الأخبار
2024/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رغبة الغجرية تحميك بقلم: علي الجريري

تاريخ النشر : 2012-07-10
رغبة الغجرية تحميك بقلم: علي الجريري
رغبة الغجرية تحميك / علي الجريري
مر العمر سريعا هنا في طريق الموارنة ، وغجريتي تتندر بأيام شبابها وكيف عاشتها من أول رعشة جسد في نضجها العاطفي وعمرها لم يزل دون العشرين بخمسة أعوام ، وكنت في عمرها يوم مررت بهذا الحي ، وجلست هنا اكتب أول أشعاري الغزلية ، ورأتها أمها تخطف قبلة مني وتسترني بثوبها الغجري الفضفاض ، فأسرعت إلي بكأس من الشاي أعدته على نار الحطب في فناء زاوية بيتها العتيق ، خرخرشت بحُصيّات في يدها وألقتها على طاولة عتيقة من خشب الزيتون ، كأنها لسعة عقرب من يمناها اهتز لها ساقي ، لامستني بساقها وهامستني "لا زلت صبيا يا ولد !! وابنتي في عمرك ، لان فعلت شيئا مريبا معها سوف أقتلك ، أما أنا فتراني لازلت جميلة أفلا أعجبك ؟! " ضحكت قلبت الحصى وتمتمت ، بحياتك تسكن الغجريات فراشك مرارا ، ثم يتركنه طويلا وتظل تبكي على أجمل الأيام مع تلك الغجريات تسافر إلى بلاد الغجر وتظل تذكرنا وتعود ألينا من سفر طويل ، لأنك هنا تعلمت معنى النشوة والحب ورضعت الوفاء لحبك العتيق ، تقلب الحصى يمينا وشمالا ، سيأتيك زمن صعب في شبابك ، يسجنك الأشقياء مرارا وترى الموت في سجنك غير أن روح غجريتك تبقيك قويا وتحميك من حالات اليأس والضعف والمرض ، وصحتك تبقى عفية اللهم لا حسد ، تتحسر على أيام أضعتها من غير مجون ولهو وفرح ، لكن الطالع يأخذك بعيدا ، فإذا واتتك الفرصة لا تنتظر احدأ ، وعش أيامك كما تحلو لك الأحلام وعليك اختيار أحلامك المثيرة ، تغادرك الشهوة غير أن حبك يبقى على عتبات الغجريات هنا ، يظل الجمال رفيق روحك ، تمضى الأعوام خلسة ولا تراها ،غير أنها تظل في فتنتها وجمالها ، تتعطر كل يوم بالفل والكافور والمسك والياسمين ، فلا تنس أن تأخذها معك إلى البحر ، حيث تكون الغجريات أجمل الفاتنات فوق الرمال الذهبية على شواطئ " فارنا " مثلما هن على بحر يافا ، وخذها إلى بردى تعلمك السباحة وكيف تغتسل بأشعة العشق الغجري ، وانس ما أصباك من خوف من تبعات خطاياك طالما تذكر الله صبح مساء ، وبنعمة ربك فحدث ، وانتعش مع سر الجمال واذكر الله كثيرا تجده أمامك .

القدس العتيقة / طريق الموارنة / 1 / 7 / 2012
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف