الأخبار
"إعدادنا مستمر".. كتائب القسام تبث مشاهد حديثة من تجهيز عبوات ناسفة بغزةمصر ترفض دخول قواتها إلى قطاع غزة وتتمسك بموقع معبر رفحهل أوشكت إسرائيل على دخول حرب أهلية؟خطة إسرائيلية لبناء معبر رفح البري في موقع جديدالاحتلال يوسع المنطقة العازلة بمحور فيلادلفيا ويخطط لمعبر جديد للسفرمحلل سياسي: حماس الأكثر دهاء بالمعارك العسكرية مع إسرائيلالصحة بغزة تناشد لإدخال وقود عاجل لمنع توقف محطات الأكسجين في المستشفياتسموتريتش: لا مفر من حرب حاسمة مع لبنانإسبانيا تطلب رسمياً الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"إدارة بايدن تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار بغزةاطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤوليةجيش الاحتلال يشن عملية عسكرية مباغتة في حي الشجاعية ونزوح آلاف المواطنين
2024/7/1
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سرقة في وضح النهار-قصة صحفية بقلم: نصير أحمد الريماوي

تاريخ النشر : 2012-07-11
سرقة في وضح النهار-قصة صحفية بقلم: نصير أحمد الريماوي
قصة صحفية
سرقة في وضح النهار
بقلم: نصير أحمد الريماوي

10/7/2012م
كان الجو حاراً جداً، وحركة الناس قليلة في الشوارع والطرقات، قَدِمَت سيارة "مازده" سكنية اللون، تحمل لوحة صفراء ظهر يوم الأربعاء الماضي4/7 إلى بلدة "بيت ريما"، ويقودها رجل كَهل أشيب، وأسمر اللون، ومتوسط القامة يرافقه شاب، توجها إلى محل "الأُخوّة" التجاري وسط البلدة وابتاعا عددا من أوعية الزيت البلاستيكية صفراء اللون.. دفعا ثمنها لصاحب المحل ثم توجها إلى منزل المواطن" أشرف عبد الحميد" الواقع بمحاذاة الشارع مباشرة ويلتف حوله سور إسمنتي.. وهذا الشخص سائق سيارة أجرة عمومية، ويعيش هو وأسرته المكونة من سبعة أنفار من جهده وعرقه اليومي بالإضافة إلى ما تنتجه أشجار زيتونه الموروثة عن المرحوم والده...
لم يستطع هذا المواطن تسويق إنتاجه من الزيت في موسمه بسبب قلة الطلب مع إغلاق الأسواق الخارجية أمام الإنتاج الفلسطيني بشكل عام سوى النَزر القليل منه، لذلك احتفظ بزيت الموسم الماضي داخل براميل في منزله لحين الفَرَج..
مرت الأشهر تلو الأشهر، وزاد جنون ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة اليومية الأمر الذي أدى إلى ضيق حالته الاقتصادية وتضعضعها فقرر أن يبيع جزءا من زيته المُكَدس لسد حاجاته المعيشية الضرورية وفَكّ أزمته المادية..
توجه "أشرف" إلى بعض الأشخاص الذين يتعاملون بتجارة الزيت وأبلغه بأنه يرغب في بيع كمية من زيته إذا وجَدَ له الشاري، أو إذا سأله بعض التجار في مدينة رام الله عن زيت أن يَدُله عليه..
على ما يبدو أن هذين الشخصين عَلِما بأمر الزيت من خلال هذا الدَلّال المذكور الذي يُعتَبرُ مصدراً موثوقاً بالنسبة لـ "أشرف" فهو الذي دَلّهم عليه بناءً على طلبه بحسن نية ودون أن يعلم بما تخفيه الصدور..
طبعا هذان الشخصان وصلا المنزل.. ترجلا من السيارة.. طرقا الباب الخارجي..
أشرف: من الطارق؟
- جئنا لشراء الزيت، لقد بعثنا إليك "فلان"، هل هذا هو منزل أشرف؟
- نعم، تفضلا.. تفضلا..
أنزلا أوعية الزيت البلاستيكية من السيارة التي بقيت مُصطَفّة على رصيف الشارع العام.. دَلفا إلى المنزل.. انهمك "أشرف" في مساعدتهم في حمل الأوعية ووضعها بالترتيب بجانب براميل الزيت.. اتفقوا على سِعر كل وعاء زيت يحتوي على خمسة عشر كيلو غراما بخمسة وأربعين دينارا أردنيا..
ابتهج هذا المواطن.. وانفرجت أساريره.. سألهما: من أين أنتما؟
- من منطقة القدس!!
طلب "أشرف" من زوجته بأن تُجَهّز القهوة العربية لإكرام الضيفين أثناء تعبئة الأوعية.. لكنه لم يتحقق من اسميهما وهويتيهما الشخصيتين طالما جاءا عن طريق الشخص الذي وثق به..
فتح أغطية البراميل باسم الله، وبدأ يعبئ في الأوعية الواحد تلو الآخر، ويقوم هذا الرجل مع الشاب بنقل كل وعاء يمتلئ فوراً إلى الخارج، ويضعاه في صندوق السيارة الخلفي أولاً بأول!! بينما ظلَّ "أشرف" منهمكاً في التعبئة داخل المنزل مع أولاده.. امتلأ صندوق السيارة.. أغلقاه.. ثم طلبا من "أشرف" بعضاً من القطع البلاستيكية لوضعها على المقاعد الخلفية داخل السيارة تحت الأوعية المليئة المتبقية حتى لا تتلوث حسب قولهما له.. أحضر لهما بسرعة قطعة بلاستيكية.. وضعاها على المقعد الخلفي ثم بدأا بنقل الأوعية المليئة المذكورة وترتيبها على المقعد بجانب بعضها البعض حتى وصل عدد الأوعية ثلاثة عشر وعاءً..
هنا، بدأ هذا الرجل الطاعن في السن يتغير سلوكه و يتحجج بأنه يعاني من مرض السكري وأعراضه وأنه بحاجة إلى الذهاب إلى الدورة الصحية باستمرار للتَبوّل.. استأذن وخرج ثم عاد.. وبعد دقائق قليلة استأذن مرة ثانية لنفس السبب.. ذهب ثم عاد.. حمل الشاب الوعائيين الأخيرين أخرجهما إلى السيارة وامتلأ داخلها مع ما في الصندوق بخمسة عشر وعاءً، ولم يبقَ سوى المقعدين الأماميين ..
سمعت الأشيب يقول لوالدي: بأن زيتكم من النوع الجيد، و سأعود ثانية للشراء من عندكم!! ثم عاد واستأذن مرة ثالثة بحجة السكري.. وطلب من الشاب المرافق أن يسبقه لتوضيب السيارة.. خرج الشاب بسرعة.. جلس خلف المِقوَد.. ثم لحق به هذا المُسن.. كما لاحظتُ شيئا غريبا بينهما لم أفهمه.. ولم يخطر في بالنا قطعا أنهما لِصّان... لقد تظاهر "أبو السكري" بأنه يُرتب في الأوعية.. ثم أعطاني مقعد الأطفال الآمن الذي كان موجودا على المقعد الخلفي لاستغلال مكانه- وما زال عندنا- ثم عُدت إلى داخل المنزل لمساعدة والدي.. هذا ما قاله "محمود" ابن أشرف...
طبعا هذان المُحتالان استغلا لحظة عدم وجود أي شخص عندهما.. شَغّلا ماتور السيارة وهربا دون أن يشعر بهما أحد، ودون أن يدفعا ثمن الزيت!! ولم يعرف "أشرف" وأولاده بالأمر كانوا منهمكين في التعبئة داخل المنزل، ومسرورين...
عندما جهزت زوجته القهوة، طلب "أشرف" من نجله الصغير أن يحمل صينية القهوة ويذهب بها إلى الخارج لتقديم القهوة للضيفين.. ذهب الشاب كما طلب والده منه.. خرج إلى الشارع فلم يجد أحداً.. لا السيارة ولا الضيفين.. عاد إلى والده وأبلغه: بأنه لا يوجد أحد !!!
عندئذ جُنّ جنون" أشرف".. لم يستطع أن يتخيل طريقة النصب والاحتيال والسرقة التي تعرض لها في وضح النهار.. وتَحوّل فرحهم إلى حزن وكابوس.. اتصل بهما على وجه السرعة..
أجاب أحدهما: good by، وأغلق جهاز الاتصال....
أضاف"محمود": كنا نعرف رقم "الأورنج" فقط، الذي كان بحوزتهما، والمشكلة أننا لا نعرف الأسماء ولا أماكن الإقامة... والمشكلة الأخرى أيضا أن أرقام "الأرونج" الإسرائيلية أحيانا لا تُسجل بأسماء المستَخدِمين!!
لكن اللصّين نَسِيا بأن المحل التجاري الذي ابتاعا منه الأوعية مُزوّد بكاميرات تصوير خفية!!!
أهيب بالمواطنين تَوخّي الحيطة والحذر من مثل هذه الأساليب القذرة التي تُكَبّد المواطنين خسائر فادحة في ظل هذا الوضع الاقتصادي المُتردي وتحرمهم من أقوات عيشهم.
______
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف