الأخبار
هل أوشكت إسرائيل على دخول حرب أهلية؟خطة إسرائيلية لبناء معبر رفح البري في موقع جديدالاحتلال يوسع المنطقة العازلة بمحور فيلادلفيا ويخطط لمعبر جديد للسفرمحلل سياسي: حماس الأكثر دهاء بالمعارك العسكرية مع إسرائيلالصحة بغزة تناشد لإدخال وقود عاجل لمنع توقف محطات الأكسجين في المستشفياتسموتريتش: لا مفر من حرب حاسمة مع لبنانإسبانيا تطلب رسمياً الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"إدارة بايدن تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار بغزةاطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤوليةجيش الاحتلال يشن عملية عسكرية مباغتة في حي الشجاعية ونزوح آلاف المواطنينمقتل ضابط إسرائيلي وإصابة 16 جندياً باستهدافهم بعبوة ناسفة في جنينأفضل وسطاء الفوركس لتعزيز تجربتك في تداول الذهب
2024/6/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في أعمال الفنان التشكيلي عبد الفتاح بلالي

تاريخ النشر : 2012-07-11
*الرؤى الفلسفية العميقة والأشكال المتناسقة** **تصنع نسيجا تشكيليا متنوعا***

*قراءة في أعمال الفنان التشكيلي عبد الفتاح بلالي*

* *

*د. **محمد البندوري - مراكش*

تنبني التجربة الفنية للفنان التشكيلي عبد الفتاح بلالي، على أسلوب متوهج
يتربع كرسي الفرادة سواء على المستوى الجمالي أو على مستوى المادة التشكيلية
عموما، وبالرغم من انزياحه نحو المبهم الا انه يبدي شخوصات تعبيرية يلفها
بالوان ليصنع منها المادة التعبيرية. بل يجعل منها رموزا ومواد علاماتية
معقدة، ثم ينسج خيوطا علائقية يكثف بها الفضاء تتراءى بين كتل كثيرة من
الرموز والعلامات والألوان، لكنه يسعى من خلال عملية بنائه لكل تلك المواد إلى
إيجاد صيغ من الانسجام بين مختلف العناصر المكونة للوحة، وهو لا يقتصر في
عملية البناء المترابطة والمتصلة بتراكمات من الرموز والعلامات والألوان على
نسج تلك العلاقات وخلق روابط بين المواد وإنما يعمل على خلق مساحات محجبة وهو
بذلك يعبر بطرق غير مباشرة عن أحاسيس ومشاعر تخالج دواخله وتعج بالهواجس التي
تفصح عنها الكشوفات النقدية من خلال طرقه المختلفة في عملية التوظيف التي تغطي
مجمل مساحات الفضاء.

إن مجال التبيين يظهر التعبيرات القيمية ويستجلي المكنونات الغائصة في عوالم
ذات المبدع، فرصد الألوان الزرقاء والدوائر الحلزونية وأنصاف الدوائر، وتفكيك
الرموز، أدوات تستجلي بعضا من قوة التعبير لدى الفنان التشكيلي عبد الفتاح
بلالي، فتتبدى اللوحة لديه ناطقة بأحاسيس ومشاعر عميقة الدلالات، وتظهر فيها
تعبيرات قيمية تلعب فيها الألوان دورا جوهريا سواء من حيث الطلاء الكلي باللون
المنفرد أو بالطلاء الجزئي من خلال صبغ الخيوط والخطوط بألوان متنوعة ومختلفة،
تحرك الفضاء وتزلزله بكل الصيغ الفنية، التي اللون الأزرق أحيانا والأسود حينا
أخر أداة نسيجية، وأفقا تعبيريا وتصوريا، يقدم مواد تشكيلية وأخرى تعبيرية
تنطق بالعديد من المعاني المحسوسة.

وإذا ارتكزنا على المادة النقدية، فإن أسلوب الفنان التشكيلي عبد الفتاح
بلالي يستقي تجربته من مجموعة من الأساليب وفق منظور خاص وبطرق متنوعة، وهو
بذلك يخضع لسلطة التصور فينزاح عن المادة التشكيلية أحيانا . لكنه غالبا ما
يستدرك من خلال استعمالاته التقنية وعمليات التوظيف المتقنة للألوان والرموز
والعلامات فيكون موفقا في ربط بين مجموعة من العلاقات، والحد من مجموعة من
التباينات داخل الأنساق اللونية في علاقاتها بالرموز والعلامات. الشيء الذي
يمكنه من توطيد أسلوبه الفريد التحاوري النوعي، وباستخدام الأدوات التحولية،
وأشكال تعبيرية مخالفة لما هو موجود أحيانا، وتكثيف التداخلات الرمزية
والعلاماتية، واللونية وبسط نوع من الانسجام بين هذه المواد والكتل، هو في طيه
سعي إلى انجاز مجال تشكيلي وقاموس رموزي خاص بالفنان التشكيلي الواعد عبد
الفتاح بلالي. ولا غرو انه يبني تصوراته على أبعاد شخصية تنهل من القضايا
الاجتماعية والفكرية وتتمرد على الجاهز دون قيد حتى يستجيب لرغباته النفسية
بشكل مطلق، وهو ما يفرز غموضا وتعقيدا على المستوى الجمالي في أحايين كثيرة،
ويجعلنا نتساءل عن الصيغ الجمالية التي تؤتث الفضاء، علما بان إشكالية الجمال
تدعم المجال التعبيري الحديث، وإشكالية الغموض تدعم الشكل الإبداعي المعاصر،
فأين يتجه الفنان التشكيلي عبد الفتاح بلالي بهذا الخصوص.

عن ذلك وغيره تجيب عنه الجوانب الفلسفية في تجربته الرائدة. تلك الجوانب التي
تتبدى جلية وبشكل مباشر في البعد التعبيري للفنان. وتتفاعل وتتجاوب مع كل
المناحي التشكيلية المعاصرة، فالتعبير له فلسفته لدى المبدع، ويختص به من خلال
ثقافته وبيئته التي تلازمه، وأيضا من خلال رصيده المعرفي التشكيلي في المجال
الذي لا يفارقه. وكل ذلك يتبدى من خلال توظيفه بشكل انطباعي وتلقائي، لكن
المرونة تظهر جلية في أعمال الفنان عبد الفتاح، إن الرؤى الفلسفية العميقة
والأشكال الموظفة المتناسقة والرموز والعلامات المترابطة، تشكل نسيجا معرفيا
واسلونا تعبيريا يصنع معجما متنوع المواضيع، وينم عن وعي المبدع بعملية
ابتكاراته وإبداعاته. وهو شيء مهم للغية في العملية البنائية التشكيلية.

إن الفنان التشكيلي عبد الفتاح بلالي يعمل من خلال كل ذلك على تشكيل كينونة
وجودية ممتدة الأطراف وكثيرة المناحي وفق تصورات هادفة يعمل من خلالها على
إرساء مقومات العمل الفني الجاد والهادف. وأيضا المبني على أسس تشكيلية محضة
بالرغم من انزياحاته المتوالية أحيانا في نطاق البناء الفراغي وبالرغم أيضا من
الاختيارات الغير منظمة للرموز خصوصا لكن الاعتمادات الفنية وعملية التوظيف
المحكم والمتقن وتنسيق التصور وفق عملية الوضع وغيرها من المؤشرات التي تتبدى
عوالمها ظاهرة تسهم بشكل أو بأخر في الرفع من مستوى العملية الإبداعية للفنان
عبد الفتاح وأيضا في الرفع من مستوى عمله الفني.

أما على مستوى التقنيات المستعملة فان الفنان التشكيلي عبد الفتاح بلالي يثبت
تفوقه بسحرية تفرزها جودة الألوان والخامات التي يستعمل وكل التقنيات المساهمة
في بناء أشكال جديدة ذات دلالات ومغازي عميقة تلعب فيها التقنيات دورا أساسيا
باستجابتها لتطلعات المبدع وتصوراته. وأيضا بما يخدم مقارباته بين الألوان
وشتى مكونات اللوحة. إنها تقنيات تأخذ بعين الاعتبار كل الاستعمالات الموظفة
داخل الفضاء. فهو يروم بكل ذلك إلى تحديث أسلوبه ورقيه.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف