأذن والعين الصاغيتان على امن المملكة وامنهم .
ومرت الايام والسنين والاميرة إليا تكبر وتكبر حتى بلغت عامها العشرين وقائد الجيش مرافقها ومعلمها الثاني الذي جعلها نسخة طبق الاصل عنه من حيث الخبرة وعلم الحرب والتخطيط والتنظيم السليم للأمور في السراء والضراء.
وكم من بلدان سافرت مع قائد الجيش لها وتبادلوا اواصر التعاون والتعارف والصداقة فقد كان قائد الجيش ان يصل لأبعد بلد ويضمن اواصر التعاون والتضامن والتبادل التجاري معه حتى تبقى كل المنطقة المحيطة بالمملكة منطقة تضامن وتعاضد وتعاون وتبادل تجاري من حيث الاستيراد والتصدير.
فأصبحت المملكة كنور الشمس الذي لاغنى لأحد عنه من قبل كل البلدان المحيطة بالمملكة وذلك من حيث التجارة والسياحة وكم كانت مضيافة المملكة لكل من يسافر من عامة البلدان لقضاء بعض الوقت فيها .
فكل من كان يصل هذا البلد لم يكن يشعر إلا وانه في بلده من حيث الترحاب وحسن المعاملة والاقامة وتسهيل عمله مهما كان بسيطا وبالذات الطبيعة الخلابة التي كانت عليها بلد الملك ويليام فكم كان محبوبا كأبيه كونه متواضع وحريص على ملكه وشعبه وبلده وبالذات الفقراء الذين كان اغلبهم يدعون له ليل نهار على ما يقدمه لهم من دعم مادي وتوفير عمل ليعتاشوا منه.
وفي ليلة من ليالي الصيف احبت الاميرة اليا ان تقوم بالتخفي والتجوال ليلاً مع قائد الجيش حتى تطلع عن كثب على احوال المعمورة حيث وجدت من بعد نظرها ان الليل اهم من النهار رغم اهميته فلم تكن تنام وقائد الجيش إلا وضميرهم مرتاح انهم ادوا الامانة نحو الملك بالنهار والليل ويمسوا ويُصبحوا وضمائرهم مطمئنة هانئة .
حتى وصلت لقائد الجيش إخبارية تفيد ان هناك بعض المواطنين قد وجدوا ذهباً وقطع اثرية وقد مضى على ذلك اكثر من شهر ولم يقوموا بزيارة الملك وتقديم الضريبة له على هذا المال , حتى علمت الاميرة بالامر واعلمت الملك بذلك ولم يُبدي الاهتمام بذلك إلا انه وافق على ذهابها مع قائد الجيش للإطمئنان على وضع االحدود والعامة الذين يقطنون هناك مع إتخاذ اللازم نحو عدم قيام هؤلاء المواطنين بدفع الضريبة المستحقة على الذهب الذي وجدوه بالارض.
واستعد قائد الجيش والاميرة وبعض الجنود للسفر ليلاً حتى يصلوا صباح اليوم التالي وقت الفجر او بعد ذلك.
واتخذوا الطرق المختصرة ماضين بكل عزم وثبات نحو الحدود وكانت خطة قائد الجيش ان يتم عمل سهم خلفه نصف دائرة بالمقدمة والعكس صحيح حيث كان يركب بالمؤخرة فارسان على فرس واحد عكس بعضهما البعض.
وتقدمت المقدمة بكل هدوء تسبق قائد الجيش والمؤخرة بالمثل حتى كانت الإشارة او كلمة السر بينهم الجميع هي مواء القط فبمجرد سماعها تصبح الاميرة وقائد الجيش بدائرة مسلحة محكمة حتى مضت رحلتهم عبر الحدود بكل هدوء وراحة وترجلوا للإستراحة قليلاً ووضع لها سجادة لتجلس عليها وقام بوضع يده بيدها حتى تنزل عن ظهرالحصان وقبل ان يتابعوا المسير تأملت الاميرة آرثر دون ان يلمحها مبدية الاعجاب وطبعاً الحب له وما كدت تزيح وجهها حتى بادلها الآخر نفس النظرة دون ان تراه مبدياً الآخر حبه لها, ثم تابعوا مسيرهم بعد شرب الشاي الصيني الاخصر الذي كان معدا مسبقاً خوفاً على صحة الاميرة وصحته.
وعند إقترابهم من الحدود اصبحوا يرون إنارة بعض بيوت العامة حيث شارف الصباح وقت الفجر, حتى احبت الاميرة من تواضعها وحرصها على العامة ان تزور اول كوخ في مقدمة الاكواخ التي على الحدود قبل التوجه لهدفهم وبالفعل فقد تم عمل اللازم نحو ذلك وترجلت الاميرة عن حصانها وقائد الجيش واصبحوا على عجل امام باب الكوخ الذي قام بفتح بابه عجوز طاعنة بالسن شكلها مخيف لكن فيها القوة والصحة , حتى رحبت بهما وسألتهما من انتما وماذا تريدان حتى قالا لها انهما قد ضلا الطريق وهم ابناء تاجر ولديهم بعض صناديق الحرير يريدون ان يقوموا بدفع ثمنها حيث ستحضر القافلة لحمل الصناديق وإرسالها للمدينة. فأصبحت إليا وآرثر يجلسان علىمقعد خشبي هرء نوعا ما ولكنه صالح للجلوس واحضرت لهم بعض الشراب الذي يتم صناعته من العنب لتقوم بواجب الضيافة لهما حتى اعتذر قائد الجيش عن شرب أي شيء حيث ان لديهم بعض الوجع بالبطن نتيجة بعض الطعام وبادرت على الفور الاميرة بسؤالها على ما تستطيع ان تقدمه لها وتعينها به فقالت لها اريد ان اذهب للمدينة وازور الملك فهل تستطيعين تدبير حصان او فرس لي حيث لي حاجه عنده , فقالت لها على الفور بكل عفوية وإندفاع نعم وانت تتحدثين مع ابنته إليا الاميرة إليا وهذا وما كادت تكمل حديثها حتى تناولت العجوز بيدها اليمين ماء النار وبسرعة البرق رشقته عليها مما تضرر قائد الجيش بجزء صدره وبطنه اما الاميرة فقد اصاب الحرق اغلب وجهها وبدأ صراخها من شدة الشعور بالحرق مع الدهشة والفاجعة التي المت بها والصدمة التي نابتها حتى قام قائد الجيش بإلقاء نفسه عليها موقعاً إياها ارضاه مع دخول الجنود إلى الكوخ الذين قاموا بتربيطها بالحبال والتخفيف على الاميرة وقائد الجيش من شدة الحرق والدماء تنزف من وجه الاميرة وصدر وبطن آرثر والاميرة تصرخ وجهي ياالله نار عميت لا ارى يا الهي ثم اغمي عليها من شدة الالم وسرعان ما قام آرثر بحملها والخروج بها مسرعا واضعا بعض ما يسعفها على وجهها منطلقاً بها كالبرق على فرسها وفرسه والجنود مكبيلين العجوز ووضعوها على فرس احد الفرسان وهي مستلقة امامه وهم على علم ان بالمنطقة لن يجدوا اكثر ما يخفف عليها مما وضعه قائد الجيش من محلول طبي وشاش رقيق علىوجهها للتخفيف عليها حيث انهم كانوا يحتاطون لكل كبيرة وصغيرة وبحوزتهم كعلبة إسعاف حتى محلول اعشاب طبي ضد لسعة الافاعي على اقل تقدير.
ومضوا وهم في غاية الغضب والفاجعة والصدمة ولكن العزيمة قوية وآرثر يصرخ بأعلى صوته سأقطع رأسك ايتها العجوز با لقهري يا لقهري والالم يعتصره من الحرق الذي اصاب صدره واجزاء من بطنه رغم انه طبب نفسه بمحلول الاعشاب الذي يخفف الحرق , والدماء رغم ذلك تنزف من وجه الاميرة حتى اصبح الشاش الابيض ملطخا بدمها ولا يرى سوى دم داكن على وجهها وهو يشد من عزيمتها ان تصبر وتتحمل حتى يصلوا القصر,واتبع آرثر الطريق المختصرة وبنفس الاسلوب أي الحماية المتبعة المخطط لها من قبله بالعودة.
وكم تمنى آرثر لو كان هناك بساط الريح ليوصل الاميرة لقصر ابيها حتى يقوم الاطباء بمعالجتها والاعتناء بها وكادت الاميرة ان تفارق حياتها جراء مانابها إلا ان آرثر كان يلحظها بكل عناية ومتابعة ويقول لها لا تستسلمي سينتهي كل ذلك مجرد وصولنا للقصر الاطباء سيعتنون بك وستصبحين بخير, ورغم ذلك ومن حبها لآرثر ساورتها الظنون من عقاب ابيها الملك له وللجنود لما الم بها وهو في غير وعيها حتى وتقول ابي لا تعاقب آرثر حصل ذلك بسرعة فائقة من الغادرة ,ومن السرعة التي كان يمضي بها آرثر بكل حرص وحذر وقوة مع التجربة كانت اوراق الشجر تتطاير كانها في هواءٍ عاصف .
ومن طريق إلى آخر حتى بحمد الله وصلت الاميرة القصر وتم وضعها في غرفة العناية الطبية المخصصة بالقصر لأي امير يتعرض للمرض او ما شابه .
فالفاجعة والصدمة كانت قوية في نفس الملك ويليام كأنها اقوى من حرب غبي هذه الدنيا ولا يصدق ما رآى وما حصل لأبنته حتى كاد يغمى عليه من الحدث .
إلا ان آرثر وبملابسه التي اصبحت شبه محترقة وتظهر على جسده وبطنه علامات الحروق ونزف بعض الدماء واساه وقال له دعنا من الحديث الآن وثقتك في محلها وسأعلمك لاحقا بماحصل معنا ولكن قف بجانبها ومع الاطباء الذين يتواجدون في قمرتها .
حتى استطاع الاطباء إيقاف النزف من وجهها ووضع بعض الدهون على مكان الحرق بوجهها الذي اصبح شبه مشوه وبالذات عينها اليمنى.
حتى استطاع الاطباء ان يجعلوها تنام وهي تئن وتقول ابي لا تعاقب آرثر,وسمعها الملك لمجرد ان خطت قدماه غرفتها وهو في غاية الالم والقهر وعيناه دمعان وقال بصوت عال ما عاقبته ولا اعاقبه لاني اعرفه .
حتى اصبح آرثر يمتطي خيله متوجها لوجهة لا يعرفها إلا ثلاثة من المقربين عليه من الجنود , وذلك لشعوره بالذنب حتى اصبح في المكان المخصص الذي يحب ان يقضي فيه احيانا بعض الوقت وتوالت الايام واصبح آرثر لايعرفه احد حتى لو نظر لشكله من كثرة اهماله لنفسه واصبح ملتحياً حتى اصبحت الاميرة في حيرة من امرها تسأل عنه ولا احد يعرف مكانه وكأنه قد تخلى عنها ولا تعلم انه يعاقب نفسه على عدم جلوسه امامها رغم ان الظرف قد حتم عليهما ذلك حتى لا تعرف العجوز الغادرة شخصيتهما.
وخلال الايام التي ابتعد فيها آرثر عن المملكة كانت الاميرة تسأل عنه يوميا وقد استطاع الاطباء ان يزلوا عنها عذاب الحرق من خلال المحاليل الطبية العشبية ولكن بقي التشوه بوجهها وبعينها التي لا تكاد ترى بها واصبحت تضع منديلاً شفافا على وجهها وآرثر كله حرقه والم وعذاب وقهر على ماناب الاميرة رغم انه كان يشعر بشيء من تأنيب الضمير كونها كانت في حمايته .
حتى طلب الملك من اعوانه الموثوقين حسب المتعارف عليه بينهم ان يذهبوا ويسلموه رسالة الملك وكان الجنود قد وصلوا إليه وبالكاد حتى تعرفوا عليه من كثرة طول لحيته واتساخ ملابسه إلا انه قد سعد عندما سمع اصوات الخيول تقترب منه وعلم انهم هم وهو مطمئن حيث كانت هذه السمة التي توازي دنيا بحالها لمثل هذه ثقة تم صقلها والعمل بها بينهم منذ حرب غبي الدنيا ذاك, وسلموه رسالة الملك التي امره من خلالها ان يحضر ليتولى مهام عمله ويكفيك تأنيب لضميرك وعقاب لنفسك ويكفي ما اعاني من حرقة وعذاب والم وقهر على الاميرة .
وسأل قائد الجيش آرثر عن العجوز وهل اعترفت من يقف خلفها وما الدافع لفعلتها حتى اجابوه تصور ان الملك لم يأمرنا بعمل ذلك وكان يذهب ويقف امامها خلف القضبان وينظر لها نظرة لم نستطع ان نتفهمها ولكن نعتقد انك ستتفهمها حتى حرك راسه قليلاً وقال نعم لقد فهمت ولن اطيل عليكم حتى افرغ من تجهيز نفسي ومن الان عودوا لنفس اسلوب الحماية وانتظر المواء إن لزم الامر.
حتى فرغ آرثر من تجهيز نفسه وهم مسرعاً على خيله الاصيل ثم توجهوا كالبرق للمملكة وبمجرد ان وصل آرثر ادى ولاء الطاعة للملك وكاد يبكي عليه من نحل حاله واحمرار عيونه والنقم الذي يتخلل نفسه وبالذات القهر الذي ينتابه فكم كان ذلك اقسى مرارة عليه من حرب الاوباش .
حتى صافح الملك وطلب منه مقابلة الاميرة بناءً على طلبها وتوجه لقمرتها المخصصة لها ولكل امير يتعرض لأي اذى او مرض حيث انها كانت اشبه بقسم الطواري داخل القصر من حيث العناية الطبية والاهتمام.
وما يدعوا للضحك هو ان آرثر وهو يمضي بطريقة لرؤية الاميرة كانت قدماه تسبقانه لرؤيتها حتى هي كانت تنتظره وعلى علم بقدومه لمقابلتها حتى خطت قدماه باب مرقدها وطرق الباب وقالت له الاميرة تفضل بالدخول وهو تقف مباشرة والمنديل الشفاف على وجهها حتى قابلها وكم قدر انها قد وقفت لمصافحته بدلا من ان ينحني لمصافحتها وبمجرد ان وضعت يدها بيده وكأن الدنيا اصبحت تغني نشيد الحب والخير وسرعان ما رفعت عن وجهها المنديل حتى انها كانت تريد ان ترى ردة فعله ولكن آرثر الصادق الصدوق المقدام الشهم الامين الذي يعتبر في هذا الزمن امثاله اقلاء تماسك وعيناه رغما عنه دمعتا واحمر وجهه مع الشعور بالغضب الذي تخلله وبقي على مانابها ولم تجد نفسها إلا وهو الآخر يعانقان بعضهما البعض ويبكيان وهما في غاية الذهول مما اقترفته تلك العجوز الغادرة .
حتى نظرت إليه وهو بالمثل وصافحها ووعدها ان يكون خبر العجوز لديها بعد ان يذهب للتحقيق معها مع استغرابه من عدم ذلك من الملك وتفهمه واياها للسبب من الملك حيث انه من شدة الغضب وبإختصار فضل الملك ان تبقى امام ناظريه حبيسة يتأملها ولا يمسسها حتى يبقى يشفي غليله بها .
واصبح آرثر في السجن وطلب من كل الجنود الخروج إلا جندي واحد طلب منه ان يبقى عند بوابة السجن الخارجي وبقي هو والعجوز الغادرة بمفردهما وفتح باب السجن وهو يستل سيف الحق والخير ورفعت راسها وما رأت إلا والسيف قد اصبح على مقربة من رقبتها مما اثار في نفسها الرعب والخوف وقالت اعترف اعترف حتى وضع سيفه جانبا وهو يحمله وعيناه حمراوان تدمعان وهو في قمة الانفعال والغضب والقهر المكنون بنفسه والحسرة في قلبه على الاميرة اميرة الظلام اميرة الخير وليس تلفظا بل عملاً من اصل تربية من استطاع ان يجمع بين كل الثقافات والديانات وتفكر واقتنع ان الله هو الخالق والخير هو الطريق لرضاه ولتوفيقه وتوفيق العباد الذين هم امانة بعنقه فكان هذا الملك فريد من نوعه بين كل الملوك والامراء في سائر البلدان التي تجاورهم .
وقالت له انا انا ام غبي هذه الدنيا وتواريت بعد هزيمته عند الحدود اخفي هويتي ونفسي عن العامة حتى لا اقتل وهو من حرصه علي وكونه وحيدي ابقاني متوارية عند الحدود حتى بعد ان يصبح ملك المملكة يحضر الحاشية لأصطحابي وازوجه إحدى الاميرات السبايا ويصبح حكمنا من نسله ونسلنا .
وبمجرد ان افصحت الاميرة عن هويتها ونفسها معك لم اتمالك نفسي بعد ان قطعتم راسه ووضعتوه على قمة واعلى رؤؤس اعوانه وبالصدفة كانت قنينة ماء النار بجانبي على الطاولة حتى قمت بما قمت به .
واصبح يصرخ ويصرخ يا إلهي ما هذا العذاب ما هذا العذاب وان قطعت راسها الان هل سيعود وجه الاميرة لطبيعته وصمت قليلا ثم قال حسناً حسناً إبقي كما انت وقسماً لأقطعن راسك هذا واجعلك عبرة لكل غادر حاقد على عمل الخير والمضي به وطريقه فهذا ايتها اللعينة مصابنا بالقصر منك نمضي بالخير وعمله من اجل العيش بسلام وامان متجاورين حتى انتي وامثالك تفجعونا بعقلياتكم وما تدبرون اليس باب قصر الملك مفتوحا للكبير والصغير حتى ينصف كل مظلوم وما ناب ابنك على فعلته وكيف به يكون بخير وقد مضى طريق الشر الذي محال ان يبقى لان الله خير ويحب الخير ونمضي ذلك على كل ابقي ابقي والله لأجعلنك عبرة لمن لا يعتبر .
وخرج وهو في غاية القهر ويقول بألم وحرقه يا لعينة يا لعينة قهرتينا ادميتينا بفعلتك والله لو متنا في تلك الحرب لكان اهون علينا من فعلتك هذه.
حتى عاد آرثر للملك واعلمه بكل التفاصيل التي حصلت واستطاع ان يحصل عليها من ام غبي الدنيا .
ونفس الالم تخلل الملك كونهم واحد حسهم واحد وحرصهم واحد لانه كان كأحد ابنائه من حيث الحرص على المملكة وحب الوطن وللصدفة فقد ردد نفس كلام آرثر إلا يا لحرقة قلبي ابنتي التي تكتويني عليك وعلى ما نابك .
حتى تهدء آرثر وبعده الملك وقال لآرثر علينا ان نجعلها تنسى ذلك وتمضي كسابق عهدها ولكن وهو يبكي بقهر كيف تخرج للعامة ووجهها مشوه بهذه الشكل والمفجع (إليا إليا يحصل لها ذلك يا إله الكون اغثني بحق عيسى اغثني.)
حتى غادر آرثر والملك يتجه صوب النافذه في مقر استقبال آثر وهو يتحدث بصوت حدته اقل إلى جلس على الاريكة وهو يضع كل ثقله مره واحدة عليها .
ثم توجه للآميرة واعلمها بالامر وكم صُدمت بذلك ولكن النشأة والتربية والقوة قوة ا لعزيمة لديها ابت إلا ان تخرج للعامة وتمارس حياتها الاعتيادية ولكن بقناع حيث فضلت ان تضع قناعا على وجهها عند الخروج للعامة وحتى تقوم بواجبها الذي يحتمه عليها كونها ولية العهد ولديها مسؤوليات واعباء جسام للنهوض بالمملكة وبشعبها الذي يحبهم ويحبونه.
فكانت على عهد ابيها ولم يسمع آرثر بعد ان خرج ما قال الملك عن الاميرة(اعلم انك ستخرجين للعامة وتمارسين حياتك الطبيعة وستفاجئيني بذلك ولكن بأي هيئة )
حتى بالفعل خرجت ولم تسع العامة السعادة والسرور رؤيتهم للأميرة وهي تصافح الجميع وهي مرتدية القناع على وجهها والكل يعلم لماذا الصغير قبل الكبير .
وعاد آرثر ادراجه لمكان إقامته بالقصر حتى غلبه التعب والنعاس وهو يفكر بالاميرة حتى غفيت عيناه ونام وخلال نومه لم يجد إلا وان ضوءا ابيض قد اوقضه من نومه وسمع صوتا لم يسمع مثل عذابته وهدوئه بحياته يقول له لا تقلق ستشفى الاميرة بعون الخالق والخالق يحب الخير واهله ولانكم ذلك ساقول لك كيف ستشفى فقال كيف فاجابه من خلال جوهرتين إن اصبحت الاولى وهي ببلاد الصين عند حاكمها في مغارة شمال اقصى حدود بلده تحت جبل كبير شاهق ولونها اخضر وهو العلامة شفيت عينها وجزء اليمين من وجهها وإن حصلت على الاخرى في بلاد العرب عند إتجاه الكعبة التي يأمها المسلمون للعمرة والحج وتقع تحت جبل كبير قرب الكعبة وسيُشفي التشوه من جهة خدها الايسر وهذا ثواب من يعمل الخير ويمضي والخالق لا ينسى احد من اهل الخير والذين يمضون به لاعانة كل محتاج ومظلوم ومن يقول الحق لا الكذب ويقف معه اما الجوهرة الثالثة فهي الاميرة نفسها عندما تقف وتضع بيدها كل مره الجوهره.
حتى ذهب الضوء بأسرع من سرعة البرق واختفى عن ناظر آرثر.
ونهض مسرعاً لُيُعلم الملك وجه الفجر بما حصل معه والملك في ذهول وسعادة وفرح وامل اصبح وطموحه ذلك والاميرة علمت بالامر حتى انها ترددت في الموافقة حرصا منها على حياته ولعله كان مجرد حلم لا اقل ولا اكثر إلا ان آرثر اصر والملك مثله على ان يمضي العزم نحو ذلك .
فجهز اصدقائه الثلاث الذين يوازين 100 فارس بقوتهم وفطنتهم وخبرتهم وبالذات معرفتهم الطرق من خلال الخرائط التي كانت بحوزتهم لتلك البلدان .
وتوكلوا على الخالق بدعائه لهم بالتوفيق حتى اصبحوا بعد الفجر يجتازون حدود المملكة ومن بلد لأخر حتى كابدوا وعانوا الويل من تقلبات الطقس والتعب والسهر وحرصهم على الخيول التي كانت لا تضاهى بثمن من قوتها وتحملها وطبعا كانوا حريصين على إعطائها الراحة والماء والطعام مما خلق الله من حشاش الارض لها لتتغذى عليه.
وخلال ايام متبعين الطرق المختصرة اصبحوا على اعتاب بلد حاكم الصين وهم يمشون وخيولهم تعبة رغم الراحة التي كانوا يعطوها لها وهم متسخين واصبح لهم لحى والشيء الوحيد والعزاء الوحيد لهم كان رسالة الملك التي كانت بحوزتهم لتسهيل مهام عملهم والتي يوضح بها الامر لحاكم الصين .
حتىاصبحوا على بوابة قصر حاكم الصين الذي رحبهم وقام بواجب الضيافة لهم وعين آرثر ترقب احدهم الذي كان ينظر له كانه عدو او كان بينهم ثأر قديم , حتى قرأ حاكم الصين الرسالة ورغم امتعاضه إلا انه وافق على ان يرسل معهم الادلاء الذين يعرفون المنطقة وكان من ضمنهم ذاك الجندي الذي كان ينظر لآرثر بعداء وفي صباح اليوم الثاني توجهوا لموقع المغارة حتى اصبح العصر واقترب المغرب وقد اصبحوا امام الجبل الشاهق وفرحت آرثر كم كانت كبيرة عندما رآى المغارة الصغيرة تحت هذا الجبل الشاهق .
وترجل آرثر عن حصان الفيل هذا الذي لم يقبل يوما ان يبيعه بذهب الذهب وكذلك جنوده واصدقائه المقربين الثلاث منه وهم واصدقائه الدخول لها وهم ملهوفين قلقين للحصول عليها يبحثون بكل اتجاه بالمغارة حتى بعد عناء ظهرت وللصدفة بيد آرثر وكان بالفعل لونها اخضر لامع وصرخ من الفرح واصدقائه حتى وضعها بيده وهو يخرج من المغارة وكان هذا خطأه حتى تلقفها بسرعة فائقة من يده ذاك الذي كرهه وتراجع للخلف وتقدم الجهود مشهرين سيوفهم وحرابهم نحوه ونحو جنوده.وقال له لا تحلم ان تحصل عليها انا اريدها لي لأبيعها واستفيد من ثمنها فقال له ارثر كم تريد ثمنا لها فقال له بجكر لك لا تحلم واذهب للجحيم حتى اشتاط غضباً ونظر لرفاقه الجنود حتى همو بهم بسيوفهم بالمثل وقتلوا من مع ذاك النكر وهنا بدأ آرثر يخرج جام غضبه عليه حتى نكله تنكيلاً وربطه على فرسه وعاد به لحاكم الصين ذلك وصارح حاكم الصين بفعلته حتى قام حاكم الصين امام كل الحشود بالقصر بقطع رأسه لانه خان الامانة والثقة واعتدى على كلمة الملك التي اعطاها للملك ويليام بتخويل آرثر لذلك وطلب منه ان ينسى ما حصل ويذهب ويرتاح مع رفاقه حتى يختار لهم رفيق درب يدلهم على طريق مختصرة ويكون مسلياً لهم وبالفعل اختار اقرب من كان يعتمد عليه الملك في ما ذكرت وامره بان يجهز وامن آرثر عليه .
حتى اصبح وتابعوا جميعا طريق ومشوار العودة للمملكة وكم عانوا وعانوا وكم كانت ساعات النوم قليلة في سبيل ان تصل الجوهرةالاولى يد الملك والاميرة .
من قرية لقرية ومن نهر لمنحدر وجبل وغابة واستراحة قليلة لم تخلوا من الضحك من نكت الدليل الصيني الذي قال لهم حكمة قبل ان يهموا بالنوم ان احد المرات كان هناك غزال وله صاحب كان الجميع يحسدونه عليه وكان ينام حتى بغرفته وبجانبه إلا بعد ان تغير سلوكه معه واصبح يضربه ولا يهتم به اصبح ولم يجده وبقي على هذا المعدل فترة طويلة يصيح اتوب عد اتوب عد حتى ضحكوا جميعاً واستغرقهم النوم مع حراسة احدهم لهم حتى ينام الاخر على حصانة عن المسير وهكذا.
وبمشيئة الخالق اصبحوا على اعتاب الخضراء بسماها وهواها النقي العذب المملكة وطبيعتها الخلابة وركعوا علىالارض مقبلينها حامدين الله على ان اعادهم بالسلامة موفقين .
وتوجهوا على الفور لقصر الملك وهم مجهدين مثابرين مخلصين اوفياء لآداء الواجب وقاموا بإعطاء الملك الجوهرة حتى وعلى الفور توجه لقمرة ابنته مع آرثر وطلب منها النهوض ووقف امامها ومده امام وجهها مباشرة حتى انبعث ضور ابيض خلل كل غرفتها وانعكس على الفور الضوء على وجهها وهي لازالت تضع المنديل الشفاف على وجهها حتى اصابتها الدهشة والسرور بعد ذلك والارتياح بعد ان زال الضوء فجأة وازالت المنديل عن وجهها وإذ بها تقول ابي عيني وجهي وتضع يدها على خدها الايمن لقد اصبحت ابصر بها وجهي التشوه يا إلهي زال التشوه يا خالقي كم انت عظيم وضمها ابيها وبكت عيون آرثر وخرج مسرعاً وهو ذلك حتى لحق به الجنود وهم يضحكون من الفرح وتوجهوا على الفور لمخادعهم لآخذ الراحة التي يجب ان يحصلوا عليها من اجل ان يكونوا مستعدين للتوجه بعد ذلك لبلد الأمير العربي وشاع الخبر المملكة واصبحت سمائها صافيه وهي في عز الليل وكأن الله الخالق يقول اينما وجد الخير وعمله واهله انا موجود وعظمتي وقوتي لكم حتى تبقوا ماضين على هذا النحو.
ومضت ثلاثة ايام استطاع فيها آرثر ورفاقه ان يأخذوا القسط الكافي من الراحة حتى بدأوا للإستعداد للسفر من جديد من اجل الحصول على الجوهرة الثانية في بلد الامير العربي الكريم فهكذا كان لقبه وكان هذا همهم وهم الملك وهم المملكة بشعبها المخلص الوفي الذي كان كل افراده صغيرا كبيرا متعاضدين متضامين يعرفون الغريب والقريب فيها ومتواجدين في كل بقعة من بقاعها الخضراء التي انعم الله عليهم بها بالخير الوفير الذي استحقوه لما كانت نفوسهم طيبة ولا تعمل إلا الخير ولا تقول إلا الحق.
وتوجه آرثر وجنوده بالفعل لبلد الامير العربي مودعين الدلال دلال الطريق الصيني الذي احسن الرفقة معهم وتم تكريمه من الملك بقطعة من الذهب كنيشان له وارسل معه رسالة شكر لحاكم الصين يشكره فيها على حسن تعاونه وتصرفه مبدياً شكره للملك إن قرر ان يزور المملكة كضيف وحاشيته بالمستقبل.
ومضى آرثر والجنود الذين يوازون 100جندي وخيولهم التي كانت توصف بالصخور من قوتها واصالتها حيث تم تغييرها بخيول اخرى حتى لا تهلك نتيجة التعب الذي عانته بالسفر ذهابا واياباً .
واصبح آرثر ورفاقه خارج حدود المملكة وكله غل وقهر متى يحصل على الجوهرة حتى ينال من تلك العجوز الغادرة على فعلتها التي انهكت كاهل الملك والامراء وامها وآرثر نفسياً فقد سحقتهم سحقاً بفعلتها ولكن الله دائماً مع الخير واهله اينما كانوا , ويوماً بعد يوم بعد يوم عانوا وواجهوا ماواجهوا ليل نهار مكابدين مصرين إلا ان يصلوا لبلد الامير العربي حتى شاء الله لهم ذلك بالسلامة وبمجرد ان وصلوا تم توجيههم لمقر الامير حاملين معهم رسالة الملك الذي قام آرثر بدوره بتسليمها للأمير حتى رحب بهم وقام بواجب الضيافة لهم وقال لهم انتم ضيوفي لمدة ثلاثة ايام وعليكم الامان فشكروه على ذلك وقام آرثر بإعلام الملك انهم على عجلة ويريدون ان يحصلوا على الجوهرة الثانيةحسب نص الرسالة من الملك وثاني يوم توجه آرثر على الفور صوب المكان الذي تم تحديده واصبحوا بالمكان وتحت الجبل الكبير خلال ساعات معدودة وبدأوا بالتنقيب مع جنود الامير لأعانتهم حتى مضت ساعة واخرى والثالثة حتى اصبحت بقبضة يد احد جنود الامير الذي لم يتوانى عن مد يده والنور ينبعث منها وقام بإعطائها لآرثر وعلى الفور قام آرثر بضمه وشكره مبتسماً ودمعت عيناه وحمد الله على ذلك وتوجهوا لمقر الامير بكل سرية تامة وهم يلبسون نفس ثياب جهود الامير الجميع كما طلب منهم الامير.
وعادوا ادارجهم مبتهجين بذلك فرحين مسرورين وما ان جلسوا حتى قدم لهم مسؤول الضيافة القهوة العربية التي شربوها بكل نفس وامتنان ومضت ساعات الليل وآرثر اصبح يستعد للعودة من الجنود للمملكة , واتبعوا نفس الطريق التي حضروا منها ويوم ويومان وثلاث إلى ان اصبحوا بعون الله على اعتاب المملكة وقاموا بإعطاء الملك الجوهرة الثانية والثالثة كانت هي الامير نفسها التي وقفت امام الجوهرة وانبعث الضوء مرة ثانية على وجهها حتى زال عنها التشوه بحمد الله وكأن شيئا لم يصب الاميرة ولم يحدث لها وكل ذلك بتوفيق الله لهم لانهم يستحقون وفي مقدمتهم الملك الذي ما عرف يوما البطش ولا الظلم ولا التآمر والتعدي على احد بل كان رجل نبيل من اصل خير وخيٌر بث في بلده ودول الجوال عمل الخير قبل التلفظ به لان العاقبة ستكون على من يعمل الشر وعمت الافراح المملكة عند سماع الخير , وهنا وعد القسم فقد اقسم آرثر في حفل الزواج وعلى المنصة التي كان قد اعدها ان يوفي بوعده واحضر العجوز الغادره واوقفها على المنصة وهي تقف وهو امامها بكل ثقة وشجاعة وامام الجمع الغفير من الامراء والعامة من الشعب قال هذا هو اليوم الموعود ايتها اللعينة ياام غبي الدنيا كم سحقتينا وعذبتينا ويحك على ما تسببتي لنا وكان قد استل سيفه وازاح به راس الغدر من اصل الاوباش الشرذمة ثم وضع السيف على المنصة منتصباً وقفز على الارض وركض إلى ان امسك بيده رأسها وقال لبعض الجهود ضعوه عند رؤوسهم وهذه بأعلى صوته العاقبة .
وتزوجت الاميرة من آرثر وانجبت منه طفلان وعاشا بأمان وإستقرار وإزدهار إلى ان توفي الملك ويليام فكان يوم الحزن العام بالمملكة و دول الجوار حتى اصبحت إليا الملكة ملكة المملكة التي بقيادة آرثر وأستشارته ماخابت ابداً .
قصة امجد محمود حسن الديك.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف