الأخبار
دائرة الشؤون الفلسطينية: الأردن يواصل دوره بالتخفيف من أزمة (أونروا) الماليةأميركية تحاول إغراق طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 3 سنواتالاتحاد الأوروبي: إرسال المساعدات دون الوصول إلى غزة "غير مجدٍ"بعد مزاعم تخزين أسلحة داخله.. جولة لوزراء وسفراء بمطار بيروتروسيا: الولايات المتحدة متواطئة في الهجوم الصاروخي على القرمسنجاب تركي يعشق المعكرونة وشرب الشايالمتطرف سموتريتش يهدد بضم الضفة إلى إسرائيلمصدر مصري: القاهرة ترفض تشغيل معبر رفح بوجود إسرائيليمنظمة إنقاذ الطفولة: 21 ألف طفل مفقود في غزةالشركات المدرجة في بورصة فلسطين تفصح عن بياناتها المالية للربع الأول من العام 2024إعلام إسرائيلي: السماح بمغادرة الفلسطينيين من غزة عبر معبر كرم أبو سالمالجيش الإسرائيلي: حماس تعيد تسليح نفسها من مخلفات ذخيرتناالإعلامي الحكومي بغزة: الرصيف العائم كان وبالاً على الشعب الفلسطينيجنرال أميركي: الهجوم الإسرائيلي على لبنان قد يزيد مخاطر نشوب صراع أوسعاستشهاد عسكريين أردنيين اثنين بتدهور شاحنات مساعدات متوجهة إلى غزة
2024/6/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ملعون أبوكم - بقلم : عصام أبو فرحة

تاريخ النشر : 2012-07-26
ملعون أبوكم - بقلم : عصام أبو فرحة
مَلعون أبوكم
بقلم : عصام أبو فرحة
في قلبه من الغل ما يكفي لإبادتهم عن بكرة أبيهم , وفي نفسه من الكبت ما يكفي لإشعال النار تحت أقدامهم , وفي قلمه من الأفكار ما يكفي لفضح قبحهم وزلزلة عربدتهم , وفي شخصه جُبنٌ يثنيه عن فعل أي شيء مما ذُكر .
سيحرقون يدي إن كتبت , وسيقطعون لساني إن تكلمت , وسيبقون في تماديهم أن أبقيت على صمتي , فأي الشرور أصعب وأيها أسهل ؟؟ كان ذلك الحديث يدور بينه وبين نفسه في تلك الليلة , حيث كان بصره معلقاً بشعاع نورٍ ينبعث من المصباح , واستمر الحديث حتى لاح الصباح .
هو : هل كان والدي على حق حين كان يقول لي ( الأيد الي ما بتقدر تقطعها بوسها ) ؟؟
نفسه : وما الذي جنيته من نصيحة والدك في السكوت ولثم الأيادي ؟
هو : عشتُ بأمان ونعمت بالسلام .
نفسه : بل غرقت في الذل وأغرقتني معك , لثمت يد زميلك طفلاً كي لا يصفعك , فلطمك , لثمت قدم زميلتك شاباً كي تحبك , فكرهتك , لثمت يد مديرك كي يرضى عنك , فسبك ومن ثم أقعدك , لثمت أيادي الناس في الشوارع , حتى غدت كرامتك تحت نعالهم , فهل ستلثم أيادي هؤلاء أيضاً ؟؟
هو : وهل لي أن أواجه هؤلاء ؟ وهل أمتلك مقومات المواجهة ؟
نفسه : نعم , فأنك تمتلك قلمك , اسحبه من غمده واشهره في وجوههم .
هو : سيكسرون قلمي إن وقف في وجوههم , وسيحرقون يدي إن كتبت ما يسوؤهم .
نفسه : يدك محروقة من غلك وكبتك , وقلمك مكسور مما تكتبه عن توافه الأمور .
كان بصره ما زال معلقاً بضوء المصباح , حتى أطفأته أشعة الشمس التي بدأت تتسلل إلى حجرته , فملأ النور المكان , وفاض على بصيرته فانتفض , أحس للمرة الأولى أنه يلقي عن كاهله ما يعتريه من توتر وخوف وقلق , فاستل قلمه , وقام من مكانه يبحث عن الورق .
أحضر ورقة بيضاء , وسطر في وسطها العنوان ( ملعون أبوكم ) , نزل إلى بداية السطر الأول فأحس بيده ترتجف , ارتعشت أوصاله , اصطكت أسنانه , تعرق جبينه , وراحت حبات العرق تتساقط من مقدمة أنفه وتستقر فوق الورقة لتنتشر في دوائر شفافة , صاح بعلو صوته :
أيتها النفس اللعينة , تباً لك , تبعتك إلى التهلكة , ما الذي صنعته ؟ كيف طاوعتك ؟ وهل أنا ندٌ لهؤلاء ؟ يا ويلي , سيعلمون بفعلتي , سيحرقون يدي , ذلك إن لم يقطعوها من حدها , كلا وألف كلا , لن أخوض معك تلك المغامرة , اتركيني وشأني .
كان يصرخ بتلك الكلمات وما زال يمزق الورقة إرباً إربا , حتى صارت الورقة كومةً من القطع الصغيرة وكأنها عش فأر , وكان يقلبها ذات اليمين وذات الشمال , متفحصاً تماسك أحرف العنوان , وحيث أن كومة القطع التي آلت إليها الورقة لم تكن قادرة على تهدئة روعه , قام مسرعاً وأحضر ماعوناً وجالون كاز وعلبة كبريت , وبهمة ونشاط , وبتوتر واضطراب , وضع قطع الورق في الماعون وأغرقها بالكاز حتى ارتوت ومن ثم أشعلها .
كان ينظر إلى اللهب فيختلط لون النار بحمرة عينيه , وكانت حبات العرق تتساقط على ألسنة اللهب فلا يدري هل تؤججها أم تحد من اشتعالها , يمد يده بين الحين والآخر ليقلب قطع الورق لضمان اكتمال احتراقها واختفاء حروفها .
وما هي إلا لحظات حتى دوى صراخه ليهز أرجاء المكان , فلقد سحب أصابع يده من بين ألسنة اللهب , بعد أن أصبحت جزءاً من الحريق , حمل كفه المتفحمة بكفه الأخرى وهرع إلى الصنبور , يصب الماء عليها بغزارة ويصيح ألماً , ودون أن يدري كان صوته يعلو فيرتد صداه ليملأ المكان , ودون أن يعي خرجت من بين الأنات والآهات عبارة :
( ملعون أبوكم , ملعون أبوووووووووووووووووووووكم ) .
انتهت
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف