الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مرسي بعد الكرسي بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2012-08-06
مرسي بعد الكرسي  بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
مرسي بعد الكرسي

ذهلت بشدة بعد أن قرأت سيرة هذا الرجل (محمد مرسي) هنا :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%85%D8%B1%D8%B3%D9%8A

رجل بهذه العقلية العلمية والأكاديمية , وبهذه التجربة الحياتية المليئة بالنجاح والتفوق والعبقرية والأهم ( حسن الخلق والسيرة النظيفة ) , تأملوا سيرته وسيرة أبنائه وأحداث الثورة معهم لتفهموا الرجل وأسرته جيدا , ليس مهما عندي الآن كيف سيحكم مصر , ولكن قبل ذلك أليس من الفخر أن يصل رجل بهذا المستوى العلمي والمهني والفكري لحكم أكبر دولة عربية ؟
ما الذي يمكن أن تحدثه حكومة (تكنوقراط) وعلى رأسها رجل كمرسي من تغيير لأي بلد لو لم تقف أمامه أي عوائق داخلية وخارجية ؟
مصر اليوم غير مصر الأمس بكل المقاييس , ودون الدخول في تفاصيل , اليوم هناك ما يعرف ( بثورات الجُمع ) والتي لن تجعل أي رئيس مصري من أن يمارس أو يتستر على أي فساد سياسي أو اقتصادي ممكن , كل الرؤساء القادمين لمصر سيكون في مقدمة اهتماماتهم رأي رجل الشارع البسيط قبل كل شيء , ربما هذا يخلق نوع من الخوف من فوضوية مطالب الجماهير , وربما تستغل بعض الجهات هذه الظاهرة لتمرير أجندات خاصة , ولكنها ستكون أشبه بصمام أمان ضد أشكال الفساد المعهودة سابقا .
مرسي كما تخيلته بعد أداء العمرة وبعد فوزه بالرئاسة , يُستقبل استقبال الزعماء , السفر بطائرة رئاسية , استقبال حافل من كبار المسئولين في السعودية , موكب ضخم يتوجه به لمكة , النزول في أفخم أماكن الإقامة التي يتخيلها الإنسان بمكة , تناول أفخر وجبات الطعام , طواف وسعي دون الاضطرار للتدافع والازدحام .
هذا غير مرسي الذي كان لأشهر قليلة يركب طائرة عادية وينزل كما ينزل أي معتمر مصري عادي , ويحمل أغراضه ويزاحم ويَدفع ويُدفع , ازدحام وعرق وروائح وحر , وربما عند الذروة قليل من الشتم ونظرات الاشمئزاز والقرف , وربما النزول في فنادق عادية وغرف مزدوجة وانتظار الدور للدخول في الحمام , مرسي ينزل من غرفته للشارع يبحث عن وجبة طعام أو قارورة ماء , وربما يجري من فندقه ليلحق بالصلاة .
مرسي قبل الكرسي غير مرسي بعد الكرسي بشكل استثنائي عجيب , لماذا ؟
لأن مرسي ربما أول زعيم عربي يخرج من بين طبقات المجتمع المصري العادي , الرجل الذي سجن وأهين , وربما يتذكر بعض جيرانه (ربما) عندما شتموا مرسي ذات يوم وربما تشاجر (الريس) مع أحدهم ذات يوم !
مرسي حالة استثنائية حقيقية عبر تاريخنا العربي السياسي .
لو سقط مرسي في اختبار التاريخ في هذه المرحلة , فمن يقدر على تغيير الواقع المصري خاصة والعربي عامة بعد فشل رئيس بهذه المواصفات الاستثنائية , و بمساعدة حكومة (تكنوقراط) من المفترض أن تكون أفضل نتاج يمكن لحكومة سياسية تظهر على سطح السياسة العربية الحديثة ؟؟.
لأجل الأجيال العربية القادمة ادعوا لمرسي بالتوفيق , ليس لأنه رئيس مصر , وليس لأنه محمد مرسي العياط , بل لأنه نموذج لمسئول عربي لا يُشك في قدراته العلمية ولا في ثقافته ولا في مسيرته الحياتية المثالية , ولا في نظافة يده وتاريخه السياسي والاجتماعي والأسري (إن شاء الله) .

ولو لم يساعد الشعب المصري مرسي على إنجاز مهامه الصعبة وساعده في تذليل كافة العقبات المحتملة , وإعطائه الوقت والثقة والمساندة لإكمال فترته بالمثالية المأمولة بعد كل هذه الثورة وطي صفحة تاريخية من الحياة السياسية المصرية (وربما) العربية , فهنا فقط نقول لكل العرب لن تستحقوا ( الديموقراطية ) الحقيقية أبدا .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف