الأخبار
الاحتلال يُفرج عن مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية بعد أشهر على اعتقاله"إعدادنا مستمر".. كتائب القسام تبث مشاهد حديثة من تجهيز عبوات ناسفة بغزةمصر ترفض دخول قواتها إلى قطاع غزة وتتمسك بموقع معبر رفحهل أوشكت إسرائيل على دخول حرب أهلية؟خطة إسرائيلية لبناء معبر رفح البري في موقع جديدالاحتلال يوسع المنطقة العازلة بمحور فيلادلفيا ويخطط لمعبر جديد للسفرمحلل سياسي: حماس الأكثر دهاء بالمعارك العسكرية مع إسرائيلالصحة بغزة تناشد لإدخال وقود عاجل لمنع توقف محطات الأكسجين في المستشفياتسموتريتش: لا مفر من حرب حاسمة مع لبنانإسبانيا تطلب رسمياً الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"إدارة بايدن تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار بغزةاطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤولية
2024/7/1
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ليـــندا شعر:علي جمعة الكعــــود

تاريخ النشر : 2012-07-10
ليندا
( علـي جمعـة الكعـود )

(أيام مع سائحة فرنسية في حلب)

عامان قد مـــرّا على هيجـــاني
وأنا من الجنس اللعين أعانــي
ليندا سبتْ قلبي بحلو حـــديثها
فسرى بسمعي رائــــع الأوزانِ
أسقيتُها الخمر المثلّجَ... فانبرتْ
تختال بين الصــحو والــــهذيان ِ
فحملتُها نحو السرير.. وجسمها
عبِقٌ بعطر الفــــــلّ والريحـــان ِ
مزّقتُ شالاً كان يستر صــدرها
فتمرّدتْ وتمرّدَ النهـــــــــــدان ِ
صدرٌ كأنّ الثلج عــافَ مكـانـهُ
فوق الجبال وسـاحَ في الوديان
غورو قدِ احتلّ الشآمَ بجيشه ِ
وأنا قد استعمرتهُا... بلسـاني
إذ رْحتُ ألعق ما يثير شهـيتيّ
في صدرها من زمــزمٍ ريّــــانِ
ومن المحيط إلى الخليج أجوسُها
وأشبُّ نيراناً بدون دخــــــان ِ
ورّمتُ فخذيها بفـْرك أناملــي
ورضعتُ نهديها خلال ثوانــي
وشرعتُ والنيران تلفح ثلجـها
أضفي عليها رقّـّتي وحنانـــي
وأز يدها عنـــد العناق تأوّهاً
فتلفـّني من شــــــدّةِ النيران ِ
وتراقصَ الفخــذان من بركانها
وذوى الأميرُ بفــوهة البركان ِ
فازداَدَ من بعد الحـريق صلابةً
وكأّنـّهُ ...حجـرٌ من الصــّوان ِ
قد كرَّ منتصباً وفي صــرخاتها
أّنــّاتُ قط ٍّ مرهق ٍجــــــوعان ِ
قد كان يطـفـُئ بالخِيار حــريقهُ
فينوح من حــرِّ اللظى ويـــعاني
حتى أتى العملاقُ موثوقَ الخُطى
وعلى يديهِ نصـــــــــرةُ الأوطان ِ
فمضــى يزلزلهُ بكل ضـــــراوةٍ
ويكــــــــظُّ أســـناناً على أسنان ِ
فقضى على جوعٍٍ وشلّ حرائقاً
وأسالَ نهراً دائم الجـــــــــريان ِ
ليندا/ تداعب جمــــــرها بأنامل ٍ
ويفور أســفلها من الغلـــــــيان ِ
وتوُدُّ إدخال السـماء بكهـــــفها
فتتوبُ غافلة ً إلــى الأديـــــــانِ
عند الظهـيرة والنعاس يعيثُ بي
عادتْ بكلّ وقاحة النســـــــــوانِ
كشفتْ عن البدر الخبيئ بلهفة ٍ
ومواقدٌ في جســمها الــــعريان ِ
همّتْ تقّــّبلهُ فقلتُ لهــا : قفي
أنا لا أخالفُ مبــدأ الإنســـــان ِ
نهضتْ ففاق البدر من نوم ٍوقدْ
وثبتْ عليه كوثبة الفرســـــــان ِ
في كهفها المسحور غاصَ ولـّذةٌ
قد أنعشْتهُ... فلاذَ بالكتـــــــــمان ِ
يا للجمال...مغارةٌ ســـــــــحرّيةٌ
تنداحُ فيها رغبة الولــــــهانِ...
أرسيتُ فيها زورقــي لدقـــــــائق ٍ
والبحر يدعوني إلــى الطوفــــان ِ
زبدٌ وإبحارٌ...وخــوفٌ دائــــــــمٌ
والموج عرقلَ رحــلة القبــــطان ِ
ليجـــوس آفاقاً بأروع عالــــــــم ٍ
فصمتْ عراهُ ...أصابعُ الشيطِانِ
إنّي بأحـزان الحياة...مكفــــّنٌ..
ومعلـــّقٌ نعيي علـى الجدران ِ..
جسدي على التابوت عوّدَ نفسهُ
وتعوّدتْ روحـي على الأكفان ِ
أدمنتُ أحـزاني فكلُّ قصـــائدي
بالهمّ مفعــمةٌ ... وبالأحــزانِ
لينداتؤّرقُ خافقــي بتمنـّــــــع ٍ
وتصدّني ...فأعــوذ بالرحمن ِ
وأمدُّ كفـّـي كـي ألامسَ نهدها
فتهبّ ساجـدة ً على أحضاني
وأظلُّ أهصـرها بدون توقُّــف ٍ
وأضَمُّ وركيــها من الهيـــجان ِ
وأمصُّ فخـذيها إلى أنْ تنثني
تحت اللهيب...كزهرة الرمّان ِ
فيثور ثانيةً أمـــيري حالـــماً
بالبحر والأمـواج والشــــطآنِ

مــدُّ وجزْرٌ ثمّ يبدأ غوصــــــــهُ
في اللؤلؤ المنضـود والمرجانِ
بحرٌ تغار الشمس من قسـماتهِ
يطغى بحمــــرتهِ علــى الألوانِ
ويلوذ محتفـلاً فيرقص رقصةً
غجرّية َ الموضـوع والعنوان ِ
وتئنُّ/ليندا/ وهْي ترقبُ بحرها
أضحى أسيرَ الغزو والعدوانِ
وتغــطُّ في خجلٍ وتذرف دمعةً
وأنا أكفكفـها...بلا اســـــتئذان ِ
وأظلُّ أمسك بالخناق وموجُها
يحتار بين تبـــــــاعــدٍ وتدانـي
فتطير أبخــرةٌ كنار جهنّــــــــمٍ
والزير مثل الوحش في الميدان ِ
كعصاة موسى إذ يشقُّ بحورهُ
فتفيض ماءً سـائرُ الخلجــــــان ِ
تتدفـّقُ الآهــاتُ من لســــــعاتهِ
واللوعة الحــرّى تهزُّ كيـــــاني
فتفجّرَ الينبوعُ فــي بســـــتانها
ورويتُ أحلى الورد في البستانِ
تمشـي وطعناتُ الرماح تشلُّها
بتثاقل ٍ...تتأرجــحُ القدمـــــــان ِ
ليندا ولو رقصتْ أمام مشايخ ٍ
لرضوا بحكـم ٍ من أبي سفيان ِ
ودعوا إلى حسن ٍ يفيضُ عذوبةً
ويفطــــّــرُ الصّيام في رمضان ِ
فالجنس والعربيُّ شيءُ ُ واحدٌ
وهما لأيةِ عملة ٍ...وجــــــهان ِ
لا يزهدُ العربُّي عن شـــهواته ِ
حتىّ ولو شـحنوهُ بالإيــــــمان ِ
فالجنس عـــندهُ لا يقلُّ نزاهةً
أبداً عن الإنجيـل والقـــــــرآنِ
ليندا/أتتْ قبل الرحـيل بليـــلةٍ
تختال...والشــفتانِ ظامـــئتانِ
فمصصتُها وسـحائبٌ من ريقها
حكمتْ علــى شفتيَّ بالذوبــانِ
أشـعلتُ بالتقبيل كامل عنْقـها
ولثمتُ صدراً مفعماً بجــــمانِ
و هصـرتُ نهديها بلهفة جامحٍ
فتورّدا...كشـــقائق النعــــمانِ
وقـد اصْطليتُ بوابلٍ من نارها
لهفي على جسـدينِ يحترقـانِ
قد ردّدا لحن الفراق بحسـرةٍ
والقلب لا يقوى على الخفقانِ
عانقتُها ونسيتُ كلّ مواجعـي
ونسيتُ نفسي معظم الأحيـانِ
و الصدرُ يغمرني بثلجٍ دافــئٍ
دفءٌ وثلـجٌ...كيف يلتقيانِ ؟
فخشعتُ سكراناً بأعذب خمرةٍ
وصُلبتُ بين حدائق الأجفـانِ
وأعــدتُ نهديها إلى دنيا فمي
فبكــى الأميرُ وعانقتْهُ يـدانِ
ومضتْ تداعب نفسهـا بجنونهِ
والنار يشكو لفحها الفخــــذانِ
فتمدّ فخذاً ثم تبعد آخـــــــــــراً
وعلى المدلّلِ أطبقَ الإثنـــــــانِ
وانهارَ يدفن رأسهُ في جمـرها
وينوح من ألمٍ وغدْرِ زمــانِ
ويصـبُّ في التنّور نهرَ دموعهِ
حزناً علـى عهد الغرام الفاني
وتذوب ليندا تحت آخر طعنةٍ
قبل الرحيل إلى عشيقٍ ثانـي
والطير يندب حظّهُ في مجمـرٍ
يقتات من شجرٍ بلا أغصـانِ
وأكلتُ منهُ طيبــــّاتِ ثمــارهِ
ورشــفتُ منه رائق الألبـــانِ
وسـكبتُ نيراني عليه بقسوةٍ
فاحْمـرَّ من غضبي ومن نيراني
وصفعتُهُ حتّى تضــــرّعَ باكياً
والدمع منهمرٌ بكلّ هـــــــوانِ
والجمر يرقص والسيول تحوطهُ
متهلّلاً كالورد فـــي نيــــــسانِ
والأفقُ يكلؤهُ الحبـور فينتشي
ويشعُّ مثل قلادة المــــــطرانِ
للجنس بعد الحبّ طـــعمٌ آخـرٌ
إذ يزدهي بـــروائع التيـــجانِ
والجنس مكتوبٌ عــلينا كــلّـنا
وعلى شيوخ الــدين والرهبانِ
والجنس يسطع في فضاء نفوسـنا
كالشمس تسطع في دجى الأكوانِ
ليندا/تفيض حلاوةً وســــلاسـةً
وكأنهّا حوريّةُ...بـــجـــــــــنانِ
إيوان كسرى لوحظـى بجمالها
لطغتْ بفتنتها على الإيــــــوانِ
شقراء ُمن باريس تحُدثُ هـزّةً
في القلــب إنْ رفــّتْ لها عينانِ
لا تظلموني إذْ ذكـرتُ علاقتي
وقد انْقضـتْ بعد اللقا...سنتانِ
فغرام /ليندا/ ما يزال معشعشـاً
في القلب رغـم تلاحق الأزمانِ
لا تلهج الأشعــار إلاّ باسْمها
وبحسنها المنقوشِ في وجــداني
لا تظلموني...إنّ جرحـي نازفٌ
ودمايَ مسبلةُ على قمصــاني
وقصيدةُ الأشواق تكتـب نفسها
بدمي ودمعي حــين يمتزجـانِ
قد زادني فيها العنـــاق تولُّهاً
ويتيه في وصــف العناق بياني
لا تظلموني... فالحياة بقرْبـها
أنغامُ عودٍ طيــّــــــعٍ وكمـــانِ
تسبي قلوب العاشقين وإنّـــها
لغزالةُ من أجمل الغــــــزلانِ
عند الوصال أنا نسيتُ عروبتي
من عهد عدنانٍ ومن قحـــطانِ
جنتِ الحياةُ عليّ كـم من مرّةٍ
فارقتُ كوكبةً من الخـــــّلان ِ
نعقَ الفراقُ فما وجدتُ مواسيـاً
غير الدموع تسيلُ مــن أجفاني
فيقرُّ لي جــرحٌ وينـزفُ آخــرٌ
والكرْمُ مختـــمرٌ بجوف دناني
ليندا/ مضـت لكنّها مغروسةُ
وتقول لي : إيّاكَ أنْ تنســـاني
هيهات أنْ أنسى فما لـعواطفي
من قدرةٍ أبداً عـــلى النســيانِ
فانا أحسُّ بدفئهـــا وحــــنانها
في الروح بعد تباعد الأبــدان ِ
فوق السرير أحسُّــها موجودةً
والطيف مرسومٌ عـلى الحيطان ِ
وبقية الفستان تستر جســمها
حيناً وأحــياناً بلا فســــــــتانِ
غربيّةُ هجرتْ هواي وليتــها
عرفت معاني البرّ والإحــسانِ
فكتبتُ عـــنواناً لها...لكــــننّي
ضيّعتُ بعـــد فراقها عنواني 0
------------------------------------
علي جمعة الكعــود
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف