الأخبار
"إعدادنا مستمر".. كتائب القسام تبث مشاهد حديثة من تجهيز عبوات ناسفة بغزةمصر ترفض دخول قواتها إلى قطاع غزة وتتمسك بموقع معبر رفحهل أوشكت إسرائيل على دخول حرب أهلية؟خطة إسرائيلية لبناء معبر رفح البري في موقع جديدالاحتلال يوسع المنطقة العازلة بمحور فيلادلفيا ويخطط لمعبر جديد للسفرمحلل سياسي: حماس الأكثر دهاء بالمعارك العسكرية مع إسرائيلالصحة بغزة تناشد لإدخال وقود عاجل لمنع توقف محطات الأكسجين في المستشفياتسموتريتش: لا مفر من حرب حاسمة مع لبنانإسبانيا تطلب رسمياً الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"إدارة بايدن تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار بغزةاطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤوليةجيش الاحتلال يشن عملية عسكرية مباغتة في حي الشجاعية ونزوح آلاف المواطنين
2024/6/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عيون اصطناعية بقلم:حيدرعاشور

تاريخ النشر : 2012-07-21
قصة قصيرة
عيون اصطناعية
حيدرعاشور
مخلوقة تسر الناضرين ،يهيم بها القلب شغفا يبتسم لها الثغر إعجابا بجمالها الإلهي الناطق بمحياها من أول وهلة لنزولها للحياة وهي تصرخ صرخة تعلن بها وجودها ،وتدغدغ بذلك الصوت شغف الأب الذي طال انتظاره وكثر دعائه حتى استجاب له الخالق بهذا الرزق الذي أثار تعجب القائمين على حضورها للحياة ... عجبا للطفلة بهذه المواصفات الإلهية، الكونية ... النور يشع منها كأنه بياض بدر في سمائه وهو يرسل محبته بخيوط بيضاء على من تقع عليه ناظريه ... عيون كأنهما كوكبان كبيران يعكسان بجمالهما صورة كالمرأة واضحة الانعكاس ،عميقة الغور ...عيون ناطقة بالحياة والجمال والفتنة تغزوان ذلك الوجه البدري المستدير المضيء وتعلو بتقاسيمه تلك الوجنتان التفاحية والأنف المصقول يظلل فمها الوردي المكتنز ... يصدح ويهلهل بالصلوات كل باصر لها ،وينطق بعفوية : إنها ملاك مصغر على الأرض أو شيء من البراهين والمعجزات انتظروا ستتكلم .
هكذا كان الحائطين بها ينتظرون صوتها ... بكت إلام بصوت عال ونطقت بكلمات تريد أن تدفع الحسد عن طفلتها ... الأب استلم النداء وهيم على طفلته التي طال انتظارها فأصبح ظلها أينما تتنقل ، لا يتركها حتى وهي تأخذ جرعتها من صدر امها ،يقف كمظلة واقية عن عيون المتواجدين بل أحيانا يحتضن الام وابنتها وعيناه شاخصتان للسماء ... وبالغ الأب في حبه وحرم ملاكه من أن يراه احد كما حرمها من الظهور تحت سماء ودفئ أشعة شمسها وإنارة قمرها ... حتى اسمها لا يذكره في مجالس الأحبة والأصدقاء ويستعيذ بالله بوجه كل من يلفظ اسم ملاكه المقدس ... أصبحت الطفلة إلهة الجمال والسعادة يعبدها الأبوين... واحتوت معجزاتها الجمالية كل الصفات المؤثرة والملفت للنظر وهي تنمي السرور والخوف فيهم وهم يحيطونها برعاية قلة نظيرها وهي تكبر يوما بعد يوم ليصبح عمرها سنة كاملة لم تراه غير عيون عابديها وجدران البيت حتى حين تمرض علاجها موقعي لا خروج ولا معاينة وزادت أعراض مرضها وذبلت الطفلة بين يدي والديها وأوشكت على الموت بل الموت كان مرابط لها مما اضطر الأب أن يختار طبيبا خاصا للكشف عنها وما أن فحصها الطبيب وعمل كل الأمور الطبية أعلن بان علتها متفاقمة وهي في أيامها الأخيرة في توديع الحياة ... جن جنون الأب وهو ينظر الى طفلته ذو العيون الكروية البارقة واللامعة وذات الوجه الملائكي ويمسح على جبينها بألم وهو يحملها عائدا الى بيته ولي أول مرة يخرج بها من عيادة الطبيب كاشفا وجها ليشاهدها الناس وليلقوا عليها النظرة الأخيرة وهم يهمسون بجمالها والأب يبكي بصوت أجش لا ينظر الى احد حتى دخل داره ورماها على فراشها بقوة وهو يقول : هذه هي عطيتك يارب ... ما أن سقطت الطفلة حتى تتحرجن عيونها على الأرض وتحت أقدام والدها فقفزه مرعوبا وهو ينظر للعيون تتدحرج ككرات على الأرض وانطفئ وجه الطفلة وهي مبتسمة غير باكية وأصبح وجهها عبارة عن نقرتان عميقتان فارغتان ... والأب أصبح كالخشبة يابسا اختفى أنينه وبكائه وصراخه وهو يشاهد أمرا لم يتوقع حدوثه حتى ولو في الأحلام أمرا مرعبا شل تصرفه وأمات سوا كنه حتى جاءت زوجته لتتمرغل على جسد طفلتها معتقدة وفاتها لكن الطفلة لم تمت وهي تناغي امها حملتها الام وخرجت الى بها الى المستشفى ولحقها الأب بعيون ابنته واضعا أيهما في ماعون الأكل .... أثار الموقف تعجبا أكثر بين الأطباء والمختصين ادخلوا الطفلة غرفة العمليات لساعات طوال وبانت النتيجة إن لا عودة للعيون الكبيرة ... ستبقى الطفلة هكذا مدى الحياة ... نظرت الام الى زوجها وهي تستمع الى نتيجة الطبيب وترمقه بنظرة قاسية وهي تقول للطبيب:
_ هذه نتيجة طبيعية لغضب الرب على الأب الأناني الذي لا يحمد النعم.
سقط الأب على ركبتيه وهو يكرر استغفاره للجليل القوي ويتذكر حين رمى ابنته وهو جاحد لنعمة الله فقد السيطرة على نفسه واخذ يضرب رأسه بقسوة حتى أدماه ولم يتوقف عن ضرب نفسه ... حاول الكثير منعه ولكن لا محال حتى جاء صوت زوجته وهي تمسك برأس ابنتها العمياء.
- قم واذهب لبيتك وافعل ذلك بقوة عسى الله أن يغفر كفرك ويطيل عمر ابنتك في بحاجة الى رعاية بدلا من إخفائها عن أعين الناس .
فعلا نهض وستدار ومشى بخطى ثقيلة وهذه المرة الأولى منذ ولادة ملاكه يتركها لوحدها وبين أحضان أمها... سارت الأيام وكبرت الملاك الأعمى لتكون جميلة الجميلات بعيون اصطناعية .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف