الأخبار
رويدا عطية تودّع الفن وتعلن الاعتزال رسمياتعرف على فوائد بيض السمان والتي لا تغادر سفرة الرئيس الروسي بوتينماء بذور الكزبرة الدافئ.. السر للصحة والتخلص من السموم بشكل طبيعيسنتكوم تنفي استهداف "الحوثي" حاملة طائرات أمريكيةإعلام إسرائيلي: حماس تسيطر على معظم مناطق غزة ونتنياهو يقودنا إلى الفشل المطلقغموض كائنات بحرية غريبة في الساحل الشمالي لمصر: هل هي حيتان أم قروش؟السفير الإسرائيلي يغادر كولومبيا بسبب الحرب على غزةهجوم بمسيرة انتحارية على قاعدة أمريكية بسوريابلجيكا تشعل صراع التأهل بالمجموعة الخامسة في "يورو 2024"مبابي يشارك في مباراة ودية استعدادا لمواجهة بولندا"الصحة" بغزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 37 ألفاً و598 شهيداً منذ 7 أكتوبرمصر: لتقديم جثته لمقبرة أثرية.. ذُبح الطفل ونزعت أطرافه والقاتل أحد الأقاربالأردن: الكشف عن حقن مغشوشة تستخدم لفقدان الوزنخمسة شهداء في قصف للاحتلال على مقر (أونروا) جنوب غزةلواء إسرائيلي: إسرائيل غارقة في الوحل
2024/6/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا لا أُفضّل قراءة الروايات؟ بقلم:سحر محيسن

تاريخ النشر : 2012-07-05
حينما دُعي الروائي الأمريكي الشهير فيليب روث إلى لندن من أجل تسليمه جائزة مان بوكر عن مجموعة أعماله الأدبية، فضّل الجلوس في بيته وقراءة أي شيء آخر غير الروايات، لما سُئل عن السبب أجاب بـِ: "لقد نضجت!"

كاتب كهذا أفنى عمره كله في كتابة الروايات ينضج على حين غرة بعد أن أكل الشيب رأسه، إنه لأمر يثير الدهشة والاستغراب..

هل تُعد قراءة الروايات عملية "لا-نضوج فكري"؟ عندما أسأل القراء المحيطين بي لمَ يفضلون الروايات -وخاصة المترجمة منها- على غيرها من الكتب، يكون الجواب فحسب: لا أدري، إنها ممتعة، أحب مصاحبة شخوص آخرين غيري والدخول إلى عقولهم واستشعار مشاعرهم..

ماذا عني: لماذا لا أفضل قراءة الروايات؟

لقد سألتُ السؤال وأسهبتُ كثيراً قُبيل الجواب، هي عادة الفتيات، الثرثرة، وإن كانت ثرثرة الأفكار ثراء يغريني، وأظنه يغري كل من يعرف كيف يشتمُّ الحرف على بُعد مائة كيلومتر، إنه جوع المعرفة..

حسناً..جدتي..ذاتُ التسعين عاماً، هي أكبر وأهم روائية وقاصّة عرفها تاريخي، بداية من الأدب البوليسي والغول وأبو رجل مسلوخة، إلى التاريخ والسياسة وقصص المهجر..

شخصياً..لا أفضل الروايات -رغم أني أقرؤها بين الفينة والأخرى-، لأنها بالنسبة لي مجرد مراهقة فكرية لا أكثر، لا أريد اتهامها زوراً فبعضها يحمل قضية هامة، وإن كان أغلبها يعتمد على الثرثرة واستغباء القاريء في الكثير من السطور. الجدير بالذكر أن الروايات العربية على وجه التحديد تعتمد على دغدغة العواطف وإثارة المشاعر، ومن قرأ روايات أثير عبد الله النشمي يعي ما أقول جيداً. في نظري إن الرواية الناجحة هي التي تثري عقل القاريء بشيء ما، هذا القاريء الذي أفنى بعضاً من وقته في قراءة رواية لا بد أن يكون جزاؤه شيئاً من فائدة، كاتب الرواية لا بد وأن يكون مثقفاً ومطلعاً -على الأقل- على موضوع روايته، بالإضافة إلى امتلاكه أسلوباً أدبياً لا بأس به. يجدر الذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر: رواية الجنية لغازي القصيبي.

أما بما يخص الرواية المترجمة، ففيها الكثير من الخيال والغموض وبعض الدهشة وإتقان الوصف، رغم افتقارها إلى فخامة اللغة وسحر الألفاظ وبُعدها التام عن الواقع العربي والقالب المجتمعي الذي وُلدنا به وجُبلنا عليه..ولهذا أمقتها كثيراً..

إن كانت الرواية مرآة الشعوب كما قيل، فلمَ لا تعكس رواياتنا العربية وجوهنا وعلامات استفهامنا وشعرنا الأشعث؟ لماذا يختبيء أبطالنا في مشاعرهم وينامون فيها ويستيقظون عليها ويأكلون ويشربون منها؟ لماذا نفقتد للكثير من الروايات الجادة؟ الرواية المترجمة رغم سخافتها عرضت قضية السود في ظل الحرب الأهلية وربطت قضية العبودية بالثورة الصناعية كما في رواية كوخ العم سام، الرواية الفرنسية واجهت الرأي العام في قضية الإعدام بعد أن صار القانون شبحاً يفزع المواطنين في فراشهم بعد رواية مذكرات محكوم عليه بالإعدام، بعد رواية الأوقات الصعبة سنّ البرلمان قانوناً للعمال في ظل الرأسمالية، بعد الرواية العربية ماذا حدث؟ ذرفنا الدموع وبكينا على الأطلال، أهذا كل ما جنيناه؟

الرواية في المجتمع العربي سخافة وسطحية بعد أن وُشم كل كاتب بتهمة الليبرالية، وكل قاريء بالعلمانية. إن كانت جميع الروايات تمجّد قصص الغرام، وتبجّل العادات والتقاليد حتى التقديس أو تكفر بها حتى الإلحاد كما معظم رواياتنا، فلمَ أقرأ الرواية؟
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف