الأخبار
الاحتلال يُفرج عن مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية بعد أشهر على اعتقاله"إعدادنا مستمر".. كتائب القسام تبث مشاهد حديثة من تجهيز عبوات ناسفة بغزةمصر ترفض دخول قواتها إلى قطاع غزة وتتمسك بموقع معبر رفحهل أوشكت إسرائيل على دخول حرب أهلية؟خطة إسرائيلية لبناء معبر رفح البري في موقع جديدالاحتلال يوسع المنطقة العازلة بمحور فيلادلفيا ويخطط لمعبر جديد للسفرمحلل سياسي: حماس الأكثر دهاء بالمعارك العسكرية مع إسرائيلالصحة بغزة تناشد لإدخال وقود عاجل لمنع توقف محطات الأكسجين في المستشفياتسموتريتش: لا مفر من حرب حاسمة مع لبنانإسبانيا تطلب رسمياً الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"إدارة بايدن تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار بغزةاطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤولية
2024/7/1
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حسناء الغابة النائمة ترجمة : حماد صبح

تاريخ النشر : 2012-07-10
بسم الله الرحمن الرحيم
حسناء الغابة النائمة ترجمة : حماد صبح
عاش قديما ملك وملكة ، وكان الاثنان يقولان كل يوم : آه لو كان لنا طفل !
ولكن ما من طفل يأتي . وفي يوم كانت الملكة في الحمام فوثبت من الماء ضفدع وقالت : استجيبت أمنيتك . ستلدين بنتا قبل مضي سنة .
وكان ما تنبأت به الضفدع ، فولدت الملكة يوما بنتا كانت من الجمال على درجة فرح بها الملك فرحا لا زيادة فوقه ، وأقام لها حفلا عظيما لم يكتفِ بدعوة أقاربه وأصدقه ومعارفه إليه وإنما دعا أيضا الجنيات ليغدقن النعم على الطفلة . وكان موجودا منهن في مملكته ثلاث عشرة إلا أنه لم يدعُ واحدة استثناءً ؛ لأنه لم يكن لديه سوى
اثني عشر صحنا ذهبيا ليقدم لهن فيها الطعام . كان الحفل فخما رائعا ، ولما قارب انتهاءه قدمت الجنيات إلى الطفلة هدايا خيالية القيمة . منحتها إحداهن الفضيلة ، ومنحتها الثانية الحسن ، ومنحتها الثالثة الثراء ، وكذا دواليك إلى أن منحنها كل ما هو مرغوب محبوب في الدنيا . وأثناء قيام الجنيات بذلك حضرت الجنية الثالثة
عشرة بغتة . لقد أرادت الانتقام لعدم دعوتها إلى الحفل ، فصرخت جهورية الصوت دون أن تحيي أحدا من
الحاضرين : ستوخز ابنة الملك في عامها الخامس عشر بمغزل وتقع ميتة مِيتة قاسية .
وغادرت القاعة ، فأصاب الفزع الأكبر سائر الحاضرين ، وحالئذٍ تقدمت الجنية الثانية عشرة التي لم تكن حتى الآن قدمت أي شيء للطفلة ، ولما لم تكن قادرة على إيقاف المقدور السيء الذي تنبأت به الجنية المنتقمة ، وقصارى ما تستطيعه جعله أهون ضررا وخطرا ؛ فقد قالت : لن يكون موت الطفلة حقيقيا . مجرد نوم تغرق
فيه ابنة الملك مائة سنة .
فأمر الملك الذي كان يود إنقاذ ابنته الحبيبة بكل قواه ؛ بحرق كل المغازل في مملكته . ومن ناحية أخرى ازدهرت كل العطايا التي قدمتها الجنيات للصبية ، فكانت رائعة الحسن ، جمة الفضيلة ، وفيرة اللطف والعقل
فأحبها كل من رآها . واتفق أن غادر الملك والملكة منزلهما حين بلغت ابنتهما عامها الخامس عشر ، فبقيت
وحدها في القصر ، وراحت تتجول في كل مكان داخله في حال من الانبهار ، وفي النهاية ولجت برجا قديما
، ثم ارتقت الدرج الضيق اللولبي حتى انتهت إلى باب صغير في قفله مفتاح صدىء أدارته فانفتح فجأة لتجد
عجوزا جالسة في حجرة صغيرة تغزل الكتان وتلونه . قالت : صباح الخير يا جدتي ! ما تفعلين عندك ؟
قالت العجوز هازة رأسها : أغزل .
فسألتها : وما هذا الذي تجعلينه يثب في مرح كبير ؟
وما أتمت الشابة السؤال حتى استولت على المغزل تريد بدورها أن تغزل ، وحالما مسته وقع المقدور السيء
: وخزت في أصبعها فوقعت في اللحظة على فراش كان هناك واستغرقت في سبات عميق . وعم النوم كل من في القصر : الملك والملكة اللذان وصلا منذ قليل فدخلا القاعة وناما ونام معهما كل من في القصر . ونامت الخيول في حظائرها والكلاب في باحتها والحمائم فوق سطح القصر والذباب على الجدران والنار في المصطلى
، فتوقف الشواء عن النضج ، والطباخ الذي كان يشد شعر مساعده لخطئه في أحد الصحون ؛ أطلق المساعد ونام
. وكفت الريح عن هبوبها ، وما عادت أي ورقة في الشجر القائم أمام القصر تصدر عنها أي حركة . وفيما حول القصر : بدأ سياج الشوك ينمو فصار كل يوم يزداد علوا إلى أن أحاط سريعا بالقصر إحاطة مكتملة ، فلم يعد أحد يبصر منه شيئا بما في ذلك العلم المرفوع فوق سطحه . وشاعت في ربوع البلاد أسطورة حُسَانة الغابة النائمة التي تدعى سليلة الملك . ومن حين إلى آخر كان أبناء أحد الملوك يدنون من القصر ويحاولون اختراق
حائط الأشواك الكثيف دون أن يستطيعوا الوصول إلى القصر ، فقد تشابكت الأشواك تشابك الأيدي ، وبقي
الأمراء الشبان عالقين فيها غير قادرين على الخلاص منها ، وكان أن ماتوا في مكانهم مماتا قاسيا . وبعد سنين ،
بعد سنين طوال ، جاز بالبلاد ابن أحد الملوك فقص عليه مسن حكاية سياج الأشواك الذي خلفه قصر تنام فيه
من مائة عام الابنة الباهرة الحسن لأحد الملوك التي تدعى حسناء الغابة النائمة وينام مثلها الملك والملكة وسائر
أفراد البلاط الملكي . وعلم الرجل المسن أيضا من جده أن عددا من الأمراء جاؤوا وحاولوا شق طريقهم عنوة وسط سياج الأشواك إلا أنهم لبثوا عالقين في السياج وماتوا فيه مماتا يحزن القلوب . عندئذ قال الشاب :
لا أخاف شيئا . سأذهب إلى القصر . أود رؤية حسناء الغابة النائمة .
فأراد المسن الطيب القلب منعه فأحسن صنعا إذ لم يطعه . لقد تقضت السنون المائة وحل اليوم الذي يتحتم
فيه على حسناء الغابة الصحو . وحين اقترب ابن الملك من سياج الأشواك رأى زهورا بديعة تنفرج فيما بينها
على مسار مساره وتفتح له الطريق مكونة سياجا خلفه ، ورأى الخيول وكلاب الصيد الرقشاء النائمة وفوق سطح
القصر رأى الحمائم واضعة رؤوسها تحت أجنحتها ، ولما دخل القصر شاهد الذباب النائم على الجدران . وكان الطباخ لا يزال في المطبخ رافعا يده كأنه يريد القبض على معاونه ، والخادم جالسة أمام دجاجة سوداء تهم بنتف ريشها . وفي الأعلى كان الملك والملكة نائمين على درجات العرش . وتابع الأمير سيره في جو صمت مطبق حتى استطاع سماع تنفسه الذاتي . وانتهي أخيرا إلى البرج فدفع باب الحجرة التي تنام فيها الحسناء . كانت هناك جليلة الحسن حتى إنه لم يستطع صرف نظره عنها فانحنى عليها وقبلها ، وعندئذ صحت حسناء الغابة
النائمة وفتحت عينيها ونظرت إليه مبتسمة ، وخرج الاثنان معا . وصحا الملك والملكة وسائر أفراد البلاط .
كل الناس نظروا واسعي العيون ، ووقفت الخيول في الحظائر على قوائمها ، وانتفضت كلاب الصيد واثبة تهز أذيالها ، وأخرجت الحمائم فوق السطح رؤوسها من تحت أجنحتها ناظرة حولها ثم طارت قاصدة الريف ، وعاد الذباب يتحرك فوق الجدران ، واتقدت النار في المطبخ وارتفع لهبها وأنضجت الطعام ، وبدأ الشواء يتحمر ،
وصفع الطباخ معاونه صفعة صرخ منها ، وأتمت الخادم نتف الدجاجة ، واحتفل بزواج الأمير وحسناء الغابة
في عجلة استثنائية ، وعاش الاثنان سعيدين حتى مماتهما .
* الأخوان يعقوب وويلهلم جرم .
* عن النص الفرنسي .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف