الأخبار
2024/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الغارَةُ الأخيرَة لهُولاكُو المجنون .. شعر: محمد عبد الفتاح / المغرب

تاريخ النشر : 2012-07-04
الغارَةُ الأخيرَة
لهُولاكُو المجنون ..
***************** محمد عبد الفتاح / المغرب

سِرْ هُنَاك فِي مُفْتَرق الطرق الكَئيبَة
انْعَرج قلِيلا إلَى اليَمِين
مِلْ طويلا صَوْبَ الغُروبْ
سِرْ فِي مُنْعَرج طويل
هُنَاك مَاء وَظل
وَبَيْت مُحَصن قدِيم
وَنَخْلَتَان تَتَجهَان صَوْبَ الشمس ِ
بَغْدَادُ هُنَاك..
بَغْدَادُ هُنَاك..
بَغدَادُ مُلتَقى الطرق بَيْنَ رَصَاصَتيْن
بَغْدَادُ القضية ُوَالنشِيد
بغْدادُ المُطهرة اللعُوبْ
بَغْدَادُ هُنَاكَ تَرْبضُ عَاريَة اليَدَين
وَجْه لامرَأة سَقطت
مِنْ فوْق مُهْرَتهَا الحَزينَة
فِي رحْلَة الشتَاء الطويلَة
لِدجْلَة َوَالفرَات أغْنيَتِي الأخِيرَة
يَحْدُث أن تَبيعَ بَاهلَة ُ أصْنَامَهَا لليَهود
صَنَم لأبْرَهَة َالعَبْسي
صَنَم لهُولاكُو الجَديد
صَنَم لنَابلْيون
صَنَم لِقاهرَة المُعِز
صنم لليبيا العقيد
صنم لتونس الخضراء
صنم لجزائرنا العتيد
صنم لمغربنا العنيد
صنم لشامنا الموغل في قيح صديد..
مجد لحجنا المبرور المضرج بدم الشهيد
ما بين حانات أوربا ومواخير التصابي
في عين الذئاب على مجد تليد
فِي كُل قبيلَة صَنَم جَدِيدْ..
يَعْلُو في رَبْعه وَيَسُودْ..
وَ أرَى فِي البَيْت المُحصن القدِيم
رجَالا بحَجْم الشمْس يَذهبُون
يَقتَسمُونَ غُرْفة
سَقفُهَا مِنْ سَعْفِ النخِيلْ.
فِيهَا المُتَنَبي وَالشنْفرَى وَأبُو نَواس
وَالمَعَري وَامْرؤ القيْس
وَعَنْترَة وَأبُو فرَاس
يعدونَ الشايَ وَيَرْتَجزونَ قافِيَة للمَسَاء
يَحْتَسُونَ خمْرَة مُعَتقة طروبْ
وَيُدخنونَ النهَارَ القتِيلْ
يَصْطادونَ فِي غُرْبَتهم مَعَان لا تَغِيبْ
قدْ أسرَتْهُم فاتنة ُالجَمَال
حِصَار لِكل الجهَات
بَغْدَادُ قطعَة مِن حِصارْ
بغْدادُ سحاب مِنْ دمارْ
بَغْدَادُ هُولاكُو الجَدِيد
قدْ دَمر البَيْتَ القدِيم
فلْتبشِري يَا كَتَائبَ التتَارْ..
قريش قدْ أدْمَنَت أصْنَامَهَا
وَزَنُوبيَا الآسِرَة أضْحَتْ
تُمَارسُ الحُبَّ مَعَ كل العَابرين
وَجْههَا اعْتَرَاه الشحُوبْ
رُضَابهَا سَالَ لَهُ اللعَابُ
وَفِي قلْبهَا نُدوبْ
بَغْدَادُ لا قدْ طلَع َالنهَارْ
فلْتبشِري بغد جَديد
يُولَد فِيه مَهْدِي جَدِيدْ..
يُحَطم كل أصْنَام اليَهودْ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف