الأخبار
"إعدادنا مستمر".. كتائب القسام تبث مشاهد حديثة من تجهيز عبوات ناسفة بغزةمصر ترفض دخول قواتها إلى قطاع غزة وتتمسك بموقع معبر رفحهل أوشكت إسرائيل على دخول حرب أهلية؟خطة إسرائيلية لبناء معبر رفح البري في موقع جديدالاحتلال يوسع المنطقة العازلة بمحور فيلادلفيا ويخطط لمعبر جديد للسفرمحلل سياسي: حماس الأكثر دهاء بالمعارك العسكرية مع إسرائيلالصحة بغزة تناشد لإدخال وقود عاجل لمنع توقف محطات الأكسجين في المستشفياتسموتريتش: لا مفر من حرب حاسمة مع لبنانإسبانيا تطلب رسمياً الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"إدارة بايدن تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار بغزةاطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤوليةجيش الاحتلال يشن عملية عسكرية مباغتة في حي الشجاعية ونزوح آلاف المواطنين
2024/7/1
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حقد أنثى بقلم نادية مداني

تاريخ النشر : 2012-08-03
في مدينة صغيرة هادئة هدوء السماء وبرودة النار، تعيش أحلام الفتاة رائعة الجمال ، فاتنة العينين لا تعرف في الدنيا إلا التسامح والابتعاد عن المشاكل قدر المستطاع ، لكن شاء القدر أن يكون جمالها سبب تعاستها لأنه حرك الغيرة وكيد النساء.
كانت أحلام فتاة ذكية وذكاءها هذا رشحها أن تكون أستاذة فلسفة بالدرجة الأولى، مما جعلها محط أنظار المعجبين من الأساتذة فكان من بينهم أستاذ وسيم تفتن به العذارى،لكن قلب ذلك الفتى خفق إلا لأحلام ، فكتم الهوى لكن نظراته فضحته وحركت نار الحقد بقلب إحدى المعجبات ، فقررت أن تنهي هذه المسألة وتحول النظرات إليها.
بينما أحلام منهمكة في تقديم الدرس لاحظت أن إحد ى تلميذاتها تائهة شاردة، مما أثر هذا على مردو دية نقاطها ، فحاولت بقلبها الحنون أن تساعدها، فاستفسرت واكتشفت أن تلك الفتاة تعاني نوعا من الصرع ، وهو مرض نفسي ولكي تخرجها من معاناتها ، بحثت عن أحد يساعدها ويدلها على دكتور نفساني خبير ، فأول من استشارت صديقة تعرفها من بين الأساتذة ولسوء حظها أن استعانت بإحدى الحاقدات ووقعت في فخ التخطيط.
كانت أستاذة أدب عربي تنحدر من عائلة ثرية سليطة اللسان تهوى امتلاك كل شيء ما دام في نظرها أن كل شيء يشترى ويباع ، فهي عندما تقرر أن تصل لشيء فمالها جسره حباله واهية، وكيف لا وهي مثلا وببساطة اشترت منصب أستاذة لغة عربية وفي أحسن الثانويات وهي التي لا تفقه في اللغة شيء ، لصعود الجبال أسهل لها من إعراب جملة......
- تدخل "أحلام "قاعة الأساتذة بابتسامة خجولة وبصوت رقيق منخفض تقول: "ليلى" أختي دقيقة واحدة ، أحتاجك في أمر ضروري
تنتفض "ليلى" من مقعدها وتمنت في أعماق قلبها لو أن الأرض انشقت وبلعتها أحسن لها من أن ترى نظرات ذلك الأستاذ الوسيم تكاد تأكل "أحلام" بنهم جائع يتضور في صمت، وكيف قفزت نظراته دون استئذان وعانقت ابتسامة "أحلام" بشغف عاشق لم ير
فتاته دهرا.
ترسخ ذلك المشهد في ذاكرة "ليلى "وغذى خيالها وشجع عقلها ونشط خبثها.
فقالت : أهلا عزيزتي كيف أحوالك
ترد أحلام بحسن نية : أنا بخير، لكن أحد تلميذاتي تعاني ورأيت أنه من واجبي مساعدتها
تقول ليلى: فيك الخير وماهو المطلوب مني؟
أحلام : أعلم أنك تملكين "النت" في البيت وسمعت انه يمكنك الاتصال بأكبر دكاترة علم النفس والاستفسار عن مرض الصرع النفسي؟
تقول ليلى: طبعا هذا فقط طلبك ، على عيني وراسي الطلب غالي والثمن رخيص ، غدا سأحضر لك عنوان أكبر دكتور نفساني
فرحت "أحلام "كأنها طفلا لتوه أعطوه لعبة أيام العيد ، لكن تلك اللعبة على شاكلة هدية ستنفجر في قلب "أحلام " لتجعل منه حطاما تذروه الرياح .
في صباح يوم مدرسي ومع انتهاء تحية العلم تلك العملية المكررة كل يوم مساءا وصباحا لغرس الروح الوطنية،فتحية العلم جزء من التاريخ والتاريخ يجب أن يقرأ ويسمع ، فنحن نعاني ضعف في الذاكرة نتيجة تراكمات المشاكل الاجتماعية والضغوطات النفسية، فنحن بحاجة إلى صناع الحياة وحشد من الدكاترة النفسانيين ليتبين أننا في النهاية نعاني إكتئاب وراثي ؟وربما صرع نفسي؟
يقول التلاميذ بصوت جماعي مرتفع
فاشهدوا فاشهدوا فاشهدوا
ليلى: صباح الخير "أحلام"
أحلام: صباح الخير حنونتي هل من أخبار
ليلى: إنشاء الله
تدخل" ليلى" يديها في جيبها تسحب ورقة بيضاء ، كما تسحب مسدس كاتم صوت ، تسلم الورقة لأحلام كأنها تعطيها وصفة طبية لمرض خبيث مستعصي
تقول ليلى:خذي دونت في هذه الورقة رقم هاتف طبيب نفسي
تمد "أحلام "يدها لاستلام الورقة لتستلم شهادة وفاة لمشاعرها ومرض مزمن يصاحبها مدى الحياة
يدخل التلاميذ الأقسام ، المراقبين في الإدارة
ينتشر الصمت ليعلن بصرخة وقحة عن وجود خيانة من نوع آخر، تغلق أبواب الأقسام لتخفي وراءها مثقفون يمارسون مهنتهم بنوع من الرتابة والملل، بعدما أفرغوا جزء من مكبوتا تهم في غثاء اختلطت فيه الأصوات
يتصنعون الحب فيما بينهم يتصافحون كل يوم ويسلمون بالتحية بعدما اجتمعوا بالأمس على شرف أحدهم في مؤدبة طبقها الرئيسي لحم مطبوخ حلال!؟
عادت "أحلام" إلى المنزل بعدما بذلت جهد كبير في العمل، فمهنتها ليست بالسهلة لأنها أستاذة فلسفة، يعني أستاذة مصطلحات وما أصعب أن تجد أكثر من تعريف لمصطلح واحد؟بعدما أنهت أشغالها المنزلية وحظّرت مذكراتها بنشاط، تذكرت واجب آخر يدعوها، ومشكلة تبحث عن حل وهي لا تستطيع أن تتجاهل هذا الموضوع أخذت هاتفها دونت عليه رقم الهاتف المكتوب على الوصفة الطبية .
فإذا بصوت ساحر يرد :ألو نعم من المتصل
أحلام : ألو أستاذ ،عفوا أنا أستاذة فلسفة وأريد أن أستفسر عن أمر وأريد أولا معرفة اسمك
حليم : صوتك جميل ،اسمي حليم
أحلام :عفوا سيدي ،حسب طريقة ردك لا أظنك أستاذ
حليم:لا لا أنا أستاذ وأستاذ كبير ، ماذا تريدين؟
أحلام: أظن أن صديقتي ليلى شرحت لك الموضوع
أحلام : نعم ، موضوع تلميذتك
أحلام : نعم ، موضوع تلميذتي
حليم ليست هناك مشكلة سنناقش الموضوع لاحقا ، انجذبت أحلام نحو صوت حليم ، وأصبحت تريد سماعه كل يوم ، لكن حليم كان فتى مراوغ وذا ألاعيب.
استمرت العلاقة عاما كاملا بالهاتف حتى قررا أن يلتقيا، فكان الموعد وحدث اللقاء ،لكن قلب حليم قاس فلم تستطع "أحلام" بجمالها أن تحرك فيه أي شعور ،لكن بذكائها استطاعت أن تكتشف أن هذا الفتى غير منسجم، وأرادت أن تختبر وفاءه،فغيرت رقم هاتفها وغيرت صوتها وحدثته بالهاتف على أساس أنها فتاة لازلت تدرس بالجامعة وأخطأت في رقم هاتفه، لكن "حليم "رد عليها وطلب منها التعارف ساعتها انكسر بداخل "أحلام" ذلك الحلم الجميل الذي عاشته لكنها استمرت في لعبة الهاتف حتى أوقعت "حليم" في حب تلك الفتاة المزعومة.
مرضت" أحلام "مرضا شديدا من تأثير الصدمة وأصبح لديها مرض القلب لأنها صاحبة حس مرهف لكنها لم تغفر لمن كانت تتدعي أنها صديقتها، وعرفت ساعتها أن مصطلح الصداقة يحتاج لأكثر من دراسة ومجهر وأستاذ لتوضيح معناها ، لكن يا للأسف هذه هي ضريبة التكنولوجيا وأحلام كانت المستهلك الأخير الذي يقع عليه عبئها.
بقلم نادية مداني
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف