الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الختيار .. والكلاب بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2012-07-28
الختيار  .. والكلاب  بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
( الختيار) .. والكلاب
حسنا .. بعد 9 أشهر من التحقيق الذي قامت به قناة الجزيرة لمعرف من وكيف قتل ( الختيار ) عرفات , وبعد 8 سنوات ومحاولة 50 طبيبا في كافة التخصصات ثم عجزهم عن فك رموز موت عرفات , بعد عام 2000 وانهيار محادثات السلام كشر شارون عن انيابه وألقى اللوم على الختيار , يقول (محمد رشيد) المستشار السابق ( للختيار ) أنه تلقى تهديدا مباشرا من رئيس وزراء العدو بمحو من يهدد شعب اليهود من الوجود (وربما إشارة لأول تهديد بالقتل موجه بشكل مبطن ( للختيار ) , حوصر عرفات في غرفتين برام الله عام 2002 , و أفشى رئيس وزراء فرنسا الأسبق (دومينيك) بسر سياسي وهو نظرة الفرنسيين والإسرائليين والأمريكان نحو الختيار بأنه الشيطان الذي يعيق عملية السلام , واعتقد بعض الصهاينة أن التفاهم مع خلفه سيكون أسهل ( وكأن خطة التخلص من الختيار قد وضعت ) , الختيار مازال متمسكا بسلطته بعد عزله سياسيا وجفاء الأصدقاء قبل الأعداء له , وبقي الخيار الأسهل ( اغتيال الختيار ) .
2004 أصبح معلوما للجميع نية شارون بتصفية الختيار .
12 من أكتوبر/تشرين الأول 2004 بدأت أعراض غامضة تتملك الختيار , كان يشعر بالإغماء المصاحب للغثيان والقيء وآلام البطن , ورأى الأطباء مبدئيا أن هذه اعراض عادية ربما لإنفلونزا قديمة , وبعد تدهور حالته استعين بفريق طبي مصري والذي عزى حالته لالتهاب معوي .
عندها أسندت حالة الختيار للبرفسور السويسري (باتريس مانجين) , بعدها بأيام بدأت الحالة بالسوء أكثر , وباتت متابعة الحالة في رام الله مستحيلة , فيجب نقل الختيار لمستشفى حديث فيه إمكانيات متقدمة , وبدأت مفاوضات نقله لفرنسا مع الصهاينة بعد فشل موجات من الأطباء العرب في معرفة حالته أو التخفيف منها .
وافق الصهاينة بسفره , بل وبعودته إن عاد حيا ( وكأنهم يتهكمون ويدركون أنه لن ينجو) .
تحسنت حالة الختيار في مستشفى بيرسي العسكري , ثم حدثت الانتكاسة الخطيرة بشكل مفاجئ , وبدأت الغيبوبة الغامضة , ثم الوفاة .
ليس مهما ما جاء في تقرير الجزيرة في رأيي بعده لكلام السيدة سهى عرفات أو كيف مات وعجز أفضل أطباء العالم في كشف غموض موته , وليس مهما هل مات بالسم أو الكوكايين أو الإيدز أو تليف الكبد أو السرطان , ولا غضب سهى عرفات من المتسابقين على كرسي الختيار ورسالتها للشعب الفلسطيني ( بأن حفنة من المستورثين قادمون غدا إلى باريس يحاولون دفن أبو عمار وهو حي ( , فمن الطبيعي بعد موت الختيار أن يكون هناك (وارث للمستورث) فلماذا تغضب سهى من ذلك ؟
الآن نحن في 2012 , وحقيبة عرفات الخاصة لدى السيدة سهى , وفشلت كل التحاليل للكشف عن أي نوع من السموم المعروفة تسببت في موت الختيار .

ثم جاءت قصة (البولونيوم) الغير مدعوم , والذي يعمل في الجسم كمادة سامة غامضة , ولم تكن العينات المتبقية مثل الشعر والدم والعرق وفرشاة الأسنان كافية لكشف هذا اللغز كما قال الخبراء , فما الحل ؟
ببساطة عينة من جثة الختيار ,
ربما ستمضي الجزيرة في هذه الخطة حتى نهايتها بالتعاون مع السيدة عرفات , ولا أعرف لماذا سكتت السيدة عرفات كل هذه السنين عن كشف غموض مقتل الختيار حتى الآن ؟
وبالرغم من وجود شكوك ودلائل قديمة وتصريحات علنية ومغلفة عن مقتله أو موته أو نية اغتياله إلا أنها لم تحرك ساكنا طوال سنوات , حتى جاءت الجزيرة وأقنعتها بفتح تحقيق بهذا الخصوص !
أنا لن أشكك في نوايا السيدة عرفات , ولكن ربما تتبادر لذهني توقعات وربما من المؤكد راودت البعض أيضا , فهل توجه السيدة عرفات مبني على مصالح ما دية من الجزيرة ؟ أو ربما بتفكير ذكي تتحول المسألة مستقبلا لنوع من الضغط السياسي والجنائي ضد الصهاينة لو أثبتت التحقيقات تورطهم بمقتل ( الختيار والمناضل التاريخي ) والخروج بمقابل مادي ضخم لسحب طلبها بتشريح جثة ( الختيار ) .
ما يقودني لهذه الأفكار ربما عدة أمور مثل :
- الجزيرة تعرف والسيدة عرفات تعرف وكل العالم والعرب يعرفون أن عرفات لو مات مقتولا بأية طريقة وكانت إسرائيل وراء قتله فلن يحركون ساكنا حتى لو امتلكوا عشرات الأدلة والشهادات والوقائع .
- إسرائيل اغتالت شعب واغتصبت أرض وقتلت أطفال ونساء وشيوخ ولم تهتز لقادتها شعرة واحدة , فهل سيرتعدون لو أثبتت التحقيقات اغتيالهم لعرفات ؟
- لو كانت إسرائيل تمتلك كل هذا الذكاء لتقتل زعيما عالميا بهذه الطريقة التي حيرت أعتى خبراء العالم , فبدل أن نغضب لتفوقها العلمي والتخطيطي لماذا لا نواجهها بسلاح كسلاحها ونقوم بقتل زعمائها المجرمين بنفس الطريقة ؟
- في حال انتهاء التحقيقات وثبوت تورط الصهاينة بقتل الختيار ما الذي سيحدث ؟
( ربما سبق صحفي وضربة إعلامية لقناة الجزيرة , ومقابل مادي كبير للسيدة سهى , والعار للعرب) .


مازال العرب يتفوقون على العالم بأسره في الحديث عن الماضي , وكأنهم شعراء جاهليين :

إذا بلغ الفطام لنا رضيع ....... تخر له الجبابر ساجدينا

ولكن ما الذي أعددناه للمستقبل مقابل عدو يقتل زعيما عربيا بطريقة أعجزت علماء العالم في اكتشافها !
وكأني بقيادات الصهاينة يتابعون ملف الجزيرة عن مقتل عرفات ويبتسمون ويرددون قول الشاعر العربي :

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً ....... أبشر بطول سلامة يا مربع

نعم ,,,,, ( الكلاب ) قتلت ( الختيار ) فماذا أنتم فاعلون ؟؟؟؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف