الأخبار
إسبانيا تطلب رسمياً الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"إدارة بايدن تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار بغزةاطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤوليةجيش الاحتلال يشن عملية عسكرية مباغتة في حي الشجاعية ونزوح آلاف المواطنينمقتل ضابط إسرائيلي وإصابة 16 جندياً باستهدافهم بعبوة ناسفة في جنينأفضل وسطاء الفوركس لتعزيز تجربتك في تداول الذهبأولمرت يشن هجوماً على نتنياهو ويتهمه بالتخلي عن الأسرى الإسرائيليين وإطالة أمد الحربالبيت الأبيض: ندعم إسرائيل بالسلاح ونقدم مساعدات إنسانية لغزة.. ولا نرغب بحرب في لبنانالمتطرف بن غفير: سياستي حصول الأسرى الفلسطينيين على الحد الأدنى من الطعامتقرير: تكتيك حماس العسكري يحرم إسرائيل من النصرأردوغان: نتنياهو يسعى لشن حرب في لبنانأونروا: انهيار شبه كامل للقانون والنظام في غزة
2024/6/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحلاق و الضحية بقلم:توفيق عبيد

تاريخ النشر : 2012-07-18
االحلاق و الضحية " قصة قصيرة "
للروائي توفيق عبيد

إنها قصة الطفل الضحية لؤى ... ضحية جريمة من أعظم الجرائم , وأقبح الذنوب , تدل على انتكاس الفطرة و ضعف العقل وقلة الديانة , عاقب الله سبحانه وتعالى فاعليها بما لم يعاقب به أمة من الأمم ... جعل عاليها سافلها و أمطر عليهم حجارة من سجيل .
أسرة أبو لؤي أسرة سعيدة مستقرة لها من الأبناء ولدان و بنتان أكبرهم لؤي في الصف الثاني الابتدائي.. حوالي ثمانية أعوام .
لؤي أبيض البشرة ,أشقر الشعر, أزرق العينين ,أحمر الخدين , ذهب الي مدرسته في الصباح و حين عودته ظهراً قابله جارهم الحلاق ... مألوف الوجه , معروف في الحارة , طلب منه مرافقته للصلاة ظهراً , ذهب به الي المسجد ...استدرجه الى أحد الحمامات وفي المتوضأ أجبره تحت التخويف و التهديد ... بالقوة خلع ملابسه و اغتصبه ... لوط به غصباً !!! أشبع غريزته الحيوانية المريضة ثم شعر بالانتعاش وهدد الطفل ألاّ يتحدث أو يتفوه بأى كلمة و الا قتله ... جرد عليه مسدسه الشخصي وصوبه الى منتصف رأسه قائلاً :
- سأقتلك لو تفوهت بأية كلمة !!! تأخر لؤى عن البيت , افتقدته أمه , ووالده كان في عمله , ذهبت الأم الى جده و هي مضطربة وحكت له عن قلقها عن ولدها , اجتمع أعمامه و تفرقوا يبحثون عن لؤى , عصراً عاد لؤى الي البيت مطأطئ الرأس , شاحب الوجه , دموعه على خده , سأله جده :
- أين كنت يا لؤي ؟
لم يُجِب ... الصدمة أسكتته و الخوف أفقده النطق .
سألته أمه :
- لماذا تأخرت يا لؤى ؟
لم يجب... تمترس خلف جدران الصدمة و أبحر في خوفه و اختفى بيت ثنايا صمته الحزين
أخذته أمه الى البيت و حاولت استدراجه في الكلام و لكن دون جدوى .في المساء عاد والده من عمله , حاول استدراجه و استنطاقه و لكن المحاولات كلها باءت بالفشل .
زارتهم الجارة أم أحمد ... جارتهم قريبة منهم و تحب لؤى و يلعب دائماً مع اولادها الذين هم في مثل سنه , أخذته الى بيتها ... أخذت تتودد اليه و تكلمه بحنان ...
قالت له إنها لن تقول لأحد و لن تخبر أحد بسره ,بعد جهد جهيد و محاولات كثيرة فاشلة , أخبرها لؤى بما حدث معه , الجارة أخبرت الأم و من ثم انتقل الخبر الى والده و أعمامه وجده .!!
ثارت حمية هذه العائلة و أخذوا يتوعدون و يهددون و ذهبوا جميعاً الى بيت الحلاق ,
و جدوا الحلاق مستلقي على الأريكة و يتفرج على التلفاز و يشرب الشيشة و ينفث الدخان و يحلق في سماء المتعة .
أخذوا يستفسرون عما فعله بابنهم ... اعترف بانه الفاعل ... قالوا له :
- سنبلغ الشرطة !!
- إذا بلغتم الشرطة ستندمون !! و لن تبقوا في هذه المنطقة ... و إذا أردتم أن تبقوا في بيتكم لا تبلغوا الشرطة و قفلوا على الموضوع !!
- صاحوا جميعاً سنبلغ ... بل سننتقم !!
- أعلى ما في خيلكم إركبوه !!
رجعوا الي البيت للتفكير و التشاور فيما سيفعلون في مأزقهم .لكن الحلاق لم يسكت و اتصل بعمه أبو البراء الذي يتبوأ مركزاً مرموقاً في الحكومة و اتصل بابن عمه أبو جعفر القائد في كتائب عسكرية تسد عين الشمس ... حشد عشرات المسلحين و نشرهم قبالة بيت الحلاق و توجه أبو البراء الى بيت أبو لؤى و خاطبهم قائلاً :
- يا إخوان الموضوع موضوع عرض و شرف ناس !! و الصحيح أن نلم الموضوع و نستعين عليه بالسر و الكتمان ... يا إخوان الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ...
صاح أبو لؤى .. أتريدنا ان يُهتك عرضنا و نُغتصب و نسكت ؟!! أن نبتلع الحسرة و الصدمة و نقول : سماح ... المسامحين غلبوا الصالحين !!
- أنتم الضعفاء و نحن الأقوياء !! عليكم ببيع البيت و الرحيل وأداً للفتنة !!! قذف أبو البراء بهذه الكلامات في وجوه خصومه ... في وجه ضحيته و انصرف !!
ثارت أم لؤى كلبوة جريحة ترى في شبلها لقمة سائغة لأنياب الضباع ... ابنها تلتهمه الصدمة و يلفه الذهول , يهرب الى النوم الكثير ... يصرخ أثناء النوم وسرعان ما تتلقفه اليقظة بمأساتها وذكراها الأليمة ... تفيض عينيه بالدمع و ما يلبث أن يعاود الخلود للنوم ... أخذت أم لؤى تصرخ ... لا بد أن ينال من هَتك عِرض ابني جزائه ... لا ... لا لن يفلتوا من العقاب !!
خرج أبو لؤى يتفقد إخوانه ووالده بالجوار و يستطلع الأخبار ... جائته أخبار عسكرة باب الحلاق ... عاد مطأطئ الرأس و كتب على جدار بيته الخارجي " دار للبيع " ودلف الي البيت فسقط نظره على حطام لؤى ... و أخبر زوجته بالوضع ... سقطت مغشياً عليها ... نقلوها الى المستشفى ... كشف عليها طبيب الطوارئ ... الحالة تعرضت لنوبة قلبية حادة ... قال الطبيب : عظم الله اجركم !!!
خرج أبو لؤى من المستشفى يحدث نفسه ببيع الدار و شراء أسلحة ... رصاص ... قنابل ... موت ... قتلى ... و جرحى ... لكن هاجس في داخله كان يصرخ ... ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب !!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف