الأخبار
2024/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا خسرت الشمس؟ بقلم:ابراهيم جوهر

تاريخ النشر : 2012-07-10
الأحد 8 تموز : ................... يومية : إبراهيم جوهر - القدس

لماذا خسرت الشمس ؟!

سبقتني شمس النهار بساعتين !

لساعتين كاملتين كانت الشمس ولم أكن . خسرت التمتع بمنظر تولّدها الآسر الذي رافقني في الآونة الأخيرة ؛ قرص أرجواني جميل يظهر إلى الحياة بحياء ! ولكن بثقة وعزم وسرعة نسبية . هو يظهر لي أم أنا الذي يظهر له ؟! المهم أنه سبقني هذا النهار ، فخسرت .

الشمس لا تنتظر أحدا . من لم يلحق شهادة تولّدها يخسر .

( هل يشعر بخسارته ؟ هل يدري أنه يخسر ؟ إن كنت تدري فتلك مصيبة ، وإن لم تكن تدري .....)

اليوم الثامن من تموز . الروزنامة السوداء في التاريخ المعاصر توالي أوراقها الظهور بلا توقف . ظهورها اشتاق ورقة بيضاء !



تابعت احتفال الذكرى الأربعين لاستشهاد ( غسان كنفاني ) في طولكرم على الفضائية الفلسطينية . القاعة الجامعية ( جامعة خضوري ) لم تكن مقاعدها جميعها مشغولة !!

انتقد الكاتب ( محمود شقير ) هذا الصباح وزارة التربية والتعليم ( الثانوي والجامعي ) لعدم اهتمامها بالمبدعين والمبدعات من أبناء الشعب الفلسطيني ، فلا يكفي تضمين الكتاب المدرسي قصة لغسان أو قصيدة لدرويش ...

الجيل الجديد لا يدري مبدعيه من يكونون . لا يعلم شيئا عن إسهاماتهم في الثقافة المحلية والإنسانية . الثقافة بمبدعيها هوية . الشعوب الحية تحترم مبدعيها ، وتفاخر بهم ...

القاعة الجامعية والمهرجان الرسمي اليوم لم يكن على مستوى قيمة الذكرى وصاحبها بإنجازاته الإبداعية .

( هل أقول : مثلما تكونوا تكن احتفالاتكم ! قياسا على : مثلما تكونوا يولّ عليكم !؟)



حسنا فعلت وزارة الثقافة بتخصيص هذا العام لذكرى غسان . وكذا نقابة الصحفيين ... ( أحد الشبان المنظّمين للحفل ممن يرتدون قميصا يحمل صورة غسان أجاب عن سؤال : ماذا تعرف عن غسان ؟ بقوله للسائل : ...أنت تحرجني !!! )



على سيارة أجرة تجوب الشوارع ليل نهار قرأت اليوم شعارا بلغة غير عربية وبخط بارز ( لتنساني يميني إن نسيتك يا قدس ) . الشعار الممهور بخط مستفز ومضمون أكثر استفزازا يحمل تذكيرا وتثقيفا وترويجا .

الشعار المقابل كاب ! غير موجود ! متردد ! بل منسحب !!

( أمس حوّل الكوميدي النقي " أحمد أبو سلعوم " الشعار المعروف في ثقافتنا " لا يضيع حق ووراءه مطالب " ... إلى " لا يضيع حق ووراءه مفاوض " !! ) .



سبقتني شمس هذا النهار بساعتين فشعرت بالخسارة ...كم خسرنا من أمور ولم ندر بها !
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف